الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشيد الكرامة عبر الدهور من كربلاء/1

احمد الحمد المندلاوي

2024 / 7 / 2
الادب والفن


#الامام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) سمفوتية خالدة في عالم الوجود، تعزفها أيادي الازل على أوتار الكرامة بأنغام الفداء في موقف فذ فريد .. لا ينال علوه انسان عبر الاجيال ، فتملأ ميادين العشق الإلـهي بآيات العرفان ، وساحات الايثار بأزاهير المحبة. وتسمو على سماء النفوس الأبية اغانٍ والحان لا يدركها الا مَن خلا قلبه لأعراس البطولة النادرة، وعرف ذلك من قاموس العزة الابدية ، واغترف كأس الكرامة من مناهل التفانـي والفضيلة، فتهبط الملائكة من أعالي المجد الإلـهي لتشارك هذه الجموع الشجاعة أحاسيسها ومشاعرها في هذه الاجواء ألوان من الاعجاب الفخم لا يتصور اعماقه المحبون بسهولة الا بالاستعانة بمعين الحب الحسيني الخالد ومفردات الكرامة الازلية في مسالك العارفين والهائمين في عباب هذا المرفأ العجيب..حين يشعر المرء كأن شمس الضحى اشرقت بين جنبيه على مشارف قلبه،وهالة البدر على جبينه الوضاح، فيرى حينذاك خيول الطف تحمحم دون ألجمة، للصعود بلا اجنحة الى ما بعد الاثير ،على سلالم من العبير، بإيمائة خضراء من أبي الضيم الامام الحسين بن علي (ع) على رمال كربلاء ،وأهواؤها تداعب خيم أهل العترة الطاهرة "ع " و أصحاب الامام الحسين "ع" المعطرة بنسائم العزة العليا، ذلك هو الفارس الابي الذي لن يترجل عن صهوة المكرمات ويبقى ماسكاً بزمامها عبر الدهور .. ويملأ حنايا المستضعفين والمشتاقين السرور المثالي عبر الاجيال من ارض كربلاء ، انها قصة الكرامة التي وهبها الله سبحانه وتعالى للانسان، وثم أنبتها في بقعة كربلاء التي رافقت الحياة البشرية منذ الازل.. ولتنمو اشجارها، وتؤتـي اكلها كل حين على يد سبط الرسول الاكرم ( ص ) وريحانته الحسين (ع ) ولتستقيم مسيرة الكرامة على صراط الهداية الالهية الى دنيا المجد والخلود. كما قال الفيلسوف الشاعر محمد اقبال:

في الكعبة العليا وقعتُـها نبأ يفيض دمــاً على الحجـرِ
بدأت باسماعيل عبرتُـها ودم الحسين نهايـــــــة العـبرِ

الامام الحسين "ع" في كربلاء /2
سار الامام الحسين (عليه السلام) ليسطر بدمه الزكي أروع ملحمة بطولية في عالم الكرامة والفضيلة،وفي سبيل الله بعلم و يقين كاملين بأنَّ نهجه نهج الانبياء وتواصلاً لرسالاتهم السماوية، منشداً:

سامضي وما بالموت عار على الفتى
اذا مـــــــــا نوى حقاً وجاهـدَ مسلما
****
و واسى الرجال الصالحين بنفسه
وفارق مثبوراً وخالــف مجرما

ولم يزل الامام الحسين (عليه السلام) يسير الى ان انتهى الى نينوى (1) واذا بهم يلتقون براكب قادم من الكوفة، وعليه السلاح فانتظروه، واذا هو رسول ابن زياد(2) الى الحر بن يزيد الرياحي (3) معه كتاب يقول فيه :
(جعجع بالحسين حين تقرأ كتابي، ولا تنزله الا بالعراء على غير ماء وغير حصن..) والتفت الحسين (عليه السلام) الى الحر وقال :
سر بنا قليلاً فساروا جميعاً حتى اذا وصلوا أرض كربلاء فوقف الحر واصحابه أمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ومنعوه عن السير وقالوا : إنَّ هذا المكان قريب من الفرات ..وكان نزوله في كربلاء في الثاني من محرم سنة احدى وستين، فجمع الامام الحسين (عليه السلام) ولده واخوته وأهل بيته ونظر اليهم وقال :
(اللهم إنّا عترة نبيك محمد قد اخرجنا وطردنا من حرم جدِّنا، وتعدّت بنو امية علينا، اللهم فخذ لنا بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين.. ) واقبل على اصحابه فقال:
(الناس عبيد الدنيا،والدين لَعِـقٌ على السنتهم يحوطونه ما دَرَّت به معانشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون…)

كربلاء مدرسة القيم الخالدة /3
وهكذا وقعت معركة الطف الشهيرة بين قوى الشر والضلالة و الظلام، وكوكبة من قوى النور والفضيلة بقيادة الامام الهمام أبي الضيم الحسين (عليه السلام) وانتصر الدم على السيف.



وأمست كربلاء مدرسة القيم الخالدة ، مدرسة الاحرار في كل مكان ، وفي كل زمان ،حتى انَّ عدداً من قادة العالم من غير المسلمين انتهلوا من معين تلك المدرسة الالهية العظيمة في حياتهم العملية فانتصروا ،و نالوا مآربهم ، فنالوا اعجاب شعوبهم.ناهيك عن قادة المسلمين و روّادهم كيف سجّلوا أنتصاراتهم الباهرة على قوى الظلام بعدما انتهجوا نهج الامام الحسين "ع " واضعين نصب أعينهم تلك الارادة الطاهرة و المستمدة صمودها وفتوتها من ملك

الامام الحسين "ع" و تفسير سورة لقمان /4
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (5)

مرَّ الامام الحسين بن الإمام علي"عليهما السلام" على عبد الله بن عمرو بن العاص ،فقال عبد الله:
من أحبَّ أن ينظر الى أحبّ أهل الأرض الى أهل السماء ،فلينظرْ الى هذا المجتاز،وما كلمته منذ ليالي صفين فأتى به أبو سعيد الخدري الى الحسين (عليه السلام)،فقال الحسين (عليه السلام):
أتعلمُ إنّي أحبّ أهل الأرض الى أهل السماءو تقاتلني و أبي يوم صفين،و الله إنّ أبي خير مني فاستعذر،وقال أن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) قال لي:
أطعْ أباك ،فقال له الحسين (عليه السلام):
أما سمعتَ قول الله تعالى: (و ان جاهداكَ على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما)،و قول رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) :
(إنما الطاعة في المعروف،لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق) .(6)

أقوال مأثورة عن الإمام الحسين (عليه السلام) /5
1- في الخُلق الحسن :
قال الإمام الحسين عليه السلام:)الخُلق الحَسَن عبادةٌ).

2- في مكارم الأخلاق :
قال الإمام الحسين عليه السلام:)أيها الناس نافسوا في المكارم ،و سارعوا في المغانم).

3- في القسمة:
قال الإمام الحسين عليه السلام:( «سمعت جدّي رسول الله "صلى الله عليه
وآله" يقول:( وارْضَ بِقَسمِ الله تكن أغنى الناس.)
4- في التسليم لرضاء الله تعالى :
قال الحسين عليه السلام: (أصبحتُ ولِيَ ربٌّ فوقي، والنار أمامي والموت يطلبني والحساب محدقٌ بي، وأما مُرتهنٌ بعملي، لا أجد ما أحبّ، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاءَ عذّبني، وإن شاء عفا عنّي، فأيّ فقير أفقر منّي؟)
5- في ثبات الإيمان وزواله:
قال الحسين عليه السلام:
(سُئِلَ أميرُ المؤمنين صلوات الله عليه: ما ثِباتُ الإيمان؟) فقال: الورع، فقيل له: ما زواله؟ قال الطمع.
6- في أوصاف المؤمن :
قال الحسين عليه السلام: (إنّ المؤمن اتّخذ الله عِصمَتَه، وقولَه مِرأته، فَمرَّةٌ ينظرُ في نعتِ المؤمنين، وتارةً يَنظُرُ في وصف المتجبّرين، فهو منه في لطائف، ومن نفسه في تعارف (أي ومن طهارة نفسه على قدرة وسلطنة)، ومن فَطِنَتِه في يقين، ومِن قُدسِه على تمكين).
7- في التوكل:
قال الحسين عليه السلام: (إنّ العِزّ والغنى خرجا يجولان فَلَقيا التوكّل فاستَوطَنا).
8- في الاتكال على حُسن اختيار الله :

قيل للحسين عليه السلام إنّ أبا ذر يقول: الفقر أحبّ إليّ من الغنى، فقال الحسين عليه السلام: (رحم الله تعالى أبا ذر، أمّا أنا فأقول: مَن اتكَلَ على حُسنِ اختيار الله تعالى له، لم يتمنّ غير ما اختاره الله عزّ وجل له).

9- في خير الدنيا و الآخرة :
عن الصادق "ع"، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال:
(كتب رجل إلى الحسين بن علي عليهما السلام: يا سيّدي، أخبرني بخير الدنيا والآخرة. فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد فإنّه من طلبَ رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمورَ الناس، ومن طلب رضا الناس بسخطِ الله وكله الله إلى الناس، والسلام).
10- في معنى الأدب :
سئل الامام الحسين عليه السلام عن الأدب، فقال عليه السلام: (هو أن تخرُج من بيتك، فلا تَلقي أحداً إلا رأيتَ له الفضلَ عليك). (7)

الامام الحسين "ع" و الأوصاف الجميلة /6

خَطبَ الإمام الحسين عليه السلام فقال:
(يا أيها الناس نافِسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولا تَحتَسِبوا بمعروفٍ لم تُعجّلوا، واكسبوا الحَمْدَ بالنُّجح، ولا تَكتسِبوا بالمَطَلِ ذمّاً، فَمَهْما يكُن لأحدٍ عندَ أحدٍ صنيعةٌ لَه رأى أنّه لا يَقوم بِشُكرِها فاللهُ له بمُكافاته، فإنّه أجزلُ عطاءً وأعظمُ أجراً. وَاعْلَموا أنّ حوائج الناس إليكم من نِعمِ الله عليكم فلا تَمُلُّوا النِعَم فَتُحَوِّر نِقماً. واعلموا أنّ المعروف مُكسِبٌ حَمداً، ومُعقِبٌ أجراً، فلو رأيتم المعروفَ رجلاً رأيتموه حسناً يسُرُّ الناظرين، ولو رأيتمُ اللّومَ رأيتموهُ سَمِجاً مُشَوَّهاً تنفرُ منه القلوب، وتَغضُّ دونَه الأبصار. أيها الناس من جادَ سادَ، ومن بَخِل رَذِلَ، وإنّ أجودَ الناس من أعطى من لا يرجو، وإنّ أعفى الناس من عَفى عن قدرةٍ، وإنّ أوصلَ الناس من وَصلَ من قَطَعَه، والأصولُ على مغارِسِها بفروعها تَسموا، فمن تعجَّلَ لأخيه خيراً وجَدَه إذا قَدِم عليه غداً، ومَن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقتِ حاجته، وصرف عنه من بلاءِ الدّنيا ما هو أكثر منه، ومن نَفَّسَ كُربَةَ مُؤمِنٍ فَرّج الله عنه كَرْبَ الدنيا والآخرة، ومن أحسنَ أحسن اللهُ إليه، والله يُحبُّ المحسنين).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي


.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا




.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR


.. الفنانة نجوى فؤاد: -أنا سعيدة جدًا... هذا تكريم عظيم-




.. ستايل توك مع شيرين حمدي - عارضة الأزياء فيفيان عوض بتعمل إيه