الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توديع الحرس القديم في العراق: واقع لا مفر منه وتأثير دائم

احمد جليل العتابي

2024 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


مع تقدم الزمن والتغيرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها العراق، أصبح توديع الحرس القديم واقعا لا مفر منه. هؤلاء القادة الذين شكلوا نسيج السياسة العراقية لعقود، بدءًا من السبعينيات والثمانينات في المعارضة وصولاً إلى يومنا هذا، هم اليوم يقتربون من نهاية مسيرتهم السياسية. ومع ذلك، فإن تأثيرهم سيبقى قوياً حتى بعد اعتزالهم وتقدمهم في العمر.

تأثير الحرس القديم

الحرس القديم في العراق ليس مجرد مجموعة من السياسيين الذين شغلوا المناصب العليا؛ بل هم مجموعة من الشخصيات التي شكلت الوعي السياسي والاجتماعي للأمة. تأثيرهم يمتد إلى الأجيال الجديدة من السياسيين والإداريين، الذين تربوا على أيديهم ونهلوا من خبراتهم وتوجهاتهم.

هؤلاء السياسيين تمكنوا من ترك بصماتهم بطرق مختلفة، سواء من خلال القرارات التي اتخذوها، أو السياسات التي انتهجوها، أو حتى من خلال شبكات العلاقات والتحالفات التي أسسوها. وحتى بعد تقاعدهم، سيظل تأثيرهم ملموسًا من خلال الأشخاص والمؤسسات التي دعموها وساندوها على مر السنين.

أمثلة تاريخية

1. نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا:

عندما اعتزل نيلسون مانديلا السياسة، بعد فترة رئاسته، ترك خلفه إرثًا من الكفاح ضد الفصل العنصري والتحول الديمقراطي. تأثيره استمر من خلال الحزب الذي قاده، المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، ومن خلال القيادات الشابة التي تدربت تحت إشرافه.

2. ونستون تشرشل في بريطانيا:

على الرغم من اعتزاله السياسة في عام 1955، إلا أن ونستون تشرشل ظل شخصية مؤثرة في الحياة السياسية البريطانية. إرثه في قيادة بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية وصموده أمام النازية، شكل مرجعًا لأجيال من السياسيين البريطانيين.

3. لي كوان يو في سنغافورة:

مؤسس سنغافورة الحديثة، لي كوان يو، اعتزل منصب رئيس الوزراء في عام 1990، لكنه استمر في لعب دور مؤثر كوزير رفيع وكأب روحي للأمة. تأثيره على السياسة السنغافورية استمر لعقود، من خلال السياسات التي وضعها والتوجيهات التي قدمها.

تأثير الحرس القديم في العراق

بالنظر إلى العراق، يمكن أن نرى تأثير الحرس القديم في عدة جوانب:

1. الإرث السياسي والمؤسساتي:

ترك الحرس القديم إرثًا من المؤسسات السياسية والأمنية التي لا تزال تعمل وفقًا لتوجيهاتهم وسياساتهم. هذه المؤسسات، رغم التغيرات التي قد تطرأ عليها، لا تزال تحمل في طياتها بصمات هؤلاء القادة.

2. الشبكات والتحالفات:

تمكن الحرس القديم من بناء شبكات واسعة من العلاقات والتحالفات التي تمتد عبر مختلف القطاعات. هذه الشبكات تستمر في التأثير على السياسة والاقتصاد وحتى على الحياة الاجتماعية في العراق.

3. الفكر والتوجهات:

الأفكار والتوجهات التي زرعها الحرس القديم في عقول الأجيال الجديدة من السياسيين لا تزال تؤثر في قراراتهم وسياساتهم. هذا التأثير الفكري يمتد ليشمل القيم والمبادئ التي يدافعون عنها والسياسات التي يتبنونها.
إن توديع الحرس القديم في العراق هو واقع لا مفر منه، لكن تأثيرهم سيظل قويًا حتى بعد اعتزالهم. التاريخ يعلمنا أن القادة العظام يتركون بصماتهم العميقة على الأجيال القادمة، سواء من خلال المؤسسات التي بنوها، أو الأفكار التي نشروها، أو الشبكات التي أسسوها. العراق اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة، لكن ماضيه لن يختفي ببساطة، بل سيظل يؤثر في حاضره ومستقبله.

بهذا الوعي، يجب علينا أن نستعد لاستقبال الجيل الجديد من القادة، مع الحفاظ على ما هو إيجابي من إرث الحرس القديم، والعمل على تجنب أخطائهم وتجاوزها نحو مستقبل أفضل للعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خامنئي و الرئيس الإيراني .. من يسيطر فعليا على الدولة؟ | الأ


.. مناظرة بايدن-ترامب .. ما الدروس المستخلصة ؟ • فرانس 24 / FRA




.. #فرنسا...إلى أين؟ | #سوشال_سكاي


.. المناظرة الأولى بين بايدن وترامب.. الديمقراطيون الخاسر الأكب




.. خامنئي يدعو الإيرانيين لمشاركة أكبر بالانتخابات | #غرفة_الأخ