الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ــ الحلقة الرابعة

موقع 30 عشت

2024 / 6 / 26
القضية الفلسطينية


استمرارا في نشر حلقات "القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية"، يقدم موقع 30 غشت الحلقة الرابعة من هذه الدراسة.
محاور الحلقة الرابعة
الجزء الثاني
I - كرونولوجيا حول فلسطين
ǀǀ - ثورة 1936 الفلسطينية
ǀǀǀ المقاومة الفلسطينية من مجزرة الأردن 1970 (أيلول الأسود) إلى طوفان الأقصى أكتوبر 2023
1 - فلسطين: مجازر الأردن 1970
2 - اليسار الفلسطيني من 1960 إلى 1970:
3 - الثورة الفلسطينية ومسألة يهود الكيان الصهيوني
4 - أيلول الأسود وهزيمة الأردن
5 - اليسار الفلسطيني في مهب الريح
ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ
الحلقة الرابعة
ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ
الجزء الثاني
I - كرونولوجيا حول فلسطين
يعود تاريخ الشعب الفلسطيني إلى الماضي البعيد للشرق الأوسط، وهو شعب متجدر في أرضه تشهد على ذلك كل العناصر المكونة من لغة وثقافة وتكوين نفسي وجماعة ثابتة في الأرض تشكلت تاريخيا كجزء من الأمة العربية التي عانت من الاستعمار بكل أنواعه القديم والحديث حتى ذلك الذي كان يسمى "خلافة عثمانية". ومنذ القدم كانت أرض فلسطين هدفا للمطامع الإمبراطورية والاستعمارية وجرت فوق أرضها معارك طاحنة وحاسمة في التاريخ، من بينها، معركة عين جالوت التي جرت يوم 3 سبتمبر 1260م وتم فيها الانتصار بقيادة سيف الدين قطز على جيش التتار المغولي بقيادة هولاكو، وكذلك معركة حطين التاريخية بقيادة صلاح الدين الأيوبي (تلال حطين توجد قرب قرية المجاودة القائمة بين مدينتي طبريا والناصرة في فلسطين) التي جرت أطوارها يوم4 يوليوز1187م، وتم فيها هزم الصليبيين، وعلى إثرها حررت العديد من المدن الفلسطينية وفي مقدمتها بيت المقدس. وبعدما وضعت الحرب الامبريالية الأولى أوزارها، قام الاستعمار البريطاني والفرنسي بتقسيم الدولة العثمانية ضمن ما سمي باتفاقيات سايس – بيكو، وبقرار من "عصبة الأمم " وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
لقد كان الشعب الفلسطيني في القرن العشرين، على موعد مع أخطر مؤامرة في تاريخه الطويل، حبكت على يد الاستعمار البريطاني الخبيث وربيبته الحركة الصهيونية العالمية.
هكذا بدأت حكاية أكبر سرقة في التاريخ، سرقة بلد بكامله وطرد شعب وانتزاع أرض أجداده والعمل على محو تاريخه واضطهاده وسن الإبادات الجماعية المستمرة في حقه بمشاركة القوى الامبريالية والرجعية.
سنعمل هنا، على سرد أهم أحداث المسألة الفلسطينية تجديدا للذاكرة وانعاشا لها بالنسبة للمناضلين الذين بدأ خطاب صهاينة العرب الجدد يجد طريقه إليهم، وذلك عسى أن تنفع الذكرى، وفي نفس الوقت تنوير للمناضلين الجدد بوضع أهم المعطيات ذات الصلة بأهم مسألة يعيشها العالم المعاصر، مسألة شعب يقاتل منذ ما يزيد عن مائة سنة ضد احتلال استعماري استيطاني عنصري وصهيوني بغيض، وذلك من أجل حريته واستقلاله الوطني ودولته الديموقراطية على كامل تراب فلسطين.
منطلقات النزاع:
ماذا تعني فلسطين؟
1) فلسطين جزء من الشعب العربي الفلسطيني، جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير، والشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية.
2) فلسطين في حدود الانتداب البريطاني تشكل كيانا ترابيا لا يتجزأ.
3) وحده الشعب الفلسطيني له الحقوق الشرعية على وطنه، وبعد تحرير وطني سيمارس حقه في تقرير المصير حسب متمنياته وإرادته وحدها.
4) الهوية الفلسطينية ميزة أصيلة ومتأصلة ودائمة تنتقل من الآباء إلى الأبناء، لا الاحتلال الصهيوني ولا شتات الشعب العربي الفلسطيني الناتج عن الآلام التي عاناها، بإمكانها مسح هذه الهوية الفلسطينية.
5) الفلسطينيون هم المواطنون العرب المقيمين بشكل عادي بفلسطين حتى 1947، سواء فرض عليهم التهجير أو بقوا على أرضهم، كل شخص ولد بعد هذا التاريخ من آباء فلسطينيين، سواء في فلسطين أو خارجها فهو فلسطيني.
6) اليهود المقيمون بشكل عادي في فلسطين حتى حدود بداية الغزو الصهيوني، فهم فلسطينيون.
1896: صدور كتاب" الدولة اليهودية"
أعلن الصحفي اليهودي تيودور هرتزل أن إنشاء دولة يهودية في فلسطين ضروري لليهود، ونشر في عام 1896 كتابه "الدولة اليهودية".
1897: مؤتمر بازل
يعتبر مؤتمر بازل (سويسرا) الحدث التأسيسي للحركة الصهيونية. دعا المؤتمر إلى إنشاء صندوق قومي يهودي لشراء الأراضي في فلسطين.
1915: اتفاقية حسين مكماهون
اتفاقية حسين مكماهون: وعد البريطانيون العرب بإنشاء مملكة على شبه الجزيرة العربية بأكملها، بعد انتصارهم على الإمبراطورية العثمانية.
1916: اتفاقيات سايس بيكو
اتفاقيات سايكس بيكو السرية: بريطانيا العظمى وفرنسا تتفقان على تقسيم الشرق الأوسط في انتهاك لاتفاقية حسين مكماهون. ومن المخطط وضع فلسطين، مقر المشاعر المقدسة، تحت المكانة الدولية.
1917: وعد بلفور
وعد بلفور: اصدار وعد بلفور الذي تعد فيه بريطانيا الحركة الصهيونية بمساعدتها في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
الانتداب البريطاني
1922: الانتداب
عصبة الأمم تسند الانتداب على فلسطين إلى بريطانيا العظمى.
1933: اتفاقية هآرفا (اتفاقية التهجير)
تم تعيين هتلر مستشارا لجمهورية فايمار. حفزت السياسات المعادية للسامية للرايخ الثالث الهجرة اليهودية إلى فلسطين. توقيع "اتفاقية هآرفا" التجارية بين الوكالة اليهودية الصهيونية وهتلر لتسهيل تهجير اليهود إلى فلسطين مقابل تكسير المقاطعة الاقتصادية اليهودية في أوربا للاقتصاد الألماني، إضافة إلى تصدير بضائع وممتلكات اليهود المهجرين إلى فلسطين كبضائع ألمانية لإنعاش اقتصاد ألمانيا المتدهور في فترة ما بين الحربين العالميتين. انتقل 60 ألف من اليهود الأشكناز الى فلسطين وتضاعف الرقم بعد ثلاث سنوات ليصل إلى 385الف يهودي الماني وأوربي.
1936 –39: الثورة الفلسطينية الكبرى
اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى ضد الاحتلال البريطاني والاستعمار الصهيوني. القمع يقضي على النخبة الفلسطينية، والميليشيات الصهيونية، الهاغاناه والإرغون، تتنظم كجيش حقيقي.
1937: أول خطة لتقسيم فلسطين: خطة بيل
اقترحت خطة التقسيم الأولى هاته منح 30٪ من فلسطين لليشوف (الجالية اليهودية).
1938: مؤتمر ايفيان
فشل مؤتمر إيفيان، الذي كان يهدف إلى مساعدة اللاجئين اليهود الألمان والنمساويين الفارين من النظام النازي.
1939: الكتاب الأبيض البريطاني
دعا الكتاب الأبيض البريطاني إلى استقلال فلسطين بحلول عام1947، وخضوع الهجرة اليهودية لموافقة السكان العرب، واتخاذ تدابير للحد من استحواذ الصهاينة على الأراضي.
1941 –45: إبادة اليهود
قام النظام النازي بإبادة جماعية لليهود الأوروبيين.
1942: برنامج بلتمور
تم اعتماد برنامج بيلتمور في نيويورك الذي طالب الصهاينة فيه بدولة يهودية على كل فلسطين الانتدابية.
1946: تأجج الاشتباكات
اشتباكات واسعة النطاق تعرفها فلسطين.
إنشاء كيان صهيوني تحت اسم "إسرائيل" وعواقبه على الفلسطينيين
1947: قرار تقسيم فلسطين
أصدرت الأمم المتحدة القرار181، الذي يقسم فلسطين إلى دولة يهودية (56٪ من الأراضي)، ودولة عربية (44٪ من الأراضي) ومنطقة تحت الوصاية الدولية (القدس وبيت لحم). قبل الصهاينة بالقرار ورفضه الفلسطينيون.
1948: خطة دليث أو الخطة د
في مارس من هذه السنة، نفذ بن غوريون خطة دالت للتطهير العرقي. وضعت الخطة منظمة الهاجانه الصهيونية الإرهابية. وكان الهدف منها الاستيلاء على أكبر عدد من الأراضي وطرد أكبر عدد من الفلسطينيين وفرض سياسة الأمر الواقع على كل الأطراف.
14 ماي: اعلان "دولة الكيان الصهيوني"
أعلنت "دولة إسرائيل" في 14 أيار/مايو. في اليوم التالي، اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى بمبادرة من الدول العربية المجاورة. وانتهت الحرب بهزيمة الجيوش العربية، واحتلت "إسرائيل" 78 في المائة من فلسطين الانتدابية.
في المجموع، تم تدمير400 قرية عربية، مما أدى إلى نزوح 800000 فلسطيني، وكانت النكبة، الكارثة.
وفي 11 ديسمبر/كانون الأول
أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 194 الذي ينص:
"على أنه ينبغي السماح للاجئين الذين يرغبون في ذلك بالعودة إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن".
1950: قانون العودة
تم تمرير قانون العودة، بحسبه يمكن لأي يهودي يتقدم بطلب، أن يهاجر إلى "إسرائيل" ويصبح مواطنا. إسرائيل تصبح عضوا في الأمم المتحدة.
1956: أزمة قناة السويس
قامت فرنسا وبريطانيا إلى جانب "إسرائيل" بشن حرب عدوانية ضد مصر وتصدى لها الشعب المصري ببطولة، وشارك فيها الشيوعيون المصريون ببسالة. وسميت بالحرب العربية الإسرائيلية الثانية.
قام الصهاينة بارتكاب مجزرة رهيبة بحق سكان قرية كفر قاسم الفلسطينية. (قتل شيوخ ونساء وأطفال)
المقاومة الفلسطينية
1959: تأسيس فتح
جرت في غزة والكويت لقاءات سرية بين مجموعة من المناضلين الثوريين الفلسطينيين من أبرزهم ياسر عرفات وصلاح خلف وخليل الوزير. وقد تمخض عن اللقاءات تأسيس حركة التحرير الوطني "فتح".
1964: تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية
تأسست منظمة التحرير الفلسطينية في القدس، تحت رعاية مصر، وذلك سنة1964، وأول رئيس لها، هو أحمد الشقيري الذي هو أول من أسسها.
فاتح يناير1965: أول عملية مسلحة
انطلاق أول عملية مسلحة لحركة التحرير الوطني "فتح"(قوات العاصفة) في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
خامس يونيو1967: الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة
المعروفة باسم حرب "الأيام الستة" و"هزيمة حزيران"، قام الكيان الصهيوني بشن حرب عدوانية على مصر وسوريا والأردن، وانتهت الحرب بهزيمة الجيوش العربية واحتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة، فضلا عن الجولان السوري وسيناء المصرية. وأعلن الصهاينة "القدس الموحدة" عاصمة لإسرائيل. نزوح 200,000 فلسطيني و150,000 سوري من الجولان وبداية استعمار الضفة الغربية.
11دجنبر1967: تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كامتداد " لحركة القوميين العرب، فرع فلسطين" الذي حل نفسه بعد هزيمة حرب 1967.ومن أبرز القادة المؤسسين: جورج حبش(الحكيم)، مصطفى الزبيري (أبوعلي مصطفى)، وديع حداد (أبو هاني، الخال)، نايف حواتمة، أحمد جبريل، أحمد اليماني...تعتبر الجبهة أول فصيل فلسطيني يساري ماركسي لينيني.
1968: استقلال منظمة التحرير
منظمة التحرير الفلسطينية تحصل على استقلالها عن الدول العربية.
1969: الدولة الديموقراطية
حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية تعلنان عن تأييدهما ل "دولة فلسطينية ديمقراطية وعلمانية" يتساوى فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون.
22فبراير1969: تأسيس الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين
تأسست الجبهة الديموقراطية في 22فبراير1969 على إثر انشقاق داخل الجبهة الشعبية قاده نايف حواتمة وياسر عبد ربه وآخرون. وشكلت الجبهة الديموقراطية وقتها ثاني فصيل فلسطيني يساري ماركسي لينيني.
1970: أيلول الأسود
وقعت أحداث سبتمبر الأسود في الأردن، عندما قام الملك حسين، ملك الأردن، بتصفية المقاومة الفلسطينية في البلاد، بناء على طلب من الولايات المتحدة. وهرب المقاتلون الفلسطينيون إلى لبنان.
1972: عملية الكوماندوز "أيلول الأسود" في أولمبياد ميونيخ تسفر عن مقتل عدد من الرياضيين "الإسرائيليين".
1973: الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة المعروفة باسم حرب "يوم الغفران" (صادفت يوم عيد ديني يهودي) وحرب أكتوبر التي بدأتها مصر وسوريا وشكلت اول هزيمة عسكرية لجيش الاحتلال الصهيوني....
1974: الأمم المتحدة والاعتراف بتمثيلية منظمة التحرير الفلسطينية
جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، تعترفان بتمثيلية منظمة التحرير الفلسطينية وبالحقوق المشروعة للفلسطينيين.
1975: الحرب الأهلية في لبنان.
قاتل الفلسطينيون إلى جانب القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية ضد حزب الكتائب اليميني المسيحي الفاشي المدعوم من "إسرائيل ".
صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3.379 الذي يساوي الصهيونية مع شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. تم إلغاء هذا القرار في ديسمبر 1991 بموجب قرار 46-48 الجمعية العامة للأمم المتحدة.
1976: يوم الأرض
أثارت موجة جديدة من مصادرة الأراضي مظاهرة كبيرة وإضرابا عاما تم قمعها بعنف. وللذكرى، يتم تخصيص لهذا التاريخ "يوم الأرض" كل عام في 30 مارس.
1977: صعود "الليكود" والزيارة الخيانية لأنور السادات
فوز الليكود في انتخابات الكيان الصهيوني وتزايد المستوطنات في الأراضي المحتلة. مناحيم بيغن يؤكد رغبته في تحقيق "أرض إسرائيل" أو "إسرائيل الكبرى".
زيارة خيانية للرئيس المصري أنور السادات، الذي أصبح أول زعيم عربي يزور الكيان الصهيوني.
الكيان يعرف ولادة حركة "شالوم أخشاف" ("السلام الآن").
1978: غزو لبنان وكامب دافيد
الكيان يغزو جنوب لبنان.
عقد اتفاقيات كامب دافيد بين مصر والكيان الصهيوني، الموقعة في واشنطن تحت رعاية رئيس الولايات المتحدة، وهي ما يعرف "بالسلام المنفصل" بين مصر والكيان.
1980: ضم القدس الشرقية من قبل الكيان الصهيوني.
1981: ضم الجولان السوري.
اغتيال الرئيس المصري أنور السادات.
1982: إسرائيل تخلي سيناء وتغزو لبنان.
1982 –83: الجيش الصهيوني يحاصر بيروت، واضطرار منظمة التحرير الفلسطينية إلى مغادرة لبنان. الكتائب، وهي ميليشيا لبنانية، تذبح الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان، بدعم من الجيش الصهيوني.
1987 –1989: ثورة الحجارة
انطلاق الانتفاضة الأولى ("الانتفاضة")، المعروفة باسم "ثورة الحجارة"، وهي مقاومة شعبية استمرت أكثر من أربع سنوات. وقد أسفرت حملة القمع التي شنها الجيش الصهيوني عن مقتل أكثر من 2000 فلسطيني.
1988: إعلان دولة فلسطين المستقلة
في الدورة 19 للمجلس الوطني الفلسطيني، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية دولة فلسطين المستقلة، وأعلنت التزامها بقرارات الأمم المتحدة181و242و338، وأكدت من جديد إدانتها للإرهاب.
ياسر عرفات يؤكد الاعتراف بإسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
زمن المفاوضات
1991: حرب الخليج.
"مؤتمر السلام العربي الإسرائيلي" في مدريد ينعقد بمبادرة من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
1992: فوز حزب العمال في الانتخابات. اسحاق رابين يصبح رئيس وزراء الكيان.
1993: "اتفاقات أوسلو"، بعد مفاوضات سرية بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة رابين. وقد تم وضع حد للانتفاضة الأولى.
1994: تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية في غزة وأريحا.
مستوطنون صهاينة يذبحون 29 فلسطينيا في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
اتفاقيات باريس بشأن القضايا الاقتصادية.
معاهدة سلام بين الكيان والأردن.
1995: اتفاق طابا، "أوسلو الثانية". رسم المناطق (أ) و(ب) و(ج) في الأراضي المحتلة.
اغتيال إسحاق رابين على يد قومي صهيوني متطرف.
1996: إنشاء وانتخاب المجلس الوطني التشريعي الفلسطيني. انتخاب احمد قريع رئيسا له..
السلطة الوطنية الفلسطينية تحذف المواد التي تشكك في وجود إسرائيل من الميثاق الوطني الفلسطيني.
فوز بنيامين نتنياهو (الليكود) في الانتخابات.
1997: بروتوكول إعادة الانتشار "الإسرائيلي" في الخليل. تكثيف المستوطنات في القدس الشرقية.
1998: خطة "إسرائيلية" لبلدية واحدة للقدس، تعادل ضم مستوطنات "القدس الكبرى".
1999: نهاية فترة الحكم الذاتي المؤقت التي كان على الأطراف خلالها إيجاد حل نهائي للقضايا الرئيسية (القدس واللاجئين والحدود وما إلى ذلك). فوز انتخابي لإيهود باراك، رئيس حزب العمل ورئيس الوزراء "الإسرائيلي".
2000: الانسحاب "الإسرائيلي" من لبنان. فشل قمة كامب ديفيد. استفزاز أرييل شارون لساحة المساجد أثار الانتفاضة الثانية. "إسرائيل" تدمر مرافق السلطة الفلسطينية في غزة. وحدوث العديد من التفجيرات الانتحارية في "إسرائيل". فشل اتفاقات أوسلو.
2001: تعنت إيهود باراك بشأن القدس والحدود وقضية اللاجئين يؤدي إلى فشل مفاوضات طابا. أريئيل شارون يفوز في الانتخابات ويصبح رئيسا للوزراء. ياسر عرفات يجبر على البقاء في رام الله. الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك.
2002: أريئيل شارون يرفض مبادرة السلام العربية التي اعتمدتها دول الجامعة العربية بالإجماع. وفي اليوم التالي، أدت عملية "سوروارك" إلى إعادة احتلال مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية بوحشية. بداية بناء جدار "الفصل" العنصري. اشترط جورج دبليو بوش إنشاء دولة فلسطينية ب "قيادة فلسطينية جديدة ومختلفة".
2003: الولايات المتحدة تفرض ترشيح محمود عباس رئيسا لوزراء السلطة الوطنية الفلسطينية. عرض ميثاق جنيف. وضع الاتحاد الأوروبي الجناح السياسي لحماس على قائمة "المنظمات الإرهابية". قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي إلى وقف بناء الجدار. الغزو الأمريكي للعراق.
2004: اغتيال الكيان للشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، الزعيمين الروحيين لحماس. حكم على مروان البرغوثي، وهو ناشط فلسطيني وعضو في البرلمان، بالسجن مدى الحياة خمس مرات. إعلان محكمة العدل الدولية أن تشييد الجدار يتعارض مع القانون الدولي. وفاة ياسر عرفات. انسحاب "إسرائيلي" أحادي الجانب من غزة.
2005: انتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية. انسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة، وسيطرتها على جميع المخارج، وتحويل غزة إلى غيتو. المجتمع المدني الفلسطيني يطلق دعوة إلى المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الكيان الصهيوني.
2006: حماس تفوز في الانتخابات البرلمانية في الأراضي المحتلة. وعلى الرغم من الاعتراف بنزاهة العملية الانتخابية، يعلق الاتحاد الأوروبي دعمه للسلطة الوطنية الفلسطينية. إسرائيل تعلق إعادة الرسوم الجمركية إلى السلطة الوطنية الفلسطينية. الجيش "الإسرائيلي" يطلق عملية "أمطار الصيف" ضد قطاع غزة وعملية "العقاب المناسب" ضد لبنان.
2007: على الرغم من الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، أدت الاشتباكات الفلسطينية في غزة بين حماس وفتح إلى سيطرة حماس على القطاع.
المأزق:
فشل أوسلو واستمرار الاستعمار والاحتلال مع الإفلات التام من العقاب
2008: بعد هدنة دامت خمسة أشهر، استأنفت "إسرائيل" عمليات القتل خارج نطاق القانون لنشطاء حماس، الذين ردوا بإطلاق الصواريخ. حملة "الرصاص المصبوب" ضد قطاع غزة.
2009: الجيش "الإسرائيلي" يستخدم أسلحة محظورة ضد سكان غزة.
تقرير القاضي غولدستون عن الهجوم الإسرائيلي على غزة.
الأمم المتحدة ترضخ لضغوط الولايات المتحدة وتؤجل التصويت على الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
2010: الجيش "الإسرائيلي" يهاجم أسطول الحرية الذي أطلقته الحركة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني من أجل كسر الحصار المفروض على غزة. أسفر الهجوم عن مقتل تسعة ركاب على الأقل.
باراك أوباما يجبر أبو مازن على استئناف المحادثات المباشرة مع بنيامين نتنياهو في واشنطن، ولكن دون جدوى.
2011: "الدولة الفلسطينية" تتقدم بطلب للانضمام إلى الأمم المتحدة. تصويت فلسطين للانضمام إلى اليونسكو.
فيتو أمريكي في مجلس الأمن الدولي بشأن إدانة المستوطنات.
2012: فلسطين تصبح" دولة ملاحظة" في الأمم المتحدة.
اغتيال الأجهزة "الإسرائيلية" لأحمد الجعبري، زعيم حماس والمحاور الرئيسي للحكومة "الإسرائيلية."
إطلاق عملية "عمود السحاب" "الإسرائيلية" ضد قطاع غزة.
2013: استئناف المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في واشنطن.
2014: فشل آخر لمفاوضات السلام الفلسطينية "الإسرائيلية" بقيادة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. عملية الجرف الصامد الإسرائيلية ضد غزة.
انتفاضة الفلسطينيين في القدس احتجاجا على الاحتلال.
2015: بنيامين نتنياهو يفوز في الانتخابات تحت شعار "لا لدولة فلسطينية".
صدور تقرير كسر الصمت حول جرائم الحرب "الإسرائيلية".
تزايد الهجمات على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية من قبل مجموعات المستوطنين.
أصبحت فلسطين العضو رقم 123 في المحكمة الجنائية الدولية. وبذلك يمكنها الآن، أن تعمل كدولة في هذه المنظمة الدولية، وأن تصوت هناك.
2016: مجلس الأمن الدولي يتبنى القرار رقم 234 الذي يدين الاحتلال "الإسرائيلي" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما في عام 1980.
2017: الحكومة "الإسرائيلية" والجيش والمستوطنون يصعدون العنف.
الفلسطينيون، من خلال التعبئة غير العنيفة، يدفعون الحكومة إلى الوراء. وحصلوا على وجه الخصوص، على إزالة بوابات التحكم عند مداخل ساحة المساجد.
اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن الجمعية العامة للأمم المتحدة ترفض بأغلبية ساحقة هذا الاعتراف الأحادي الجانب.
2018: في 30 آذار/مارس، بمناسبة يوم الأرض في فلسطين (يوم احتجاج على مصادرة "إسرائيل" للأراضي الفلسطينية)، بدأت "مسيرات العودة الكبرى" في غزة. هذه المظاهرات، التي جرت كل يوم جمعة حتى كانون الأول/ديسمبر 2019، قمعها الجيش "الإسرائيلي" بعنف. تم قتل 348 فلسطينيا بنيران الجيش "الإسرائيلي"، وأصيب 7,800 آخرون بطلقات نارية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
14ماي: افتتاح الولايات المتحدة رسميا لسفارتها في القدس.
19 يوليو: أصدرت إسرائيل ما يسمى بقانون "الدولة القومية للشعب اليهودي"، الذي يجعل الاستعمار قيمة وطنية يجب تشجيعها ويميز ضد عرب "إسرائيل"، الذين يشكلون 20٪ من السكان، ولا سيما حرمان اللغة العربية من مكانتها كلغة رسمية بنفس الطريقة التي تعامل بها اللغة العبرية.
2019: محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي تؤكد أن منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة يجب أن تتضمن إشارة صريحة إلى مصدرها.
2020: كانون الثاني (يناير): رفض الفلسطينيون على الفور خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، التي تدعو إلى ضم المستوطنات.
17 مايو: أعلنت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة نتنياهو وغانتس أن "إسرائيل" تخطط لضم غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية، في يوليوز 2021.
ǀǀ - ثورة 1936 الفلسطينية
لقد كانت هذه الثورة نموذجا لثورة فلسطينية جماهيرية حقيقية فشلت بسبب قيادتها البورجوازية والعشائرية. وفي نفس الوقت، نموذجا لمقاومة شعبية تكذب مزاعم المطبعين وصهاينة العرب الجدد القائلة أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم للصهاينة و تخلوا عنها.
التاريخ: أكتوبر1936 – مارس 1939
المكان: فلسطين تحت الانتداب البريطاني
قيادة الثورة:
قادت "اللجنة العربية العليا" الثورة إلى حدود أكتوبر 1937، ثم أخدت مكانها "اللجنة المركزية للجهاد الوطني في فلسطين "ابتداء من أكتوبر 1937، ساهم فيها فلسطينيون ومتطوعون من العالم العربي.
من الجهة الأخرى، في مواجهة الثورة: الجيش البريطاني، الشرطة الفلسطينية، البوليس الاستعماري اليهودي ومنظمات صهيونية، مثل الهاغانا والإرغون.
قادة الثورة:
من أبرز قادتها: عبد الرحيم الحاج محمد، حسن سلامة، أمين الحسيني، جمال الحسيني، راغب النشاشيبي، سعيد العاص و فوزي القاوقجي.
بدأت الثورة بأعداد قليلة، ما بين 1000 و3000 خلال سنة 1936- 1937، ثم ارتفع العدد إلى ما بين 2500 و7500 سنة 1938، بالإضافة إلى 6000 و15000 قدماء المحاربين.
الطرف الآخر: كان يضم ما بين 25 ألف و50000 جندي بريطاني، إضافة إلى 20 ألف شرطي يهودي و15 ألف من أعضاء الهاغانا و2000 من أعضاء الأرغون (منظمات إرهابية صهيونية).
كان مطلب الثورة: إنهاء الانتداب البريطاني وخلق دولة عربية مستقلة، وإنهاء الهجرة اليهودية الصهيونية. لقد كانت هذه الثورة لحظة قوية في تاريخ النضال الفلسطيني، وكانت لها نتائج على أحداث الصراع الفلسطيني – الصهيوني.
سحقت الثورة مخلفة وراءها حوالي 5000 قتيل، من بينها 1000 نتيجة الاقتتال الداخلي، 15 ألف جريح، و108 تم إعدامهم، واعتقل 12622، بينما قتل في صفوف البريطانيين 262 شخص وجرح 550، و300 قتيل يهودي.
أدت الهزيمة العسكرية للثورة إلى تفكيك القوى العسكرية الموازية الفلسطينية، واعتقال قادتها ونفيهم، مما عزز القوى الموازية الصهيونية التي دعمتها بريطانيا. ومع ذلك كانت قد تحققت بعض النتائج مع هذه الثورة، فقد جاء في الكتاب الأبيض البريطاني سنة 1939 قرار بالحد من الهجرة اليهودية، ومن انتقال الأراضي العربية إلى اليهود، ووعد الكتاب الأبيض بخلق دولة موحدة في أفق عشر سنوات، حيث يتقاسم اليهود والعرب حكومة تعمل على الحفاظ على مصالح كل جماعة، وقد رفض اليهود والمنظمات الموازية مطلب الدولة الواحدة، وانطلقوا في تمرد عام توقف نتيجة الحرب العالمية الثانية.
في جذور الصراع الصهيوني الفلسطيني:
في نهاية القرن 19، بدأ التيار الصهيوني يتبلور وسط الجماعات اليهودية في أوروبا مطالبا بخلق دولة يهودية، وأعلنت بريطانيا سنة1917 من خلال وعد بلفور مساندتها الرسمية للمشروع الصهيوني، وسارت على نفس المنوال عصبة الأمم، التي أعطت لبريطانيا حق الانتداب على فلسطين، من أجل تشجيع الهجرة اليهودية، وخلق وطن قومي يهودي.
وقد عارضت الجماهير الفلسطينية والعربية هذا المشروع، فانطلقت المظاهرات في عموم فلسطين، ابتداء من 1919، وسنة 1920، وأدت هذه الانتفاضات الفلسطينية إلى سقوط عشر قتلى و250 جريحا في القدس، وذلك عشية مؤتمر سان ريمو، الذي كان عليه أن يصادق ويمهد لقيام الانتداب البريطاني، وبعد فشل محاولة الملك فيصل ملك الأردن في السيطرة على سوريا، حيث كانت فلسطين ستشكل إقليما للدولة.
عرف النضال الفلسطيني مدا كبيرا، فانطلقت انتفاضات جديدة سنة 1921، وطالب العرب الفلسطينيون باستقلالهم وبتوقيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين. وتم توقيف إطلاق النار وتشكيل "لجنة بيل" التي كان من أهدافها تحديد أسباب الانتفاضة ومستقبل فلسطين، وستتبنى "لجنة بيل" فكرة خلق دولتين، دولة فلسطينية ودولة يهودية، واتفق اليهود على الفكرة، وظهر قادة للصهاينة من بينهم دفيد بن غوريون وحاييم وايزمان، بينما رفضها الفلسطينيون، فأعلن العوني عبدالهادي:
"سنناضل وسنقاتل ضد تقسيم البلد وضد الهجرة اليهودية، إننا لا نقبل أي توافق".
وسمح مؤتمر بلودان في سوريا في شتنبر 1937، برفض مقترحات تقسيم فلسطين تحت الانتداب وتشكيل دولة يهودية على أرضها، وأعلن أن فلسطين كل لا يتجزأ من الأمة العربية، وتشكلت مجموعة من اللجان للبحث عن طريقة لمنع "لجنة بيل". لقد شكل مؤتمر بلودان فرصة للمساندة العربية للحركة المناهضة للصهيونية.
واستمرت الثورة سنة 1938 إلى درجة أن البريطانيين فقدوا السيطرة على المدن الكبرى الفلسطينية لمدة خمسة أيام منها القدس، وهاجم الثوار الفلسطينيون اليهود الصهاينة والقوات والشرطة البريطانية، وكذلك الموظفين البريطانيين أو الفلسطينيين اللذين كانوا يعملون لصالح الإدارة.
ولإخماد الثورة أدخلت بريطانيا فرقتين عسكريتين يبلغ تعدادها 25 ألف رجل.
انطلاق الثورة:
بعد إطلاق إضراب عام، أعلن الفلسطينيون أنهم لن يؤدوا الضرائب، في هذه اللحظة، انطلقت انتفاضة مسلحة عفوية ستتنظم فيما بعد، و هاجم الثوار خط الأنابيب الذي يربط كركوك بحيفا، وهاجموا خطوط السكة الحديدية والقطارات، وعرفت مدينة تل أبيب مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين واليهود الصهاينة، ودخل على الخط الشيخ عزالدين القسام مؤسسا حركة جديدة ( العصبة القسامية)، بدأت عملياتها المسلحة في 15 أبريل 1936، حيث قتل الثوار تسعة صهاينة و فر 12 ألف منهم إلى تل أبيب، وتم قتل عاملين فلسطينيين كانتقام من الصهاينة، فانطلق إضراب عام تحول إلى انتفاضة.
في يوم 25 أبريل 1936، يعلن رؤساء الأحزاب تشكيل "اللجنة العليا العربية يرأسها مفتي القدس محمد أمين الحسيني، ودعت اللجنة إلى الاستمرار في الإضراب حتى تحقيق المطالب الوطنية والتوقيف الكامل للهجرة اليهودية، ومنع شراء الأراضي من طرف اليهود، وتشكيل حكومة وطنية مسؤولة أمام البرلمان. وهدأت الأوضاع نسبيا بسبب المجهودات الدبلوماسية البريطانية بمساعدة الدبلوماسية السعودية واليمن.
هوامش:
-انطلقت الصراعات بين العائلات الكبرى والعشائر الفلسطينية خاصة بين عائلة النشاشيبي وعائلة الحسيني، حيث سقط 1000 قتيل.
- لقد اعتبر البريطانيون الثوار إرهابيين ومتمردين ولصوص وعصابات إجرامية، بينما كان الثوار يخوضون ثورتهم باسم الأمة العربية، ومن أجل الفلاحين، انطلاقا من مفهوم الجهاد الذي أسس لأسلوبه عز الدين القسام.
وفي 16 يونيو 1936، قام البريطانيون بتفجير من 220 إلى 240 عمارة بيافا، الشيء الذي أدى إلى فقدان 6000 فلسطيني لمساكنهم وممتلكاتهم، وتم تدمير يافا في جزء منها، واعتقال لآلاف من المناضلين الفلسطينيين، أعدم العشرات منهم، كما حصل في قرية ميار، التي تم تدميرها عن آخرها في أكتوبر 1938.
وقد عرفت المواجهات أوجها في 26 شتنبر 1938، حيث تم اغتيال لويس آندريوز مندوب قطاع الخليل، مما أدى إلى تصعيد في شراسة القمع، وتم تعيين شارل تيغارت كمسؤول عن مواجهة الإرهاب والحفاظ على الأمن في فلسطين، وتم نفي أعضاء اللجنة العليا العربية إلى جزر السيشيل، وقام البريطانيون ببناء 70 قلعة لتشكل سجونا في مختلف القرى، وتم الإتيان بكلاب دوبرمان من إفريقيا الجنوبية للبحث عن الإرهابيين المنتفضين في قراهم، كما بدأ تصنيف القرى الفلسطينية بين قرى جيدة و قرى أخرى سيئة، وتتعرض القرى السيئة إلى عقاب جماعي، ولجأ الفلسطينيون إلى طرق حرب العصابات في المناطق القروية وطرق الإرهاب في المناطق الحضرية : تفجير قنابل و اغتيالات، وقامت السلطات البريطانية بإعدام 140 منتفض، واعتقال 9000 مشبوه ، وطرد القادة المحليين، وإعلان حالة الطوارئ.
وقد بدا تأثير الانتفاضة على البريطانيين، حيث بدأوا ينسحبون من فلسطين، واستهدفت الثورة مجموعة من العائلات خاصة الغنية (مثال حيفا) وذلك لبيعهم لأراضيهم لمنظمات وأفراد صهاينة، وكذلك مجموعة من الخونة والعملاء من قبيل فتاح البلاوي، الذي كان يعمل مع البريطانيين في عكا، و شيخ قرية الجوني، و كذلك الشيخ محمد حودة الأنصاري في القدس، وعناصر تعمل في الشرطة الفلسطينية، وقد وجد فلسطيني مقتولا و لسانه مقطوع و ورقة على جسمه مكتوب عليها "هذا ثمن الخيانة".
ǀǀǀ المقاومة الفلسطينية من مجزرة الأردن 1970 (أيلول الأسود) إلى طوفان الأقصى أكتوبر 2023
1 - فلسطين: مجازر الأردن 1970
لا يمكن تناول تاريخ القضية الفلسطينية خارج محيطها الجغرافي العربي والإقليمي، ومن تمة لا يمكن اختزال القضية الفلسطينية فقط في مسألة العلاقة بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، أي مجرد اغتصاب للأراضي و استعمار صهيوني، وشكل من أشكال الفصل العنصري الممارس ضد الشعب الفلسطيني، فهناك لاجئون فلسطينيون هاجروا قهرا سنة 1948 ظل أغلبهم يراوده حلم العودة إلى وطنه لحد الحفاظ على مفاتيح منزله، ولذلك كان اللاجئون هم أكثر من عانق الإيديولوجيات المختلفة أملا في تحقيق ذلك الحلم، وهناك من هاجر قسرا بعد هزيمة يونيو 1967 واستيلاء الكيان الصهيوني على باقي فلسطين (الضفة وقطاع غزة).
إن المسألة الفلسطينية لا تهم فقط فلسطينيي الضفة والقطاع، إنها تهم كذلك اللاجئين، اللذين يعيشون في مخيمات بلدان الجوار أو بلاد الشتات، ويتزايد عددهم يوما عن يوم نتيجة الوضع السيء الذي يعيشونه، ومجرد التأمل في هذه المسألة، يظهر ألا حل توافقي ممكن بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين، خاصة وأن الفلسطينيين عامة، واللاجئون منهم خاصة، متشبثون بحق العودة، الذي تكفله القرارات الأممية.
حسب بعض الأرقام الخاصة بسنة 2014، يعيش في الكيان الصهيوني مليون و600 ألف فلسطيني، وهم اللذين يطلق عليهم عرب إسرائيل (الآن حوالي مليونين)، ويعيش في الضفة مليونان و800 ألف، بينما يعيش في غزة مليون و800 ألف، وهناك ستة ملايين موزعين على بلدان العالم خاصة دول الجوار العربية.
إن عدد سكان الكيان الصهيوني يبلغ 9،7 مليون، منهم 7،1 مليون يهودي، والباقي عرب فلسطينيين.
إن مشروع الدولتين لشبه مستحيل لأن عودة اللاجئين ستقلب المعطيات الديموغرافية لصالح الفلسطينيين، وهو ما يرفضه مطلقا الكيان الصهيوني، ويتجلى ذلك في معاداته لحق العودة.
1-أماكن تواجد اللاجئين وأعدادهم:
* الأردن: عشر مخيمات رسمية، عدد اللاجئين 2070973، المجموع 2154486
* لبنان :12 مخيما رسمية. عدد اللاجئين 447328، المجموع 483375
* سوريا: تسع مخيمات رسمية. عدد اللاجئين 517255، المجموع 569645
* الضفة الغربية: 19 مخيما، عدد اللاجئين 754411، المجموع 914192
* قطاع غزة: ثمان مخيمات. عدد اللاجئين1240082، المجموع 1307014
إن هذا التوزيع سيكون له الأثر الكبير على الحركة الوطنية الفلسطينية، وقد انعكس ذلك في تغير مركز الثقل حسب المراحل، كما تنعكس المسألة على بلدان الجوار، خاصة حالة الأردن، الذي يصل عدد سكانه سنة 2023 إلى 11300000، نصفها فلسطيني.
إن هذا الوضع الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني هو نتيجة للهزائم التي منيت بها الجيوش العربية سنة 1948، وسنة 1967، حيث قام الكيان الصهيوني بإلحاقات مختلفة آخرها الاستيلاء على الضفة والقطاع، اللذان كانا تابعان للأردن ومصر، وقد قام الكيان بضم القدس الشرقية والجولان السوري.
2-اليسار الفلسطيني من 1960 إلى 1970:
لقد ولدت هزيمة 1948 أولى المنظمات الفلسطينية المستقلة في شكل تنظيم مسلح كان يعتبر جزءا من "حركة القوميين العرب"، وقد ساهم في تأسيسه كل من الدكتور جورج حبش، الملقب بالحكيم(الطبيب) و وديع حداد، و ماهر اليمني و غيرهم، و هؤلاء هم أنفسهم، الذين سينشقون عن التنظيم، ليؤسسوا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد هزيمة 1967، وينتقلون بذلك من الفكر القومي إلى الفكر الماركسي اللينيني.
في سنة 1964، تم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، التي كان يقودها أحمد الشقيري ذو التوجه القومي، لكن بعد هزيمة 67، و فشل الفكر القومي البورجوازي الصغير في تحقيق مهمة تحرير فلسطين، و بعد تحقيق المقاومة الفلسطينية لانتصارها الأول على الكيان الصهيوني في معركة مخيم الكرامة بالأردن سنة1968، و ذلك ضد الدبابات الصهيونية، التي لاذت بالفرار، و بعد حصول التفاف جماهيري كبير حول حركة التحرير الوطني فتح، و حول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، استطاع ياسر عرفات أن يستولي على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بحكم الأغلبية التي تتوفر عليها حركة فتح داخل منظمة التحرير.
لقد ولدت حركة فتح سنة 1959، على يد مجموعة من القادة، أبرزهم ياسر عرفات و أبو إياد و أبوعلي إياد و أبو جهاد وغيرهم، و بعد ست سنوات من الإعداد السياسي و العسكري شكلت فتح جناحها العسكري تحت اسم "قوات العاصفة"، التي فجرت أولى العمليات العسكرية في فاتح يناير 1965.
وتعتبر حركة فتح آنذاك إحدى الفصائل اليسارية الفلسطينية، فرغم تأثير بعض بقايا الفكر القومي، استطاعت أن تصل إلى مقاربة علمانية للقضية الفلسطينية، وتبنت مفهوم الثورة الوطنية الديموقراطية والدولة الديموقراطية. والتحقت الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية بمنظمة التحرير الفلسطينية.
لقد انعكس وضع الشتات والتجزئة على حركة التحرير الفلسطينية تاريخيا، تولد عن ذلك وضع هش أضعف القدرة على التعبير الوطني مباشرة، لذلك وجد الفلسطينيون في الفكر القومي ضالتهم وتكئتهم، ذلك أن هذا الفكر كان يبشر بالثورة العربية والتحرير الشامل لفلسطين. كان لكل هذا تأثير كبير على نشأة اليسار الفلسطيني، ونقصد بهذا الفصائل الثلاثة الأساسية لليسار الفلسطيني الذي تشكل في ستينيات القرن الماضي، ونعني به حركة التحرير الوطني فتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين.
هكذا، كانت الأرضيات التأسيسية تنطلق من تصورات تعتبر المقاومة الفلسطينية نواة للثورة العربية، ومفجرا لها، من مهامها كذلك المساهمة في مواجهة المعسكر الامبريالي، وكل نصوص الفصائل الثلاثة تعتبر أنه بدون دعم عربي بشكل عام، لا يمكن تحقيق تحرير فلسطين، وهذا مما يشرح اختيار اليسار الفلسطيني تحمل مسؤوليته كطليعة معادية للإمبريالية العالمية، وهو الأمر الذي جعل الصين تدعم المقاومة الفلسطينية واليسار الفلسطيني بالسلاح والتكوين، وبرفض ماو تسي تونغ لوجود الكيان الصهيوني.
وبطبيعة الحال، بما أن اليسار الفلسطيني، الذي كان أكثر تأثيرا داخل المقاومة الفلسطينية كان يتبنى برنامج الثورة الوطنية الديموقراطية، جعله على طرفي نقيض مع الرجعية العربية، فكانت المجازر والمذابح في الأردن في شتنبر1970 ولبنان 1982.
3 - الثورة الفلسطينية ومسألة يهود الكيان الصهيوني
من الناحية التاريخية تميز اليسار الفلسطيني بطرح متقدم لمسألة العلاقة مع اليهود في الكيان الفلسطيني، ويتجلى ذلك في ثلاث نصوص أساسية، وهي:
1- الثورة الفلسطينية واليهود (وثيقة خاصة بحركة فتح)
2- من أجل حل ديموقراطي 1970 (وثيقة خاصة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).
3- الحل الديموقراطي للمسألة الفلسطينية (وثيقة خاصة بالجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين)
سنضع الوثيقة الأولى جانبا، ونتحدث عن النص الثاني، ومما جاء فيه:
"وعلى الوطن العربي أن يواجه تحديا كبيرا، وتبني شعارات نظرية ليس هو الحل، إننا نعرف أن الحركة الوطنية الفلسطينية التزمت بتحرير العرب واليهود.
خلال النضال علينا أن نكسب اليهود ضحايا الاستغلال الصهيوني ودعائمه الامبريالية لصالح قضيتنا. لكن المشكلة ليست بالبسيطة، فهناك وضع يتميز باستغلال مزدوج لطبقتين، من جهة، و من جهة أغرى وجود استغلال واحد إذا صح هذا التعبير، فبالرغم من أن البروليتاريا اليهودية في مصلحتها التحرر من الاستغلال ومن السيطرة والإيديولوجيا الصهيونية، فإن هذه البروليتاريا تستفيد من الاستغلال الصهيوني للعرب، الذين يعانون من استغلال أكثر عمقا و اتساعا، إن هذه الحالة تعني أن البروليتاريا اليهودية في إسرائيل توجد في وضع أكثر تعقيدا من أي يروليتاريا أخرى في بلد امبريالي ( بهذا المعنى، فإنها تستفيد من فتات موارد شعوب أخرى)، و يعني هذا كذلك أن التحريض الثوري، الذي على المقاومة الفلسطينية القيام به وسط المجتمع الإسرائيلي يجب أن يكون أكثر بلورة من أي مكان آخر".
"إن حركة التحرر الفلسطيني لا يمكن أن تكون ثورية، وفي نفس الوقت تتحدث عن حل فاشي وشوفيني لليهود. لا يمكنها إلا أن تكون حركة ملتزمة بحل ديموقراطي بمعناه التقدمي، وليس الفدرالي، كل هذا يرتبط على المدى البعيد بممارسات حركة المقاومة والتزاماتها العسكرية والإيديولوجية".
أما النص الثالث، والذي يخص "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"، الذي صدر سنة 1971، والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، كما جاء أعلاه، قد انشقت عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سنة 1969، ومنذ البداية أكدت على الأسس الإيديولوجية، وبدرجة أقل على القومية العربية، ومنذ البداية كانت ترى أن الثورة يجب أن تقع على مستوى الشرق الأوسط لضمان الطابع الديموقراطي للثورة الفلسطينية، وفي الوثيقة ألمعنية نقرأ ما يلي:
"إن انتصار القضية الفلسطينية مشروط ببناء أداة ثورية عربية موحدة ذات استراتيجية مشتركة ومنسجمة، تأتي بنضال مكمل على مستوى المنطقة، لكن بناء هذه الأداة يفترض وجود قوى طبقية قادرة على خوض النضال المعادي للإمبريالية. إن المشكل الأساسي للثورة العربية في مجموعها، و المقاومة الفلسطينية جزء منها، يعود إلى واقع أن هذه القوى تكاد لا توجد، ذلك أن الإفلاس التاريخي للقومية البورجوازية الصغيرة، أي عدم قدرتها على إنجاز مهام هذه الفترة (الثورة الوطنية الديموقراطية)، لم يكن مصاحبا بظهور تلك الطبقة على الساحة السياسية العربية، من هنا ،فإن المهمة المركزية للثوريين الجدد هي بناء قوة شعبية مشكلة من العمال والفلاحين ومن الفئات الأكثر فقرا من البورجوازية الصغيرة، وخوض النضال تحت قيادة إيديولوجية الطبقة العاملة وبرنامجها وشعاراتها. هكذا، فإن روابط هذا التحالف الكبير ستتعزز، وسيصبح ممكنا إيجاد الأدوات الثورية.
بقدر ما أن انتصار القضية الفلسطينية مشروط ببناء الأداة الثورية العربية الموحدة لا يمكننا أن نتخيل حلا ثوريا للقضية الفلسطينية إلا في سياق الثورة العربية الشاملة، و على مستوى المنطقة، فكل حل يبقى على المستوى الفلسطيني فقط سيكون بالضرورة حلا إصلاحيا، و جزئيا ، منبني على الرغبة في إيجاد حل للمشكل بدون تغيير جذري على مستوى المنطقة، و على العكس من ذلك، فكل حل على مستوى المنطقة عليه أن يأخذ بالاعتبار واقع أن شرط انتصار القضية الفلسطينية، هي ذلك الذي يضع نهاية للتجزيء المصطنع الذي تعاني منه المنطقة، الشيء الذي يعني في المعنيين صعود القوى الشعبية بقيادة الطبقة العاملة و حزبها" .
4 - أيلول الأسود وهزيمة الأردن:
بعد سنة 1967 (هزيمة يونيو 67)، و خاصة بعد معركة الكرامة في الأردن ،استطاع اليسار الفلسطيني الثوري أن يحول مخيمات اللاجئين إلى قواعد ثورية ستصبح قواعد للتكوين بالنسبة لليسار الثوري العالمي، حيث تتلمذ فيها أهم كوادر "اليسار البروليتاري" في فرنسا (أهم تنظيم ثوري في فرنسا بعد 1968، و كذلك أهم أطر "جماعة الجيش الأحمر" الألمانية، و أشهرهم :و أندرياس بدر و غودرون إنسلين ...) و أدى هذا التطور في الأردن إلى وضع أطلق عليه البعض اسم "دولة داخل دولة"، و أمام تردد المقاومة و فصائلها اليسارية، و بعد محاولات متكررة، هاجم النظام الأردني العميل المخيمات الفلسطينية، و ارتكب أفظع الجرائم في حق الفلسطينيين و المقاومة، الشيء الذي أجبر المقاومة على مغادرة الأردن و الالتحاق بلبنان. وبعد سنوات من التواجد في لبنان، عرف لبنان اندلاع حرب أهلية إثنية وطائفية، وارتكبت المجازر في المخيمات الفلسطينية من طرف حزب الكتائب اللبناني الفاشي، وذلك بدعم من الكيان الصهيوني. وفي سنة 1982سيتم طرد المنظمات الفلسطينية من لبنان بعد غزو صهيوني أمريكي للبنان، وبعد فقدان هذا الموقع الأخير كنقطة ارتكاز للمقاومة تكون المقاومة الفلسطينية قد فقدت آخر موطئ قدم للانطلاق نحو فلسطين المحتلة.
بعد 1970 ومجازر أيلول، فقدت المقاومة الفلسطينية بشكل عام حريتها واستقلاليتها، وبدأ، من أجل الحفاظ على بقائها البحث، في كل فترة، عن مظلة للحماية، تارة تكون سوريا وتارة العراق وتارة ليبيا وتارة تونس وتارة الاتحاد السوفياتي، وحتى الصين بعد 1970، بعد تقييمها لحركة المقاومة الفلسطينية وخطها العام، ستوقف دعمها لليسار الفلسطيني.
خلال حقبة التواجد في لبنان عرفت المقاومة الفلسطينية و معها اليسار كارثة كبرى، حيث عرفت الفصائل الفلسطينية، و التي أصبحت في أغلبها ذات علاقة بهذا النظام العربي أو ذاك ، إضافة إلى الاتحاد السوفياتي (نظام تحريفي) ،و كان ذلك سببا في تأجيج الصراع بين الفصائل، فانفجرت الخلافات و الانشقاقات و اندلعت حرب أهلية كان و راءها أنظمة عربية، التي كانت لها فصائل تتبع لها، فسوريا مثلا كان لها ذراعها الفلسطيني المتمثل في "منظمة الصاعقة" و "جبهة التحرير العربية" بالنسبة للعراق، كما دفع العراق إلى انشقاق في حركة فتح، فنشأت "حركة فتح المجلس الثوري" بقيادة أبو نضال، ثم انشقت عن فتح "جبهة النضال الشعبي"، و ذلك في 1967، و سيرتبط اسمها بالنظام الليبي.
إن هذه المنظمات هي التي ستشكل جبهة الرفض (أي اللذين يرفضون الحلول الاستسلامية) وقد تولد هذا الاتجاه كرد فعل عن المنحى الذي سارت فيه منظمة التحرير الفلسطينية، حيث بدأ التلويح بحل الدولتين خاصة، بعد حرب 1973.
و عرف لبنان سنة 1975 انطلاق حرب أهلية فجرت شرارتها المواجهة بين منظمة التحرير الفلسطينية و المليشيات المسيحية، و حصل تدخل لسوريا في لبنان مناهض لمنظمة التحرير الفلسطينية، و قامت سوريا بدعم جناح خاص داخل فتح ،هو جناح أبو موسى، الذي كان ينافس قيادة فتح على الشرعية بعد اتهامها بالاستسلام، و في هذه الحقبة كذلك، بدأت إيران تتدخل في لبنان، فنشأ حزب تابع لها وسط الشيعة، فدارت معارك بين منظمة أمل بقيادة نبيل بري و حزب الله التابع لإيران، و في سياق حرب أهلية شاملة دارت معارك أيضا بين المليشيات المسيحية تجاه آلجميل وبين مليشيات سليمان فرنجية.
وخلال حقبة التواجد في لبنان، تدخل الجيش الصهيوني ودشن عمليات الاغتيال عن طريق السيارات المفخخة، فسقط مجموعة من أبرز قادة اليسار الفلسطيني ومن بينهم غسان كنفاني و يوسف النجار و أبوعلي إياد وكمال عدوان. وخلال سنة 1982 دخل الجيش الصهيوني لبنان بتحالف مع المليشيات المسيحية، وانتهت الملحمة الفلسطينية داخل لبنان بانتقال القيادة الفلسطينية إلى تونس، فاستمر الكيان الصهيوني في ملاحقة الأطر الفلسطينية، وبعد هجوم منظم من طرف المخابرات الصهيونية، قام الكيان الصهيوني باغتيال أطر الثورة الفلسطينية البارزين، ولعل أشهرهم أبو إياد، وتبعه أبو جهاد (خليل الوزير) على طريق الاستشهاد، وهو منظم الانتفاضة الأولى.
5 - اليسار الفلسطيني في مهب الريح
لقد كان من نتائج الخروج من لبنان أن جعلت منظمة التحرير الفلسطينية مقرها بتونس، ابتداء من 1982، فقام الكيان الصهيوني بقنبلة المقر عن طريق الطيران، و إدخال الكوموندوهات، هكذا أصبحت منظمة التحرير بعد مغادرة الأردن أولا، و لبنان ثانيا ،بدون قاعدة خلفية جماهيرية، و قد ساهمت هذه العوامل المختلفة، إضافة إلى انهيار الاتحاد السوفياتي، إلى تنامي اتجاه البحث عن حلول مع "إسرائيل" وساد تيار استسلامي داخل منظمة التحرير، ومن ثمة انطلاق المفاوضات مع الكيان الصهيوني تحت قيادة الإمبريالية الأمريكية، و اضطرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، باستثناء فرعها في سوريا ،أن تلتحق بهذا المسار تحت اسم "الاتحاد الديموقراطي الفلسطيني"، وانطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي استمرت من1987إلى1993، لكن اليمين الفلسطيني استفاد من الوضع ليقدم للفلسطينيين على طبق من الخيانة اتفاقات أوسلو1991، التي جعلت من المشكل الفلسطيني، كما يقول نايف حواتمة، مجرد مشكل نزاع حول الأرض بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين، وبطبيعة الحال كان هدف المفاوضين الأول هو إدماج حركة فتح كمدبر للأراضي الفلسطينية الملحقة بالدولة الصهيونية، وهو ما سمي بمفهوم "السلطة الفلسطينية" ومناطق "الحكم الذاتي".
وبشكل عام، سارت الأمور على أحسن حال بالنسبة للكيان الصهيوني، وذلك عن طريق إرشاء كبير لهذه الدولة الفلسطينية المزيفة، التي ستسقط في انتخابات 2006 أمام حماس، فانفجر صراع مسلح بين فتح وحماس، فعادت الضفة لفتح وغزة لحماس. وفي ظل هذه الأوضاع الجديدة التي جاءت بها اتفاقات أوسلو، رفضت الفصائل المشكلة لجبهة الرفض الانضواء تحت لواء الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني، و اختارت التحالف مع إيران و قطر، خاصة ، و أن العراق قد تم ضربه من طرف القوات الأمريكية، فتشكل سنة 1993 ما سمي ب "تحالف القوى الفلسطينية" الذي ضم إضافة إلى منظمات جبهة الرفض كل من حماس و الجهاد الإسلامي، بينما غادرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين هذا التحالف وذلك سنة 1998، و حققت تقاربا مع منظمة التحرير الفلسطينية، و قد كان موقفا سياسيا تكتيكيا، و دون قطع مع النظام السوري، و قد استطاعت الجبهة الشعبية و هي أكثر قوة من الجبهة الديموقراطية أن تستفيد من إيران، و هي حليف لسوريا. ومنذ 1990 إلى 2020 كانت الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية تعتمدان على سوريا، على المستوى المادي، وذلك للاستمرار في الدفاع عن موقف علماني، واستطاعت قطر أن تؤثر وتجعلهما يتحالفان مع حماس والجهاد الإسلامي، وهنا نصل إلى طوفان الأقصى أكتوبر 2023، حيث ساندت المنظمتان الشعبية والديموقراطية حماس في مبادرتها المسلحة.
إن هذا الواقع المأساوي الذي عاشه الفلسطينيون انتهى إلى تقسيم الأراضي المحتلة سنة 67، الضفة الغربية من جهة، وغزة من جهة أخرى، كما قضم الكيان الصهيوني جزءا كبيرا من الضفة لبناء المستوطنات الصهيونية، ويعاني الفلسطينيون اليوم من الانقسام السياسي مع استعمال القوى الإقليمية لهم في هذا الاتجاه أو ذاك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع بحلقة خامسة
توجد الحلقة الرابعة من هذه الدراسة بصيغة بدف، وهي مرفقة بمجموعة من الصور على موقع 30 غشت
http://www.30aout.info








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب