الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يرفض نتنياهو اقتراح نتنياهو

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2024 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


حين يرفض نتنياهو اقتراح نتنياهو
نهاد أبو غوش
قبل اضطراره في جلسة الكنيست الأخيرة (24/6) إلى الإعلان عن موافقته الملتبسة على عرض الرئيس بايدن لاقتراحه هو نفسه، وعلى امتداد شهر كامل، لم يسمع أحد كلمة واحدة تشير إلى موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هلى الاقتراح المنسوب إليه، حتى بات الحديث عن الأمر أقرب لنكتة، من قبيل القول أن :نتنياهو يرفض اقتراح نتنياهو أو مدعو للموافقة عليه، لكن نتنياهو واصل المماطلة والإبهام، مختبئا وراء اسئلة المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس وتحفظاتها وأسئلتها، ومعتبرا أن ملاحظات حماس وتعديلاتتها تمثل ردا سلبيا ونسفا ورفضا للاقتراح ونسفا له، على الرغم أن عددا من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين كذلك صرحوا بأن ثمة في رد حماس ما يمكن البناء عليه وتطويره. لكن الموقف الحقيقي لنتنياهو كان هو ذلك الذي أدلى به للقناة 14 (قناة المستوطنين والمتطرفين) حين قال أنه مستعد لصفقة جزئية تستعيد فيها إسرائيل بعض الرهائن خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، ثم تأكيده الذي لا يمل من تكراره من أنه سيواصل الحرب حتى القضاء التام على حماس.
نتنياهو تراجع عن هذا التصريح سريعا بعد أن أعطى مفعوله بإحراج القيادة الأميركية، وإثبات أنها تغطي على موقف نتنياهو الحقيقي وتواصل مداراته، وأن ضغطها على حماس ليس له ما يبرره بل إن الضغط يجب أن يكون على نتنياهو. تراجع نتنياهو لم يأت تحت ضعط الشارع الاسرائيلي وحركة الاحتجاج فيبدو أن هذه الحركة هي آخر ما يهمه، ولكنه معني بالضرورة بعدم التأثير سلبا على معنويات الجنود والضباط، كما أنه أدرك أن تصريحه قد يحرر حماس من الضغوط الأميركية لدفعها بقبول الاقتراح على علاته، وبالتالي التسليم بـ"حق" إسرائيل بمواصلة الحرب متى شاءت، وبقاء قوات الاحتلال في مناطق تقدر بربع مساحة قطاع غزة وهي المناطق غير المأهولة، وترك شروط الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وتحديد هويتهم رهنا بمشيئة إسرائيل.
تناقضات مواقف نتنياهو وتضارب تصريحاته مع بعضها البعض، ثم تناقض التصريحات مع المجريات على أرض الواقع هي أمور معروفة ومألوفة عن نتنياهو الذي يجيد التلون، وتكييف خطاباته بحسب الجمهور المستهدف، وليس اسهل من العثور على عشرات التناقضات في خطاب نتنياهو خلال هذه الحرب وقبلها، بل يمكن القول أنه بات محترفا في التصريحات والأقوال الملتبسة وحمالة الأوجه التي يمكن إعادة تأويلها وتفسيرها، وأبرز الأدلة على ذلك ما نجح نتنياهو في تضمينه لاقتراح بايدن وقرار مجلس الأمن مثل ربط استمرار التهدئة باستمرار المفاوصات، والحديث عن مناطق مكتظة ثم مأهولة وليس عن قطاع غزة عموما (وهي ميزة إسرائيلية نعثر عليها في كل تفاصيل الاتفاقيات والمعاهدات وخاصة اتفاق أوسلو)، ولكن ما هو أهم من ذلك هو عودة التسريبات والتصريحات عن خطط نتنياهو المستقبلية لغزة وأهمها أنه يسعى لمواصلة السيطرة على قطاع غزة لسنوات طويلة قادمة بما يشمل تفكيك البنى العسكرية والتنظيمية للمقاومة، والتحكم في كل مجالات خياة الغزيين بما يشمل التعليم (حتى لا يجري تعليمهم على الارهاب وكراهية اليهود) والادارة والسلطة، وفي تصريحات سابقة ك القضاء على الاونروا، وهنا مربط الفرس أن خطط نتنياهو لمستقبل عزة هي التي توضح الالتباسات والغموض في مواقفه وتصريحاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا