الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لزوم طي صفحة- الحداثوية الزائفة-/2
عبدالامير الركابي
2024 / 6 / 30مواضيع وابحاث سياسية
تحل على المنطقة الشرق متوسطية دورة ثانيه من الانحطاطية تكمل الاولى يلعب في تكريسها نفر من متبقيات الانحطاطية الاولى الطويلة، يلتحق بعماهة بغيره متلطيا في حماه، مختلقا حالة من ادعاء الخروج من الانحطاطية الاولى، لادخل له فيها ولااي دور غير تكريس الايهام، باستغلال الحال العام المتراكم وقوة مفعول واثر الصعود الغربي ومنجزه، فتصبح عملية صناعة "النهضة بدون نهضة" اهم المهمات واكبرها، فاذا بالمنطقة تختلق ثقافة وادب وزعامات وافكار واحزاب، مفعمه بالايديلوجيا المنقولة، عدا الكيانات والدول "الحديثة" التي لااساس لها ولا مبرر، الا ماتفرضه اشتراطات العملية العالمية الحداثية الاستعمارية، وماتولد عنها ويرافقها على مستوى المعمورة من اصطراعية تحولية كبرى، متعدية للغرب بذاته الى العالم.
وكمثال اعتباطي يكره الذات على التصاغر، فان ظهور شعراء من نوع السياب والبياتي ونازك الملائكه، يمكن ان يتحول الى "خروج من الماضي الانحطاطي"، هذا اذا اخذنا حالة العراق بالذات باعتباره البؤرة الاعلى منجزا ابان الدورة الثانيه اليدوية، ومع بعض من يسمون انفسهم ادباء وروائيين مبتدئين خارج الصدد، لم يحدث لاحد ان تساءل : كيف يمكن ان يكون الحاصل اليوم ادبيا وفكريا من قبيل "النهضة"، من دون ان يقارن بزمن المتنبي وابي تمام، والبحتري، وابي نواس، والجاحظ، وسيبويه والخليل الفراهيدي، وكل المنجز الهائل العباسي، من الطبري الى سلسله المؤرخين الكبار، الى اخوان الصفا والمعتزلة، وتيارات القرمطية وا لتشيع، والتصوفية الحلاجية، الى الاسماعيلية، الى ابي حنيفة النعمان وجعفر الصادق، ومالا يحصى من اشكال وتمظهرات المنجز الثقافي الفكري الهائل الذي يضاهي منجز الغرب الحالي، مع كونه منجزا يدويا، مضافا له كما ينبغي، عالم البدئية الاولى الرافديني ينتظمه هذا الموضع من المعمورة، وماقد تحقق معه هنا من انجاز كوني ليس من السهل تعداده او الارتقاء الى ذراه الكونية العليا، ومع هذا وللضعة الشامله، فان من وجدوا اليوم ومارسوا بعض الخربشات التوهمية، يصرون على انتمائهم للعالم الحديث الانقلابي، ولما يسمونه النهضة، مزدرين ذواتهم، ومعادين لمنجزهم التاريخي باسم اخر، منتج خارجهم، قد يكون عكس مايظنون، احوج مايكون لحضورهم التاريخي الحي، الانقلابي الاكبر الفعلي المواكب للدورة الثالثة.
فهل ثمة دورة ثالثة ياترى ينتظرها هذا الموضع من المعمورة؟ سؤال لم يطرحه احد، فمع طرحه نكون قد اخترقنا السور التوهمي الغربي الحداثوي، ووضعناه كما يستحق في خانه العتبه او المحطة التمهيدية السابقة واللازمه، قبل انتقال الكائن البشري الى ماهو متضمن ومنطو بين تضاعيف الانقلاب الالي الذي لم تعرف منه البشرية الى اليوم، سوى مقدماته المفضية الى اللزوم والمحتم الانقلابي التحولي الاعظم، هذا مع ان المقارنه هنا واجبة ولابد من ان تخطر على البال، فهل الغرب وتاريخيه الانجازي البدئي التاسيسي والوسيط، اعلى من الشرق متوسطي، وباي معنى وكيف؟ فاذا لم يكن فماذا يتوقع ان يكون اليوم مع الانقلاب الالي وانقضاء اليدوي، ولماذا الافتراض التعسفي الذي يصر على اعتبار الغرب الاوربي المؤهل الوحيد لان يتفاعل كما ينبغي، وكماهو ضروري، مع الانقلابيه الحالة على البشرية مؤخرا بغض النظر عن مكان انبجاسها الاول.
طبعا ثمة مرتكزات مستعملة لتكريس التوهميه الغربية الانيه بما يمنع التفكير باشتراطات الانتقالية الاليه في موضع مثل ارض الرافدين والشرق المتوسطي، مايجعل المهمه العقلية الكبرى اليوم محددة في كشف النقاب عن الذاتيه، بحكم كونها الموضع الذي شكل البدئية البشرية، وكان كونيا ابتداء، فهنا وجدت الامبراطورية وسرجون الاكدي اول امبراطور في التاريخ و"حاكم زوايا الدنيا الاربع" كما صرح بعدان احتل عيلام و الشام والاناضول من نقطة غاية في الصغر في جنوب العراق، وعبر الى جزيرة كريت، ليتكرر الامر فيخاطب هارون الرشيد العباسي الغيوم قائلا:" امطري حيثما تشائين فانت في ارضي"، ارض الكتابه والمنجز التقني الاكبر، الدولاب، والعربة، واغلب الاوائل البشرية كما حددها نوح كرامرمع انه لم يجملها كاملة، عدا " كلكامش" والملاحم الكبرى، والابراهيمه الكونيه الباقية في تضاعيف مجتمعات العالم الغالبه الى اليوم. مايفترض ان يستثير تساؤلا مشروعا عن الاليات والميكانزمات التي منحت هذا المكان مثل هذه الخصوصية التكرارية ابان الطور العباسي القرمطي الانتظاري الثاني، ومايجعل من المشروع النظر في مايمكن ومايحتمل ان يتمخض عنه اليوم، مع الانتقلاب الالي، الامر الذي تفرض مجمل التطورات الحالية البحث عنه، ولزوم العثور عليه كمهمه اولى ذاتيه وكونيه لامهرب منها.
بمجرد التفكير بالمقارنه بين عراق الفبركة البرانيه الحالي ومارافقه ووجد في رحابه من " منجز!!!"، وبين ضخامة وعظمه ماقد عرفه هذا المكان من تحقق متكرر، وماهو عليه اليوم ابان الطور الالي تلوح علائم نوع غير قابل للوصف من التقزز الاستنكاري، بالاخص اذا علمنا بان هذا المكان لم يكن نائما ولا من دون حضور كان قد بدا قبل الثورة الصناعية الغربية الحالية، ففي القرن السادس عشر، بدات الدورة الثالثة، وعلائم التشكل كما هو معتاد من الجنوب من ارض سومر الحديثة، بعد عبور فترة الفوضى وانبثاق "اتحاد قبائل المنتفك" كعتبه اولى قبلية، تبعتها محطة اخرى انتظارية للادولة المدينيه النجفية، وهما محطتان تشكليتان محكومتات لاشتراطات ماقبل الاليه، استمرتا حتى الاحتلال الانكليزي والفبركة الكيانيه التي رافقتهن واستلزمت وجوده، لتبدا من حينه الاصطراعية الذاتية غير الناطقة مع البرانيه الافنائيةن تحت وطاة الانحياز الكلي للاستعارية الاسقاطية المحلية الملتحقة بالافنائية الغربية، المصرة على، والمصدقة لمروية الضابط الانكليزي الملحق بالحملة البريطانيه فيليب ويرلند، الذي قرر الحاق العراق كصيرورة ونشوء حديث بالغرب ونهضته الراسمالية العالمية، مقررا ابتداءه تشكليا يعود الى 1831 تاريخ الاحتلال التركي الثالث للعراق مع ازالة اخر الولاة المماليك داود باشا.
ومن يومها دخل العراق تاريخ اصطراع التشكليتين، البرانيه المفبركة الافنائية للكينونه التاريخيه، والذاتيه المتعدية للغرب ونمطية علاقته ومنظوره لذاته وللانقلاب الالي، الامر الذي ينسحب على اجمالي حال المنطقة الشرق متوسطية العربية، مع انه اكثرها وضوحا وتجليا عمليا في ارض الرافدين بالذات.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اصطدام طائرة بسرب من الطيور أثناء هبوطها في الصين
.. فرحة فلسطينيون من غزة بسقوط النظام السوري
.. بشار الأسد.. تجاهل عذابات ومعاناة الملايين فعزل دوليا وبات ب
.. رتل من المعارضة المسلحة يصل إلى الجانب السوري من معبر جوسية
.. لبناني كان معتقلاً في سجون الأسد يعود إلى وطنه بعد 33 عاماً