الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية: الموقف بإيجاز

أمين بن سعيد

2024 / 6 / 29
كتابات ساخرة


هذا بإيجاز موقفي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وجب كتابته اليوم وأنا أخطو خطواتي الأولى في الموقع، حتى يبقى للمستقبل فأحيل عليه كلما اقتضت الحاجة.
1- لا أمؤن بأي دين، ولا أرى للكون "خالقا"، ولا أحمل ذرة شك في ذلك، لأن الإله والآلهة صناعة دينية، الأديان أيديولوجيات بشرية تدعي ألوهية المصدر، بسقوط الأديان تسقط الآلهة.
2- لا أقول بأي "روحانيات" كما يعتقد بعض اللادينيين، "الروح"/ "النفس"/ الـ "Transcendence"/ "الشياطين"/ "الملائكة"/ "الجن" وغيرها من المصطلحات أصولها دينية واستعمالها الوحيد عندي لضرورة تفرضها عليك اللغة المستعملة أو من تتكلم معهم أو للسخرية.
3- ما بني على باطل باطل، المنظومة الدينية برمتها "باطل" ولذلك لا يمكن أن ينتج عنها إلا الباطل. قولي هذا لا يتجاهل بعض الأشياء الجيدة التي تنتج عن هذه المنظومة، لكنه يرسل إلى أصولها التي لا علاقة لها بالدين أو فعلت تحت رايته لكن لهدف وذلك يجعل من ذلك الفعل أو السلوك الجيد نفاقا وانتهازية. الأديان الثلاثة تشيطن غير معتنقيها، وأي فعل جيد نحوهم ليس شيئا غير النفاق فإما فعل في مورد ضعف وإما دعوة غير مباشرة وإما نسب الفعل إلى المنظومة من أشخاص والنصوص تقول عكس ما يدعون أو يعتقدون. أما المعتنقون فالتاريخ أثبت لنا وإلى اليوم أنهم مجرد "عدد" في قبيلة للتباهي بهم أمام القبائل الأخرى، ومجرد "عبيد" يحكمهم ويستغلهم سادة لا أكثر ولا أقل. الكلام هنا يحمل إلى صعوبة الحكم على أولئك "العبيد" أو العوام، أما الرموز والرؤوس الكبيرة فعندي لا حرمة لهم وهم والنصوص واحد.
4- الذي قيل عن المنظومة الدينية يمهد للكلام عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأصله حقيقة تقول أن "الدين صنع شعبا/ جنسا/ عرقا"، الدين باطل وكل ما ينتج عنه باطل، الإسلام باطل الشعب "العربي" الفلسطيني الذي نتج عنه باطل. اليهودية باطل الشعب "اليهودي" باطل. لكن الطرفين يعتقدان بذلك الباطل ولا يشكك فيه إلا أعداد قليلة لا قيمة لها ولا تأثير لا على النخب ولا على الوعي الجمعي لكل "الشعب". الفلسطينيون ليسوا "عربا" والإسرائيليون الذين أسسوا إسرائيل ليسوا أحفاد العبرانيين الأوائل. الصراع "العربي"-الإسرائيلي نتيجته الحتمية الاعتراف بأن الأرض ملك للروس والبولونيين الذين أسسوا إسرائيل، الادعاءات العروبية التي عربت الأخضر واليابس لا قيمة لها لأن العبرانيين الأوائل سكنوا تلك الأرض قبل مجيء العرب إليها، لذلك قضية الفلسطينيين خاسرة من منظور "عرقي" عروبي، هذا الادعاء الذين ينطلق منه الجميع تقريبا يجرد الفلسطينيين من حقهم لأنهم ومنذ العصور القديمة على أرضهم حتى غزاهم الإسلام ووقع تعريبهم كغيرهم من شعوب المنطقة: تعاطفي مع الفلسطينيين هنا لأنهم مخدوعون في أصولهم الحقيقية مثلهم مثل كل شعوب المنطقة وليس لأنهم "أخوتي العرب"، لكني لا أتعاطف مع الإسرائيليين المخدوعين في أصولهم وسخطي الأول يخص أبناء بلدي وغيره من شمال أفريقيا والشرق الأوسط الذين يعتقدون أنهم "يهود شتات" وأجدادهم العبرانيون الأوائل: إسرائيل سرقت أبناء بلدي باسم "اليهودية التي صنعت شعبا" وهذا يجعل عندي منها "حساسية" لا يمكن أن أنكرها أو أتجاهلها والسخط أعظم نحو "اليهود" المتمكنين في الغرب والذين يخضعون قرارات ذلك الغرب ليس لمصالح شعوبهم ودولهم الحقيقية بل لصالح إسرائيل. التعاطف مع الفلسطينيين لأنهم مخدوعون، هذا أولا. ثانيا، لأنهم المضطهدون والمقتولون والمشردون، تعاطف إنساني بحت ولا فرق فيه بين الفلسطيني والكوري والتبتي، لكن مع توضيح: القضية الفلسطينية تغيب وعي الشعوب عن قضاياها الوطنية وتفتح كل الأبواب ليحكمها الانتهازيون الدكتاتوريون. نفس القضية اليوم مع تهمة "معاداة السامية" يستعملها في الغرب الساسة للسيطرة على شعوبهم ولإسكات كل صوت معارض. من الذي قيل حتى الآن، حسب الخرافة الدينية التي تدعي أن اليهود والعرب أبناء سام، والتي يستعملها العالم أجمع، أكون "أكثر نازية من هتلر"، والطرفان اليهودي والعربي سيقولان علي أني "معادي للسامية"، فأقوالي "تحرق" شعبين و"تبيدهما" أي قولي بأكذوبة الشعب "العربي" الفلسطيني وبأكذوبة "الشعب اليهودي" الذي عاد من الشتات وأسس دولته على أرض أجداده. ذكر "الحرق" يفتح الباب للحديث عن الأكذوبة الثانية التي ضيعت حق الفلسطينيين: "لولا المحرقة ما تأسست إسرائيل"، هذا ليس كلامي لكنه كلام الإسرائيليين أنفسهم وكلام كل منصف درس بموضوعية أكذوبة من أكبر الأكاذيب التي لا تزال تسيطر على -تقريبا- كل العالم: "غرف الغاز والستة ملايين يهودي الذين أبادتهم النازية". وهم عظيم يصدقه أغلب البشر، كوهم الأديان وآلهتها، الفلسطينيون أنفسهم يصدقونه ولا يمر يوم إلا ويذكرونه، عندي الأدلة الكثيرة التي تنسف نسفا هذه الخرافة، دراسة المسألة له علاقة بالمعرفة كأي موضوع يدرسه أي كان ليعرف، ولا علاقة له بادعاءات المسترزقين منه الذين يطلقون تهمة "معاداة السامية" على كل من ليس "شكك" بل طالب بالأدلة على كل ما يزعم حول هذه المحرقة المزعومة (بالمناسبة لا يمكن أن يتجاوز عدد اليهود الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية 300 ألف أو 350 ألف على أقصى تقدير وفي كل مكان وقعت فيه تلك الحرب، قارن بعدد الروس الذين ماتوا؟ الألمان؟ البريطانيين؟ اليابانيين؟)، لاحظ أن التهمة كلها خرافات تافهة وأكاذيب لا يمكن للعقل أن يقبلها: أولا، هل يوجد شيء اسمه سام أصلا لتدعي أنك منه؟ ثانيا، التهمة معناها كراهية "كل" اليهود والسعي إلى القضاء عليهم مثلما فعل هتلر: من هذا الذي يعادي "كل" اليهود أو "كل" أي فرقة من البشر؟ الإسلام بكل فرقه والمسيحية باستثناء بعض الطوائف؟ كوريا الشمالية التي تمنع دخول أراضيها لأي كتاب من الأديان الثلاثة؟ لكن هذا غير صحيح حتى لو كانت النصوص تقول ذلك، فعدد محدود من المتدينين يعادون "الـ" يهود، وهم في مجتمعاتنا قلة من الملتزمين بالنصوص الإسلامية وفي الغرب قلة من المسيحيين الذين فقط يعادون النخب اليهودية المتجبرة لا كل اليهود. ثالثا: عذرا لمن لا يزال مصدقا للخرافة، هتلر لم يفعل! ليس لأني "نازي" ليس لأني من المحبين بل فقط لأنه لا يوجد دليل واحد. لست من أحباء ستالين أيضا، لكنه لم يكن يشوي أعداءه ويأكلهم، تشرتشل لم لكن كل ليلة يغتصب صغيرا ثم يقطع رأسه: لا يوجد دليل. إيمان الفلسطينيين بنخبهم وعوامهم بالوهم الذي كان حجر الأساس في تأسيس دولة إسرائيل يجهل العقل يتساءل: هل أنا "ملكي أكثر من الملك"؟
وجوابه: بالتأكيد لا، فقولي مثلا أن لفظ "سعودي" يعني استعباد آل سعود للعرب الذين ينتمون لتلك الدولة، مبني على حقيقة حتى لو رفضها كل "السعوديين". وقولي إن ألمانيا يحكمها خونة يدفعون الجزية سنويا لإسرائيل من أموال الشعب الألماني من أجل خرافة المحرقة لا يعني أني "ألماني أكثر من الألمان".
استعملت لفظ "التخوين"، وهو لفظ خطير، لكن بماذا تصف مثلا من يعطي البيانات الصحية لشعبه لشركة خاصة أمريكية (ماكرون)؟ ماذا تسمي من يفرض ضريبة على مربي الأبقار لأن "ضراطها" يساهم في "الاشتعال" الحراري ولا يفرض شيئا على الشركات العابرة للقارات (الدنمارك)؟
استعمالي للفظ هدفه النظر بموضوعية في "التخوين" الذي يطلقه المتاجرون بقضية فلسطين: "من يطبع مع الكيان الصهيوني خائن"، طبق التهمة على الفلسطينيين أنفسهم ستجد أنهم "خونة" وأنك "ملكي أكثر من الملك". اعترافهم بدولة إسرائيل هو تنازل عن أرضهم للروس والأوكرانيين والبولونيين وغيرهم ممن قدموا من دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فهل الفلسطينيون "خونة" وهم اعترفوا بذلك؟ وأيضا يوميا يتعاملون مع ما تسميه "كيانا" والواقع يقول أنه دولة معترف بها في الأمم المتحدة وأعوانها في الغرب يتحكمون في قرار الدول التي يعيشون فيها؟ رأيي قلته سابقا ولا يعنيني في شيء ما يقوله الفلسطينيون فيمن احتل أرضهم وفيما فرضه عليهم الواقع العالمي، حتى بعد أن يتصالحوا مع الإسرائيليين، لكني لن أقول بـ "رمي الإسرائيليين في البحر" فهذا ليس شأني بل شأن أصحاب الأرض.
تكلمت عن "العرق العربي" الفلسطيني، عن المحرقة المزعومة، عن تهمة "التخوين"، يبقى الدين وبإيجاز أيضا: الفلسطينيون يؤمنون بالأديان التي أعطت أرضهم منذ الأزل وإلى الأبد إلى "اليهود"، والقرآن بتفاسيره لم يعط أرض فلسطين فقط بل من النيل إلى الفرات تماما مثلما قالت التوراة! أي، القضية دينيا خاسرة ولا قيمة لخرافات تحرير الأقصى ومصدرها اليتيم مطلع سورة "بني إسرائيل" التي لم تذكر أي شيء مما ادعاه المفسرون لاحقا، وتركت "معجزة المعجزات" المحمدية المزعومة مبهمة حتى قيل عن الذي أسري به أنه موسى وليس محمدا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح
على سالم ( 2024 / 6 / 30 - 03:21 )
اتفهم وجهه نظرك لموضوع الاديان والخالق والحياه وماهو الهدف من وجودنا هنا , من المؤكد ان هذا الموضوع فكرى وفلسفى عميق وصعب جدا ان تصل لشئ مؤكد فيه , حينما تقول انك متأكد انه لايوجد اله , هنا انت وصلت الى درجه اليقين النهائى بأنه لايوجد اله , انا اتوافق معك لدرجه كبيره ولكن لااستطيع ان اقول انه لايوجد اله او قوه مسببه لهذا الوجود الغامض الغريب , لذلك انا اخترت ان اعتقد فى اللاأدريه الى ان يظهر جديد


2 - بساطة وسهولة تفنيد فكرة الاله
أمين بن سعيد ( 2024 / 6 / 30 - 14:07 )
صعوبة الحسم لم تنتج عن -صعوبة- الموضوع في ذاته، لكن من التلقين الديني أولا ومن إختلاف البشر ثانيا (مليارات تؤمن بالأديان فهل ذلك يعني أنها صعبة الفهم والتجاوز؟). ولأبين مدى سهولة الحسم أشبه الإلحاد بحقيقة علمية ما: حقيقة يعمل بها إلى أن يأتي ما يفندها. إثبات حقيقة ما أو تفنيدها يبدأ دائما بفرضيات يقدم عليها الدليل، تلك الفرضيات يجب أن تتوفر على حد أدنى من المعقولية لتقبل، وهنا ترفض فرضيات الأديان لعدم توفرها على ذلك الحد الأدنى. لكن، عندما ندقق في فكرة الإله نجد أنها منتوج ديني صرف ويمكن أن نقول عنها أنها -ماركة دينية مسجلة-. ماذا يتبقى لدينا هنا؟ لا شيء. من أين جاءت فكرة الإله؟ من الأديان، فكيف تسقط الأديان وتبقى فكرتها عن الإله؟ الأمر غير منطقي وغير مقبول. الذي قيل هنا يفند مزاعم المتدينين أن الإلحاد هو -الإيمان بمطلق جديد- (عدم وجود إله). ثم، الوجود غريب ولا نزال نجهل عنه الكثير؟ نعم، لكن ما علاقة ذلك بإمكانية وجود إله -صنعه- أو -خلقه-؟ العلاقة الوحيدة هي رواسب التلقين الديني الذي يصعب على الكثيرين تجاوزه. تفسير الوجود وكيف نشأ الكون شأن العلم وحده وليس شأن الفلسفة.