الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل دخلت مصر عصر الميليشيات؟ الإخوان يستعدون لتحويل الشارع المصري إلى ساحات قتال

أمنية طلعت

2006 / 12 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تابعت بدهشة تلفها الاحساس بالمرارة، الأخبار التي تناقلتها بعض الصحف المصرية عن نزول فرقة من طلاب جامعة الأزهر التابعين لجماعة الإخوان المسلمين (التي يصرون على تسميتها بالمحظورة) إلى ساحة الجامعة يرتدون أقنعة سوداء مكتوب عليها صامدون، وهم يستعرضون فنونهم القتالية.. في الحقيقة أنا لن أعلق على تفسير زعيم تلك الجماعة على هذا الاستعراض الذي حاول به أن يستخف بالعقول المصرية، التي فيما يبدو أنها أصبحت عقول فارغة من أي محتوى عاقل، لكي تتقبل كلمات هذا العاكف وتواصل الصمت تجاه ما حدث في جامعة الأزهر.
إن تلك الجماعة التي دأبت حكومتنا الموقرة على تسميتها بالمحظورة بينما تترك لها الشارع المصري لتعبث به كيفما شاءت، حتى حولت شعب بأكمله إلى شعب عمائم، تلك الجماعة بدأت في تنفيذ مخططها الحقيقي الذي تنكره دائما على المستوى الإعلامي، مخططها لتحويل مصر إلى ساحة قتال بين ميليشيات عسكرية، بدأتها هي بإنزال أول ميليشياتها إلى جامعة الأزهر، ليستعرضوا قوتهم ويقولون بمنتهى الوقاحة في وجهونا نحن مستعدون للقتال، نعم إنهم مستعدون للقتال بدليل تصريح زعيمهم أثناء الحرب الاسرائيلية على لبنان الماضية انه قادر على إرسال عشرين ألف مقاتل إلى لبنان ليحاربو جنبا إلى جنب مع حزب الله، يحاربو في حرب لا ناقة لمصر فيها ولا جمل. أضف إلى ذلك سؤالا هاما وهو أين ومتى ولحساب من تعلم هؤلاء فنون الحرب والقتال؟ وعلى أي سلاح تدرب؟ ومن أين حصل على هذا السلاح وهم من المفترض ليسوا جنودا في الجيش المصري وليسوا طلابا لا في كليات الشرطة ولا الحربية.
ما جعلني أشعر بالصدمة أيضا هو كلمة صامدون التي كتبوها على أقنعتهم السوداء. صامدون في مواجهة من؟ إن الشعب المصري كله صامد أمام ما يعانية من إفقار ونهب يومي منظم على يد حكومته، الشعب المصري كله صامد في مواجهة حقوقه التي تسلب رغم أنفه وإذلاله على يد شرطة مصر التي من المفترض أنها في خدمته، الشعب المصري كله صامد أمام تبديد ثروات بلده وتشويه عقول أبنائه، وسرطنة زرعه وبيع ممتلكاته من مشاريع قومية تم إنشائها على مدار عصور طويلة برخص التراب، لرجال أعمال عرب يدفعون اموالا من أسفل الطاولة للمنتفعين القوادين الذين قطعوا أوصال مصر وباعوها بالتجزئة في أسواق النخاسة على مدار أكثر من ثلاثين عام.
صامدون في مواجهة ماذا ومن؟ هل لهم أحلام وآمال وأهداف وتطلعات غير التي يحلم بها كل مصري؟ بماذا يحلمون وإلى ماذا يخططون؟ أيحططون إلى تحويل الشارع المصري إلى ساحات إقتتال بعد أن نجحوا في إفراط عقد الأمة وقسمونا إلى سنة وشيعة وأقباط؟ ماذا سيحدث بعد أن تهجم واحد من صناعتهم حاملا سيفا على مصلين في الكنائس مقطعا الأوصال بدعوى الجهاد؟ هل سيصل الأمر إلى وجود ميليشيات تسير في الشوارع تقتل من تسير بدون غطاء رأس ومن تعلق في صدرها صليب ومن يسير بدون لحية؟ هل سنشهد في الفترة المقبلة ألف فرج فودة؟ هل ستقام محاكم التفتيش الإخوانية لمحاكمة كل مصري غير تابع لفكرهم الظلامي ليقام عليه بعد ذلك حدودهم الجائرة؟
للأسف الشديد لم تعد هناك أي رؤية مستقبلية تنبعث منها أي شعاع للنور، فبعد أن وصل هؤلاء إلى مجلس الشعب وحولوه إلى ساحة مناقشة لأغاني نانسي وهيفا وروبي وتخوين صناع فيلم عمارة يعقوبيان ثم إلهاء المصريين بقضية الحجاب المفتعلة مع وزير الثقافة، متجاهلين آلام الشعب الحقيقية ومشاكله الأساسية، بينما يثرون في الخفاء ويحققون مكاسبا مادية هائلة باسم الاسلام وبدعاوي الدين وهم يعقدون الصفقات مع الحكومة الموقرة وعدو مصر والعرب الأكبر، ثم يظهرون بوجوه ملونة بالتقى ويعلقون المسابح ويطلقون البخور ملقين باسم الله وقوانينه في وجوهنا كلما نطق أحدنا ينادي بالديمقراطية وعلمانية الدولة، بعد كل هذا الظلام والردة الحضارية والتخلف في طريق إقامة دولة مدنية تحترم حرية الجميع على اختلافاتهم، لم تعد هناك بارقة أمل خاصة بعد ان نجحوا في تحويل شعب مصر إلى قطيع يسير وراؤهم محني الرأس مؤمنا بأن هذا هو طريق الخلاص طالما ذكر اسم الله لإقرار وإشاعة كل مصيبة يأتون بها.
لكن السؤال الذي أوجهه لشعب مصر الذي طال صبره وصمته، هل ستتركون شوارعكم لميليشيات الإخوان المسلمين ليحولوها إلى بحور دم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام