الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تتمة من وحي الخواطر فلسطين

الطاهر كردلاس

2024 / 7 / 1
القضية الفلسطينية


تتمة من وحي الذاكرة : فلسطين التي يهزني ذكراها كلما...

فلسطين البوصلة

إن كانت البوصلة هي أي جهاز مغناطيسي حساس قادر على الإشارة إلى أي إتجاه للأرض شرقا وغربا شمالا وجنوبا.. فإن فلسطين هي البوصلة التي قد يتعرف من خلالها وبواسطتها أي قارئ أو أي مفكر ومؤرخ سوسيولوجي أو ابستمولوجي.أو سيكولوجي... أو أي مهتم بإشكالية التخلف والتقدم سواء على مستوى الواقع أو الوعي، سيتعرف من خلالها بكل دقة ووضوح معيار ومقياس التخلف المعشعش في الواقع والعقل العربيين...
وسيستنتج لا محالة أن المجتمع العربي من أعلى هرم سلطوي فيه، إلى أسفل الهرم ، و من محيطه إلى خليجه، هو عالم غارق بوعي أو بغير وعي في مستنقع من التخلف والتمزق والتشردم...
والذي تخلى على قطعة غالية من جسمه الحي أو الميت سواء. والتي هي فلسطين: القلب النابض بكل ما يحمل من حمولة تراثية وتاريخية ودينية ورمزية...
والغرب الامبريالي الاستعماري كان يعرف قيمة فلسطين الاستراتيجية.. لذلك بادر إلى زرع كيان يهودي صهيوني تابع له من جميع النواحي اقتصاديا وعسكريا في قلب فلسطين
وفي قلب الأمة العربية.. المنهارة والمنكوبة ماديا ومعنويا.. حتى يأتى لهذا الغرب التحكم والهيمنة على خريطته كلها.. وهو ما نجح فيه بالفعل ، وبكل ما أوتي من قوة عسكرية واستراتيجية ...
وبهذا المخطط الاستعماري وزرع هذا الكيان ، بدأت النكبة وتلتها النكسة..
تم تلتها نكبات ونكسات.. إلى يومنا هذا..
ورغم أن قضية فلسطين بلورت في البداية مشروعا قوميا عربيا .. وهما نضاليا سواء على مستوى الشعوب العربية ، أو بعض الأنظمة وقيام بانتفاضات وثورات من أجل استرجاع الحقوق المشروعة ودحر المخططات الامبريالية الصهيونية ، إلا ان
الأمور سرعان ما تندحر كل مرة نحو نقطة الصفر.. وطغى الفكر القطري على الأنظمة العربية.. وبدأ كل يدلي بدلوه.. ويتمسك بقراراته الانفرادية .. إلى حد الصراع الدامي والتطاحن فيما بين الإخوة العرب والتخوين. والتجريم.والاتهامات.. والشتائم.. والقطائع. والدسائس.والتجسس لصالح العدو.. وووووو...
وكل ما يخطر ببالك
من مكائد وضغائن ومكر وخداع..
ياللعار والذل والشنار!!!
ورغم كل القمم العربية السالفة المنعقدة في كثير من الفترات، لرأب الصدع. ولملمة الجراح إلا أن كل هذا لم يجْد فتيلا .. ولم يقدم بديلا واحدا، لحل أمثل لهذه القضية الشائكة والمعقدة ، والتي طال أمدها..لا على مستوى السلم او على مستوى الحرب..
وبدا بأن أغلب الدول العربية شرعت تتملق للدول الغربية وحليفتها اسرائيل وتنبطح امامها.. وتتغافل عن القضية المركزية المحورية التي هي فلسطين.
تاركين الشعب الفلسطيني عرضة للضياع والتشتت والتقتيل الممنهج. والجراحات والعذابات اليومية.والاغتصابات.والانتهاكات الجسيمة.. وترك العدو الغاصب والغاشم يفعل ما يشاء. ويرتع في دماء الشهداء الفلسطينيين، دون أن يحرك أخوة الدم والعرق والتاريخ المشترك والملة الواحدة ساكنا ولا يحتجون.. ولا ينددون حتى......
ناسين او متناسين أن الدور سيأتي عليهم يوما ما....وما هو ببعيد..
وإن الغرب من أهدافه الكبرى هو التخطيط لبناء" شرق أوسط جديد" تتفوق فيه إسرائيل وتحقق حلمها الأكبر هو دولة تمتد "من النيل إلى الفرات" كما خطط لذلك "حكماء صهيون" منذ قرن ونصف من الزمان..
وقد شاهد الجميع كيف حطم الغرب الامبريالي دولا عربية في العصر الحالي على مرأى ومسمع العالم كله .. كالعراق واليمن ولبنان وسوريا والسودان وليبيا وما يجري اليوم في فلسطين دليل لى ما أقول...
والحبل على الجرار
كما يقال..
وتمزيق هذه الدول المذكورة وتقسيمها وتقزيمها وإرجاعها إلى عصور بدائية ..كما صرح بذلك الرئيس الأمريكي السابق.. ..
هكذا تراجعت القضية الفلسطينية
وانطمست في الذاكرة العربية.. ولم تعد كل المظاهرات والاحتجاجات في الوطن العربي الا موسمية وظرفية سرعان ما تنطفئ حرارتها.. وتعود حليمة لعادتها القديمة. بل الشيء الأغرب والأعجب أن كثيرا من الأحزاب والمثقفين وأشباه المثقفين خصوصا المستغربين منهم.
وكثير من القنوات الفضائية والصحفيين المكترين لاشداقهم "وأحناكهم" والمبصبصين لأسيادهم في العالم الغربي الامبريالي.. وبعض الفئات من الأفراد في كثير من المجتمعات العربية بدأوا يطبلون لإسرائيل.. ويطبعون معها.. ويتباهون بحضارتها وديمقراطيتها في الشرق الأوسط.. كمنارة مضيئة في ليل مدلهم. هو الليل العربي الطويل الذي يغرق في سبات عميق..
والأدهى أنهم يتمنون زوال فلسطين نفسها ومحوها من الخريطة وتسفيه عدالتها. وقضيتها الانسانية.. كما يتمنون اندحار شعبها واغتصاب أرضها .. واستبدالها بالكيان الصهيوني. ووأد قضيتها إلى الأبد.. حتى يسود الرخاء والسلام في الشرق الأوسط كما يزعمون..
ختاما اقول إن قضية فلسطين هي قضية عربية إسلامية إنسانية عالمية .. لا يمكن أن تتحرر وتنال استقلالها الكامل دون مساندة جماهيرية من كل شعوب العالم وأحراره.. ودعما دوليا من طرف الدول التي تدعمها.. وهي كثيرة.. رغم الهيمنة والسيطرة الامبريالية الضاغطة في مجلس الأمن والامم المتحدة وغيرها من المجالس والهيئات الدولية.. ولكن الحق سيبزغ يوما وسيرجع الحق إلى نصابه . مهما طال الزمن ، رغم خذلان الأصدقاء والاخوة.

وأختم خواطري هاته بقصيدة لمحمود درويش تدمي العين والقلب وتوخز الضمير العربي أولا والضمير العالمي والانساني ثانيا:

قصيدة عن فلسطين محمود درويش:
عيونك شوكة في القلب توجعني … وأعبدها وأحميها من الريح وأغمدها وراء الليل والأوجاع…أغمدها فيشعل جرحها ضوء المصابيح ويجعل حاضري غدها أعز علي من روحي وأنسى بعد حين في لقاء العين بالعين بأنا مرة كنا ، وراء الباب ، اثنين رأيتك عند باب الكهف، عند الغار معلقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك رأيتك في المواقد .. في الشوارع في الزرائب.. في دم الشمس رأيتك في أغاني اليتم والبؤس رأيتك ملئ ملح البحر والرمل وكنت جميلة كالأرض.. كالأطفال.. كالفل وأقسم: من رموش العين سوف أخيط منديلاً وأنقش فوقه شعراً لعينيك سأكتب جملة أغلى من الشهداء وا لفل فلسطينية كانت … ولم تزل...
الطاهر كردلاس -- اكادير--
2024/07/01








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت