الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على غزة_اليوم لا سلام ولا استسلام

بديعة النعيمي

2024 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في ٧/أكتوبر/١٩٧٣ فوجئ "هنري كيسنجر" وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بحجم الإنجازات التي حققها الجيشان المصري والسوري في الساعات الأولى للحرب.
حيث اخترقت القوات المصرية خط بارليف، والسورية خط آلون في الجولان.
بينما جيش دولة الاحتلال يشهد انهيارا غير مسبوق.
وهنا كان هم "كيسنجر" إنقاذ دولة الاحتلال والعمل على مساعدتها لاستعادة زمام الأمور، وتعديل الموازين العسكرية لصالحها.
فقام بعرقلة وقف أي محاولة لانعقاد جلسة لمجلس الأمن لأي قرار من شانه أن يفضي إلى وقف إطلاق النار قبل إعادة هيبة جيش الاحتلال، عن طريق إتمامه التعبئة وبدء هجوم مضاد وضمان تدفق السلاح الأمريكي بعد الخسارة المدوية في  فقدان مئات الدبابات وعشرات الطائرات خلال ساعات من بدء الحرب.
وبالفعل فقد قام الرئيس "نيكسون" الذي كان وقتها مشغولا بفضيحة ووترغيت" بفتح مخازن الأسلحة وأمر بإقامة جسر جوي لانتشال دولة الاحتلال من الهزيمة التي كانت حتمية لولا تدخل الولايات المتحدة بإدارة خبيثة من "كيسنجر" اليهودي الذي ظل يتلاعب حينها بالجميع لتأخير صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار إلى أن تم تغيير الوضع العسكري لصالح جيش الاحتلال من خلال إيجاد ثغرات عسكرية في الجبهة المصرية.
فحصل من خلال ما ذكرنا على نصر لدولة الاحتلال واستعادة ماء الوجه. ثم بدأ "كيسنجر" جولاته المكوكية لإقامة ما أسماه ب "السلام" من أجل حفظ أمن دولة الاحتلال وضمان تفوقها على دول المنطقة.
فكانت "كامب ديفيد" وتلتها "وادي عربة" ثم "اوسلو".
ومن هنا فإن جولات "كيسنجر" كدس السم في العسل لم تأتي بغير الشر للشعوب العربية عامة والفلسطينيين خاصة. وكانت جميعها لصالح دولة اليهود، الأمة التي ينتمي إليها، غير أنه لم يصرح بذلك علنا.

أما "أنتوني بلينكن" وزير خارجية الولايات المتحدة فقد كان موقفه واضح وفاضح من ناحية دعمه لدولة الاحتلال.
فعندما قرر زيارة الشرق الأوسط بعد عملية ٧/أكتوبر/٢٠٢٣ صرح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" حيث قال علنا ودون خجل "أنا ممتن لأن أكون هنا في "إسرائيل"...أتحدث بشكل شخصي وأتيت كيهودي".
وقال تزامنا مع مجزرة جباليا "أن الولايات المتحدة تؤيد "إسرائيل" في مواصلة الهجوم على قطاع غزة حتى تتوقف حماس الفلسطينية عن تشكيل تهديد".
"بلينكن" كان يعطي الضوء الأخضر ولا زال في كل زيارة له لدولة الاحتلال بارتكاب الإبادة الجماعية بحق المدنيين.

فعلى هامش زيارته للشرق الأوسط بتاريخ ٥/نوفمبر/٢٠٢٣ استمرت المجازر بحق الفلسطينيين حيث استهدف جيش الاحتلال المستشفيات وسيارات الإسعاف ومخيمات اللاجئين في عملية إبادة جماعية واضحة.

وخلال زيارته الخامسة لدولة الاحتلال في إطار جولة شرق أوسطية بتاريخ ٦/فبراير/٢٠٢٤ استقبله جيش الاحتلال بتصعيد جرائمها وارتكاب الإبادة الجماعية بحق المدنيين ومنع وصول الاحتياجات الإنسانية ومواصلة تدمير قطاع غزة.

أما في ٢٠/آذار/٢٠٢٤ خلال زيارته أيضا للشرق الأوسط فقد قام الجيش الفاشي بارتكاب ٧ مجازر وحشية خلال ٢٤ ساعة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.

زيارات "بلينكن" للشرق الأوسط جميعها تصب في مصلحة دولة الاحتلال ومحاولة الضغط على حركة حماس للقبول بالمفاوضات التي تتناسب بصنع نصر لدولة الاحتلال. غير أنه اليوم أمام مقاومة شرسة لا تفاوض إلا بما يصب في مصلحة شعبها.
فلا سلام ولا استسلام، المقاومة الفلسطينية التي يحاول "بلينكن" نزع سلاحها وانتزاعها من غزة بالقضاء عليها، أعجزتهم وأفشلت مخططاتهم.
ونتيجة طوفان الأقصى لن تكون نسخة عن نتائج "حرب الغفران".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد بدء الوساطة العراقية، أردوغان يؤكد أن لامانع لعودة العلا


.. يوم انتخابي طويل في إيران لاختيار رئيس جديد • فرانس 24




.. الجبهة الأوكرانية مشتعلة.. وخطر المواجهة المباشرة مع الولايا


.. ما هي خطة -اليوم التالي- الإسرائيلية للتعامل مع غزة بعد الحر




.. مناظرة بايدن وترامب تنعكس على المشهد السياسي في إسرائيل | #م