الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على غزة_وانقرض الديناصور

بديعة النعيمي

2024 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


                 بديعة النعيمي

حين ينزع الإنسان عقله ويضع مكانه عضلاته القوية فإن من الطبيعي أن تكون النتيجة كارثية ومدمرة. وحتما ستنقلب العلاقة بين البشر إلى ما يسمى ب "شريعة الغاب".

حيث تتحكم غريزة الجوع للطعام وغيرها من الغرائز بالحيوانات وتدفعها لاستخدام عضلاتها بهدف إسكات هذه الغرائز.

الولايات المتحده وتابعها المحتل طبقت هذه الشريعة. فعطلت العقل الذي خلقه الله لتمييزها عن البهائم واعتمدت على عضلات قوية كبديل عنه. فأصبحت مصدر تفكيرها والمكمن الذي تنطلق منه قراراتها. حتى أصبح تفكيرها مرهونا باللحظة ،لحظة الغريزة التي تحركها نحو المكاسب وممارسة الافتراس والولوغ بدم الآخرين حتى العظم.

هذه الولايات التي تمتاز بقصر عمرها الذي يزيد عن القرنين فقط ،ظلت خلال القرن التاسع عشر منهمكة في صراعاتها الداخلية والأهلية وعمليات الضم الإقليمي وغيرها، خرجت بعد الحرب العالمية الثانية كأقوى دولة. فدخلت فيتنام من باب هذه القوة التي أصبحت حكرا لها.
لكنها خرجت منها منهزمة. امتصت صدمتها وتعافت بسرعة من عقدة الهزيمة.

تدخلت في منطقتنا وحاكت المؤامرات فيها، فأدخلت العراق في حرب طويلة مع ٱيران. وكانت حينها تمد كلا الدولتين بالأسلحة.

ثم دفعت العراق لدخول الكويت لاحتلالها ووعدت ألا تتدخل لكنها تدخلت، وأدخلت العراق مرة أخرى في حرب كانت القاضية.
وبقية القصة معروفة حيث أنها دخلت العراق بنفس غطرسة القوة ولم تخرج منها إلا بعد تمزيقها وزرع الفتنة فيها والاستيلاء على خيراتها ونفطها.

هذه الدولة الرأسمالية التي تقوم على الطبقية تتغذى منذ أكثر من قرن على نفط بلادنا باسم القوة التي وصلت إليها وأصبحت متلازمة لا تفارقها، صنعت دولة طبق الأصل عنها وقاعدة بارزة من ضمن قواعد "عضلات" في منطقتنا لحماية مصالحها وإشباع غرائزها التي لا تشبع. فكانت فلسطين الضحية والتميمة الكاذبة وكانت مشكلة يهود الخزر التي تذرعت بها الولايات المتحدة والصهيونية لزرع قاعدة في قلب أوطاننا على شكل ديناصور.

اليوم دولة الاحتلال تعتبر الديناصور الصغير والابن المدلل للولايات المتحدة الأمريكية،ووصل بها الدلال أقصى حدوده فعاثت فسادا في غزة والضفة الغربية اعتمادا على العضلات التي تضخمت على حساب العقل، فكبر الجسد وتقلص الرأس حتى أصبحت دولة المسوخ الهمجية.

الولايات المتحده اليوم لو أرادت إنهاء الحرب في غزة لأنهتها بكبسة زر. ولو أرادت إخراس "سموتريتش" الذي أطلق قطعان المستوطنين لحكم الضفة الغربية لفعلت. غير أنها لا تريد ولا ترغب في إنهاء هذه الحرب. هي تريد إنهاك غزة ومقاومتها وسكانها كما الضفة الغربية أيضا، بغطرسة قوتها، بعضلاتها، غير أنه وعبر التاريخ هناك قاعدة تقول بأن "من يعتمد على العضلات فإن نهايته ستكون عليها".

العضلات التي تعتمد عليها الولايات المتحدة ودولة الاحتلال اليوم تُستنزف، محاور المقاومة تستنزفها وتزيد كل يوم من ترهلها وعدم قدرتها على البقاء.

والديناصور سينقرض وسيقول أهل غزة وفلسطين ذات يوم،،
كان بأرضنا ديناصور وانقرص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب