الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المياه الجوفية الثروة الخفية للعراق بين الحقيقة والوهم والاستغلال الأمثل والجائر.. أين تكمن الحقيقة.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2024 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


المياه الجوفية مصدر الحياة والثروة الخفية تحت الأرض.. كيف يجب ان نتصرف لإدارة هذا المورد الذي يُديمُ الحياة على معظم كوكب الأرض واحد اهم مكونات الدورة الهيدرولوجية التي تكون العيون والينابيع وبالتالي الأنهار والبحيرات العظيمة على سطح كوكبنا الأزرق.. علم الهيدروجيولوجيا، الذي يتمحور حول أخلاقيات الأرض والجيولوجيا المائية ينبثق عنها دراسة وهندسة المياه الجوفية.
كثر الحديث وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي عن طروحات عديدة ومتناقضة حول تواجد كميات هائلة جداً من المياه الجوفية تحت سطح العراق دون الاستناد على أسس وبراهين علمية ودراسات جدوى من أجل إدارة هذه الثروة الخفية من المياه الجوفية بشكل أكثر استدامة وكفاءة، لذا لابد هنا ان يترك الامر للمختصين لتحديد حدود استخدامات هذا المورد النفيس والتي تهدف إلى دعم رؤية مستقبلية وجريئة ومتمثلة في خلق تنمية مستدامة لاستثمار هذا المورد، لأنه على سبيل المثال لا الحصر لا يجب ان تحدد المسافة بين مواقع حفر الابار المائية استناداً على الدراسات القطاعية والإقليمية بل يجب ان تكون هذه الدراسات بمثابة خارطة عمل واشارات عامة للتحرك من خلالها لتحديد المسافة المثلى بين مواقع الابار ضمن احواض ومكامن المياه الجوفية حيث لكل حوض ومكمن جوفي خصائصه الهيدروجيولوجية وتختلف عن حوض ومكمن مجاور بكثير من المعاملات والمعطيات الهيدروجيولوجية مما يستدعى عدم حرمان مناطق من استثمار هذا المورد الجوفي بحجة تعليمات عامة تمنع حفر بئر مائي بمسافة اقل من تلك المحددة في التعليمات العامة ولكي تكتسب مسالة استغلال هذا المورد بشكل أكثر وضوحا وتحديد العوائق التي تحول دون الاستفادة من استخدام المياه الجوفية. يتطلب ان تكون الدراسات العلمية المعمقة ومنها الاستطلاع الموقعي والدراسات الجيوفيزيائية لبيان التأثير على استدامة هذا المورد مبنية على النزاهة والاحترام لأخلاقيات المهنة الجيولوجية والابتكار والعمل الجماعي. والتي من شأنها دعم جدول أعمال معالجة الهشاشة وتقليل الصراع والعنف تلك التي تتولد بسبب عدم إدراك أهمية الاستفادة من المياه الجوفية وخاصة في ظل ظروف تغير المناخ مما يتطلب تشارك المعرفة التي تتناول المنافع العامة.
بالنسبة لأولئك الذين ليسوا على دراية بخصائص المكامن الجوفية، أشجع على استكشاف الثروة الخفية للعراق ولكن ضمن دراسة لكل حوض ومكمن ماء جوفي على انفراد ومن ثم النظر بشكل تكاملي للحاجة الفعلية الى المياه حيث قد يكون بالإمكان حفر ابار بحدود اقل من مائة متر بين مواقع الآبار عندما يكون الحوض والمكمن المائي مشبع وعدم تأثير مخروط الانخفاض لكل بئر على البئر المجاور بينما قد يصادف في مكمن جوفي مجاور لهذا المكمن الجوفي ان تكون المسافة بين مواقع الابار اكثر من ثلاثمائة متر والى السبعمائة متر واكثر، حيث تعتمد اقتصاديات المياه الجوفية في أوقات تغير المناخ على تسخير إمكانات المياه الجوفية لتعزيز الإنتاجية الزراعية، والكشف عن الإمكانات الاجتماعية والاقتصادية للنظم البيئية المعتمدة على المياه الجوفية في العراق، والتحفيز على تنمية الري من المياه الجوفية الضحلة والعميقة على أسس علمية وليس اجتهادات او محاباة.؟
حيث تعتبر المياه الجوفية، غير المستغلة أو المسحوبة بشكل مفرط، أصل وخزيناً بالغ الأهمية للحد من الفقر، وتحقيق النمو المرن، والتكيف مع المناخ. وقد حظيت المياه الجوفية بتقدير الحضارات العراقية القديمة، التي اعتمدت على المياه الجوفية في إمداداتها المائية، وهكذا فعل الرومان ايضا، حتى عند بناء المدن القريبة من الأنهار.
وستكون المياه الجوفية اليوم، وأكثر من ذلك في المستقبل، أساسًا للتكيف مع تغير المناخ. فهو يوفر 49 في المائة من حجم المياه المسحوبة للاستخدام المنزلي من قبل سكان العالم ونحو 43 في المائة من إجمالي المياه المسحوبة لأغراض الري، ويسقي 38 في المائة من الأراضي المروية في العالم. وسماته الاقتصادية الفريدة، بما في ذلك طبيعته المشتركة، هي نعمة ونقمة. وتحدد خصائصها استخداماتها الحالية والطويلة الأجل والآثار السلبية المحتملة. ويجب إخراج هذه الأمور من الظل حتى يتمكن المورد من تحقيق إمكاناته وإدارته بشكل مناسب.
واستخدام المياه الجوفية تشبه الحساب المصرفي، إذا كانت عمليات سحب المياه الجوفية تتوافق مع الإنفاق وكانت آخذة في النمو، فيتعين على صناع السياسات ضمان تحقيق التوازن من خلال الحفاظ على تجديد الحساب وتعزيزه من خلال إعادة تغذية المياه الجوفية. والواقع أنه إذا تجاوز التصريف والسحب الطبيعي إعادة التغذية، فإن الإفراط في الاستخراج من شأنه أن يعرض الاستخدام الطويل الأجل للمياه الجوفية للخطر، وقد يحدث الإفلاس المائي إذا أدى استنزاف طبقة المياه الجوفية إلى تعريض "الاحتياطي" للخطر. ولتجنب هذا الوضع، يستطيع صناع السياسات إدارة كمية المياه الجوفية المستخرجة والتأكد من حماية جودتها، والحفاظ على تغذية طبقات المياه الجوفية الطبيعية وتعزيزها كجزء من الإدارة المتكاملة للمياه. يمكن تكييف العديد من الأساليب مع السياقات المحلية ودمجها في التدخلات المشتركة بين القطاعات مثل البرامج البيئية أو برامج إدارة مخاطر الكوارث أو كجزء من التدخلات في العمل العام وسوق العمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة