الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة مليلية الدموية 24 يونيو 2022

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


Le massacre sanguinaire de Melilla
ارتكب البوليس السياسي DGST ، والجهاز السلطوي الطقوسي وزارة الداخلية مجزرة في 24 يونيو 2022 ، من خلال القمع الدموي للمهاجرين الأفارقة ، الذين كانوا يحاولون دخول مدينة مليلية الإسبانية ، حسبما أجمع عليه ثلاثة مسؤولون إسبان ، الذين قرروا كسر جدار الصمت و الحديث للصحافة.
في هذا الصدد ، قرر مسؤولون بمصالح الاستعلامات الإسبانية ، و إطر بوزارة الداخلية ، و موظفين بالحرس المدني (الدرك الإسباني) ، الادلاء بشهاداتهم حول ما وقع ، خلال المجزرة الشنيعة التي وقعت بمدينة مليلية ، من خلال التصريح لصحيفة " بوبليكو " الإسبانية ، و كذلك أمام مؤسسة " بوركوزا " ، التي تقوم بأبحاث تتعلق بمعالجة وسائل الاعلام لمسألة الهجرة.
و أشار نفس المسؤولون الثلاثة ، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم " حتى لا يتعرضوا للانتقام " ، بصوت واحد ، إلى المسؤولين المغاربة ، البوليس السياسي DGST ، ووزارة الداخلية ، بارتكاب مجزرة دموية مقصودة ، أثناء تسيير هذه الحادثة المأساوية ، التي أدت إلى مجزرة حقيقية في حق الافارقة . و أضاف ذات المسؤولون ، أن من بين الأخطاء التي وقعت فيها السلطات المغربية ، البوليس السياسي ووزارة الداخلية ، هي أنها أرادت بأي ثمن أن تعطي صورة حسنة لدى الحكومة الإسبانية ، من خلال محاولة التأكيد على أنها تتحكم كليا في الممر المؤدي إلى المدينة ، و أنها قادرة على منع المهاجرين من تجاوزه .أي ارتكاب نفس الجريمة وبنفس التصور لمجزرة مخيم " إگديم إزيك " . فبناء آلاف الخيام امام انظار مختلف السلطات ، كان مقصودا ، لانهم كانوا يظنون ، قدرتهم على انهاء عملية المخيمات في ظرف وجيز ، حتى يعطوا للملك نظرة خاطئة عن قدرتهم على حل اكبر القضايا الشائكة ، فتزيد ثقة الملك بهم ، ويواصل ارتباطه بهم ، ليستمروا في سرقتهم للدولة وللبلد ، ويستمروا في السرقة والنهب .
لكن وإذ تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ، فقد عجزوا عن حل إشكالية الخيام التي نصبت امام اعينهم ، وطبعا سيزيد شحن الوضع الى ما يعرف " بجريمة مخيم إگذيم إ زيگ " .. التي ذهب ضحاياها بالعشرات .. واسألوا الوالي السابق والوزير المنتدب في الداخلية السابق المدعو الشرقي ضريس ، واسألوا الياس العمري وأين ذهب ، واسألوا الوالي والعامل ، أي اسألوا البوليس السياسي والجهاز السلطوي وزارة الداخلية ، وهو نفس السؤال يجب طرحه عليهم بالنسبة لملايين الدولارات التي هطلت من خارج المغرب بمناسبة زلزال الحسيمة ..
مسؤولو الأمن الاسبان ، اوضحوا أن " المجزرة وقعت بعد سنة من الأزمة الدبلوماسية بين مدريد و الرباط ، التي صادفت مناسبة تاريخية أخرى بالنسبة للحدود الجنوبية : أزمة سبتة في 17 مايو 2021 ، حيث قامت خلالها الأجهزة البوليسية المغربية ووزارة الداخلية ، بتسهيل دخول أزيد من 10000 شخص إلى تلك المدينة ذات الاستقلال الذاتي في ظرف ساعات قليلة فقط .
و بعد سنة من ذلك ، أراد الجهاز البوليسي الذي سرق المغرب ، وسرق النظام ، وسرق الملك المريض ، أن يثبت بطريقة ما ، أن بإمكان الحكومة الإسبانية ، أن تعتمد عليه فيما يتعلق بمسائل الهجرة . لكن مثل جريمة " إگديم إزيگ " ، فشل في اقناع المسؤولين الاسبان ، بقدرته على التحكم في الممرات التي تهدد الامن الوطني للإسبان .
و أضاف ذات المصدر ، أن السلطات المغربية ( البوليس السياسي ووزارة الداخلية ) لم يجروا أي تحقيق مستقل ، حين صرحوا بمقتل ، فقط 23 مهاجرا في المجموع (خلال مجزرة مليلية الدموية ) ، في حين تعتبر العديد من المنظمات العاملة في ميدان حقوق الانسان ، أن هذا الرقم يتراوح بين 37 و أكثر من 100 قتيل ، كما لا زالت ما لا يقل عن 77 عائلة تجهل إلى اليوم ، مكان وجود أبنائهم ، حسب الجمعية المغربية لحقوق الانسان L’AMDH ، كما انها تجهل اذا كانوا أحياء أم أمواتا .
أما الجريمة الأخيرة التي اقترفتها وزارة الداخلية والبوليس السياسي ، وفشلوا في تغطيتها ، فيتمثل في عدم الأخذ بعين الاعتبار، أن غالبية المهاجرين المتجمعين في 24 يونيو 2022 على الحدود ، جاؤوا من السودان ، و ليس من البلدان الواقعة جنوب الصحراء المجاورة ، الذين يتراجعون عادة تحت ضغط البوليس السياسي ووزارة الداخلية المغربية . أما السودانيون فليس لهم منطقة قريبة ينسحبون إليها.
و أضاف الامنيون الاسبان ، أن عناصر البوليس ( السياسي ) ووزارة الداخلية ، والقوات المساعدة ، قد تمادوا كثيرا في تهديد المهاجرين قبل المأساة المقترفة ، و لم يتوانوا في مصادرة طعامهم للدفع بهم الى الحدود للمرور ، أي تسهيل عملية الهروب ، واقتناص فرصة الهروب ، لارتكاب المجزرة الدموية لتدويخ الدولة الاسبانية ، بقدرة السلطات المغربية في التحكم في الحدود ، خاصة وانها أضحت حدودا تحكمها اتفاقية Schengen الاوربية ..
وخلص رجال الامن الاسبان " الحرس المدني " ، الى تأكيد شهادة مصور إسباني ، الذي شاهد أحد أعوان مصالح الأمن المغربي ، يجتاز الحدود الإسبانية ، مستعينا بالهراوة ، ليرغم مهاجرا على العودة الى التراب المغربي ، و الأدهى من ذلك قيام " أعوان آخرين بإلقاء وابل من القنابل المسيلة للدموع " ، في مناطق مغلقة ، منتهكين القانون الدولي الساري " ، و هي التجاوزات و العنف الذي يفسر إلى حد كبير ، سبب ارتكاب ما لا يمكن اصلاحه في يوم 24 يونيو ، على الحدود بين إسبانيا والمغرب.
ومرة أخرى ان واقعة مجزرة Le massacre sanguinaire في 24 يونيو بحدود مليلية ، مثل مجزرة مخيم إگديم إزيگ بالصحراء الغربية ، Le massacre sanguinaire du Gdim Izik ، كان فشلا مدويا لإدارة البوليس السياسي ، ولوزارة الداخلية ، والقوات المساعدة . حيث تبينت مسؤوليتهم المباشرة في كل المآسي التي حصلت بالحدود ، للضغط على الدولة الاسبانية المدركة بخطورة الأدوار الملعبة ، لاستخلاص الدولار ، وللتأثير على تبني الدولة الاسبانية موقف النظام المغربي من نزاع الصحراء الغربية . وهنا تصطف مبادرة Pedro Sanchez عندما ايد كشخص وليس كمسؤول ، خيار الحكم الذاتي في الصحراء ، وهو التأييد الذي انقلب عليه مؤخرا ، حين أعلنت الدولة الاسبانية تمسكها بالمشروعية الدولية ، أي لا بديل عن الاستفتاء وتقرير المصير ..
ولنا ان نتساءل . كيف فشل الجهاز البوليسي ووزارة الداخلية ، وخاصة بعد اماطة اللثام في قضية " إگديم إزيگ " ، و مجزرة 24 يونيو 2022 ، من اعتبارها عملا مخابراتيا ناجحا ، لأنها فشلت وتعرت ، ولتعلن هذه الأجهزة الفاشية التي لا علاقة لها بحقوق الانسان ، بنجاح عمليتها التخابرية في قضية مثلي Malaga ، " نور زينو " .. وقد اعتبرت عملية ( نور زينو ) بالعملية التخابرية ناجحة ، لأنها اعتدت على الأستاذ والنقيب محمد زيان ، وانتصرت بالمثلية للجهاز البوليسي الذي على رأسه المدعو عبداللطيف الحموشي ، وصديق ومستشار الملك المدعو فؤاد الهمة ، و ( خادم ) الدولة وزير الداخلية المدعو عبدالوافي لفتيت ؟
ان نزاع الصحراء الغربية ، اضحى الآن يطل من ثقب الباب ، وتنزيل المشروعية الدولية ، يبقى الحل الوحيد الذي تؤمن وتدعو اليه دول الفيتو بمجلس الامن ، وأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، وروسيا والصين وكندا ، بل اصبح يقف مطالبا بتنزيل المشروعية الدولية حتى الدول العربية ، وما اكثرها ، لان الموقف السعودي متقلب كالحرباء ، مرة يدعي تشبثه بالمشروعية الدولية ، ومرة يؤيد حل الحكم الذاتي ، وهو موقف يحسب حتى لقطر ..
ان نزاع الصحراء الغربية ، الذي في طريقه الى الحل عن طريق المشروعية الدولية ، هو المدخل والباب الرئيسي الذي سيضع حدا لخطف وسرقة الدولة ، وسرقة المغرب ، بل سرقة حتى الملك الفاقد التمييز ، والجاهل بكل ما يروج باسمه ، وهو ضد مصالحه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة