الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل تبقي خيار عودة الحكم العسكري لغزة

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2024 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن الحكومة الإسرائيلية أعطت الجيش الضوء الأخضر للانتقال بشكل تدريجي إلى المرحلة اثالثة من الحرب خلال شهر تموز/ يوليو الجاري، وهي مرحلة تتميز بالاستعاضة عن الوجود الكثيف والمباشر لجيش الاحتلال في مدن ومناطق قطاع غزة المختلفة، بعمليات محدودة ومركزة ضد أهداف بعينها، من دون الإعلان باي شكل من الأشكال عن إنهاء الحرب. وبحسب القناة 11 التابعة لسلطة البث الرسمية الإسرائيلية فإن هذه الخطوة تتراق مع بقاء الجيش الإسرائيلي مسيطرا على محور فيلاديلفي (صلاح الدين) الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر، وعلى ممر نيتساريم الذي أقامته سلطات الاحتلال بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى ويفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه. ولكن مع هذه الخطوة التي يرى فيها البعض استجابة متأخرة لطلب أميركي بالانتقال إلى هذه المرحلة، ويرى آخرون ان الخطوة تحرك الجمود في المفاوضات لإبرام صفقة تبادل، فإن أوساطا مقربة من حكومة نتنياهو تؤكد أن إسرائيل تتجه لإقامة حكم عسكري مباشر في قطاع غزة على الرغم من تحذيرات مسؤولين سياسيين وعسكريين، وأبرزهم وزير الدفاع يوآف غالانت، من خطوة كهذه.
القيادات الحكومية والعسكرية الإسرائيلية سبق لها أن قسمت الحرب على غزة إلى ثلاث مراحل هي القصف الجوي الكثيف على جميع مناطق القطاعي منذ بداية الحرب حتى أواخر اكتوبر، ثم العملية البرية الواسعة، ثم إعادة الانتشار حول المدن والانتقال للمرحلة الثالثة وهي عملية نصحت بها الولايات المتحدة منذ يناير الماضي، لكن تنفيذها جرى على شكل متقطع في شمال القطاع ووسطه وحتى مدينةخانيونس، إلى أن نفذت القوات الإسرائيلية عمليتها في رفح في بداية ايار/مايو.
تفسر الدوائر القريبة من نتنياهو أن الانتقال إلى المرحلة الثالثة يأتي بعد إنجاز معظم أهداف الحرب بالقضاء على كتائب حماس وتقويض سلطتها، والسيطرة على محور صلاح الدين وتهديم جزء كبير من الأنفاق. لكن مصادر إعلامية وعسكرية أخرى معارضة لطريقة عمل الجيش والحكومة ترى أن الجيش الإسرائيلي تورط في حرب استنزاف تكبده خسائر يومية، فيما أعادت فصائل المقاومة وخاصة حماس ترتيب صفوفها بحيث باتت تعمل ضمن وحدات صغيرة تعمل بدون توجيهات مركزية وتنتشر في مناطق القطاع كافة، كما أن القضاء على حماس يبدو هدفا غير قابل للتحقيق في ضوء غياب البديل، وإحجام الحكومة الإسرائيلية عن الإجابة على سؤال اليوم التالي.
إلى ذلك لفتت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى تزايد الإشارات إلى إمكانية فرض الحكم العسكري على قطاع غزة على الرغم من معارضة وزير الدفاع والقيادات العسكرية التي ترى أن ذلك يتطلب تفريغ فرقتين عسكريتين كاملتين وتخصيص ما لا يقل عن 6 مليار دولار. وأقرّ رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، وهو من اقرب المقربين لنتنياهو، إلى أن خيار الحكم العسكري هو أحد الخيارات المطروحة. كما أعرب وزير الزراعة آفي ديختر (ليكود) وكان رئيسا لجهاز الشاباك عن تأييده لهذا الخيار، الذي يؤيده أيضا سكرنير نتنياهو العسكري رومان غوفمان الذي وضع وثيقة مفصلة بهذا الشأن. وترتفع أصوات مؤيدة لهذه الخيار حتى من صفوف المعارضة كا فعل القطب السابق في حزب العمل حاييم رامون. وتؤيد أحزاب اليمين المتطرف وخاصة "الصهيونية الدينية" و"قوة يهودية" هذا الخيار، بينما يلتزم بنيامين نتنياهو الصمت رافضا الاستجابة لطلب وزير الدفاع غالانت بالإعلان عن رفض عودة الحكم العسكري، كما يمكن استنتاج ميل نتنياهو لهذه الخيار كليا أو جزئيا من خلال التسريبات التي تتوالى لخطته بشأن مستقبل غزة والتي تشمل السيطرة على القطاع لسنوات طويلة قادمة يجري خلالها تفكيك البنى العسكرية والتنظيمية للمقاومة، ثم سنوات إضافية للسيطرة على مستقبل القطاع الإداري والسلطوي وحتى التعليمي والاجتماعي للوصول إلى غزة "لا يتربى فيها الأطفال على كراهية اليهود والدعوات لقتلهم"، إلى وضع تكون فيه غزة بدون (أونروا).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد 9 أشهر من الحرب.. ماذا حدث في غزة؟


.. أبو عبيدة: محور وسط القطاع المسمى نتساريم سيكون محورا للرعب




.. 10 شهداء على الأقل في استهداف الاحتلال لمنزل مأهول في منطقة


.. قطاع غزة.. حياة الأطفال مهددة بسبب نقص الدواء والغذاء




.. تفاعلكم | صدمة.. حقائب البراندات العالمية لا تكلف صناعتها أ