الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم الدّنيا ستنام بدري: أبناء النيل يفرضون ثقافتهم !!

محمد الصادق

2024 / 6 / 30
كتابات ساخرة


علي غير عادة الأجيال السابقة
تعودنا في الخرطوم
أن ننام مبكرا
وحتي انني اذكر
اننا سكنّا ذات مرة ( بالغلط)
في حي شعبي
يبعد ٢٠ كلم فقط
من وسط الخرطوم
فاكتشفنا ان البقالات
لا تفتح بعد صلاة العشاء .. اصلا !!
واذكر ذات مرة
انني ذهبت في وقت العصر
للسوق العربي
أو بالأحري السوق الأفرنجي
(ايام ما كان فيه سوق عربي وافرنجي) !!
ففجأة وجدت نفسي
أمشي لوحدي في زقاقات السوق !!
فالجميع يغادرون
قبل أذان المغرب !!
مع انه في الماضي
كان الناس يادوب
يذهبون هناك
بعد ان يحل الليل
ومعروف ان هناك عالم تاني ..
يسمي (الخرطوم بالليل)
فالناس كانوا يسهرون
في السينمات والمسارح
افلام ومسرحيات
وغناء وسمر وطرب
وكانت الصفحة الأخيرة
بجميع الصحف
تحمل إعلانات الأفلام والحفلات
تحت عنوان يتذكره الجميع:
《 أين تسهر هذا المساء؟》

لكن تغيرت العادات
انسجاما مع المشروع الحضاري للإنقاذ
وصار حتي اصحاب السيارات
يتسابقون قبيل المغرب
للرجوع لمنازلهم
واذكر انني حينما ذهبت الي مصر
قبل عدة سنوات
كنت اتضايق
من انني اصحو مبكرا
فأجد معظم المحلات لم تفتح بعد
واستغرب أن بعضها
لا يفتح قبل العاشرة صباحا
علي الأقل
لكن عرفت فيما بعد
أنهم يظلون سهرانين حتي الفجر
ثم ينامون بعد ذلك

كنت حقيقة اتضايق
حتي من تأخر ماتشات كرة القدم
وبرامج التوك شو
فلا استطيع متابعتها مباشرة
وانما اتابع احيانا الإعادة في الصباح

الحقيقة انني كنت استغرب
ودائما أسأل نفسي:
متي ينام المصريون ؟؟!!
وكنت اظن ان مقولة:
(القاهرة لا تنام)
مجرد مبالغة
لكنني استغربت اكثر
عندما علمت
انهم في الحقيقة
لا ينامون !!
يا دوب الواحد
ينام ساعتين أو ثلاثة!!!

القوم يظلون خارج منازلهم
حتي الصبح
وتجدهم في المقاهي
يظلون طوال الليل
يشربون الشيشة والسجاير
والشاي والقهوة
واذكر انني صحوت مرة
في الواحدة صباحا
فسمعت اصوات الأطفال
يلعبون تحت في الشارع

نحن السودانيون
نصحو فنتناول الشاي
بالقراقيش والبقسماط أو اللقيمات
لكنهم عندئذ يتناولون الإفطار !!
وقد حاولت حكومة الإنقاذ
ان تجعل السودانيين يفطرون مبكرا
كالمصريين والشعوب الأخري
وسموا ذلك ب (البكور) !!
لكنهم فشلوا في ذلك

بعد شرب الشاي بثلاث ساعات
نتناول الأفطار
والمصريون يتناولون الغداء عند الظهر
ويتعشون في المساء
كوجبة ثالثة
نحن نأخذ الوجبة الثانية والأخيرة
عند المغرب
فالمصريون يأكلون كثيرا ويساهرون
وهذا لأن مناخهم بارد نسبيا
لكن هذا النظام معرض الآن للتغيير
مع ارتفاع درجات الحرارة
فالظاهر أن الحكومة المصرية
اكتشت نظام السودانيين
في تناول الوجبات والنوم المبكر
وادركت انه نظام 《ترشيد》!!
فرأت أن تطبقه علي المصريين
من المعلوم بالطبع
أن تغيير مثل هذه العادات
مسألة صعبة
لكننا ننصح اشقاءنا
بأن يتعودوا شيئا فشيئا
ونري أن الحكومة كانت ذكية
في أنها لم تطلب من الناس
أن يناموا بدري ليصحو بدري
فكان (غيرها أشطر)
لأن حكومة الراحل مرسي
حاولت شيئا كهذا
مما أسخط الناس عليها
الحكومة لم تقع
في مثل هذا الخطأ الساذج
الحكومة حددت فقط
مواعيد قفل المحلات والمقاهي
لكن طبعا الموضوع يشبه المصفوفة
فإغلاق المحلات
يشبه حظر التجوّل
فيترتب عليه النوم المبكر
وساعات النوم الطويلة
تمنع المعدة
من تقبل الفول والطعمية
بمجرد الصحو من النوم !!
وسيلجأ الناس
لبدء يومهم بكوب شاى
مع بعض الكيك أوالبسكوت
كما يفعل عواجيزهم

لكننا نطمئن الأشقاء المصريين
أن نظامنا هذا صِحِّي
اكثر من نظامهم
وهو يتلائم مع الجو الحار
وقطوعات الكهرباء
وغلاء الخبز والأرز !!

ومعروف أن السهر والتدخين
ضار بالصحة
ولا بد أن الحكومة
لم تراع فقط مسألة الترشيد
وإنما كذلك صحة مواطنيها

يقول الشيخ فرح ود تكتوك
صاحب الحِكَم العظيمة:

" يا إيد البدري
نومي بدري
واصحي بدري
وازرعي بدري
واحصدي بدري
و شوفي كان تنقدري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل