الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة أنطون تشيخوف حول الجنس والنساء والأدب

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2024 / 6 / 29
الادب والفن


تميزت أعمال أنطون تشيخوف بالواقعية والدقة، وغالبًا ما كانت تستكشف جوانب معقدة من الطبيعة البشرية إذ لعبت الأفكار حول الجنس دورًا هامًا في فلسفته. واعتقد أن غريزة الجنس قوية ومؤثرة، ولها تأثير عميق على سلوكيات الناس ودوافعهم.
رأى تشيخوف أن الجنس يمكن أن يكون قوة مدمرة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل صحيح. واعتقد أن العقل الواقعي الحازم ضروري لتوجيه غريزة الجنس نحو التعبير الإبداعي والعلاقات الصحية.
كان تشيخوف ناقدًا صريحًا للمجتمع البطريركي في عصره. وعارض بشدة تقييد حرية المرأة وجنسانيتها. ومع ذلك، كانت آراؤه حول النساء والجنس والزواج معقدة ومتطورة بمرور الوقت. وتغيرت وجهات نظره بناءً على تجاربه الشخصية وتجارب من حوله.
يُظهر تنوع الشخصيات في أعمال تشيخوف، والتي يقال إنها تصل إلى 8000 شخصية، فهمه العميق للطبيعة البشرية.
توفر رسائل تشيخوف، التي تم نشرها باللغة الإنجليزية في 31 مجلدًا، نظرة ثاقبة على أفكاره وتجاربه الشخصية.
ومن الواضح أن تشيخوف كان مفكرًا عميقًا وملاحظًا دقيقًا للسلوك البشري. فإن احترام أعماله وفلسفته وتقديرها أمر يستحقه تمامًا.

يُعدّ فهم أنطون تشيخوف للجنس والعلاقات معقدًا ومتعدد الأوجه، حيث تأثر بتجاربه كطبيب وكاتب ومراقب للحياة الإنسانية. وقد عمل طبيبا، خاصة في مجال أمراض النساء والتوليد، مما منحه نظرة ثاقبة على الصحة الجنسية للرجال والنساء في عصره. و آمن بالمساواة بين الجنسين، وعارض القيود المفروضة على النساء في مجتمعه.
كما اعتقد تشيخوف أن الجنس قوة دافعة قوية في الطبيعة البشرية، ولعب دورًا مركزيًا في العديد من أعماله و أن العقل يجب أن يُتحكم به.
تغيرت آراء تشيخوف حول النساء والجنس والزواج بمرور الوقت، مع تأثره بتجاربه الشخصية وتجارب من حوله حيث إن تنوع الشخصيات في أعمال تشيخوف، والتي يقال إنها تصل إلى 8000 شخصية، تُظهر فهمه العميق للطبيعة البشرية والعلاقات.
وإن رسائل تشيخوف، التي تم نشرها باللغة الإنجليزية في 31 مجلدًا، توفر نظرة ثاقبة على أفكاره وتجاربه الشخصية. وقد تعامل تشيخوف مع البغايا كطبيب وككاتب، وكان له آراء معقدة حول وضعهن في المجتمع.

علاقات أنطون تشيخوف مع النساء:
كان لشهرة أنطون تشيخوف كأديب مشهور تأثير كبير على علاقاته مع النساء. فانجذبت إليه العديد من النساء بسبب ذكائه وسحره وكتاباته.
ومن المعروف أنه كان لديه العديد من العلاقات الرومانسية خلال حياته، بعضها قصير المدى والبعض الآخر طويل المدى.

كان تشيخوف يرتاد مركز عاهرات موسكو، وكانت النساء معجبات به منذ صغره بسبب دعابته وقامته الشامخة وحسن مظهره. ويقال إن طبيبه الخاص أخبره أنه يعاني من مرضين، أحدهما أنه يبصق دماً والآخر أنه يبحث عن الحب كثيراً. وكانت خطيبته الأولى شابة يهودية تدعى دينيا إفروز، ولم تدم علاقتهما طويلاً. صادق تشيخوف بعد تلك بائعة هوى يابانية فرحل إلى سخالين (سخالين، الواقعة في شمال اليابان، الخاضعة لسيطرة الإمبراطورية الروسية)، للقائها. وكتب عن تجربته معها عنها و مدى متعة تجربته معها لأنه كان فنانًا بارعًا في المغازلة. ثم ذهب إلى سريلانكا وواعد هناك فتاة هندوسية كبيرة العينين وكتب فيما بعد يصفها بأنها كانت مثل شريحة جوز الهند في ضوء القمر، وكتب أن أكثر ما أحبه في النساء هو جمالهن. وبالطبع، كان هناك عدد لا يحصى من النساء في حياة تشيخوف، لكن إحداهن مشهورة وهي امرأة شقراء تدعى ليديا ميزينوف. تقول "ماشا" شقيقة تشيخوف: "عندما كانت ليديا تسير في الشارع، لم يكن أحد يستطيع أن يرفع عينيه عنها. كما كتب لها تشيخوف قصائد. "ليكا! ليكا! أيها الشيطان الجميل!"


علاقة أنطون تشيخوف مع ليديا أفيلوفا:
كانت علاقة أنطون تشيخوف مع الكاتبة ليديا أفيلوفا واحدة من أكثر علاقاته تعقيدًا ورومانسية. التقيا عام 1889، عندما كانت أفيلوفا متزوجة وأمًا لثلاثة أطفال. وعلى الرغم من ذلك، نشأت بينهما علاقة حب عميقة استمرت لأكثر من عقد من الزمن. فتبادلا الرسائل بانتظام، وناقشا فيها أفكارهما ومشاعرهما وأعمالهما الأدبية.
كانت أفيلوفا مصدر إلهام لتشيخوف في العديد من أعماله، بما في ذلك مسرحيته "الخطة الثلاثة" وقصته "السيدة صاحبة الكلب".
لم يتمكن تشيخوف وأفيلوفا من الزواج أبدًا بسبب كونها متزوجة. ومع ذلك، ظلت علاقتهما قوية حتى وفاته عام 1904.
نشرت أفيلوفا مذكراتها بعد وفاة تشيخوف، والتي توفر نظرة ثاقبة مؤثرة على علاقتهما إذ تُعتبر قصة حب تشيخوف وأفيلوفا واحدة من أشهر القصص الرومانسية في الأدب الروسي.
ويزعم بعض المؤرخين أنها كانت علاقة أفلاطونية، بينما يعتقد البعض الآخر أنها كانت علاقة رومانسية كاملة.


موقف أنطون تشيخوف من الزواج:
كان موقف أنطون تشيخوف من الزواج معقدًا ومتطورًا بمرور الوقت. ففي شبابه، كان مترددًا في الزواج، خوفًا من الالتزامات والمسؤوليات التي تأتي معه. كما تأثر ببعض تجاربه الشخصية السلبية، مثل زواج والده غير السعيد.
ومع ذلك، تغيرت آرائه مع تقدمه في العمر. ففي عام 1898، كتب إلى صديقه مكسيم غوركي: "أنا أؤمن بالزواج وأحترمّه، وأعتقد أنّ الزواج ضروريّ للحياة الإنسانية." وفي عام 1901، تزوج تشيخوف من الممثلة أولغا كنيبر.
وكان زواجًا سعيدًا نسبيًا، على الرغم من استمرار تشيخوف في معاناته من السل.
توفي تشيخوف عام 1904، عن عمر يناهز 44 عامًا.

وإن العوامل التي أثرت على موقف تشيخوف من الزواج عديدة، منها، أنه كان قلقًا من أن الزواج سيقيّد حريته ويمنعه من متابعة مسيرته الأدبية. وتجربته مع والده إذ كان زواج والده غير سعيد، مما جعل تشيخوف مترددًا في الزواج. وإن لقاءه بأولغا كنيبر ووقوعه في حبها أولغا عام 1899، وكان يعتقد أنها المرأة المثالية. كما أدى مرض السل إلى تراجعه عن حياته الشخصية، مما جعله أكثر انفتاحًا على فكرة الزواج.
ويمكن القول إن موقف تشيخوف من الزواج كان مزيجًا من الخوف والأمل. وفي النهاية، وجد السعادة والحب في زواجه من أولغا كنيبر.

وهناك بعض الجدل حول دوافع زواج تشيخوف إذ يزعم بعض المؤرخين أنه تزوج بدافع الحب، بينما يعتقد البعض الآخر أنه تزوج بدافع الراحة أو الشعور بالأمان.


كان لآراء أنطون تشيخوف حول الحب والعلاقات تأثير عميق على أعماله الأدبية وفلسفته الشخصية. فقد استكشف فكرة الحب خارج نطاق الزواج في العديد من أعماله، مثل قصة "السيدة صاحبة الكلب". و اعتقد أن الحب والانجذاب الجنسي هما من أهم العوامل في الزواج السعيد. و أكد على أهمية الحكمة في العلاقات، سواء كانت رومانسية أو جنسية.
فقد كان لتجربة تشيخوف طبيبا تأثير كبير على فهمه للجنس والحياة الجنسية. فآمن بالمساواة بين الجنسين، وعارض القيود المفروضة على النساء في مجتمعه . وبينما رأى قوة الجنس، إلا أنه اعتقد أيضًا أن العقل يجب أن يتحكم به.
وقد تغيرت آراء تشيخوف حول النساء والجنس والزواج بمرور الوقت، مع تأثره بتجاربه الشخصية وتجارب من حوله.
وهناك بعض الجدل حول دقة تصويره للعلاقات في أعماله إذ يزعم بعض النقاد أنه كان متحيزًا ضد النساء، بينما يرى البعض الآخر أنه قدم نظرة واقعية للحياة الزوجية في عصره.

فهم عميق لشخصيات تشيخوف:
إنّ إبداع أنطون تشيخوف لـ 8000 شخصية، كما ذكر أبراهام يارمولينسكي، هو شهادة على قدرته الاستثنائية على تخيل وخلق شخصيات معقدة وواقعية إذ تتنوع شخصيات أعماله بين أطباء ومحامين ومعلمين إلى فلاحين وعمال وبغايا. وكل شخصية لها قصتها الخاصة، ودوافعها، وأحلامها، وآلامها.
إنّ قدرة تشيخوف على فهم المشاعر الإنسانية بعمق سمحت له برسم شخصيات حية لا تزال تتردد أصداؤها حتى اليوم.


تُعد رسائل أنطون تشيخوف مصدرًا هامًا لفهم أفكاره وآرائه حول مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الحب، والجنس، والمجتمع، والأدب. تُقدم رسائله نظرة ثاقبة على حياته الشخصية وصراعاته الداخلية. كما أنها تكشف عن ذكائه وروح الدعابة لديه.


المصادر:
• مقال عن ليديا أفيلوفا على ويكيبيديا
• كتاب "حياة أنطون تشيخوف" للكاتب د.ديفيد ميرسكي
• مذكرات ليديا أفيلوفا "تشيخوف في حياتي"
• مقال عن أنطون تشيخوف على ويكيبيديا
• رسائل أنطون تشيخوف
• مقالات عن أنطون تشيخوف على ويكيبيديا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
عبد الرضا حمد جاسم ( 2024 / 6 / 29 - 21:10 )
انه الضياع الذي يحفز الابداع و يُشَّرِد/يشتت النقد
شكراً على التوسع في طريق اعادة تشيخوف الى الساحىة الادبية العراقية/ العربية التي ابتعدت عنه او تاهت عنه
او دفعتها ضياعات تشيخوف على الابتعاد المؤقت عنه حتى جئت انت اليوم لتسلط الضوء على معاناته


2 - الإبداع لا يموت
حميد كشكولي ( 2024 / 6 / 30 - 10:15 )
أخي عبد الرضا
تحياتي
شكرا لكلماتك فالساحة العراقية بخاصة ابتعدت كثيرا حتى عن الابداع العربي ناهيك عن الابداع على المستوى العالمي . يا للأسف
ما نعمله يسرنا حتى لو كان بمثابة الرمل العالق برجل نملة لبناء قصر سليمان
مودتي

اخر الافلام

.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل


.. تراث الصحراء الجزائرية الموسيقي مع فرقة -قعدة ديوان بشار-




.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??