الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوة الإسرائيلية وحدها لن تحسم مصير غزة

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2024 / 7 / 4
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


القوة الإسرائيلية وحدها لن تحسم مصير غزة

نهاد أبو غوش
الحديث عن مستقبل القضية الفلسطينية بعد عامين ليس منوطا بالتكهنات والتنبؤات، سواء العاطفية والأيديولوجية، ولا حتى بالمخططات التآمرية، بل هي محصلة صراع، ونتيجة لتفاعل مجموعة كبيرة من عناصر القوة والضعف لكل طرف، إسرائيل حاولت خلال السنوات التي سبقت الحرب على غزة سعت الى الاستفراد بالفلسطينيين، وإدامة انقسامهم، وتأجيل الحل السياسي للقضية مع تطبيع العلاقات مع الدول العربية والاسلايمة، وبالتالي التعامل مع الشأن الفلسطيني باعتباره شأنا اسرائيليا داخليا تقرره اسرائيل وفق مصالحها، لكن ذلك فشل وبدأ الفشل بحالة نهوض المقاومة طوال عامين كاملين في الضفة، ثم اتخذ الفشل ابعادا جديدة مع الحرب على غزة التي كلما طال أمدها كلما زاد التعاطف مع الحقوق الفلسطينية وها نحن نرى الآن أنه رغم التفوق الهائل للاسرائيليين على الفلسطينيين إلا أن مجموعة عوامل بدأت تفرض نفسها على معادلة الصراع ومنها:
- استحالة حسم الصراع عسكريا مهما بلغ التفوق الاسرائيلي، والادراك المتزايد عالميا ، وخاصة اميركيا بالحاجة الى مسار سياسي لحل الصراع
- موجات غير مسبوقة في التعاطف مع فلسطين وحقوق شعبها أبرزها ثورة الجامعات في الولايات المتحدة والغرب
- سلسلة الاعترافات بالدولة الفلسطينية: 5 دول في اوروبا و3 دول في الكاريبي
- اسرائيل باتت تحت طائلة المراقبة والمحاسبة وحتى الملاحقة القضائية بسبب جرائم الحرب
- فعالية محور المقاومة وخاصة في لبنان واليمن والتسليم بأن قضية غزة وتداعياتها قد تشعل الاقليم بأسره
- خسائر غير مسبوقة عسكرية واقتصادية ومعنوية وأزمات داخلية محتدمة لإسرائيل إزاء عجزها عن تحقيق أهداف الحرب
رغم كل هذه العوامل التي هي في صالح القضية الفلسطينية ثمة عوامل سلبية مهمة تعيق استثمار هذه العوامل يمكن إجمالها بما يلي:
- الانقسام الفلسطيني وغياب السياسة والاستراتيجيات الموحدة على الرغم من مرور تسعة شهور
- الموقف العربي السلبي وهو ما ينطبق على الدول والقوى الشعبية بشكل عام
- النتائج الكارثية للحرب التي ستضع غزة والفلسطينيين عموما تحت رحمة الشروط الدولية والاقليمية لإعادة الإعمار
- الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل الذي يغطي كل جوانب عجزها وإخفاقها ويحميها من العزلة والملاحقات .
قبل الحرب على غزة سعت حكومة ائتلاف اليمين واليمين المتطرف الاسرائيلي إلى اعتماد سياسة "حسم الصراع" مع الفلسطينيين، بديلا لمحاولات إدارته كما فعلت معظم الحكومات السابقة، أو محاولات تقليصه كما حاولت حكومة بنيت لابيد ولم يتح لها الوقت لتنفيذ ذلك، وبالطبع بمعزل عن محاولة حله عن طريق المفاوضات والتسوية والاتفاقيات، جوهر الفكرة هي وجود قناعة اسرائيلية أن اسرائيل تملك القدرة العسكرية لفرض الحل النهائي بقوة الحديد والنار والجرافات والدبابات والقمع والاغتيالات، والحسم الذي تريده اسرائيل هو باتجاه: اختزال الحقوق الوطنية الفلسطينية الى مجرد حقوق معيشية وخدماتية، مع تهويد القدس وضم المناطق المصنفة (ج) ، واجتثاث اي مظهر من مظاهر المقاومة، واختزال دور السلطة الفلسطينية إلى وظائف خدمية وأمنية محدودة. هذه الرؤية اصطدمت بواقع عنيد وفجرت موجات جديدة من المقاومة وطوفان الأقصىى لكن هذه الرؤية المحكومة برؤية عنصرية واستعلائية، لم تتراجع بعد، وهي تحاول فرض مثل هذا الحل بوسائل سياسية والضغط على السلطة وابتزازها وادامة الانقسام بين الضفة وغزة، واستثمار الدعم الاميركي المطلق وسلبية الموقف العربي الذي دخل في علاقات تطبيعية وأمنية من دون حل القضية الفلسطينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاملات منزليات مهجورات في شوارع بيروت | الأخبار


.. استمرار القتال والقصف بين حزب الله وإسرائيل • فرانس 24




.. -وُلدت خلال الحرب وقُتلت بعد أشهر-.. جدة تنعى حفيدتها بعد غا


.. ضربة قاصمة لحزب الله.. هل تعيد تشكيل مستقبل لبنان؟




.. عادل شديد: استمرار المواجهة سينعكس سلبا على المجتمع الإسرائي