الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس وتجارب ثورية؛ -فتح مرت من هنا-

مهند طلال الاخرس

2024 / 7 / 4
القضية الفلسطينية


في كتابه الشيق [من ذاكرة الثورة] المزدحم بالدروس والتجارب الثورية، يقدم لنا الفدائي احمد ابو امراحيل العديد من المواقف والدروس التي يجب ان تبقى خالدة، لنستقي منها الدروس والعبر، ولنأخذ منها ما يشحذ النفوس والهمم، ويعيننا على تجاوز العثرات والمحن، ونستلهم من خلالها الدروس التي يُبنى عليها، ومنها يصنع الغد، ويأتي الامل، ويبزغ الفجر...

في كتابه المذكور يذكر لنا ابو امراحيل ذلك الفدائي القادم من الزمن الجميل قصة مشوقة عن شعار فتح الخالد [فتح مرت من هنا] تاليا حكايته ومناسبته واحد اهم اسباب شيوعه، والتي اتسعت وزادت فيما بعد اعتمادا على تعدد الاجيال التي حملته، وعلى عديد التجارب التي اقتدت به وقلدته، هذا طبعا عداك عن كل الجموع التي هتفت به، وشلال الدماء التي سارت تحت الشعار وامدته بكل اسباب البقاء والخلود...

يقول ابو امراحيل: "في شهر 6/1971 انتقلت من القوة المحمولة إلى القطاع الغربي للمشاركة في تنفيذ عملية نوعية تتمثل بضرب العمق الإسرائيلي بصواريخ جراد عيار 122 ملم، كان قائد هذه العملية الأخ الشهيد أحمد حبش رحمه الله، أذكر من أفراد المجموعة الشهيد عمر فهمي والأخ سمور حيث كنا 10 أشخاص وكنت أنا ضمن مجموعة الإسناد وقبل انطلاقنا كتب الشهيد القائد أحمد حبش تفاصيل هذه العملية وأسماء المشاركين بتنفيذها على ورقة بيضاء ووضعها بظرف صغير وطلب من الأخ أبو هاني تسليم الظرف لأبي القاسم (اسحق الدقس) مسؤول تنظيم حركة فتح في مخيم البقعة، وأمر بعدم فتح هذا الظرف إلا بعد أن تعترف الإذاعة الإسرائيلية بهذه العملية .

انطلقنا باتجاه نهر الأردن وعند وصولنا إلى النهر رفضت البغال التي نحمل عليها الصواريخ أن تعبر النهر فأشرت على الأخ أحمد حبش أن نقوم بتغميتها بلثماتنا الفتحاوية وهذا ما تم فعلاً مما سهل علينا عملية العبور باتجاه الضفة الغربية حيث الأراضي الفلسطينية ، وعند هذه اللحظة انكب الجميع على الأرض لتقبيل ثرى فلسطين الطاهر.

وأذكر أننا بعد قطع النهر قمنا بلفّ حوافر البغال بجلود الخراف الميتة المخمرة بالفلفل الأسود، كما كان معنا وعاء نضع فيه فضلات هذه البغال كلما أخرجت ؛ كي لا نترك أي أثر لخط مسيرنا أمام الجيش الإسرائيلي وكلابه البوليسية المدربة، وحين وصلنا الى حقل الألغام، فتح لنا الأخ أبو الوفا (رحمه الله) طريقاً بصفته مهندس متفجرات، فعبرنا الحقل، وحينها كتب الأخ أبو هاني على عدد من الأوراق " فتح مرت من هنا " والقى بها في حقل الالغام الذي عبرناه ..."

ذلك الحقل من الالغام الذي مرت منه فتح، وكل تلك الحدود المغلقة والاسلاك الشائكة والجدران المنسية من زنازين وسجون وطننا العربي الكبير حيث كانت واينما وجدت، ستقتلعها العاصفة يوما ما، وسترمي خلفها كلمات تفوح منها رائحة الدم والبارود ... كلمات لا يتقن كتابتها إلاّ اصحاب الفكرة الباقية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طفلة فلسطينية تروي مقتل أخوتها بقصف إسرائيلي على نازحين بمدر


.. صدمة في الولايات المتحدة وإدانات واسعة بعد محاولة اغتيال دون




.. الصفدي وبوريل يعقدان مباحثات بشأن تعزيز التعاون ومستجدات الم


.. لغة الجسد الخاصة بدونالد ترامب .. تزيد من شعبيته بين مؤيديه|




.. وزارة الدفاع الروسية تعلن سيطرتها على بلدة جديدة في دونيتسك