الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانا في الخطاب الثقافي- السياسي العراقي

وليد الحيالي

2003 / 7 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


                    
  كل من تتبع الخطاب الثقافي- السياسي العراقي في الحقبة السوداء التي سيطر فيها النظام المقبور على مقاليد الحكم في العراق واستمر في وتيرته المتصاعده الى يومنا هذا. يلحظ بكل جلاء ميل الخطاب الثقافي- السياسي للكثير من الكتاب الذين ينتمون الى قوى سياسيه مختلفه المشارب والاهداف علمانيه ودينيه الى  محاكمة الاخر سعياً الى فرض الوصايا عليه او نفيه وطرده ومن ثم الغائه وفق مقتضيات الضروره ومراكز القوى المرحليه. وقد تجلت هذه السمة حتى اصبحت ظاهرة لا يمكن تجاهلها في وسائل الاعلام العراقيه وحلقات النقاش العامه والخاصه. مما يستدعي تسليط الضوء عليها والبحث في اثارها السلبيه والايجابيه وان كان باعتقادي السلبي منها هوالاكثرعمقاَ وسيادتا وسيطرتاَ. الا ان الاخطر فيها انها بداْت تشكل معلم سلوك شخصي تحول الى الخاص واليومي لدى الواقع المعاش في بلوره نمط ثقافه الانا وكراهيه الاخر.حتى تحولت الى شيوع ثقافه الشلليه تمهيداَ للفردي منه .
 لكن ما يخيفني حقاَ ان هذه الظاهره استطاعت ان تكون نواه مدرسه جديده في الثقافه العراقيه ينتمي اليها رهط كبير من المثقفين ذو امكانات في صياغه الكلمه الموثره على القارئ، بخاصه ذلك القارئ الطري من الشباب هواه التقليد ومحبي النجومييه السريعه على طريقه السح الدح، واسعه الانتشار في يومنا هذا.بعد ان وجد هولاء بيئه مساعده على ذلك في شتى مناحي عراقنا الذبيح اشاعت لها طبقه الجهل التي حكمت العراق على مدى يزيد عن العقود الثلاث في التاريخ العراقي الصعب.ان هذه المدرسه تشكل ظاهره لاتقل خطوره عن تعاطي المخدرات او انتشار الدعاره فجميعها تهدف الى تهديم النفس الانسانيه .وانما ارى فيها الاخطر مادام قد توصل العلم الحديث لمعالجه المدمنيين على تعاطي المخدارت وكذلك في اصلاح المومسات بالقضاء على مسبباتها الماديه.لكن من الصعب جداَ معالجه مرض الانا النرجسيه التي تقوم على محاكمه الاخر والتصيد  له وعدم الاتفاق مع الكل وضد الجميع. وتعظيم الذات والتشجيع على بلوره ورسم الفرديه على الجماعيه، او النخبويه على العامه.وللاسف الشديد شجع على هذا النهج احزاب وحركات سياسيه حينما تتبنى هذه الحركات او الاحزاب بعض الادباء او الشعراء او اي طيف من اطياف الثقافه وترسم لهم طريق المجد والشهره وسط العامه دون الاهتمام بالمبدعيين المستقليين من ابناء الوطن ، وكأنما اصبح الطريق نحو المجد والشهره لايقوم على الابداع وانما يوسس على الولاء، حتى وجدنا بعض الكتبه او الادبه يتسلقون نحو القمم بين ليله وضحاها.لذلك انتشر الغناء والشعر والادب والكل يغني ويشعر لليلاه .حتى انتشر ما يمكن تسميته بالثقافه الحزبيه الضيقه.وكلنا يتذكر الفرق الفنييه والشعراء والطباليين. التي انتشرت وتسعت وشملت كل محافظات العراق في منتصف السبعينات .هدفها الترويج للحزبيه، بدلاَ من الترويج للثقافه الجماعيه. ثقافه من اجل الثقافه لبناء مجتمع خالي من العقد والذاتيه .وما لبثتت هذه الظاهره ان تحولت الى تمجيد الفرد بعد انفراد صدام وعائله قريه العوجه بالحكم.وقد  ولده عن هذه المدرسه اساليب مبدعه في ثقافة القدح والتخوين لأعادة انتاج الموروث  البدوي القائم على مركزية الفكرة في رأس الشيخ اوالسلطان وما على الرعية الا اجترارها وتبريرها وتمريرها لتصبح انشودة يتغنى بها او احدى مقررات الدراسة الاكاديمية في الجامعات والمعاهد العليا اذا كان منتجها يملك بيديه الجاه والسلطة، ولا يحق للعامه من مناقشتها  وانما لمدحها والتسبيح بها ولها.
اليوم بعد ان تخلص العراقي من سيطرة الحزب الواحد والفكر الواحد والمفكر الواحد يحتاج منا كمثقفين مراجعه شامله لتاريخنا الثقافي، لثقافتنا الذاتيه لاساليب التثقيف الذاتي للمرجعيه الثقافيه.لكل ماله من علاقه في تربيتنا الفكريه وانتاجها واستهلاكها. سنجد بان اكثرنا اذا لم نكن كلنا قد اصبنا بمرض جنون العظمه التي ولدت لدينا حب ذواتنا والنرجسيه في روايه الاشياء . لذلك يلحظ المرء بأن البعض الكثير من مدعي الثقافه او هم كذلك حقاَ  معجبون بما يكتبون لذلك اصبح كل واحد منا يرى في نفسه امكانيه النقد الادبي والفكري. ونكتب على كل شيْ  اي شئ .لكن لانقبل ان ننتقد لاننا فوق الخطأ ولايمكن ان نخطأ. ولو تتبعنا معاَ الكثير من الكتاب المرموقين كيف تصيبهم الهستريه حينما يشير احد الى نقص اويكمل فكره في مقاله كتباها هذا الكاتب فيما كتب. لكن بدلاَ من الشعور بالامتنان والعرفان باهتمام المتتبع. الذي بملاحظته عمل على رفع سويه المقاله او الدراسه متى ما كان النقد اوالملاحظه لم تاخذ البعد الشخصي. لكن ماذا نجد بعد ؟ نجد تتوالى التبريرات وكأن ماكتبه هو خاتمه الفكر المعرفي. للاسف اقولها معظمنا يكتب ولا يقرأ او يقرأ مايكتب.. معظمنا.يكتب بالادب والسياسه والتهريج احيانا.َ لاننا نريد ان نكتب فقط وان نرى اسمائنا على صفحات الصحف او على المواقع اللكترونيه .كلنا نخاطب القارئ بكلمه قرائي ، موهيمين ذواتنا النرجسيه بأن الالاف تنتظر مانكتب.حتى ذهب البعض الى تاسيس موقع بأسمه او ربما صحيفه مخصصه لكتاباته فقط.فهو رئيس تحريرها وسكرتيرها وكاتبها وقارئها. متوهماَ ومعتقداَ بأن الجماهير لاتقراء الا ما يكتبه  او ربما يتصور ان ثقافه المرء لا تتحقق الا بما يقراء لما يكتبه هو .اي انا نملك اي امراض نحمل. ولزياده امراضنا النرجيسيه في حب ذواتنا خرجت علينا بعض المواقع بصيحه جديده، وهي تضع صورنا الشخصيه جنب مانكتب ولتوهمنا بما لانستحقه. اصدقكم القول حينما ارى صورتي جنب مااكتب اضحك واشعر بالخجل لان هذا يجعلني اتصور نفسي راغب علامه او جورج وسوف او عمر ذياب مع كل الاحترام لهولاء الفنانبن، لم اقصد الاساء لهم وانما للمقارنه ليس الا. ان ما اردت  في هذه المقاله هو انبه اننا نسير جميعاَ في سلوكيه الدكتاتور .والفارق بسيط هو ان الدكتاتور ملك السلطه فاراد ان يملك عقول وقلوب الكل. ونحن من ساعده على تعظيم الشعور بالعظمه بما كتبنا في مدح كل صغيره ينطقها او يقولها .اي نحن بثقافتنا النرجسيه والعنيفه نصنع الظالمين والمتسلطين . انا اشعر باننا نحتاج الى ثقافه التواضع واحترام الراي الاخر واهتمام الكل بالكل وبخاصه المفكرين والمبدعين بشتى المجالات بصرف النظر عن دينهم وقوميتهم وانتمائهم السياسي فهم ثروه الوطن وادوات تطوره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح