الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة كنكلي . الى الأستاذ محمد علي السعدي.

صباح حزمي الزهيري

2024 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مقامة كنكلي :
عذاب ..عذاب , عذاب يادنيا العذاب , تلك كانت أغنية لفريد ألأطرش , يتذكرها العراقيون من أجيالنا , وتعتبر أحسن وصف لحال الشعب العراقي وأجياله التي لحقتنا.
منذ كانت هاجر تحمل طفلها إسماعيل , وتركض به ذهاباً وإياباً بين صخرتي الصفا والمروة في منطقة قاحلة جافة غير ذي زرع في مكة المكرمة, عرفنا أن هذه الشعائر تنطوي على مشقة مهما تغيرت الظروف والأحوال ,وليعيش العقل العراقي جهلا مخيفا, الملفقات صارت حقائق, وما دسه الغلاة, صار هو الدين , هتك ممنهج من على المنابر, ومن أفواه الطائفيين , أدعياء الثقافة .

حاول علي بن أبي طالب أن يعيد زمن الخلافة بيد أنه فشل فشلا ذريعًا, كان زمن الرسول وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان قد ولى إلى ما لا نهاية, فبعد نهب الدول المجاورة وتكدس الأموال في أيدي الناس في شبه الجزيرة العربية تغيرت أشياء كثيرة جدا, المال السائل والغزير غير النفوس والعقول والاخلاق وطريقة التفكير والحاجات والمهمات, مضى على زمن الخلافة أكثر من 1400 سنة, وما زال هناك بعض الخرف يريدون عودة زمن الحرب بالسيوف إلى سابق عهده , يا لسخرية الأقدار.

الدولة العباسية التي استمرت ستمائة سنة, كانت شبه دولة, مفككة, كل مجموعة بشرية كانت دولة ضمن الدولة العباسية, والدولة العباسية كانت شاهد زور على وجودها, عمليًا لم تبق دولة منذ وفاة المعتصم بالله , العدد الكبير من الخلفاء كانت تسمل أعينهم , وقسم منهم تم تحويله إلى شحاذ أمام باب الجامع بعد أن طرد من قصره, وقسم قتل , وتحكم الاتراك , الغزنويون والسلاجقة بهذه الدولة من بابها لمحرابها مدة طويلة, وفعل السامانيون بها الشيء ذاته , الدولة الفاطمية والاخشيدية والطولونية والغزنوية والسامانية والبويهية والعقيلية والمروانية والحمدانية والسلاجقة, وكان بينهم اقتتال وفتن , وكل أمير كان يخلع الملك لنفسه ويأخذ البيعة من الخليفة الفاقد لأي شرعية, إلى أن جاء المماليك فحكموا ثلاثمائة سنة, وجاء العثمانيين فأخذوا البيعة من أخر خليفة عباسي في العام 1517م , وبقى أكثر من أربعمائة سنة,هذا المنتج الطويل نمر عليه مرور الكرام , لم نحلل هذه الظاهرة ولا ننقدها, مشكلتنا أننا جزء من هذا التراث الذي يوافق هوانا وتكويننا العام.

أعجبتني عبارتك (( كنكلي )) , فهي ابسط عذاباتنا , يُقالُ في بعض نظريات علم النفس إنَّ الوعي الباطن , الخام , حتى وإن قمعه الوعي الأعلى وضبطه, يجد طريقه للخروج والعلنية فيما يسمى (فلتات اللسان) , وغيرها من مسارب الخروج النفسية, وعليه فالهواجس والخرافات التاريخية والفكرية محرك جوهري في تدافعات واندفاعات السياسة.

مع كل هذا التاريخ الطويل من العذاب , أدعوك لتكنك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يورو 2024.. المنتخب الإنكليزي يجري حصة تدريبية من نوع خاص


.. مكتب نتنياهو: المقترح الذي وافق عليه رئيس الوزراء حظي بدعم ا




.. شروط جديدة لنتنياهو قبل المفاوضات حول الصفقة مع حماس


.. تفاعلكم | -استقيل- .. الضغوطات تتصاعد على بايدن من داخل حزبه




.. بعد 9 أشهر من الحرب.. ماذا حدث في غزة؟