الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قَالَتْ وَقَال 5

علم الدين بدرية

2024 / 6 / 27
الادب والفن


قَالَتْ وَقَال
5
قَالَتْ: كَمَا يَحِنُّ النَّحْلُ لِلرَّحِيْقِ، كَمَا تَعْشَقُ الْفَرَاشَاتُ أَكْمَامَ الْوُرُودِ وَكَمَا يَتُوقُ الْفَجْرُ لِقَطَرَاتِ النَّدَىَ/كَمَا يَنْتَظِرُ الْمَسَاءُ اِطْلاَلَةَ الْقَمَرِ وَكَمَا تَشْتَاقُ الأَرْضُ لِحَبَّاتِ الْمَطَرِ/هَكَذَا أَنَا مُتَيَّمَةٌ بِكَ أَنْتَظِرُ اللَّقَاءْ، أَحْمِلُ مِشْكَاةَ الْوَجْدِ بَيْنَ خَفَقَاتِ الْفُؤَادِ وَأَنِيْنِ الرُّوحِ!! فَامْطِرْنِيَ مِنْ سَمَائِكَ عِشْقًا وَزِدْنِيَ مِنْ نَارِكَ اِشْتِعَالاً، لِتَرَاتِيْلُكَ جَمَرَاتٌ تُدْفِئُ الْمَسَاءْ، مَنَارَاتٌ تُنِيْرُ مَرَافِئَ الشِّعْرِ فِي بُحُورِ الشَّعَرَاءْ، لاَ الذِّكْرَىَ تَخْتَصِرُ الْمَسَافَاتِ وَلاَ الْبُعْدُ يُخَفِّفُ مِنْ لَهْفَةِ اللِّقَاءْ، زَهَرَاتِيَ تَذْوي بَعْدَ أَنْ اِسْتَبَاحَهَا عُمْرٌ هَارِبٌ وَسَنَوَاتٌ عِجَافْ!!
قَالَ: أَتَيْتُكِ نَوْرَسًا مُهَاجِرًا، تَائِبًا، حَامِلاً ظَمَأَ الْمسَافَاتِ وَاغْتَرَابِ الذَّاتِ عَنْ الذَّاتْ، أَتَيْتُكِ بَاحِثًا عَنْ مَلْجَأٍ عَلىَ شَوَاطِئِكِ، فَلِمَ تُطْفِئِيْنَ مَنَارَاتِكِ وَتُغْلِقِيْنَ مَعَابِرَ الْعَائِدِيْنَ إِلىَ سَوَاحِل أَوْطَانِكِ؟! لِمَ تُطِيْلِيْنَ غُرْبَتِي فِي الْمَنَافِي وَمَرَاكِبُ الْعَوْدَةِ تَرْسُو فِي مَرَافِئِ اِلانْتِظَارْ ؟!هَلْ الْحُبُّ بَيْنَنَا عِشْقٌ وَتَسَابِيْحُ نَوَىَ أَمْ جَمْرٌ مِنْ نَارِ الْهَوَىَ قَدِ اِكْتَوَىَ؟؟... أَيّ عُمْرٍ هَذَا الَّذِي يَسْتَبِيْحُ قَطْفَ الزَّهَرَاتِ ...؟! الْعُمْرُ يَا سَيِّدَتِي يَسْمُوُ مَنْ تَقْبِيْلِ الْفَرَاشَاتِ.. إِنْ شِئْتِ صَعِدْتُ بِكِ الْمَسَافَاتِ وَحَفِظْتُكِ فِي قَلْبٍ تَوْهَّجَ بِالذِّكْرَيَاتِ وَرَسَمْتُكِ لِلرُّوحِ قِبْلَةً وَانْتِشَاءْ .... فَهِبِيْنِي بَعَضَ.. بَعْضَ ذَلكَ السِّحْرِ وَالْبَهَاء!! أنْتِ فَرَاشَةٌ عَانَقَ سِحْرُهَا أَحْلاَمِي، فَرَاشَةٌ تَرْقُصُ فِي سَمَاءٍ مِنَ الصَّفَاءْ.. شَفَّافَةٌ كَقَطَرَاتِ النَّدَىَ، رَقِيْقَةٌ كَنَسْمَةِ الْغُرُوبِ، أَلْوَانُهَا سَاحِرَةٌ فَاتِنَةٌ، لَكِنَّنِي أَخْشَى غَرَقَكِ فِي بِحَارِ اِشْتِيَاقِيَ فَجَنَّةُ أُنُوثَتكِ لا َتَقَوَىَ عَلىَ أَعَاصِيْر حُبِّي فَكَيْفَ أَلْقَاكِ دُوُنَ خَدْشُكِ إِذَا مَا لاَمَسَكِ غُبَارُ نَاظِرَيَّ وَاحْتَوَتْكِ حَدَائِقُ عُيُونِي؟؟!!
قَالَتْ: عَلىَ ضِفَافِ الشَّوْقِ تَرْقُصُ فَرَاشَتُكَ الصَّغِيْرَةُ يُثْمِلُهَا عِطْرُكَ وِرَحِيْقُ وُرُودُكَ وَكُلَّمَا هَبَّتْ عَوَاصِفُكَ تَفْقِدُ اِتِّزَانَهَا وَتَسْقُطُ فِي أَبْعَادِ الْحُبِّ صَلاَةَ اِنْعِتَاقٍ فِي مِحْرَابِ عِشْقِكَ وَتَراتِيْلَ أَنْغَامِ نَشْوَةٍ فِي مِعْرَاجِ هَوَاكَ، حِيْنَمَا أُحَلِّقُ فِي مَدَارِ ضُوئِكَ تَنْصَهِرُ ذَاتِي، تَتَلاَشَى حُدُودُ الصَّمْتِ، تُلْغَىَ الأَبْعَادُ، تَزُولُ الْفَوَارِقُ لأُصْبِحُ أَنَا/أَنْتَ وَأَنْتَ /أَنَا لاَ يُفَرِّقُنَا مَوْتٌ أَوْ حَيَاة، لَكِنَّ أَلْوَانِيَ لَنْ تَذْوي لأَنَّ عَيْنَيْكَ اِجْتَاحَتْنِي فَتَلاَشَتْ رُوُحِي، وَأَلْوَانِيَ أَصْبَحَتْ لَوْحَةً لَيْلَكِيَّةً وَرَسْمَةً أَزَلِيَّةً تُعَانُقُ رُوحَكَ وَتَهيْمُ بِكَ وَمِنْكَ دُونَ قَيْدٍ أَوْ زَمَنٍ أَوْ مَكَانْ!!
قَالَ: أَتَرَنَّحُ فِي أَمْوَاجِ الْبَوْحِ وَأَكْثَرُ اِعْتَرَافَاتِنَا صَمْتٌ وَأَحَادِيْثُ مَجَازِيَّةٌ، فِي الأُفُقِ تُومِضُ كِوَاكِبُ سَكْرَى، مَرَافِئِي تَنْتَظِرُ الْمَرَاكَبَ الْعَائِدَةَ مِنْ بِحَارِ النُّورِ لِتَحْتَوي عَبَقَ حُضُوركِ وَعِطَرَ بَخُوركِ فَتَحْتَويْكِ أَبْعَادِي فِي اللاَّ مَكَانْ، وَتَصْهَرُكِ مُحِيْطَاتُ وَجْدِيَ فِي اللاَّ زَمَانْ، وُجُودُنَا الاِفْتَرَاضِيُّ يُدَغْدِغُ الرَّغْبَةَ بَيْنَ نَارِ أُنُوُثَتكِ وَأَبْجَدِيَّاتِ عِشْقِيَ الْخَرْسَاءْ، إِليْكِ تَقُودُنِي الْخُطُوَاتُ، تَجْذُبُنِي مَفَاتِنُكِ فِي كُلِّ اِلاتِّجَاهَاتْ، نِدَاءَاتُكِ تَمْحِي كُلَّ الصُّوَرِ الْهَمَجِيَّةِ مِنْ ذَاكِرَتِي الصَّمَاءْ وَتًبْقِيْكِ آيَةً أَسْمَىَ أُرَتِّلُهَا صُبْحَ مَسْاءْ.
قَالَتْ: مَا الْحُبُّ إِلاّ بَذْلٌ وَعَطَاءْ.. لِمَ الصَّمْتُ يَا سَيِّدِي وَالْبَوْحُ سَيِّدُ الْلِّقَاءْ ...؟؟ عُمْرُنَا أُرْجُوحَةٌ بِيَدِ الْقَدَرِ وَقَدَرُنَا رَسْمَةٌ فِي لَوْحَةُ البَقَاءْ، دِعِ الإِسْتِقْصَاءَ والتُّهَمَ، خَيْرُ الْوُجُوُدِ لَحَظَةُ عِنَاقٍ، اِنْهَلْ مِنْ رَحِيْقِ عْشْقِيَ فَأَثِيْرُ بَعْثِيَ خَمْرٌ يُنْعِشُ الأَقْمَارَ، نَحْنُ الْعَاشِقُ وَالْمَعْشُوقُ وَالشَّاهِدُ وَالْمَشْهُودُ، وُجُودُنَا رَقْصَةُ فَرَحٍ فِي صَوْمَعَةِ صُوفِيَّتكَ وَلَحْنُ حُبٍّ شَجِيٍّ يَنْسَابُ فِي مَعَابِدِ الأَزَلْ،هَمْسُ خَرِيْرٍ رَقْرَاقٍ ،وَمِيْضُ لازَوَرَدٍ شَفَّافٍ يَخْتَرِقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضْ!!
قال: عَلىَ جِدَارِ الرُّوحِ تَتَرَاقَصُ صَرْخَةُ نِدَاءٍ، طُلِّي مِنْ بَوَّابَةِ الْعِشْق لِنُسَابِقَ قَطَرَاتِ النَّدَىَ وَأَرَقَ الْوُرُوُدِ السَّاهِرَةِ عَلىَ نَوَافِذِ الانْتِظَارْ، الْبَوْحُ لاَ يَنَامُ يَا فَرَاشَتِي وَالْحُبُّ حَالَةٌ يَثْمَلُ لِوَصْفِهَا الْقَلَمُ، لاَ تُعَرِّفُهَا اِسْتِعَارَةٌ وَلاَ تُسْكَبُ فِيْهَا كَلِمَاتٌ تَعْجَزُ عَنْ التَّعْبِيْرِ، حَالَةٌ رُوحِيَّةٌ صُوفِيَّة تَجْذُبُنَا أَنَا وَأَنْتِ لِنَغِيْبَ مَعًا فِي مَسَافَةٍ لَيْسَتْ كَالْمَسَافَاتِ، مَسَافَةٌ تُلْغِيَ التَّعْرِيْفَ والأَوْصَافْ، تَتَجَاوَزُ أَشْكَالَ الاسْتِحَالَةِ وَالأَبْعَادِ وَلاَ يَحْكُمُهَا زَمَنٌ مُسْتَحِيلْ !! الْحُبُّ يَا فَرَاشَتِي لُغْزٌ كَالْفَنِّ كَالإِبْدَاعِ كِالنُّوُرِ كَشُعَاعِ الشَّمْسِ الصَّبَاحِيَّةِ تُرْسِلُ سِهَامِهَا بِمَوْجَاتٍ صَافَيَّةٍ، تُغَازِلُ أَدِيْمَ الأَرْضِ فَيَفُوُحُ مِنْها عِطْرٌ مُتَنَاغِمٌ يَتَدَفَقُ بِسَخَاءٍ فِي أَوْرِدَةِ الثَّرَىَ وتَنْبَثِقُ مِنْ مَسَامَاتِهَا وُرُودٌ مُنْتَعِشَةٌ سَاحِرَةٌ، يَتَجَلىَ جَمَالُهَا فِي كُلِّ الْوُجُودْ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صانع المحتوى أحمد النشيط يرشح أفلام يجب مشاهدتها فورا


.. بقارب مهاجرين.. الفنان بانكسي يفاجئ جمهوره خلال حفل والحكومة




.. -فيلم غير عالم السوبر هيروز-.. فيلم من إخراج كريستوفر نولان


.. صانع المحتوى أحمد النشيط يتحدث عن فيلم -inception-




.. ضبط المسئول عن تصوير أجزاء من أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية