الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإصلاح بين الفلسفة المادية والفلسفة المثالية(!؟)

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2024 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ومن أين نبدأ الإصلاح؟ هل من إصلاح (المادة) أم إصلاح (الروح)!؟
****************
الفلسفة المادية تنطلق من أن أساس الكون هو "المادة" وأن حركة الإنسان وحركة التاريخ والمجتمع تبدأ أولا ً من تغييرات مادية عميقة تحدث داخل المادة ذاتها (إعادة تشكيل المادة من مادة خام إلى مادة نافعة أو حتى ذكية، تبدل وتطور أدوات الإنتاج/ تكاثر التكنولوجيا /الجسم الحي) ثم تتبعها وتنتج عنها تغيرات في "الأفكار" و"الأخلاق" و"العلاقات الاجتماعية"!! .... أما الفلسفة المثالية فهي تنطلق من أن أساس الكون هو "الروح" وأن حركة الإنسان وحركة المجتمع والتاريخ إنما تبدأ أولا ًمن تغييرات فكرية أو نفسية أو روحية عميقة تحدث في أفكار وقيم وعقول ووجدان وأخلاق الناس - أو في "الروح المطلق والعقل المطلق" كما في فلسفة هيجل!! - ثم تتبعها وتنتج عنها تغيرات في واقع الناس المادي والاجتماعي والثقافي والسياسي !!!.... فالفلسفة المادية - إذن - تنطلق (من تحت إلى فوق) وتعتقد أن المادة والواقع المادي والطبيعي وحتى الجغرافي (التضاريس والطقس) تؤثر في (الجسم) فيؤثر هذا الجسم في الروح والشعور والفكر والإرادة!.. بينما الفلسفة المثالية تنطلق (من فوق إلى تحت) وتعتقد أن (الروح والعقل والفكر والشعور والإرادة تتحكم في (الجسم) فيقوم الجسم إما بالتكيف الذكي مع هذا الواقع المادي أو إعادة تشكيله وتحسينه ليناسب طبيعته ويحقق له منافع أكبر !!
إنها فلسفة لكنها لها أثر كبير وخطير على طريقة مسألة الاصلاح والنهوض على المستوى الفردي والجماعي والوطني والقومي، ولها علاقة بالسؤال الأساسي والكبير في قضية الاصلاح والنهوض وهو : ((من أين نبدأ!!؟))

وهكذا، بين هاتين المدرستين الجدليتين (الجدلية المادية والجدلية المثالية) وجدت فلسفات واقعية وإنسانية توفيقية كثيرة تحاول أن تجمع بين دور العامل المادي ودور العامل الروحي في صياغة حياة البشر أفرادًا ومجتمعات والـتأثير في حركة التاريخ!.. حيث تقع الإرادة الإنسانية الحرة بين تأثير وضغط الواقع المادي وتأثير وضغط الفكر والروح ... فتؤثر المادة في الفكر ويؤثر الفكر في المادة !... كحال تأثير الجسم في العقل والنفس وتأثير العقل والنفس في الجسم فالتأثير متبادل بين العاملين !!.

يُقال - كما وجدتُ في كتب المرحوم (عصمت سيف الدولة) أن الفيلسوف الألماني "هيجل" هو صاحب فكرة الفلسفة الجدلية المثالية حيث يرى أن تناقضات وتفاعلات تحدث أولا ً في "الروح" أو "المثال" ينتج عنها شيء جديد ثم ينشأ عن هذا التغيير الروحي والمثالي والفكري تغيير مادي في واقع الناس .... فجاء "ماركس" ليعكس العملية ويقلبها رأسا ً على عقب !!.. فجعل (المادة) هي الأساس وأكد على أن العامل المادي هو العامل الأساسي الذي يحدث فيه التغيير أولا ً ثم ينشأ عن هذا التغيير المادي تغيرات روحية وأخلاقية وفكرية!!.
أنا شخصيا ً أعتقد بنظرية العوامل المشتركة والمتداخلة والمتبادلة مادية وروحية وفكرية فنحن البشر مثلا ً نؤثر بذكائنا في تحوير المادة وتطوير التكنولوجيا وأدوات حياتنا - مثل تحويل المواد إلى هواتف ذكية وانترنت وأجهزة اتصالات ومواصلات ومضخات معلومات، لتعود هذه التقنية بدورها لتؤثر في سلوكنا ونمط حياتنا الفردية والعائلية والمجتمعية ... الظروف المادية تؤثر في صياغة أفكارنا ثم تعود هذه الأفكار إلى التأثير في تغيير الظروف المادية والاجتماعية ... وهكذا دواليك في سلسلة من الـتأثير المتبادل بين الوجود المادي والوجدان الروحي والفكري للبشر !... هذا رأيي فما هو رأيكم!؟
*********************
أخوكم العربي/ البريطاني المحب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كا?س العالم للرياضات الا?لكترونية مع تركي وعلاء ???? | 1v1 ب


.. فـرنـسـا: أي اسـتـراتـيـجـيـة أمـام الـتـجـمـع الـوطـنـي؟ •




.. إصابة عشرات الركاب بطائرة تعرضت لمطبات هوائية شديدة


.. حزب الله يحرّم الشمال على إسرائيل.. وتوقيت الحرب تحدّد! | #ا




.. أنقرة ودمشق .. أحداث -قيصري- تخلط أوراق التقارب.|#غرفة_الأخب