الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية ـ 220 ـ

آرام كربيت

2024 / 7 / 3
الادب والفن


وضعت الدولة الصينية المسلمين في معسكرات مغلقة، بأعداد هائلة.
تصوروا أن المسلم إذا أراد الصلاة في الجامع عليه أن يدفع مبلغًا ماليًا، كرسم دخول.
وإذا مررت في الشارع وسألت عن المسجد سيبرم الناس وجوههم إلى الطرف الأخر، ويتبرأون من السؤال.
المسلمين في الصين يعيشون في معسكرات اعتقال ظالمة، مع هذا نادرًا ما نسمع إدانة أو مقاطعة المنتجات الصينية من قبل الأنظمة الإسلامية.
أردوغان الكذاب، تشاهد أوداجه تنتفخ بمناسبة أو غير مناسبة ضد الغرب، لكنه يصمت صمت الأموات عندما يتعلق الأمر بأخوانه ومن أرومته القومية والدينية، الإيغور في الصين.
الأزهر كذاب وزعماء الدول الإسلامية مجموعة كشتبانجية، يلعبون بالبحصة والكشتبان بين بعضهم البعض في الليل، ويبادلون اللعب، ويطلقون صرخات الإدانة عندما يتعلق بالسويد أو غيرها من الدول الصغيرة.
عندما كانت داعش تقتل وتنهب وتسلب وتغتصب النساء من الديانة اليزيدية لم يستطع الأزهر أن يكفرهم أو يدينهم، لأنهم قالوا نحن مسلمين، ورأيتنا القرآن.
القرآن حمال أوجه، ويحتمل ما لا يحتمل أو العكس، وهو يسير في اتجاه واحد، أن المسلم يحق له أن يفعل كل شيء في غيره، أما هو فهو محصن بالقرآن.
القرآن في السويد كلام الله ويحق للمسلمين رجم السويد، بينما القرآن ذاته لا يستطيع أن يرجم داعش من قبل الأزهر أو أي شيخ مسلم.
عليكم يا مسلمين أن تكفوا عن الكيل بمكيالين، العالم كله يراكم ويرى ازدواجيتكم.

قبل أسبوع كنّا نعرف أن الثاني من تموز الجاري سيهطل مطر غزير.
والأن المطر غزير يغطي سماء السويد في مناطق كثيرة.
هذا يشير إلى أن العلم تجاوز الإله، واتباعه، بل وضعهم في موقف حرج لا يستطيعون الفكاك منه.
علاقة العلم بالطبيعة أسهل من علاقته بالإنسان، لأن كلاهما العلم والطبيعة ينهلون من قوانين كونية عقلانية.
العقل والعلم والطبيعة بينهم تناغم دقيق، سمفونية راقية، موضوعية لموضوعية العقل والعلم والطبيعة.
هذه المفاهيم ترتقي إلى الأعلى يومًا بعد يوم.

فاهان كيراكوسيان
إلى الذي تحدَّى الشمس في تحجيم الظِلال، إلى الذي امتطى الريح دون خوف من زوابع السماء، إلى الذي لم يسمح لِ دخول الإله إلى مسرحه و لا إلى حياته على الإطلاق.
إلى صديقي الذي تجاوز الحدود و الأشباح و الرعب في حياته، الذي أسْرَعَ، و سبقني، إلى مقارعة راس الظلم دونما أدنى علامات خوف منه و من رَبِّه و من أقبيته الرطبة المعتمة و وحوشه المنفلتة التي تنهش في لحوم هؤلاء المساجين المكبّلين في زنازين الموت.
إلى صديقي العزيز آرام كرابيت الذي كان من المفروض أن يكون من أشراف، لا بل من أشرف أشراف المجتمع السوري، أعتذر هنا ربّما بالغتُ قليلا، لكنَّني لا أتنازل عن انَّه بِ منزلة المناضل الإنسان الشهيد فرج الله الحلو، الذي قام الديكتاتور العنصري الفاشي جمال عبد الناصر بِ إذابة جثمانه الطاهر بِ الأسيد بعد قتله في سجونه الفاشية المرعبة، و أن يكون المثل لِ المناضل العنيد، الشريف، المقدام، المخلص و النقي في حياته و سلوكه اليومي، حيث أنَّه لم يعرف اللفَ و الدوران، و لم ينكسرْ تحت هراوات الجلاد، و رفضَ التوقيع على إطلاق سراحه من معتقله بِ صفقة مذلّة، و لم يَشِ بِ رفاقه تحت أبشع أنواع التعذيب على وجه البسيطة، في معتقله في(سجن عدرا) دمشق، و في أقبية الموت في تدمر.
إنَّه صديقي العزيز آرام ذلك الفتى المندفع، بِ طاقة فوق طبيعية، على الحياة إنْ في إقباله على الثقافة و المعرفة، أو في الأنشطة الاجتماعية و الرياضية، أو في انخراطه في العمل السياسي المبكّر، و لِ سوء حظِّ صديقي العزيز إنَّني تركته في ذلك المحيط الهائج وحيدا يصارع أمواجه العاتية، إذْ أنّني كنت قد التحقت بِ الجامعة و كان هو في المرحلة الثانوية.
صديقي الجميل آرام! لقد اصبحتَ، منذ اعتقالك، عبءا على كاهلي، لا بل، صليبي الذي راح يلازمني منذ ذلك الوقت. كنتُ كلَّما أسافر إلى دمشق، عن طريق تدمر، و حين كان البولمان يدخل إلى تدمر، كنتُ أُدير وجهي على بللور البولمان، إلى الخارج بَحثا عن السجن القذر الذي كان يحجز الهواء عنكم. و كنتُ أستعيد، أو بِ الأحرى، كانت الذكريات إيّاها تغزو روحي، كنتُ أقول في نفسي: إنَّه كان يعرف الصبية التي كنتُ قد أُحبَبْتها آنذاك، و كان مُعجبا بِ قصة حبّي تلك. كنتُ أخفضُ رأسي و رعشات البكاء تجتاح روحي. كنتُ أبكي، في السرِّ، على وردات ربيعك التي داسها الجلاد بِ سادية مقيتة، و كنتُ أبكي على نفسي من الهواء الفاسد المجرثم الذي أتنشَّقه. هكذا يا آرام! كنتَ السببَ في اجتياح الحزن كياني، كلَّما مررتُ من هناك.
اختزن صديقي( آرام) آلامه و عذاباته و راح، كما النحل، يصنع منها أقراصا فائقة الدقة في هندستها الإنسانية. بدأ صديقي، بعد أنْ حَلَّ في السويد، بِ تدوين مذكَّراته المؤلمة، و كتابة روايات أدبية قَيّمة تتناول العمق الإنساني بِ كلِّ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. لكنَّ صديقي المخلص لِ عذاباته بقيَ في الظلِّ، و ذلك لأنَّه، و لِ المَرَّة الأف، لم يساوم مع الدوائر و المنظمات و الهيئات الدولية المتحكِّمة في الميديا العالمية، على تعويمه عالميا. فَ كيف لِ الذي ما ساوم على حياته و حريته مع جلاّديه أنْ يساوم في تفاهات الحياة؟
صديقي آرام المثال و النموذج! كلمتنا سوف تُقرأُ، و إنْ بعد ألف عام و عام.
محبَّتي


لم تعد الحكومات في البلدان الديمقراطية وطنية بالمعنى التقليدي للوطن منذ أكثر من قرن من الزمن.
إنهم موظفين لدى من وكلهم. إنهم وكلاء الشركات الاحتكارية العابرة للقارات، البنوك والنفط والسلاح على سبيل المثال.
وبغياب المعارضة الفاعلة التي تسند الدولة والمجتمع وتحد من انهيارها سنرى أشياء لا تسر الخاطر في القادم من الأيام.
إن غياب حركة اجتماعية سياسية معارضة حقيقية لتوجه هذه الدولة، وإدراك تبعات وخطورة ما يحدث في هذه البلدان، سيجعلنا نشهد تراجعات كبيرة وانهيارات كثيرة في القادم من الأيام على مختلف الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
كما أن غياب المجتمع المدني البعيد عن أجندة الدولة سيفتح الباب واسعًا لمستقبل اجتماعي مخيف.
إن إفلاس الدولة اجتماعيا وسياسيا وايديولوجيا وأخلاقيا عن إنتاج واقع اجتماعي جديد أو محاولة إصلاح ترهل الدولة وديمقراطيتها الهشة سيكون لذلك تبعات كبيرة.
إن تحميل المهاجرين مسؤولية الخلل في النظام، وفي البنية الرأسمالية لا يحل المشكلة. إنهم يدفعون الأزمة، أزمتهم إلى الأمام إلى أن تنفجر بهم قبل غيرهم.
لا استغرب عودة الفاشية قريبًا.
هذا احتمال قوي جدًا، وكل الدلائل تشير الى ذلك، وهو الحل الأمثل لتكوينهم الذاتي المنفصل عن مصالح المجتمع..
كتب الصديق الجميل عبد القادر العاكوب تعليقًا على هذا البوست:
تم الانتقال مع العولمة، من مفاهيم السيطرة والهيمنة (الكولونيالية ) ذو الطابع المباشر، الى الاستغلال الذي يتصف باللامركزية، وصعوبة المقاومة .. حيث أصبحت الحكومات تروس في هذه الآلة الكونية.
هل ما يحدث اليوم في عالمنا يشير إلى هذا؟


الصديق أبو محمد، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي ـ المكتب السياسي، سألني:
ـ ما معنى التسلل بلعبة كرة القدم.
طبعًا أبو محمد لم يكن لأعبًا، وربما في حياته كلها لم يحضر مباراة، ويمكن لا يحبها، ويمكن لا يعرفها أيضًا، لكن بالصدفة اضطر أن يحضر مبارات كأس العالم 1994.
في وقتها كنّا في مقتبل العمر، وابو محمد كان فوق الستين من عمره، ونتابع المبارايات بشغف، نصرخ ونصيح بأعلى أصواتنا:
تسلل.. تسلل.
وكان الزبد يتطاير من أفواهنا من الانفعال والضغط النفسي.
سأل ابو محمد، قال:
ـ ما معنى التسلل يا آرام؟
شرحت له الفكرة، قال:
ـ هذا هو التسلل؟
ـ نعم
لم يمض بضع دقائق إلا وصوت ابو محمد بدأ يخترق الجدران:
ـ تسلل، وقف عندك تسلل.
صار كل شيء بالنسبة لابو محمد تسلل، ضربة التماس تسلل، ضربة زاوية، ضربة الرأس، الضربة الركنية، يصرخ بمناسبة وغير مناسبة:
ـ وقف عندك، تسلل.
قلت في نفسي:
ـ شو هذه المصيبة، بحياته لم يحظر مباراة، وخلال دقائق أصبح معلقًا رياضيًا، وحكم دولي، هاهاهاهاها


أكثر من واحد قال:
إن شكل آرام لا يوحي بشيء، معقول هذا الرجل يكون كاتبًا؟
يا أخي، هذا إنسان بسيط جدًا في جلساته، في حديثه، لباسه وهندامه، إنه يشبه الغجر في حركته.
أكيد هذا ال آرام ينقل أفكاره من شيء مصدر، من كتاب، من مكان ما. لا يعقل أن هذا الوجه البسيط لديه القدرة على التفكير.
كتاباته أقرب إلى الفلسفة والتأمل، لغته صعبة وغير مفهومة.
أحد الأصدقاء، قال له:
ـ عندما تجلس مع الناس تخلد للصمت والاصغاء، والكثير يظنك عامل سحلب، تدفع عربتك المثقلة بالهموم من مكان إلى مكان، من شيء ضيعة بعيدة إلى ضيعة أبعد من ضيع الجزيرة النائية.
طبعًا هؤلاء الناس يعتقدون أن الكاتب لأزم يكون مميزًا في الشكل، أن يكون طويل القامة، وسيمًا، جذابًا، كأن يكون شبيها ل آلان ديلون.


آرام كرابيت
النص واقع موضوعي
النص، خاصة المقدس منه، واقع موضوعي، لا يمكن القفز عليه أو تجاوزه أو إهماله. إنه كائن حي يعيش بيننا. ومن الخطأ تركه بيد الجهلة يشكلونه على مقاسهم؛ ففي تحنيط النص موت للحياة، مأساة، تحنيط للمجتمع وبنائه الثقافي. وإن إعادة بناء النص -معرفيًا- وفق العصر في بلداننا، يجب أن يقع على عاتق الجميع، مؤمنين وغير مؤمنين؛ ففي إحيائه بما يتوافق مع الحداثة، أحياء للمجتمع وتطوره.
الأصنام ليست في الحجارة الصماء فحسب، إنما في العقول المتحجرة التي لا تقبل الجديد.
المال صنم، والخضوع للنص المقدس - دون فهمه وتفكيكه - صنم، وعدم قراءة النص الديني قراءة تاريخية هو– أيضًا - نص صنم، على مقاس التماثيل الذي ندعي أننا نكرهها.
أي إيمان، في فكر أو عقيدة أو قضية، دون اطلاع أو قراءة متأنية وعميقة لما فيه، هو إهانة وتقزيم للنص وتحنيط له.
من السهل تحطيم المجسم الواضح، بيد أن تحطيم المضمر والمبطن يحتاج إلى شغل كثير جدًا، يبدأ من التفكير الحر والنقدي، لكل ظاهرة من ظواهر الحياة، والشك والبحث عن الحقيقة وراء كل مخفي ومستور.
كثير من الناس يتعامل مع العقيدة أو الأيديولوجية كأنها كيان مستقل عن الحياة، قائم بذاته ولذاته، في عزلة عن شروطه الموضوعية والذاتية، والواقع المنتج له. بهذه الحالة تتحول الأيديولوجية –عندهم- إلى سور كبير يجب تسييجه والاختباء خلفه لحماية الذات؛ سواء الدينية أو القومية أو الفكرية، وتجييش المشاعر وإحياء ثقافة البكاء واللطم؛ للبقاء ضمن القوالب الجامدة التي تنسفها الحياة يومًا بعد يوم.
لم يعد الموضوع كما كان في السابق؛ فجميع النصوص المحنطة تحتاج أن تنفتح على ذاتها، وعلى الموضوع؛ لملء الفراغ الفكري والسياسي الذي نتعرض له من أكثر من مكان، في هذه الأوضاع التي لم تعد تبقي على أي فكر أو نص عاش، وما زال يعيش في قالب أو قوالب.
ليست هناك قراءة واحدة للنص، أي نص، بله هناك قراءات متعددة ومختلفة له؛ سواء كان نصًا دينيًا أو فكريًا أو أدبيًا أو سياسيًا، تبعًا لكل قارئ وموقعه الفكري والسياسي، وفي ضوء كل منهج، وخاصة النصوص الدينية والأدبية وتحليلها؛ لأنها فضاء مهم، يفتح الباب على وسع التأويلات والنتائج.
إن نقد النص يحتاج إلى فضاء حر، وكاتب متحرر من الحمولات الأيديولوجية؛ للوصول إلى الحقيقة، بحيث تكون الغاية من النقد هي البحث عن حقيقة النص وموقعه وسياقه الزمني والتاريخي، أي وضعه في مكانه الحقيقي، دون خوف من أي جهة، وفي أي موقع، ومجانبة أي شيء أو مراعاة لأي كائن أو مسايرة له، ويكون الهدف؛ التعرية من أجل الحقيقة، من أجل التجدد وفتح قنوات أوسع على فضاء الحرية والحياة.
عندما نقبض على النص، علينا ألا نخاف من تبعات تعريته، بمعنى أن نمتلك الشجاعة والعزيمة وعدم الخوف من النتائج، وأن يكون النص الذي بين أيدينا ملك نفسه، يدخل المشرحة من أجل بث الحياة فيه، أي:
إن يصبح النص نابضًا بالحياة والبقاء، ولا نحوله إلى صنم أو جماد، ثم نعبده، وأن يُقرأ من دون خلفيات جانبية؛ بعيدًا عن حراس الأيديولوجية أو اليقينيين الذي يخافون من التجدد أو الانكشاف؛ وكأن نصهم معيب، ولا يريدون للباحث أن يمسك إزميله ويحفر؛ ليصل إلى المعدن الثمين (أو المزيف)، ووضعه في مكانه الملائم.
إن النص يحتاج أن يكون عاريًا، نفسيًا وفكريًا وجماليًا وإنسانيًا، أن نأخذه ونحوله إلى معرفة وضرورة؛ ليعيش بيننا ويساعدنا على فكفكة العيوب العالقة فينا، كبشر ومجتمعات، وليتحول إلى ثقافة عامة، تحقق الانتقال بشعوبنا إلى مصاف الأمم المتحضرة. وكل نص قابل للتفكيك قابل للحياة، وما عاده موت.
إن مهمة الفكر كانت -وما زالت- العمل على تكسير الأصنام والحواجز والحدود الوهمية التي تستند إليها نخب الثروة والقوة والمكانة، الذين يسيطرون -من خلاله- على الموارد والثروات وشؤون الناس وحياتهم؛ لهذا، على المفكر التنويري أن ينزع النص من قدسيته، أو من الحماية القانونية التي أعطيت له؛ ليتحول إلى كائن من لحم ودم، قابل للحياة ومتفاعل معها.
إن الصراع كان وما زال مفتوحًا على مصراعيه بين نص النخب ونص المهمشين والفقراء، وما زال الالتفاف على الحقيقة قائمًا إلى يومنا هذا، لمصلحة الفئة الأولى. والنقد هو المفتاح الذي يطل على التحرر من القيود والضوابط الأيديولوجية، ويسعى إلى تفكيك ما هو متأصل في الذاكرة والوجدان، ويكشف العورات وعلاقة رجال الدين والكهنة في تزييف الحقيقة، من خلال الاختباء وراء نصهم المقدس، والأفكار الديماغوجية والشعارات التي تبدو من الخارج براقة، بيد أنها تختزن الالتفاف على الحقيقة والواقع وممارسة التعمية.
أغلب الأيديولوجيات التي تستند إلى النص، تعيش إعاقة فكرية في خطابها وممارساتها، وتتكئ على الماضي في تسويق نفسها وتأكيد حضورها.
كل فكر يمكن نقده ونقد من ينقده، وكل نص يقدم إمكانات للناقد تسمح له أن يفتح أبوابًا كثيرة لتكسير العقل المأزوم، أو النص المؤزّم، ويحتاج إلى تشريح وفكفكة؛ لانتشاله من بؤسه وتعريته، وبث الحياة فيه؛ ليدخل الفضاء العام الواسع للانفتاح على الحرية، فلا سلطة أو سلطان على النص أو العقل؛ لأن كل عقل يخفي نقيضه في ذاته، حاجب علاقته المزدوجة بنفسه وبموضوعه، هنا يأتي الناقد، ويدخل الممرات المعتمة -وبيده معوله- في محاولة منه للوصول إلى المعدن الثمين الراكن في الأعماق البعيدة، كعالم متخصص، يستطيع استنطاق النص ليخرجه من الرماد، ويكشفه؛ ليوضع تحت الشمس والضوء.


أنت تخاف أن تهتز قناعاتك. تخاف أن تبقى على أرض جرداء دون ستر أو غطاء أو سماء أو ماء.
أعلم أنك حزين. وأنا متضامن مع هذا الحزن الحزين، بيد أن الأمر لم يعد بيدي ويدك.
إننا أولاد الزمن وأقداره، يلعب بنا كما يريد ويشاء، وهو زمن عاري وقاسي وفاضح.
وهو ليس مستعجلًا على تعريتك وتعريتي. إنه في الطريق إلينا إن لم يكن اليوم فغداً أكيد. لهذا جهز نفسك يا صديقي، فالرياح الحمراء القادمة ثقيلة جدًا وستجرف في طريقها كل الأغطية والستائر والسواتر الذي عفى عنها الزمن.
إننا ذاهبون إلى عالم مفكك لا ينذر بالفرح والسعادة والجمال. ذاهبون إليه برؤوسنا قبل أقدامنا.
ولم يعد يتسعنا الوقت لنلتقط أنفاسنا، لأن الغيلان الخرافية السوداء على أطراف أبوابنا وشبابيكنا
أعرف أنك قضيت حياتك في قوقعة ضيقة ومرتاح فيها. وكنت السجان على سجنك ومستمتعًا فيه. وجاء من يفتح لك الباب بالقوة ليخرجك، ورفع عنك ذلك الغطاء المتكلس الذي كنت تلتحف به.
بيد أن السؤال يقول:
هل تخاف على الكلس أو القوقعة أو الجدران الشاحبة في عالم لا ينذر على وفاق، ولماذا؟


استطاعت الرأسمالية أن تعمل على إعادة إنتاج المسيحية وفق رؤيتها ومقاساتها. بمعنى طوت صفحة ذلك الدين بشكله التقليدي واعادت توظيفه, بعد أن ثورته, بما يتناسب مع آلية حركتها واستمراريتها, بمعنى, إنها لم تدخل معه في صراع مسلح أو سلمي, بله وظفته بالراحة, ووضعت بعض بقاياه على الرف, لأنه لا تناقض بين الدين وبينها.
وتستطيع هذه الرأسمالية في ظل العولمة أن تعيد إنتاج الدين الإسلامي وتوظيفه في مسيرتها بدلا من هذه الحرب المستعرة القاسية التي تشنها على الإسلام والمسلمين في كل مكان.
دائما في الحياة بدائل إذا توفرت الرغبة أو كان هناك حركة اجتماعية سياسية تضع حدا لهذا التوحش الذي نراه, ولهذا التصحر للحياة والوجود.

لإرضاء الاله، يجب أن نحرم الموسيقى وجميع أنواع الفنون، كالنحت والرسم والرقص والغناء والفرح في مدارسنا وحياتنا الشخصية والعامة، ونشرعها كقانون في مؤسسات الدولة والمجتمع عبر برلمان منتخب.
وهذا اليهوه المريض عقليًا ونفسيًا، لن ينام أو يهدأ له باله إلا إذا منعنا من شرب الخمور، ومنع تداوله في المحلات العامة والخاصة وكمان عبر تشريع برلماني.
ما هذا اليهوه الذي يكره الموسيقى والفن والخمر؟
لماذا ترك كل الموبقات التي تحدث لناسه على مستوى الكرة الأرضية، وخاصة سياسييه، وركض ليدمر الذائقة الجمالية والحب والحرية؟
الجالس في الماخور لا يحق له أن يفتي بالفضيلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو اكثر شيء يزعج نوال الزغبي ؟??


.. -احذر من صعود المتطرفين-.. الفنان فضيل يتحدث عن الانتخابات ا




.. الفنان فضيل يغني في صباح العربية مقطعا من أحدث أغانيه -مونيك


.. مشروع فني قريب بين الفنان فضيل وديانا حداد وجيبسي كينغ




.. أغنية -عبد القادر- بصوت الفنان فضيل في صباح العربية