الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة ديموقراطية

سمر يزبك

2006 / 12 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


حفلت الشاشات العربية أخيراً - الرسمية منها على وجه الخصوص - بتعليقات متواصلة حول ما يحدث في لبنان، وما تبثه الشاشات التلفزيونية اللبنانية بمختلف أطيافها من نزول المعارضة إلى الشارع وما رافق ذلك من أحداث.
هذه التعليقات التي لا تخلو من الاستنكار والخوف والترقب، على الحرب الإعلامية بين القنوات التابعة للتكتلات السياسية، وتحديداً قناة «المنار» التابعة لحزب الله و «المستقبل» التابعة لتيار المستقبل.
تعليقات بعض الإعلاميين العرب على هذه الشاشات الرسمية غريبة، كما في قنوات إخبارية شهيرة مثل «الجزيرة»، لأن كثراً من المحللين السياسيين الذين يظهرون في هذه القناة من أصحاب الصوت الرسمي. هؤلاء المحللون يقومون بالإيحاء للمشاهدين بأن عليهم أن يتعظوا مما تنقله الشاشات اللبنانية ولا ينجروا إلى الفوضى في بلدانهم. الفوضى الناتجة طبعاً، وكما يفتخرون، من هامش الحرية الذي لا يزال موجوداً في لبنان - حتى الآن على الأقل - وبصرف النظر عما تحمله تلك الصور التلفزيونية للجموع المحتشدة الغاضبة من آراء، وما يترتب عليها من ردود فعل، وهو ما يحاول كل فريق إثباته من طريق شاشته ومنبره الأوسع، مع خوف وجزع على وحدة لبنان، فيردد كل فريق عبارات الفريق الآخر ذاتها عن اللحمة والوحدة الوطنية، وأولوية الوحدة الوطنية، ولعل المشاهد المتابع سيصاب بالذهول وهو يغير زر «الكنترول» من محطة إلى أخرى لأنه سيسمع الشعارات ذاتها والشتائم ذاتها مع اختلاف طفيف جداً.
مع ذلك، وبعيداً من السياسة ومنطق كل حزب، وطريقته في التعبير عن أسلوبه الدعائي والإعلامي، فإن ما يحدث في لبنان، وعلى عكس ما يتردد على الشاشات الرسمية العربية وغير الرسمية، يظل صورة تفتقدها هذه الشاشات وتطمح إليها، إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً، لأن ما يحدث في هذه الحرب الإعلامية المخيفة هو تعبير عن الاختلاف والمغايرة، وعن حق كل فريق في الإدلاء بوجهة نظره، وعن الحرية الإعلامية التي لا تشهدها الدول العربية الأخرى وشاشاتها، وكاميراتها التي تبقى محصورة ضمن نطاق المحظورات وضمن خطة لا تحيد عنها. وإن كانت الشاشات اللبنانية تنقل ما يحدث على أرض الواقع على مساوئه، فلتنزل الى الشارع هذه الشاشات التي تتغنى صبحاً وعشية، بالحكم الثابت الراسخ، الذي ينقل إلى مشاهدها الإحساس بالطمأنينة الخادعة. لتنزل إلى الشارع، وتنقل ما يحدث فعلاً. هل تستطيع أن تصور جزءاً بسيطاً مما يحدث حقيقة، وبلا إذن مسبق من أصحاب الحكم؟ وهل تسمح سوى برؤية صورته التلفزيونية المشرقة؟ لا شك في أن ما يحدث في لبنان، وما تنقله قنواته التلفزيونية يفطر القلب لكنه بالتأكيد ليس طبعة مزورة وليس فيلماً محرفاً عن السعادة
_________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع