الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نبتة الخلود
وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)
2024 / 6 / 28
سيرة ذاتية
ربما اكثرنا يحفظ الحديث المروي في اغلب كتب الحديث عن النبي محمد " ص " : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
وبصراحة يعجبني مفهوم هذا الحديث ومرماه ويمكن لي ان افهمه بطريقتي الخاصة والمعمقة ربما ، ان الولد الصالح الذي بسبب دعاءه لا يقتصر على الولد الصلبي الذي يولد من فراش الزوجية بتعبيرنا في القانون بل هو اعم فكل من يتربى على يدي انسان وينهل منه زادا معنويا وتجربة غنية وعلما مهما يكون ابن روحي له ودعاء هذا الابن لا يعني ان يقنت في صلاته ويدعو له بالرحمة فحسب وانما ان ينشر فكره ومواقفه ونتاجاته، هكذا افهم الحديث واراه خارطة طريق لبني البشر كي يخلدوا في الدنيا .
لذا ونحن نجلس في حدائق نادي العلوية سألني احد الحاضرين عن اسمي الكامل كي يكتب اهداء كتابه لي ، وحينما اجبته وليد عبدالحسين تأوه استاذنا البروفسور محمد سليمان الاحمد قائلا الله كم اعشق اسم عبدالحسين لإنه يذّكرني بأستاذي في كلية القانون حينما كنت طالبا الاستاذ كامل عبدالحسين البلداوي احد اساتذة كلية القانون في جامعة الموصل الذي تعلمت منه روح القانون وشعرت بأبوته لي وكم حاولت والكلام للأحمد طبعا أبان الفتنة الطائفية لخشيتي على حياته آنذاك ان يأتي الى مدينة السليمانية و يحاضر في جامعتها وبالفعل استطعت تنسيق ذلك له غير انني فُجعت باستشهاده على يد الزمر الارهابية عام ٢٠٠٧ لا لشيء الا بسبب اسمه واصوله المذهبية التي لا ذنب له به سوى انها ولدت معه دون ارادته !
وراح يذكر لنا استاذنا الاحمد منجزات استاذ القانون الشهيد الذي خسره العراق بسبب التطرف المقيت والاجندات الارهابية القادمة من خلف الحدود . كما نقل طرائف عن عميد كلية القانون في جامعة الموصل ايضاً جعفر الفضلي الذي تعرض الى محاولة اغتيال ارهابية اودت بعينيه وحوّلته الى اعمى يُقرأ له المقربين منه و يحافظ على لغته الفرنسية بالاستماع الى القنوات الفرنسية !
ولا ادري ما مشكلة هؤلاء الظلاميون مع اساتذة القانون وأيُّ جهل اُبتلي به العراق في بداية الالفية الثالثة كي تحرمه من كفاءاته ويسود التافهين فيه!
غير ان ما ادهى من ذلك هو ان نخسر هكذا اعلام فكريا ايضا لا جسديا فقط ، ويضيع بيننا ذكرهم لانهم لم يتركوا لنا كتابا علميا يخّلد افكارهم او لم يرزقوا بأبن روحي مثل محمد سليمان الاحمد يصدح بتاريخهم في مجالسه وضمن اصدارات مركز الدراسات الذي يديره في كوردستان .
استطاع الارهابيون الظلمة ان يغيبوا عبدالحسين جسدا الا انهم فشلوا في انهاءه روحيا وفكريا نتيجة ابنه الصالح وتلميذه الوفي محمد سليمان الاحمد ، انه درس ينبغي ان نستلهمه في حياتنا القصيرة التي تنهبها الايام وتذهب هباءً ما لم نثمر فيها الفكر والعلم والمعرفة وهذه لعمري هي نبتة الخلود التي بحث عنها كلكامش قبل الاف السنين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر