الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منصب رئيس الوزراء في العراق: بين عبثية الانتخابات والحاجة الملحة للإصلاحات المبكرة

احمد جليل العتابي

2024 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


في العراق، بات من الواضح أن منصب رئيس الوزراء لم يعد منصبًا يحصل عليه الشخص الفائز في الانتخابات. بدلاً من ذلك، يتم تحديد هذا المنصب من خلال تحالفات سياسية ومفاوضات خلف الكواليس، مما يجعل الانتخابات مجرد محطة ضمن عملية أكبر وأكثر تعقيدًا. وهذا الوضع يعكس تحديات كبيرة تواجه الديمقراطية العراقية ويطرح تساؤلات حول مدى فعالية النظام الانتخابي في تحقيق تمثيل حقيقي لإرادة الشعب.

تاريخيًا، شهد العراق تغييرات سياسية دراماتيكية منذ سقوط النظام السابق في عام 2003. ومع كل دورة انتخابية، يأمل المواطنون في تحقيق تغييرات حقيقية وتحسينات في الوضع الاقتصادي والأمني. ومع ذلك، ما يحدث غالبًا هو تشكيل حكومات توافقية تجمع بين الأحزاب والفصائل السياسية المختلفة، وهو ما يؤدي إلى تأخير في تشكيل الحكومة وتباطؤ في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

العملية الانتخابية في العراق أصبحت أشبه بسباق للنجاة بدلاً من سباق للفوز. الأحزاب السياسية تتحالف مع بعضها البعض لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، وهذه التحالفات غالبًا ما تكون غير ثابتة وتخضع لمساومات سياسية تؤدي إلى تعيين رئيس وزراء لا يتمتع بالضرورة بدعم شعبي واسع. هذا الأسلوب في تشكيل الحكومة يضعف ثقة المواطنين في النظام السياسي ويعزز من شعورهم بعدم الأمان والاستقرار.

الانتخابات المبكرة ضرورة ملحة في العراق

في ظل هذه الظروف، تبرز الانتخابات المبكرة كضرورة ملحة لإعادة الثقة إلى العملية الديمقراطية في العراق. الانتخابات المبكرة يمكن أن تكون خطوة نحو تصحيح المسار السياسي وإعطاء فرصة جديدة للشعب العراقي لاختيار ممثليهم بشكل حر ونزيه.

الإجراءات الانتخابية المبكرة ليست حلاً سحريًا، لكنها قد تساهم في معالجة بعض المشاكل الحالية، خاصة إذا تم تنفيذها بشكل يتضمن ضمانات حقيقية للنزاهة والشفافية. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية لإجراء الإصلاحات اللازمة في النظام الانتخابي، مثل تحسين سجل الناخبين وتقليل التأثير السلبي للمال السياسي.

على الرغم من التحديات الكبيرة، فإن الانتخابات المبكرة قد توفر فرصة جديدة للمواطنين للتعبير عن إرادتهم وتجديد الأمل في مستقبل أفضل. ولتحقيق هذا الهدف، يجب على القوى السياسية والمجتمع المدني أن تتكاتف لضمان تحقيق انتخابات حرة ونزيهة تعكس الإرادة الحقيقية للشعب العراقي.

واخيرا لا يمكن للعراق أن يمضي قدمًا دون تحقيق إصلاحات جوهرية في نظامه السياسي. الانتخابات المبكرة قد تكون البداية، لكن الاستمرار في طريق الإصلاحات وتكريس ثقافة الديمقراطية هو ما سيضمن للعراق مستقبلاً أفضل وأكثر استقرارًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن


.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما




.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن


.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي




.. السلوك العدواني.. من أسباب التأخر عن المواعيد