الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الميديا الأميركية تخفي محرقة غزة وإشاعة الفاشية

سعيد مضيه

2024 / 6 / 30
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الثورة المعلوماتية اوجدت تيارا بالإعلام مهمته طمس الحقيقة وترويج الوعي الزائف ؛حفز تواطؤه مع السيات الرسمية صحافيين يتمتعون بالنزاهة وترويج الحقيقة على الاستقصاء وكشف ما تغيبه ميديا السلطة أو تشوهه. ميديا الغرب تغيب جرائم إسرائيل ضد الشعبرالفلسطيني وتغيب كذلك إشاعةلاالفاشية في الحياة السياسية . وهذا ما يكشفه هنري غيروكس ، الأكاديمي الأميركي ورئيس كرسي بعثات الأساتذة في مجال الثقافة.
ترجمة سعيد مضيه
يكتب غيروكس:
إذا لم تكن حذراً، تحيلك الصحافة كارها لأشخاص يكابدون الاضطهاد، وتحب الذين يمارسون الاضطهاد - - مالكولم اكس
الإدلاء بالشهادة دليل قاطع على وجود صحافة ووسائل إعلام مسؤولة، تسلط الضوء على المعاناة والمصاعب غير الضرورية لأولئك الذين أصبحوا بلا صوت ويمكن التخلص منهم؛ إضافة للقوى الأساسية التي تنتج مثل هذه الظروف. كما أنه يخدم أيضًا في تحدي أولئك الذين "يتخبطون في الجهل المتعمد". تحطيم الأكاذيب التي تحجبها ادعاءات البراءة سلاح قوي لمساءلة السلطة، وجعلها مرئية وعرضة للانكشاف والمقاومة. الإدلاء بالشهادة لا يضمن العدالة، لكنه يوفر الوعي اللازم لتحويل البروباغاندا ضد ذاتها وتعبئة الناس للعمل كقوة جماعية للمقاومة.
تعمل ميديا الشركات الكبرى على تقويض الشهادة الأخلاقية من خلال إعطاء الأولوية في كثير من الأحيان لفكرة التوازن التي فقدت مصداقيتها وتفضيلها على الهدف الأكثر أهمية المتمثل في البحث عن الحقيقة خدمة للمساءلة والديمقراطية. هذا التراجع عن مساءلة السلطة لا يؤدي فقط إلى تشويه سمعة البحث عن الحقيقة خدمة للعدالة وتعزيز الديمقراطية، بل يميل أيضًا إلى الوقوع ضحية إغراءات الفساد والمسرح السياسي والتسلية .
يشمل الجدل داخل الصحافة ما يمكن ان يطلق عليه، من ناحية، سياسة الشطب والتشويه، ومن ناحية أخرى، سياسة الشهادة الأخلاقية. تتجلى سياسة الشطب في الطريقة التي تغطي بها وسائل الإعلام الرئيسية بشكل غير متناسب تصرفات إسرائيل العدوانية في غزة وتصوير ترامب كمرشح سياسي تقليدي وليس خطرا سلطويا على الديمقراطية، محليا ودوليا . يتجلى هذا الشطب أيضًا بالكيفية حيث تشوه الصحافة اليمينية المتطرفة الحقيقة باستمرار لدى الإبلاغ عن القضايا التي تتعارض مع السياسات المحافظة الرجعية.

تحت المراقبة والتوجيه
على العكس من هؤلاء، يتجسد البحث عن الحقيقة والشهادة الأخلاقية في أنشطة صحفيين يعملون في مصادر مثل The Intercept، وCounterPunch، وTruthout، وLA Progressive، وغيرها من منصات الإعلام البديلة(إليكترونية). يتفاعل هؤلاء الصحفيون بعمق مع القضايا الاجتماعية الهامة ويلقون باستمرار مسئولية الاختلالات على السلطة. على الرغم من التزامها بالنزاهة الصحفية، غالبًا ما يتم تهميش هذه المنابر ضمن المشهد الإعلامي الخاضع لسيطرة الشركات .
سأعلق بإيجاز فيما يلي على كيفية عمل هذين الأسلوبين من الصحافة. أولاً، سأركز بإيجاز على تقارير سكاهيل وجريم في موقع ذا إنترسبت، والتي كشفت كيف استخفت صحيفة نيويورك تايمز والعديد من الصحف الكبرى الأخرى باليأس والمعاناة والموت الذي تفرضه إسرائيل بوحشية على الفلسطينيين. ومن ناحية أخرى، سوف أبحث كيف فشلت الميديا الرئيسة ، الخاضعة لسيطرة الاحتكارات لدى معالجة ارتباكات ترامب الوهمية تاريخياً وسياقياً ونقدياً وتهديداته الواضحة والخطيرة للديمقراطية.
أفاد جيريمي سكاهيل وريان غريم في موقع The Intercept أن مذكرة داخلية من صحيفة نيويورك تايمز "أوعزت للصحفيين الذين يغطون الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى تقييد استخدام مصطلحي "الإبادة الجماعية" و"التطهير العرقي" وتجنب استخدام عبارة "الأرض المحتلة" عند وصف الأراضي الفلسطينية... كما أوصت المذكرة [ المراسلين بعدم استخدام كلمة فلسطين "إلا في حالات نادرة جدًا" والابتعاد عن مصطلح "مخيمات اللاجئين" لوصف مناطق غزة التي استوطنها تاريخيًا الفلسطينيون النازحون الذين طردوا من أجزاء أخرى من فلسطين خلال الحروب الإسرائيلية العربية السابقة.
ويشير سكاهيل وجريم أيضًا إلى أن الصحف الكبرى مثل نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز "تحتفظ بمصطلحات مثل ’مجزرة‘، و"مذبحة" و" مروعة" ، مقتصرة استعمالها تقريبًا للمدنيين الإسرائيليين الذين قتلوا على يد الفلسطينيين، وليس للمدنيين ممن قتلوا في الهجمات الإسرائيلية.
هذا أكثر من مجرد إرشادات أسلوبية؛ إنها رقابة في خدمة التقارير المتحزبة واللامسؤولية الأخلاقية. إن حالات جرائم الحرب، وفظاعة الإبادة الجماعية، وحقيقة العنف الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين يجري تشويهها ومحوها. لدى انتقاد ثرثرة التوازن، يسلط سكاهيل وجريم الضوء على أهمية تغطية الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد الفلسطينيين، في حين يوضحان أن الصحافة الرئيسة تقمع مثل هذه التقارير، ما يسمح باستمرار المجزرة .
بدلاً من نشر "كراهية من يكابدون الاضطهاد " يعد CounterPunch مصدرًا إعلاميًا آخر يبحث عن الحقيقة، وقد قام بتغطية الحرب على غزة بقدر كبير من التفصيل، حيث قدم روايات شخصية عن المعاناة مع وضع الصراع في تاريخ أوسع وسرد سياسي.
تعتيم بصدد مكابدات الفلسطيميين وعربدة الفاشية
تلتف دولة العقوبات(إسرائيل) الآن حول نفسها بالرقابة والبروباغاندا في حالة التباهي والشتم القاسي كمزيج بين المسرح السياسي وصحافة الجانبين. يتعرض الأمريكيون لقصف من ثرثرة الليبراليين الذين هم جبناء للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون تسمية ترامب كفاشي ناشئ أو عنصري، ويعاملونه إما كمرشح عادي أو مهرج متنمر وليس أحد أعراض الهوة العميقة للفاشية، يردد أصداء ماض رهيب و ومؤذٍ . ميديا الاحتكارات تتعامل بتحيز مع ترامب كامر طبيعي ، مجرد خيار آخر في الترشح للرئاسة. وفي ظل الإصرار الزائف على التوازن، يتم التعامل مع ترامب وبايدن كمرشحين لهما وجهات نظر مختلفة ببساطة، بدلا من التعامل مع ترامب باعتباره تهديدا خطيرا وغير متوازن للديمقراطية نفسها.
في ذات الوقت ، تركز ميديا الشركات الكبرى على إطلاق سراح الرهائن المفرج عنهم وتوجيه اتهامات اللاسامية بلا أساس من الصحة للسياسيين ، وتحت ستار مكافحة اللاسامية يقوضون حرية التعبير ويحولون التعليم العالي إلى مراكز ادلجة الفاشية . لم تتم أي تغطية تقريبًا للائحة الاتهام التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة". تنفجر القنابل وتسيل الدماء. ويتدفق الدم بحرية على أجساد أكثر من 37 ألف فلسطيني، بما في ذلك آلاف النساء والأطفال في غزة؛ عشرة أطفال في غزة يفقدون أحد أطرافهم يومياً بسبب الحرب؛ وتفيد تقارير منظمة الصحة العالمية، " بات بعض المواطنين في غزة مضطرين لشرب مياه الصرف الصحي وتناول علف الحيوانات". تختفي هذه الفظائع من الأخبار السائدة في دائرة المحو والتحريف و نهج التوازن.
هراء ترمب تحيله الميديا حصافة سياسية
يبعث على القلق حقاً أن نرى ونسمع كيف يتم تجاهل تورط ترامب المتكرر بالثرثرة والهراء، بالكاد يعلقون عليها بجدية، بل يتعاملون معها امرا عاديا . بان من اليسير في نظرالميديا الرئيسة الا قرار النقدي بأن ترامب في مسيراته يستبدل الخطاب الهادف بالخطابة التي تشير إلى أنه "سقط من هاوية لفظية تلو الأخرى، دون أن يخلف أي أثر يذكر في الوعي الوطني". في الجملة الواحدة اتى على ذكر أسماك القرش والقوارب الكهربائية بأسلوب غير متماسك. يتحدث بصوت عالٍ عن تايلور سويفت، مدعيًا أنها جميلة، لكنها ليبرالية وأنه "أكثر شعبية" منها. أدلى بتصريحات قاسية بشأن زوج نانسي بيلوسي(رئيسة ديمقراطية سابقا لمجلس النواب الأميركي) متهكما بصدد الهجوم العنيف الذي تعرض له على يد أحد منظري المؤامرة اليمينيين. هاجم جاك سميث وزوجته، في "لحظة غريبة".. وصف ترامب ابنة بيلوسي بأنها "مجنونة"، وأشار إلى وزارة العدل على أنها "أوغاد قذرون سيئون". نادرًا ما تحظى هذه التعليقات بالتغطية التي تستحقها في الميديا الرئيسية. هناك القليل من التعليقات حول مدى عدم لياقته العاطفية وما هي العواقب التي قد تترتب على البلاد إذا تم انتخابه للرئاسة. كما أشار تيم نيكولز في مجلة ذي أتلانتيك، فإن سلوك ترامب الوهمي ينبغي أن "يرعب أي ناخب أمريكي، لأن هذا السلوك في أي شخص آخر من شأنه أن يؤدي إلى حرمانه بشكل فوري من أي منصب سياسي، ناهيك عن الرئاسة". ويضيف كذلك:
أنا لست طبيبًا نفسيًا، ولا أشخص ترامب بأي شيء. ومع ذلك، فأنا رجل يعيش على هذه الأرض منذ أكثر من 60 عامًا، وأعرف شخصًا يعاني من مشاكل عاطفية خطيرة عندما أراها تتجلى أمامي مرارًا وتكرارًا. الرئيس الخامس والأربعون شخص مضطرب. ولا يمكن الوثوق به في أي منصب مسؤول، وخاصة عندما يكون لديه ترسانة نووية تضم أكثر من 1500 سلاح. خطوة واحدة خاطئة يمكن أن تؤدي إلى حرق عالمي.
يوجد جدار حماية يميني خطير يوفر الحماية لترامب وأتباعه الوهميين وسياساته الرجعية من تهمة كونهم سلطويين خطرين يشكلون تهديدا خطيرا للديمقراطية في الداخل والخارج. والتقدير الجبان بأن كل شيء عادي يحول دون انتقاده اوالتعريض به . يضاف لما تقدم فهو يتمتع بحماية غرفة صدى يمينية تضفي الشرعية على أكاذيبه وفساده وإداناته الجنائية وتروج لها وتحتفي بها. هم أيضا يكذبون من أجل الربح. ولكن هناك ما هو أكثر من مجرد سياسة الاختفاء، يوجد أيضًا وابل لا هوادة فيه من الأكاذيب والتشويهات. يشير توم هارتمان إلى غرفة صدى اليمين المهيمنة على أنها "آلة كذب MAGA[ لنجعل أميركا عظيمة من جديد] التابعة للحزب الجمهوري"، وهي آلة تمثل "الجانب المظلم من السياسة". أصبحت الادعاءات الكاذبة من قبل الميديا الرئيسة المحافظة أكثر وضوحًا مع تسوية فوكس نيوز التي بلغت قيمتها حوالي 800 مليون دولار، مع دومينيون على كذبة صدرت منه في انتخابات الرئاسية عام 2020؛ من المؤسف أن آلة التشويه مستمرة دون عقاب. على سبيل المثال، أفاد جود ليجوم مؤخرًا أن مجموعة "سينكلير برودكاست جروب" تشارك في حملة منهجية لتقديم قصص مضللة عن الرئيس، والتي يتم توزيعها بعد ذلك على مجموعة من وسائل التواصل الاجتماعي. كتب:
ميديا اليمين
في هذا الشهر، غمرت مجموعة Sinclair Broadcast Group شبكة واسعة من المواقع الإخبارية المحلية بمقالات مضللة تشير إلى أن الرئيس بايدن غير لائق عقليًا للمنصب. تستند المقالات إلى منشورات خادعة على وسائل التواصل الاجتماعي نشرتها اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري (RNC)، والتي يتم بعد ذلك إعادة تجميعها على غرار تقارير إخبارية. هذه الهجمات السياسية المقنّعة بغلاف رقيق يجري توزيعها على عشرات المواقع الإخبارية المحلية المملوكة لشركة سنكلير، حيث تعطى تصريح العلامات التجارية الإعلامية الرئيسية، بما في ذلك NBC، وABC، وCBS.
حول ترامب الحزب الجمهوري إلى طائفة من المتملقين الخبثاء ، الفارغين أخلاقيا والمفترين سياسيا والمتواطئين مع أفعاله، يتسترون عليها . يعيش ترامب وأتباعه داخل فقاعة من الخداع، تتوارى خلف ثقافة جهل وكراهية عميقة. حزب ينشر قصصًا كاذبة ومشوهة عن الليزر الفضائي اليهودي، وآلات التصويت التي أفسدها الشيوعيون الفنزويليون المزعومون، والديمقراطيون الذين يشربون دماء الأطفال المختطفين، من بين نظريات المؤامرة المجنونة الأخرى.
أَفرَغت االميديا الرئيسة واليمينية اللغة من كل معنى موضوعي، وأحالتها تنافرا ساما من الأكاذيب والتعصب ونظريات المؤامرة المختلة. يجب توجيه تحذير واحد حاسم. حيث أن هراء ترامب الغريب يشير بحق إلى عقل غير مستقر ومضطرب، فهذا الانتقاد يجب ان لا يستخدم للتغطية على سياساته الفاشية والظروف التي أدت إلى ظهور الترامبية. والأخيرة قضية تاريخية وسياسية لا يمكن اختزالها في اللغة النفسية.
إضافة لهذا ، يوجد هنا ما هو أكثر خطورة من مجرد هراء ترامب الوهمي؛ هناك أيضًا هجومه على النظام القضائي، وأكاذيبه بشأن الانتخابات، ودوره في الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير، وتاريخه كمفترس جنسي، ودعمه لمشروع 2025 وتخريبه المخطط للديمقراطية، وتاريخه، الذي افضى الى إدانته بأربعة وثلاثين جناية. وحيث تتعرض هذه الموبقات للانتقادات ، إلا أنها نادرًا ما يتم تحليلها كجزء من برنامج أكبر يدعم فاشية محسنة؛ في الوقت الراهن تهب عاصفة مجنونة بضغوط الخدع والجهل وموت المسؤولية المدنية، لتمكين السياسات الفاشية؛ لم تعد أميركا تخجل من جهلها؛ لقد أصبحت الآن مسألة ولع، وتوفر إحساسًا بالانتماء للمجتمع، وتعمل كمقياس للولاء. ما الذي يتطلبه الأمر في ظل هذه الظروف للنضال من أجل صيانة الديمقراطيات من خطر الفناء؟ ما هي الأسئلة التي نحتاج لطرحها لكي نعيد التفكير في معنى السياسة والنضال والمقاومة الجماعية؟

اسئلة التحدي
كيف نفسر هذا الرفض الدراماتيكي من جانب الليبراليين وغيرهم لتسمية التهديد المستمر بالفاشية في الولايات المتحدة والاعتراف بحدوثه ؟ ما هي المؤسسات في ظل نظام رأسمالية العصابات التي تخلت عن مسؤولياتها التعليمية والسياسية والثقافية والاقتصادية؟ كيف تمكنت عنصرية تفوق العرق الأبيض، بمنطقها وسياساتها القائمة على الكراهية والإقصاء والعنف، مرة أخرى من تحديد من يمكن اعتباره مواطنًا في الولايات المتحدة؟ ما هي الظروف التي سمحت بانهيار الثقافة المدنية إلى ثقافة التسليع والمراقبة والعقاب؟ ما الذي يتطلبه الأمر لتطوير عالم حيث يمكن للديمقراطية أن تتنفس مرة أخرى؟ أين هي الفضاءات العامة الداعية إلى ثورة القيم تتحدى آلات الحرب وأجهزة ثقافية بروباغاندا عسكرية توسعية؟ ما هو نوع الحركة الجماهيرية الضرورية لتغيير الوعي العام ومراكز السياسة الفاسدة في المجتمع الأمريكي؟ كيف يمكن الإجابة على هذه الأسئلة ضمن فهم أوسع للعلاقة بين الرأسمالية النيوليبرالية والفاشية؟
أين اللغة التي نحتاجها كي تشهد على مقاومة حملة الموت في البلاد مع التأكيد على الحاجة إلى العدالة؟ كيف يمكن للغة الرحمة والتضامن أن تتغلب على خطاب الليبرالية الجديدة المؤسسية، والفردية الفاسدة، والجشع، والمصلحة الذاتية؟ أين هي المساحات والمؤسسات الناشئة والحركات الاجتماعية التي ستخلق الظروف الملائمة لتقول نعم للعدالة ولا للقسوة والعنصرية المنهجية والجهل الجماعي والجشع المطلق؟ ما الذي يتطلبه الأمر لتنمية الرغبة في قول لا، والطاقة اللازمة لوضع عقولنا وأجسادنا على المحك من أجل مستقبل يستطيع فيه أطفالنا تجربة الكرامة والعدالة والفرح؟ ماذا قد يعني أن تعيش في ما أسماه جيمس بالدوين "الشاهد اليائس"، وفي الوقت نفسه، الاستعداد لخسارة كل شيء من أجل النضال من أجل عالم حيث الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مضمونة للجميع؟
كل هذه الأسئلة تطرح تحديات تحتاج إلى معالجة في ضوء الأزمة التاريخية التي تواجه الولايات المتحدة. لم ييأس بالدوين أبدًا من النضالات والخطر المحتمل لكونه شاهدًا أخلاقيًا، وكلماته توفر الأمل في الجهود الفردية والجماعية المستمرة ليكون قويًا وشجاعًا ومستعدًا لمواصلة النضال من أجل ديمقراطية راديكالية. أصبحت كلماته أكثر إلحاحًا وقوة من أي وقت مضى: “لم نفقد كل شيء. ولا يمكن فقدان المسؤولية، بل يمكن التنازل عنها فقط. إذا رفض أحد التنازل، يبدأ من جديد”. وفي عصر الفاشية الناشئة، ليس هناك خيار آخر سوى البدء من جديد في محاربة أشباح الماضي الفاشي التي عادت بقوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يستعد لتولي السلطة.. تعرف على مسيرته من


.. هل يصمد -السّد الجمهوري- الفرنسي في وجه اليمين المتطرف؟




.. ?? ???? ????? ???????? ??????????


.. مسمار جديد في نعش المحافظين.. السلطة الرابعة في بريطانيا تنح




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: -إذا وصل اليمين المتطرف للحك