الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في المشهد الأوروبي الحالي

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2024 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


أتوقع انتصار كبير ومدوي لليمين المتطرف في فرنسا ، في إطار سعي الشعب الفرنسي الأصيل (باستثناء المتجنسين) لإنقاذ فرنسا من غول المهاجرين ، الذين يدمرون قيم الحضارة الأوروبية ويثيروا الجرائم والعنف ويسرقوا الوظائف وينقلوا قيمهم المتخلفة المدنرة للمجتمع الأوروبي وانتشار الأحياء العشوائية والفقيرة التي تعكر صفو وجمال المدن الأوروبية ، مما سيوقف طوفان الهجرة لفرنسا وأوروبا وسيدفع بترحيل الكثيرين من هؤلاء ، وسيعطي ذلك دفعة قوية لتعزيز التعاون بين ضفتي المتوسط لقمع أمواج المهاجرين الذين يقذفهم البحر من الجنوب على الجنة الموعودة في خيالهم في الشمال ، مما سيوفر تمويلات واستثمارات جيدة للجيران الجنوبيين للقارة الأوروبية العجوز .


ولكن ماذا سيفعل اليمين الراديكالي في المهاجرين المسلمين والعرب في أوروبا ، نعم لن يرحموهم ولن يتركوهم يهنأوا بالعيش هناك ويتمددوا وينتشروا كما السابق ، ولكن المتخلفين والمتزمتين منهم فقط .

أما الذين أثبتوا انتماؤهم و ابتعادهم عن المظاهر والأفعال والأفكار الظلامية والمتخلفة ، ويساهموا في رفعة وتقدم فرنسا وأوروبا ، فليس لهم عندهم إلا الترحيب والتشجيع والدعم .

ولا يجب أن يستسلم اليمين الراديكالي لأي دعاوي وادعاءات وشعارات ومعارضات يسارية تحركها جماعات حقوق الإنسان الواهمة ، التي تسير بمسطرة واحدة مع الجميع ، دون ان تعي بمثاليتها المفرطة أو بجهلها المطبق الفارق بين لاجئين يبنون ويقيمون ويتشاركون نفس القيم والمبادئ الحضارية .

أما في انجلترا فإن حزب العمال اليساري الوسط سيتمتع بفوز غير حاسم ، والسبب الرئيس فيه هو فشل رئيس الوزراء المحافظ الحالي ذوي الأصول الهندية ، وفي نفس الوقت لاتوجد وجوه قوية في حزب العمال ، ولكن لولا مشكلة المهاجرين والتساهل النسبي لحزب العمال باشتراكيته الفابية معهم ، مما سيحد بشكل كبير من انتصاراته ، وأتوقع فوز مستقلين ينتمون كتوجه سياسي لليمين المتطرف أو هؤلاء المنتمون للجناح اليميني في حزب المحافظين .

ولا خوف من حروب عالمية يكون مردها لفوز اليمين المتطرف في عدة دول أوروبية ، لأن معطيات الظروف السياسية الحالية لا تسمح ولا يمكن أن تتمخض عن حرب عالمية ، لأن مجئ اليمين المتطرف ليس كتوحه ضد الدول الأوروبية الأخرى أو التعامل معها كتهديد .

فالأوروبيون استطاعوا أن يتجاوزا هذه المرحلة تدريجيآ منذ اتفاقية باريس للفحم والصلب سنة ١٩٥١ ، وأصبحت الدول الأوروبية تعتمد بشكل متبادل على بعضها البعض ، بل انها الآن تشترك في الإصطفاف في خندق واحد ضد عدو واحد مشترك وهو طوفان المهاجرين خاصة هؤلاء القادمون من الدول المتخلفة والمتطرفة والكفيلون بتدمير الحضارة والقيم الأوروبية لو تركوا بهكذا شكل يمرحون بتدنيس الأمة الأوروبية .

أما العدو الروسي فأوروبا تعلم جيدآ أنها لا قبل لها به ، ولن تدخل نفسها في معركة خاسرة حتى تحت المظلة والحماية الأميريكية لأنها تعلم جيدآ أن المدن الأوروبية لا الأميريكية هي التي ستكون مسرح الدمار ، وخبرة وتحارب الحرب العالميتين الأولى والثانية لازالت صورها معلقة على جدران المعارض والمتاحف الفنية هناك .

فأقصى ما سيفعلونه هو تمامآ ما يفعله وفعله اليسار الأوروبي ، وهو تقديم الدعم المادي والسياسي لأوكرانيا والعمل على ألا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة والعمل على الوصول إلى حل يعترف بالمكاسب الروسية الحالية وعدم ضم أوكرانيا للناتو ، ووقف أية توسعات مستقبلية لها وصولآ لأوديسا ومنها لإقليم ترانسنيستريا الإنفصالي الموالي لروسيا في مولدوڨا ، مما يعني سيطرة شبه كاملة للروس على البحر الأسود وفصمآ لأوكرانيا عن الوصول إليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة