الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحولت إلى امرأة مثلية يهودية بقضيب

أمين بن سعيد

2024 / 6 / 26
كتابات ساخرة


إذا ضحكت أو سخرت، فلا شك أنك "ترانسفوبك" و "معادي للسامية"!
وإذا استغربت فأنت "جاهل" "تعيش في العصور الحجرية"، ويلزمك "دروس خصوصية" في "التقدمية" و "العلمانية" و "الهويات والميولات الجنسية"!
الـ "غوييمة" سيمون دي بوفوار قالت "لا نولد امرأة لكن نصبح واحدة"، ولا يشكك في صدق قولها إلا "غوييم معادي للسامية وللنسوية". ولست منهم أولئك "المتعصبون" "العنصريون"، بل أنا ممن اكتشفوا "الحقيقة"، وها أنا أصرخ بأعلى صوت ليعلمها "المغيبون" "الناكرون" "الفاشيون".
نعم، قررت أن أتحول، فمنذ مدة وذلك الشيء الذي بين فخذي يقلقني، الناس تدفع الألوفات لتشفى من السرعة وأنا تشتكي كل من تقع بين يدي من سرعتي السلحفاتية، كلهن يفرحن في البدء لكن ما إن يجربن حتى يضجرن. إحداهن نامت مرة، وعندما استيقظت وجدتني لم أنته بعد، فقالت لي: "إذا أدركك الصباح، حضر لي الفطور... تصبح على خير"، وتركتني في شغلي "فاكه"...
كنت أقول عن نفسي أني "فنان" و "عاشق للنسوان"، فاكتشفت أني "لا إنسان" و "غريزة حيوان"... صُنعت المرأة لي لأقضي فيها حاجتي فرفضت ظانا نفسي "فهمان" وحاجتها فيَّ "قرآن"، لكن الحقيقة أني خدعت فكل ذلك كان من "الثقافة المتخلفة" التي لُقنتها و"التي نسفها العلم بقنبلة نووية منذ أزمان".
هل يمكن أن نعرف "الحقيقة"، "حقيقتنا" من أغنية مثلا؟ من قصة نقرؤها على النات؟ من مسرحية؟ من فيلم؟ ... "العلم" "التجربة البشرية" "المنطق" "العلماء والفلاسفة الحقيقيون" كلهم يقولون نعم، أما "الجهال" و "العنصريون" و "أشباه العلماء والفلاسفة" فيدعون العكس ولا يصدقهم في "مزاعمهم" إلا "الأغبياء"!
أنا عرفت "الحقيقة" من حلم، نعم حدث ذلك، وهو "حقيقتي" التي لا يمكن أن يشكك فيها إلا المذكورون آنفا... ملايين البشر يدّعون حقائق أتتهم في أحلامهم، فهذا جاءه الرب وأهداه خروف العيد، وذلك شعر بالشيطان يتجول في دبره، وتلك خجل منها الثعبان الأقرع ولم يفترسها لجمال عينيها، والأخرى رأت قضيبا كالنخلة يخرج من بين فخذيها، وغيرها الكثير الذي لا يحصى...
يضحك "السذج" من كل وحي يأتي الناس لأنهم يربطونه بالأديان والآلهة، لكنهم "يجهلون" أن هنالك أنواع أخرى كثيرة قد "أثبت العلم صحتها" ومنها الذي حصل لي...
كنت نائما، فرأيت ملاكا بجناحين، يقترب مني، بكل جناح يمسك بفخذ، يفتحهما ويقرب رأسه من ذكري، ظننت أنه سيفعل ما يُفعل في تلك المواضع، لكنه جعل ينظر له ولي طويلا ثم صرخ بصوت عظيم: "الأولاد لا يبكون، الأولاد لا يبكون، الأولاد لا يبكون" وقطع ذكري وأكله... لم أتألم، لم أبك، لم أصرخ، لكن، ابتسمت، وشعرت بسعادة كبيرة لم أشعر بها حتى تلك اللحظة. ثم استيقظت...
تساءلت سؤالين عن المنام، كيف فرحت والقضية تخص قضيبي؟ كيف لم أتفف من أكل الملاك له ولمنظر الدم على شفتيه؟ كان يشبه الإنسان لكن بجناحين، لو رأيت مئات الأجنحة لكذبت المنام لكنْ جناحان المسألة "منطقية" و "لا يمكن رفضها"... ولكي لا يشكك "المغرضون" في "يهوديتي"، أقول لهم أني "يهودية ملحدة" لا أؤمن بالأديان لكن أؤمن باليهودية كعرق وقومية، أمي ليست "يهودية" لكن "أستطيع الحاق نفسي باليهود ومن ألحق نفسه بقوم صار منهم". اخترت ألا أكون من أولئك المتدينين "المتخلفين" بل من أولئك العلماء والفلاسفة والفنانين والسياسيين الذين يحترمهم ويجلهم كل العالم، العدو قبل الصديق، كماركس وفرويد وشومسكي وبولنسكي وليفني ونتانياهو "الباسل المتنور الحازم عدو الفاشية الاسلامية العربجية الذي سيذكره الحاضر والتاريخ بكل الخير لتخليص شعوبنا من الدواعش الفلسطينيين حماس والجهاد" ( https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=833902 تسلسل رقم 1)
أعود لقضيبي، فهو أهم من "يهوديتي" الآن. مع تذكير آخر للـ "مغرضين" أن قصة الملاك التي سأتكلم عنها تشبه اليهود اللادينيين الذين أسسوا إسرائيل، وكذلك الذين ينددون بإسرائيل اليوم لكن يعيشون في إسرائيل "أرض اليهود".
قضيبي... الملاك ترك لي رسالة، تشبه إيحاء ما، تشبه حاسة سادسة، تشبه شخصا أقذر من القذارة تراه في طريق فتكتشف عبره "حقيقة" ما، ذلك الرجل لا يعني لك شيئا لكن ما يهم هو الذي اكتشفته عبره، والذي اكتشفته عبر الملاك هو المهم وليس الملاك في حد ذاته، مع ملاحظة أن حضور الملاك يعني الخير عكس حضور الشياطين أو الله، فلو حضر الله لظننت أني رسول أو ابن! ثم، الله يقطع قضيبي ويأكله؟ الرؤية ستكون "غير منطقية"، فحتى لو تجاوزت كل الخطوط الحمراء واتبعت قضيبي، فإني ربما أقبل أن "كذا وكذا" في الملاك أما أن أفعل ذلك في الله فـ "غير منطقي" أن أتصور ذلك. برغم أني قرأت "روايات" عن بعض "الخبثاء" يقولون فيها أن بعض الناس سينكحون "كل شيء" في الحياة الأخرى، لكني لم أصدقهم بالطبع لـ "لا معقولية" ذلك الادعاء، وشتان بين "ديني الجديد" الذي لا آخرة فيه، بل جنته هذه الأرض، ونكاحه بشر هذه الأرض وما يملكون، وهو كما ترى "عقلاني" و"بعيد عن تخاريف" من ادعى عليه أن فيه حياة أخرى سأطير فيها في حضرة الله مع ذلك الملاك الذي أكل قضيبي!
المهم، قلت إن "الحقيقة" نستطيع أن نكتشفها من أتفه الأشياء، كفيلم مثلا... أكل الملاك قضيبي والدم لطخ شفتيه وقال "الأولاد لا يبكون" وأعادها ثلاثا، لم يجهش بالبكاء بعدها، لكن الحلم انتهى واستيقظت... لم أكن أعرف الفيلم، وعندما عرفته فهمت الرسالة (https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_accolades_received_by_Boys_Don%27t_Cry_(film))؛ براندن اغتصبو"ه" وقتلو"ه" لأنهم مجرمون، كان ذلك "مرحلة الضعف"، أما اليوم فالأمر اختلف ونحن نحيا "مرحلة التمكين"، فمن كان سيتجرأ اليوم على فتح فمه لو كا"ن" براندن حيا؟ الملاك قدم لي "سلاحا نوويا" لذلك شعرت بالسعادة، لم أهتم لقضيبي وقتها -والملاك هو المتحكم في الحلم- لأن المنام هدفه الأول كان "هدايتي" للطريق، إعطائي "مفتاح الدخول"، أما قضيبي فهو "مجرد نقطة تفاصيل" (https://www.lefigaro.fr/politique/le-scan/decryptages/2015/04/02/25003-20150402ARTFIG00262-l-affaire-du-detail-un-tournant-dans-l-histoire-du-front-national.php). لكن بعد ذلك فهمت أن قضيبي كان "كل شيء"، فـ "لا وجود لي بدونه"، وإن كان يؤرقني دائما... وفهمي لتلك الحقيقة، جاء من نفس الفيلم، فعادة ما يتمثل العوام بأبطال الأفلام والمسلسلات، أما أنا فلم أكن من العوام! وحاشا لي أن أكون! كنت من أصحاب الشعارات نعم، لكن أبدا لم أكن من العوام!
المهم، الفرق بيني وبين براندن أنـ "ـه" لم "يـ" ـكن عند"ه" قضيب أما أنا فعندي، "هو" كا"ن" "يـ" ريد أن "يـ" ـكون عند"ه" قضيب أما أنا فعندي، "هو" كا"ن" "يـ" ـريد التحول أما أنا فلا أريد تغيير أي شيء وحتى لو فكرت في تغيير أشياء: "كله إلا قضيبي!"، وحتى كونتشيتا لم "تـ" "يـ" ـستهوني (https://www.youtube.com/watch?v=QRUIava4WRM)...
"الظلام" كان "حالكا" في تلك الأعوام! والبشرية كانت في فترة مخاض، لكن الأمل لم يغب ولا يجب له أن يغيب، ولا حياة دون أمل، والأمل لا يأت لا من الفراغ ولا من السماء لكن من "نور الثوار" ومن "ثوراتهم" (https://www.youtube.com/watch?v=nuCV9fh5-b4) حتى "بَطَلَ سحر المتخلفين" و "أذعنوا للحق غصبا عن أنوفهم"! لكن حتى "العظيم" Arnaud Gauthier-Fawas لم -ولا أعرف أي ضمير سأستعمل فهو لا يرى نفسه لا امرأة ولا رجل- لنقل "يـ/تـ ـستهوني"! لأني -وبصراحة- لم أزل حتى تلك اللحظة أخشى على قضيبي! "لُقّنت" منذ الصغر ككل البشر أن للرجل قضيبا وللمرأة فرجا، لكن كل ذلك كان "أوهاما" و"أكاذيب"، و"الحقيقة" ألا فرق بينهما إلا "حجم القضيب"، فالرجل عنده قضيب كبير والمرأة عندها قضيب صغير: و "للدقة" كان ذلك "الإكتشاف" "بداية الطريق إلى الحقيقة" لا "كل الحقيقة"، و "كلها" ما اكتشفته "العظيمة" سيمون! فالمرأة لا تولد كذلك إنما "البيئة والمجتمعات ومعتقداتها وثقافاتها البالية هي من تصنعها وتصنع الرجال معها"، وكان ذلك كيف "تحولت" إلى "امرأة" وحافظت على قضيبي: نعم أنا اليوم مثلما كنت طوال حياتي، بلحيتي ولباسي وعطري وسجائري و... قضيبي! لكني "امرأة"، و "مثلية" فأنا أحب النساء ولا شيء غير النساء ولم يحبب لي شيء في كل هذه الدنيا غير النساء! من لا يفهم هذه الأمور "البسيطة" بل و "البديهية" التي قلتها غير "جاهل يعيش في عصور البرنز" أو "ترانسفوبك"؟
طبعا خطر ببالي قبل التحول إلى "امرأة مثلية" أن أتحول إلى "مثلي"، لكن الفكرة لم ترقني فأنا فاعل لا مفعول فيه، وأيضا لأن حقبة المثليين انتهت واليوم عصر المتحولين! أحدهم زعم أني "هوموفوبك" لأني قلت أني يستحيل أن أنظر لذكر لأني "امرأة مثلية" ولا أشتهي الا النساء، وكان سلاحه كقنبلة بدائية من الحرب العالمية الأولى مقارنة بسلاحي النووي الذي أسكته: "أنت ترانسفوبك"! وبإسكات المثليين "الجهلة" و "العنصريين" عرفت أن الحق عندي، وغير معقول ألا ينتصر الحق و "يحكم": يقول "المعادون للسامية" أن حصول اليهود على جوائز كثيرة في كل المحافل ليس دليلا على نبوغهم بل هو دليل على سيطرتهم، ومن يمول ويحكم يعطي الجوائز، ونفس المنطق "السخيف" يقوله "الترانسفوبك" كالزعم مثلا أن الفيلم الذي عبره عرفت "الحقيقة" فيلم تافه ولا علاقة للجوائز العديدة التي حصل عليها بالفن بل كانت الأيديولوجيا ولا شيء سواها، وكل هذه "المزاعم" "تافهة" كما ترى، ولا تخرج إلا من فم "عنصري نازي" أو "متخلف جاهل"!
يقول "السذج" المغايرون أن الهويات والميولات الجنسية ليست فكرا لتجري عليه قاعدة "الحق لا يقاس بالعدد"، ويقول "المتخلفون" المثليون أن اتهامهم بـ -الشذوذ- من المغايرين إرهاب وعنصرية ودكتاتوريةُ أغلبية، والفرقتان لا تزالان تعيشان أكثر من قرن من الزمن إلى الخلف بل في عصر الرومان، "فرق تسد/ الخبز والسيرك"، وفي عصر الثورة التي وقعت في فرنسا وشعاراتها الرنانة... إن الحكم إلا لـ "زبدة هذا العالم" "المتحولون" "أبناء الله"!
انتهينا من "امرأة مثلية بقضيب"، يبقى الآن الأهم: يشبه الأمر تلك الطاقة التي حولت برجي التجارة إلى دخان، أعظم من قنبلة نووية، وليس "مجرد نقطة تفاصيل" كما زعم ذلك المغفل بل الألف والباء وحتى الياء: "أنا يهودية"! "امرأة مثلية بقضيب ويهودية "!
أول شيء الكلام سيكون مع "الأغبياء" الملحدين... لكني تذكرت شيئا مهما لم أتعود عليه حتى الآن: ولماذا سأشرح أصلا لهؤلاء ولغيرهم؟ من سأل، من تساءل، من شك، من حتى حرك أصبعا أو حاجبا، فهو "قطعا ويقينا" "معاد للسامية" و"نازي" و "لا يمكن الكلام معه أصلا"، فلا "حرية لأعداء الحرية" و"لا حقوق إنسان لمن يستعمل بنود إعلان حقوق الإنسان للتحريض على إبادة من بعد محاولة إبادتهم وُضعت حقوق الإنسان"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي