الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا بعد ؟

محمد منير

2006 / 12 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مر أكثر من عام وربما اقتربنا من العامين على أخر معركة لانتخابات مجلس الشعب المصرى والتى اسفرت عن صعود واضح للتيار الاسلامى ، وإن لم يصل الى حد القضاء على الاحتكار الحكومى للتمثيل النيابى القصرى ، مقابل تراجع شديد للتيار اليسارى الرسمى ( حزب التجمع ) .
فور اعلان نتائج هذه المعركة هاجت الدنيا وماجت وخاصة فى الاوساط اليسارية انظر مقالى:
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=52412
وبدأ اليساريون يبحثون عن حل لأزمتهم خارج وداخل حزب التجمع والذى فرض نفسه ممثلاً رسمياً لليسار المصرى منذ عام .1976
ارتفعت اصوات التغيير حتى داخل حزب التجمع نفسه وتداخلت الاقتراحات والافكار والمناقشات الكثيرة داخل اطار واحد مقصود دفع بها كلها الى التركيز على مسئولية جريدة الاهالى ورئيس تحريرها عن أزمة الحزب واتفقت غالبية الاصوات على اهمية تنحية رئيس تحرير الجريدة ، وعلى مدار مايقرب من عامين أصبح هذا المطلب هو الهدف الرئسى لحركة التغيير داخل التجمع ، وساعد على هذا حالة الاستنفار والاستفزاز المتعمدة والتى فرضها فى دهاء معتاد رئيس الحزب "رفعت السعيد بيومى " فقد استطاع "بيومى" الابقاء على حالة الاستنفار وتركيز الازمة فى رئيس تحرير الاهالى وذلك بإظهار تعاطف ظاهرى مع رئيس التحرير والتلميح بعدم الاستجابة لمطلب اللجنة المركزية بتغيره وهو ما خلق حالة من التشدد والتمسك بهذا المطلب فى مقابل الانشغال عن أى اسباب اخرى حقيقة للأزمة التى دخلت هى ذاتها طى النسيان والاغفال ، وظل هذا المناخ فى تصاعد حتى قبيل انعقاد اللجنة المركزية لحزب التجمع وهنا اعلن رئيس الحزب نزوله على رغبة المجموع بتنحية رئيس التحرير ( فى شكل استقالة ) وبهذا استطاع ضرب عصفورين بحجر واحد الاول عندما وجه تيار المعارضه داخل الحزب تجاه مؤسسة الجريدة بإعتبارها المسئول الاول عن فشل الحزب الجماهيرى ، والثانى فى تمهيده الطريق لدخوله اللجنة المركزية المقبلة تحت راية التغيير والنزول على رغبة المجموع مما سيتيح له فرصة مبايعة جديدة لقيادة هذا التغيير والنجاة بنفسه من رياح النقد والتغيير .
وبقراءة سريعة لها الوضع تتضح عدة حقائق :
- ان كل الاطراف تعاملت مع الجريدة بإعتبارها المؤسسة الرئيسة فى الحزب تفوق اهميتها الحزب نفسه ، مع أن كل ادبيات اليسار تشير الى أن جريدة الحزب هى لسان حاله و انها احد الهيئات التابعة له وما حدث هو العكس اختُزلت كل هيئات الحزب الجماهيرية والسياسية والاقتصادية وغيرها فى الجريدة والتى تحمل رئيسها بوجه حق أو بغير ذلك مسئولية كل شئ .. وفى تناسى مقصود أو غير مقصود لدور قيادات الحزب القائمة والتى استطاعت بفرض هذا المناخ ضمان استمراراها فى القيادة والابتعاد عن مرمى نيران الانتقاد والتغيير .
- الاخطر هو أن البعض من الشرفاء اليسارين والذين بحثوا عن طريق لاستعادة مجد اليسار مرة اخرى لم يخرجوا ( بدون قصد ) عن الادوات التى ادت الى انهيار حزب التجمع فالفكرة الوحيدة التى طُرحت فى هذا المناخ هو جريدة بديلة ، ولم يتجه أى فكر للبحث عن حزب بديل أو أى شكل أخر يعيد قنوات الاتصال بين الفكر اليسارى والشارع المصرى ، اقتصر الامر فقط على النضال الصحفى الفوقى ونسى اليساريون بكل خبراتهم معنى العمل الجماهيرى ، ومفاهيم التغيير والسياسة واتخذوا وحولوا الجريدة من اداه للحزب او للفكرة الى فكرة وحزب مستقل .
- لم يلتفت اليساريون ايضاً بقصد أو بدون قصد الى ان التأثير الذى احدثه فكر الاخوان السلفى فى المجتمع المصرى لم يعتمد على الاعلام التقليدى ( تلفزيون، صحيفة ، اذاعة ) بقدر ما استند على تواجد طويل النفس وحقيقى بين افراد الشعب وخدمات تم تقديمها بمصداقية وقناعة .
- ان ما حدث فى حزب التجمع يشير ايضاً الى مخالفة واضحة للأدبيات السياسية لليسار والتى قلصت من دور الفرد فى مقابل تعظيم دور المؤسسة ، و هنا ايضا ما حدث هو العكس فقد قاد دفة التوجيه داخل الحزب الذى فرض نفسه ممثلاً رسمياً لليسار فرداً واحد استطاع أن يوجه الامور فى اتجاه مخطط ومقصود نحو القضاء على الوجود اليسارى فى الشارع المصرى وفرض حالة من الضعف والوهن داخل جسم الحزب أدت به الى فقدان حتى القدرة على التغيير الداخلى.
- الغريب أن اليسار المصرى لا يفتقر الى الخبرات فى مجالات الاتصال الجماهيرى كما انه حقق الكثير من النجاحات والتواجد الشعبى طوال تاريخه الماضى وذلك بشكل طبيعى وبدون حزب رسمى أو جريدة رسمية بل أن كل الاحداث انما تشير الى أن التدهور اليسارى حدث منذ ترسيم وجوده وارتباطه بالقواعد المؤسسية الحكومية.
هذه مجرد افكار ليست فقط لفتح باب النقاش وانما للتفكير فى ما هو الحل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي