الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة الأحفاد .

صباح حزمي الزهيري .

2024 / 6 / 26
الادب والفن


مقامة الأحفاد :
في الأمثال الدارجة, مثل مشترك بألفاظ متقاربة في الأقطار العربية كلها : )) إنه لا أعز من الولد على قلب أهله وذويه إلا ولد الولد(( , إذا نظرتَ إليهم رأيت زهرًا جميلًا, وشممتَ ريحانًا طيبًا, طار الفؤاد فرحًا بهم حالما علمت انهم أصبحوا أجنة في أرحام أمهاتهم , وفاح شذا عطرهم منذ أول لحظة تبشرت فيها بمقدمهم, وشممتُ مسك رائحتهم وأنا أحضنهم , فهم الحياة المتجددة, والعمر الممتد, والذكر الجميل, والأثر الصالح, بهم تحلو الحياة وتبتهج النفوس , ويعيش المرء معهم لحظات لا تُنسَى , نخرِج فيها لهم من مكنون حبنا ومخزون عواطفنا ما يُبهجهم , ونهبهم من خلاصة فكرنا وزبدة تربيتنا ما يُصلحهم.
يقول ثيودور روزفلت : (( يجب ألا ننسى أنه سيكون من المهم لأحفادنا أن يكونوا مزدهرين في وقتهم كما هو مهم بالنسبة لنا أن نكون مزدهرون في عصرنا)) ,
أملُ تدركه العينُ وأين؟ بعد إدراك المُنى قرّة عين , الحفيد هو المرآة التي يرى فيها الجد صورته في كثير من الأحيان , ويرغب دائمًا في أن تكون هذه الصورة أجمل وأسمى من الصورة التي كان هو عليها قبل عشرات السنوات , إنَّ الحب الذي لا يفتر ولا يزول هو الحب الذي ألقاه الله تعالى بين الأحفاد والأجداد, حب فطري يغسل القلوب بالندى, وتشرق فيه شموس المحبة والمودة على كل الأرض .

الأحفاد للإنسان زيادة في مسرة العائلة, قال تعالى : ((فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)) [هود: 71], وهم زهرة الحياة الدنيا وزينتها, وبهم التفاخر والتناصر والمساعدة لدى البأساء والضراء, وكل العبارات التي تقال في محبة الأحفاد ناقصة, فلا يمكن أن ترتقي أية عبارة إلى المحبة التي يحملها الجدُّ لأحفاده الصغار, فهم مفاتيح قلبه وأبناء روحه , يعيش ليسعدوا ويبني ليفرحوا, كل حفيد هو نعمة من الله تعالى , كأنه قمر يضيء البيت ويبثُّ فيه الدفء والسرور, وكلما زاد عدد الأحفاد ازداد الأجداد سعادة بهم.
في نظر الجد والجدة, يعدّ الحفيد أهم شخص في العالم, لذلك, فهما يثقان به ويشعرانه بالأمان ويعززان احترامه لذاته وهويته, ويمنح الجدان حفيدهما أجنحة ليحلم ويوجهانه نحو تحقيق حلمه.
((وإن رآني مقبلاً رفرف زَنْدَيْه ومَد
ولم يزل مزقزقاً كأنه طيرُ غَرِد
بينا تراه وادعاً إذا به ظبيْ شَردْ)) .
أعتقد أن الشخصية المميزة بقوة يمكن أن تؤثر على الأحفاد لأجيال , فدعونا نكون الأسلاف الذين سيشكرهم أحفادنا, وكما قالوا ان السعادة المثالية هي غروب الشمس الجميل , ضحكة الحفيد, أول تساقط للثلوج , الأشياء الصغيرة هي التي تصنع اللحظات السعيدة وليس الأحداث الكبرى , الفرح يأتي في رشفات وليس جرعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أيمن عبد السلام ضيف صباح العربية


.. موسيقى ورقص داخل حرم المسجد في عقد قران ابنة مفيدة شيحة يثير




.. على طريقته الخاصة.. الفنان الفرنسي -زاربو- يحكي قصصا عن لبنا


.. الموسيقي التونسي سليم عبيدة: -قضايا انسانية ،فكرة مشروعي الج




.. الفنان بانكسي يفاجىء جمهور فرقة موسيقية بإلقاء قارب مطاطي عل