الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتنة إفرنج أحمد - مقتطفات من كتابى قصة مصر فى العصر الإسلامى ،،،

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2024 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


فتنة إفرنج أحمد – مقتطفات من كتابى قصة مصر فى العصر الإسلامى ،،،
قدم خليل باشا إلى مصر فى شعبان 1122هـ/أكتوبر 1710م ، وفى عهده إنفجر الصراع بين الأوجاقات والصناجق والعلماء ، فيما عرف فى تاريخ مصر العثمانية بإسم فتنة إفرنج أحمد، وشغلت كل عهده ، وتورط فيها بنفسه بإنحيازه إلى فريق إفرنج أحمد.
بدأت الفتنة بمحاولة إفرنج أحمد وهو ضابط عثمانى برتبة أوضا باشا فى فرقة الإنكشارية الوصول إلى قيادتها بالقوة ، ورفض قطاع كبير من منتسبى هذه الفرقة لمحاولته، خاصة من حزب الراحل مصطفى القزدعلى الذى كان قد خلف كوجك محمد فى نفوذه على الإنكشارية ، وقد عولج الأمر فى البداية بنفى إفرنج أحمد إلى الطينة بدمياط،، ثم الإفراج عنه وعودته إلى مصر مع ولاية حسن باشا السلحدار، وتعيينه صنجقاً على فرقة الموسيقى العسكرية كحل وسط، ثم نجاحه فى العودة إلى منصبه السابق كأوضا باشا الإنكشارية، وإستمرار محاولته فى السيطرة التامة على الفرقة ، والتى ستنتهى هذه المرة بالقرار بنفى ثمانية من خصومه فى فرقة الإنكشارية ، وخروج ستمائة منهم والإنضمام إلى فرقة العزب المنافسة، ومع رفض فرقة العزب لهذا القرار، وتصاعد الخلاف بينها وبين الإنكشارية على جبهات أخرى أيضاً ، كما سبق ذكره فى عهد حسن باشا ، بدأ الإصطفاف بين الإنكشارية التابعين لإفرنج أحمد ، والباشا العثمانى، والمماليك الفقارية من جانب ، وفرقة العزب وباقى الفرق العثمانية ، والمنشقين من الإنكشارية على إفرنج أحمد ، والمماليك القاسمية بزعامة إيواظ بك ، وإبراهيم بك أبو شنب، من جانب آخر ، وعندما حاول العزب حصار فريق إفرنج أحمد وقطع الطرق المؤدية إلى القلعة ، بدأ إفرنج أحمد فى إطلاق المدافع على ثكناتهم بلاتوقف ، بإستثناء فترة هدنة توسط فيها العلماء والصناجق لم تؤدى إلى نتيجة، إستؤنف بعدها القتال على أشده، وشاركت فيه قبائل العربان الهوارة إلى جانب الفقارية ، والهنادى إلى جانب القاسميه، وكذلك محمد بك حاكم جرجا ، إلى جانب الفقارية ، وحسن بك الإخميمى إلى جانب القاسمية، كما إنحاز العلماء بدورهم ، بعضهم إالى الفقارية وبعضهم إلى القاسمية ، وهكذا إشتعلت فى القاهرة وضواحهيها حرباً أهلية شرسة ، إستغرقت أكثر من شهرين، قُتل خلالها المئات من الفريقين ، وخربت كثير من الممتلكات، ثم حدث أن قُتل إيواظ بك زعيم القاسمية فى أحد تلك الإشتباكات ، مما أثار روح الثأر لدى القاسمية فألقوا بكل ثقلهم فى القتال ، و توصلوا مع فرقة العزب وباقى الفرق العسكرية العثمانية، إلى حيلة سياسية أعلنوا فيها فى شوارع القاهرة مهلة ثلاثة أيام للإنكشارية التابعين لإفرنج أحمد ، بالكف عن القتال، والنزول من القلعة ، وأخذ مكافاتهم ورواتبهم، وإلا هدمت بيوتهم وقتلت عيالهم ، ونجحت تلك الحيلة فى إضعاف فريق إفرنج أحمد فعلاً ، وتخلى أنصاره عنه، وأدت فى النهاية إلى هزيمة الإنكشارية ، وتفرق العربان إالى بلادهم ، وعزل خليل باشا ، وهرب أيوب بك إلى الشام ، ومقتل إفرنج أحمد ونهاية الفتنة. وفى رجب 1123هـ/أغسطس ورد الأمر بتعيين والى باشا حاكماً على مصر.
تشابهت أحداث فتنة إفرنج أحمد مع أحداث فتنة كوجك محمد، فى أن طموح ضابط عثمانى إنكشارى أدى إلى صراعات الفرق العسكرية العثمانية ، وتدخل المماليك فى صالح هذا الحزب أو ذاك ، لكن أحداث فتنة إفرنج أحمد كانت أكثر عنفاً وتعقيداً ، بحيث إعتبرت كبداية لسيطرة المماليك على حكم مصر خلال القرن الثامن عشر ، حيث أصبحوا الفيصل فى فض نزاعات الأوجاقات العثمانية والتحكم بمصائرها.
ملحوظة/ متابعينى الأعزاء ، أستأذنكم فى أجازة مرضية قهرية على أمل العودة قريباً ، شكراً على متابعتكم طوال هذه السنوات الجميلة،،،
عبدالجواد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد رد حماس.. انفراجة في مساعي التهدئة| #غرفة_الأخبار


.. للمرة الأولى من 6 سنوات.. برزاني يجري مباحثات في بغداد| #غرف




.. رويترز عن مسؤول بالبيت الأبيض: مباحثات أمريكية فرنسية لاستعا


.. بريطانيا.. ماذا تعرف عن كير ستارمر؟ وماذا سيفعل حزبه بعد الف




.. نشطاء يرفعون علم فلسطين على جسر فولاهاف لوقف الإبادة