الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حروب إسرائيل الكبرى

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 7 / 2
القضية الفلسطينية


بينما يستمر القتال في قطاع غزة ، بعد مضي تسعة أشهر على اشتعال الحرب ، حيث يتولى في أغلب الظن ، الجيش الإسرائيلي تنفيذ أمر يقضي بترحيل سكانه بالقوة ،تمثل ذلك بقتل عشرات الآلاف من المدنيين و دمار واسع شمل الأبنية السكنية والمدارس و الجامعات و المستشفيات بالإضافة إلى نقل الأحياء من الناس ، أي ما يزيد على مليوني نسمة الى معسكرات تجميع من الخيم ، يتعرضون فيها لكل أشكال المداهمات العسكرية التعسفية و الدموية بين الفينة و الفينة .
هذه هي الصورة التي يمكننا تخيلها استنادا إلى بعض وسائل الإعلام و تقارير مبعوثي الأمم المتحدة و المنظمات الإنسانية الدولية . لا ننسى في هذا الصدد أن الإسرائيليين أيستهدفون أيضا في سياق حربهم على الفلسطينيين المثقفين و الناشطين الوطنيين و العلماء و الأطباء و الإعلاميين ، نذكر هما أنه اغتيل منذ بدء الهجوم على القطاع أزيد من مائة و عشرين مراسلا صحفيا. ينبني عليه أن الجيش الإسرائيلي أخرج الفلسطينيين في قطاع غزة من " السجن غير المسقوف " الذي كانوا فيه ، و ساقهم سبيا إلى معسكرات تجميع ، بعد أن أحرق مدارسهم و مستشفياتهم ومساكنهم ، و منع عنهم الطعام و الماء مدعيا الحق بإبعادهم و إفنائهم بعد أن صنّفهم ، أمام الملأ ، على وسائل الإعلام العالمية ، "حيوانات بشرية " ، تلقى العالم تصريحات وزراء الحكومة الفاشية في إسرائيل ،فصمت أصحاب السلطة ، و تظاهرت استنكارا الشعوب ، و لكن سيرورة الإبعاد و الإفناء مستمرة ، بحسب قانون الغيتو المفروض.
يتساءل المرء في الحقيقة عن أسباب هذه الحرب ، التي انطلقت في الواقع شرارتها من الضفة الغربية . حيث يجب أن لا ننسى ما جرى قبلها و بعدها ، في مدينة الخليل ، في القدس ، الشيخ جراح و مصادرة المنازل ، في باحة المسجد الأقصى ، توازيا مع غزوات المستوطنين المسلحين وتكاثرهم الخ . و ما يبرر هذا التساؤل على سبيل المثال ، هي القوانين التي تدرس ، و تتخذ في البرلمان الإسرائيلي في هذا الوقت بالذات، بالرغم من الحرب الدائرة ، باقتطاع أجزاء من الضفة الغربية ، و ضمها إداريا إلى دولة إسرائيل ، الأمر الذي يدعم فرضية تفيد بأن خطة الحرب كانت موضوعة قبل اشتعالها و أنها لا تقتصر على الأرجح على قطاع غزة . و ما يقوي قناعتنا بذلك هو أن ما نعرفه ، على ذمة وسائل الإعلام ،عن الوساطات لوقف أطلاق النار على الجبهة اللبنانية ، تميل إلى وضع بنود تسوية بين لبنان و إسرائيل ، متجاوزة المعادلة الثابتة والوحيدة التي تتمسك بها المقاومة في لبنان ، بأن يتزامن وقف أطلاق النار تلقائيا بين لبنان و القطاع .
يحق لنا استنادا إليه أن نظن أن الأهداف المتوخاة من الحرب الدائرة حاليا تتعدى ضم قطاع غزة و الاستيطان فيه ،إلى الضفة الغربية و أجزاء من لبنان . أو بتعبير أكثير دقة ، تندرج هذه الحرب في سياق مشروع " إسرائيل الكبرى " المعروف . و بالتالي من الطبيعي أن تلقى إسرائيل التشجيع و التأييد و الدعم و الإسناد من الولايات المتحدة الأميركية و دول الإتحاد الأوروبي المنضوية في الحلف الأطلسي . و لما كان المجال هنا لا يتسع للدخول في تفاصيل العلاقة التي تربط بين إسرائيل و حروبها من جهة ودول الحلف الأطلسي و حروبها من جهة ثانية ، فإننا نكتفي بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تتقدم و تزدهر بواسطة الحروب ، و إلى أن الحدود بين الدول الأوروبية و بين الولايات المتحدة الأميركية تنمحي تدريجيا . مجمل القول أن الحرب الكبيرة و الطويلة ضرورية لتحقيق إسرائيل الكبرى و أن الولايات المتحدة الأميركية تحتاج إلى الحروب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة