الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مقامة الزماط .
صباح حزمي الزهيري
2024 / 6 / 28مواضيع وابحاث سياسية
مقامة الزماط :
زامط , او زمط ,او يزامط ,او زماط , كلها تعني التحدي ودق الصدر.
يقولون في العراق : ((راحت الرجال الجنت ازامط بيها , وظلت غنم يا ذيب يرعى بيها واكو ابلايه ازماط يفزع , واكو ما يفزع يزامط)).
من هتافات أنصار الحكيم في التظاهرات التي جرت أمام الجسرالمعلق : ((انطب لغزة انهوس لو زامط سيد عمار)), وقد كتب الحاج صالح العراقي : (( زامطنه بيكم لأنقاذ العراق , فلا تخذلونا )) , وعلق عليه احد ألأتباع : (( السيد زامط واحنه على زماطة ...زامطنه من اجل انقاذ العراق)).
ويعني الزماط التحدي او التهديد القبائلي بين قبيلتين في المجتمع العراقي, وقد يتم من اجل استرداد حق او مصلحة قد سلبت من احدى القبيلتين لدى الاخرى , وايضا هنالك نوع من الشعر يدعى : (هوسات زماط) , مثل هوسة((واللي يزامط صاح عمتي سكينة)) , وفي الاستخدام اليومي: (( سمعت بذولاك الي زامطوا عمك)) .
عام 1967 وفي أطار التأهب والتحشيد لأنتزاع الحقوق المشروعة في فلسطين , وفي أوج فوران تيار القومية العربية في البلاد العربية , برز شعار أطلقه أحمد الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية , كان الشعار يقول (( تجوع ياسمك , فسنرميهم في البحر )) , كان زماطا خارقا , ظل المرحوم احمد سعيد يكرره من اذاعة صوت العرب , حتى آمنا به نحن شباب تلك المرحلة , ثم أعقبته هزيمتنا المذلة في حرب ألأيام الخمسة , التي خسرت فيها الجيوش العربية الحرب ضد الجيش الإسرائيلي , واحتلال إسرائيل مزيدا من الأراضي العربية , منها سيناء, كانت صدمة مروعة لم يحتملها العقل , لم يخففها ويهونها علينا الا مفردة ( النكسة ) التي أخترعها المرحوم محمد حسنين هيكل لتستعملها وسائل أعلامنا بدل كلمة ( الهزيمة ) , وأذكر وقتها ان وسائل ألأعلام الغربية وعلى رأسها ال B.B.C ترجمتها الى كلمة جديدة لديهم أيضا أسمها Set back .
وقد شرح لي دبلوماسي مصري أثناء عملي في نيروبي رأيه في مبادرة المرحوم السادات تجاه أميركا و أسرائيل قائلا : (( الانقياد للسلام أفضل من المبالغة في الشعارات و العداء دون رصيد حقيقي , ليس هناك ما يدعو للرد حين ضعفك وقلة حيلتك أمام دولة منظّمة جبن عنها القريب والبعيد, وتركت وحيدًا تنزف حتى الموت )) .
المبالغة في استخدام الشعارات , أداة شائعة يستخدمها السياسيون لإقناع جمهورهم أو تحفيزه أو انتقاده, على سبيل المثال , قول باراك أوباما في خطاب تنصيبه : (( إننا نظل الدولة الأكثر ازدهاراً وقوة على وجه الأرض)) , لإلهام الثقة والفخر لدى الشعب الأمريكي, ومن الممكن استخدام المبالغة أيضًا لمهاجمة المعارضين أو المبالغة في التهديدات, كما هو الحال عندما قال دونالد ترامب : (( سوف نبني جدارًا, وستدفع المكسيك ثمنه)) , لإثارة مخاوف أنصاره ورغباتهم , وفي حين أن المبالغة يمكن أن تكون أداة قوية, إلا أنها تحمل أيضًا خطر التضليل أو سوء التفسير, عند استخدامها بشكل مفرط أو بدون سياق, اذ يمكن أن تؤدي العبارات المبالغ فيها إلى تقويض المصداقية وتقويض الثقة.
فقد المواطن العربي ثقته في كثير من الشعارات حين أكدت له التجربة أن كثيرا من هذه الشعارات فقد مصداقيته, وأن وظيفة الشعارات لم تعد التأكيد على الدور الذي تنهض به الجهات التي ترفعها, بل تغطية عجز تلك الجهات عن أداء الدور الذي ينبغي أن تنهض به, ولذلك تعمد إلى صياغة الشعارات والمبالغة في رفعها تعويضا عن ذلك العجز.
الغربه ساحة خيل ومزامط ارجال ....واليطب بيها ابزود كون اصله خيال
رحم الله نزار قباني : (( ما دخلَ اليهودُ مِنْ حدودِنا , وإنّما... تسرّبوا كالنملِ... مِنْ عيوبِنا , كلّفَنا ارتجالُنا , خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدة)) .
لو أنّنا لَمْ ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لَمْ نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر