الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(التّحرر من التّوتّر) مِنَ الدّاخلِ نبدأ

تيماء نصر سعيد

2024 / 6 / 26
الادب والفن


حياتنا تعجُّ بالفوضى وعدم الاستقرار، وما نحن عليه الآن لا يُشبهنا؛ إنّما نُكابرُ على آلامنا وغضبنا وحِرماننا لنتمكّن من العيشِ بسلامٍ دونَ جدوى، تختلطُ الأُمور علينا فننسى أنفسنا ونمضي في هذه الفوضى التي تُحيط بنا، تتزاحم أفكارنا وتتداخلُ أحلامنا حتّى يُكلّل الغضبُ والتوتُّرُ تصرّفاتنا, فلا نستطيعُ التّأقلم مع واقعنا من جهة، ولا نقوى على إبرازِ شخصيّتنا وفرضِ ما نريدُ من قناعاتٍ مِن جهةٍ أُخرى؛ فيزدادُ توتُّرنا ويبتعدُ الاستقرارُ عن أرواحنا ونبقى مرهونينَ للضّغوطاتِ وما يترتّب عليها من شعورٍ بالتوتّرِ والخوفِ من المجهول.
نحنُ أمامَ كتابٍ سيقودنا في رحلةٍ لاستكشافِ أنفسنا واستكشاف العالم، لقد حاول الكاتبانِ وضعَ زُبدةِ ما توصّلا إليهِ من تجارب بينَ أيدينا، ليكونَ الكتابُ منارةً في رحلتنا الاستكشافيّة، مجموعةُ مفاهيم حاول الكاتبانِ إدخالها إلى عالمكَ فحاول استثمارها لتستمتع بحياتكَ:
اليقظة؛ فبدونِ الوعي والتفكير اليَقظ لن تحصدَ النتائج المرجوّة من هذه التمارين.
التّأمّل وما له مِن دورٍ في الوصول إلى الاسترخاء.
التّصوّر؛ فاستثمارُ خيالكَ سيُسهّل عليكَ تنفيذ التمارين؛ فيمكننا أن نعدّها إحدى أقدم مصادر العلاج في العالم.
بوّابتك إلى اللحظةِ الرّاهنة تتمثّلُ بنفسٍ عميقٍ لا يتجاوزُ الدقيقةَ لتتمكّن مِن الوصولِ إلى مُبتغاكَ من أيّ تمرينٍ؛ فهذه هي الكلمة المفتاحيّة في كثيرٍ من التمارين.
عقد النيّة؛ فلا يمكنكَ الانطلاق والبدء برحلة التمارين هذه إلا إذا عقدتَ النيّةَ وآمنتَ بذاتكَ وبقدراتكَ.
العمل بتصميم؛ فما دامت الإرادةُ موجودةٌ فلن يقفَ شيءٌ في طريقكَ.
هذه المُصطلحاتُ التي لجأ إليها الكاتبان ما هي إلا أدواتكَ في ممارسةِ التمارين، فأحسِن استخدامها وافهمها بطريقةٍ يقظةٍ.
كتابٌ غنيٌّ بالتّجارب التي توزّعت على ثلاثةِ محاورِ:
القسم الأوّل: التّمهّل والاسترخاء:
بدأ الكاتبان كتابهما بتمارين خاصّة عن الاسترخاء؛ فالاسترخاءُ هو نقطةُ البدايةِ في التّحرّر من التّوتُّرِ وما يُحيلنا إليه هذا التوتُّر من مشاعر غضبٍ وخيبةٍ وحُزنٍ وخنوعٍ واستسلامٍ.
لجأ الكاتبانِ إلى ابتكارِ تمارين سهلة عن سُبلِ الوصولِ إلى الإحساسِ بالأمانِ والطمأنينةِ وتفريغِ ما تحتويهِ أرواحنا مِن توتُّرٍ وإجهادٍ يكادُ يُسيطرُ على تصرُّفاتنا.
فابدأ بزرعِ السّكينةِ في قلبكَ بممارسةِ هذه التّمارين التي حمّلها الكاتبانِ في القسم الأوّل من كتابهما؛ لِما لها من أهميّةٍ كحجرِ الأساسِ في هذه التّجربةِ الميدانيّةِ التي بدأتَ بها، فحاول أنْ تضع حجر الأساسِ في مكانهِ، وحاول تخليصه ممّا يلتصقُ به من شوائبَ ورواسب تمنعُ استقرارهُ كركنٍ أساسٍ في رحلةِ إثباتِ الذاتِ واستقرارها.
القسم الثاني: قدِّر نفسكَ وما تملك:
جاءت تمارينُ هذا القسم لتلفت انتباهكَ تجاه ذاتكَ وتُمعن النّظر فيما يترتّب عليكَ من أمورٍ تستطيع من خلالها السّيطرةَ على نفسكَ وترويض ذاتكَ وزرع الطمأنينة والاستقرار في روحك المُتعطّشة التي أعياها القلق وأتعبها.
هذه التّمارينُ جعلها الكاتبان نواة كتابهما، إنْ لم تتمكّن من معرفةِ ذاتكَ وإدراك ما فيها من جمالٍ وحبٍّ وكنوزٍ فلن تقوى على مواجهةِ الآخر، فامتلك سلاحَك في هذه المعركة؛ معركة الحياة وانطلق بكلِّ قوّتكَ وثقتكَ بنفسكَ وبقدراتكَ.
في نهايةِ هذا القسم ستنالُ ما تطمح إليهِ مِن الحبّ والثقةِ والاستقرار.
القسم الثالث: التّواصل مع الآخرين ومع العالم من حولكَ:
في هذا القسم ستحصدُ زُبدةَ ما مارسته من تمارين في القسمين السابقين، ستتعلّم كيف تتواصل مع العالم، وهنا ليس المقصود بالعالم الأشخاص فقط؛ إنّما الطّبيعة وكلُّ ما تحتويه من مُكوّناتٍ؛ حجر وشجر وأزهار وطيور وحيوانات، ستتعلّمُ أنْ تلتفتَ لِما حولكَ من جمال، ستُمارسُ تمارينَ تجعلكَ أكثرَ انسجاماً مع المُحيط ؛ فقد حاول الكاتبان في هذا القسمِ تحفيزك على زرع الحبّ من حولكَ، على كسرِ حاجزِ انعزالكَ عن العالم، حاول الكاتبان في هذا القسم أنْ تكونَ الخُلاصةُ بينَ يديكَ، من خلال ممارستكَ لهذه التّمارين ستتمكّن من محو كآبتكَ، ستتمكّن من إزالةِ الغشاوةِ عن عينيكَ وتنطلق إلى عالمِ الاستقرار والطمأنينةِ، سيملأ الحبُّ قلبكَ وستتلاشى الكراهيةُ والبغضاء من حولكَ، ازرع الحبَّ في كلِّ مكانٍ وانطلق، أطلق العنان لأفكاركَ وآمِن بها وبقدرتك على خلقِ عالمكَ الذي تطمحُ إليه.
وضع الكاتبان بينَ يديكَ سبيلَ نجاتك مِن المشاعر السّلبيّةِ التي أحطتَ نفسكَ بها.
لن تَشعرَ بصعوبةٍ في ممارسة هذه التمارين؛ فالوقتُ المُخصص لكلِّ تمرينٍ لا يتجاوز الخمس دقائق، خمسُ دقائقٍ لن تُشكّلَ عائقاً أمامكَ في اتّخاذ القرارِ والانطلاقِ.
انطلق بقوّةٍ وآمِن بقدراتكَ في ابتكارِ طرُقٍ للسيطرةِ على نفسكَ وعلى المحيط من حولك، وهُنا ما يقصدهُ الكاتبانِ بالسّيطرةِ هو القدرةُ على التّأقلُمِ وتحقيق الانسجامِ مع الذات ومع المُحيط، أطلق أفكاركَ وأشعل منارةَ قلبكَ بالحبِّ، أطلق روحكَ لتحيا دون قيودٍ.
كفاكَ توتُّراً وإرهاقاً لذاتكَ، كفاكَ خنوعاً واستسلاماً لِما يُريدهُ الآخرون، كفاكَ بؤساً وسوداويّةً، ابحث عن الضوء في عتمةِ أفكارك، حاول أنْ تجعل الحبَّ عرّابكَ في رحلتكَ، حاول أنْ يملأَ الإيمان قلبكَ، حاول أنْ تمشي خطوةً خطوةً في هذه التّمارين لتستطيع الوصول إلى ما حاول الكاتبانِ لفت انتباهك إليهِ.
أنت جميلٌ وتستحقُّ الجمال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى