الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة القابلية للإستعباد !

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


يذكر مذيعو فضائية "روسيا اليوم" رئيس الدولة بإسم عائلته "بوتين"، هكذا من دون القاب وتبجيل وتفخيم وتأليه. وكل من يقرأ هذه السطور، بمقدوره معاينة الدليل الشاخص للعيان على مدار 24 ساعة.
الشيء ذاته ينسحب على وسائل الإعلام الأميركية والفرنسية والألمانية واليونانية والتركية والبلجيكية والسنسكريتية، وصولا إلى إعلام بوركينا فاسو وموزامبيق . يمكن مطالعة أي وسيلة اعلام بوركينية أو موزمبيقية وسيجد قارئنا العزيز أن ما قلنا حقيقة.
إلا في ربوع "خير أمة أخرجت للناس"، فإسم القائد يجب أن يكون مسبوقاً ومتبوعاً بمفردات معلومة ومطبوعة في الأذهان، وأوضح من أن تحتاج إلى التذكير والبيان.
لا تتوقف تجليات العبودية والاستعباد عند هذا الحد، بل يتبارى "الزلم" في المناسبات خاصة بتوجيه أسمى آيات الوفاء والولاء ومش عارف شو للقيادة الحكيمة (لاحظوا أن الولاء للقيادة وليس للدولة والأمة)، ناهيك بالتضرع إلى السماء، لتكلأها بعين الرعاية والحفظ والصون من كيد المتآمرين والغيرانين والحاسدين والمتربصين والمندسين. ومن "الزلم" من لا يتردد في تلميع حذاء زوجة القائد لو طلب إليه ذلك.
قد يستدرك علينا مُستدرك: "الأنظمة كرست ذلك". في الإجابة نقول، قد يكون في هذا الرأي قدر من الحقيقة، لكن الخلل الرئيس في الثقافة، فكل إنسان هو في المحصلة نتاج ثقافة تقرر نظرته إلى الذات والمجتمع والوجود.
في ديرتنا الأردنية، على سبيل المثال لا الحصر، جرب ادخل على رئيس قسم وخاطبه باسمه من دون أن تداعب عقد النقص المتراكمة في نفسه بلقب بيك أو ما يشبهه!!!
سيقابلك بجفاء وجلافة، وإذا كنت تراجع في أمر ما هو طرف فيه، فسيعطل انجاز معاملتك قدر ما يستطيع. وقد يقلل أدبه، وينضح من إنائه ما يحتويه من صدأ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر