الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريوهات اسرائيلية ودولية لمستقبل غزة في ظل غياب رؤية فلسطينية الموحدة

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2024 / 7 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


نهاد أبو غوش
حتى بعد انقضاء تسعة شهور كاملة من حرب الإبادة والتدمير والتهجير الإسرائيلية على قطاع غزة، لم تناقش أي من هيئات الحكومة الإسرائيلية المتعددة مستقبل قطاع غزة الذي تريد الوصول إليه، وامتنعت حتى عن الاستجابة لمطالب الجيش والأجهزة الأمنية بالإجابة عن ما بات يعرف بسؤال "اليوم التالي"، فلا مجلس الحرب ناقش القضية واتفق عليها، ولا فعل المجلس الأمني السياسي المصغر المعروف بـ(الكابينيت) ولا الحكومة بهيئتها الموسعة ناقشت الأمر أو تعلم عنه شيئا، فنتنياهو لا يريد أن يغضب حلفاءه من جهة، وفي نفس الوقت لا يريد أن يستفز الدوائر الإقليمية والدولية، ويعرض علاقات التطبيع القائمة والمحتملة للخطر. ظل الموضوع طوال الوقت محتكرا من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. موقفه الغامض هذا يشجع القوى اليمينية المتطرفة في حكومته، مثل حزبي الصهيونية الدينية وقوة يهودية وزعيميها بتسلئيل سموتريتش وايتامار بن جفير فضلا عن متطرفي حزب الليكود على مواصلة الحديث عن الاستيطان في أجزاء أو في كل قطاع غزة، حتى أن بعض قادة وكوادر حزب الليكود الحاكم وحلفائه من اليمين الديني والاستيطاني شاركوا بحماسة منقطعة النظير في مؤتمر التطوير العقاري الاستيطاني في قطاع غزة الذي عقد قبل شهور. وإلى جانب الأطماع الاستيطانية لا يخفي قادة اليمين الاسرائيلي أطماعهم في تهجير الفلسطينيين إما من كل مساحة قطاع غزة أو من اجزاء مهمة منه وتحديدا من شمال القطاعن وشريط أمني بعرض يتراوح بين كيلومتر وثلاثة كيلومترات على امتداد حدود القطاع الشمالية والشرقية، إلى جانب شريط عرضي يقسم القطاع فيفصل مدينة غزة وشمالها عن محافظات وسط القطاع وجنوبه.
الشيء الرئيسي المعلن بالنسبة لمستقبل غزة من قبل إسرائيل هو التصميم على تقويض سلطة حماس ورفض عودة السلطة، وكما قال نتنياهو (لا حماستان ولا فتحستان) ، وحتى الآن يرفض نتنياهو مناقشة اليوم التالي للحرب لعدة اسباب منها الحرص على تماسك ائتلافه الحكومي، وعدم الافصاح عن اهداف قد تستفز الولايات المتحدة التي ترفض اعادة احتلال قطاع غزة، وتتحدث عن عودة السلطة الفلسطينية "المتجددة". رئيس الوزراء الاسرائيلي يسرب بين وقت وآخر جوانب من خطته لسيطرة طويلة الأمد على قطاع غزة تشمل نزع سلاح المقاومة، والتحكم في تفاصيل الحياة التعليمية والاجتماعية وشكل الإدارة المقبلة. بدوره يطرح وزير الدفاع يوآف غالانت رؤيته الخاصة التي تلتقي مع رؤية نتنياهو في كثير من عناصرهان ولكنها تقوم على أسماه إنشاء جزر أو فقاعات إنسانية، يحري فيها تمكين ودعم بعض الهيئات المدنية الفلسطينية المحلية (مخاتير أو وجهاء معارضون لحماس) ودعم نفوذها من خلال تمكينها من توزيع المساعدات، ولعل ذلك ما يبرر تمسك اسرائيل الدائم بالسيطرة على ممرات توزيع المساعدات حال دخولها، ورفض قيام اي جهة دولية أو محلية بالإشراف على التوزيع، املا في نشوء قيادات محلية معارضة لحماس من جهة ولا تتبع للسلطة الفلسطينية من جهة اخرى. جربت قبل ذلك صيغ شبيهة من هذا الطرح لكنها فشلت فشلا ذريعا، وأكدت جميع الهيئات التي تمثل العائلات أن تكون بديلا لأي حل وطني متوافق عليه، أو أن تكون أداة في تنفيذ المخططات الإسرائيلية.
وتطرح بين فترة واخرى صيغ حلول قوات دولية وعربية بمشاركة أو إشراف قوات أميركية، كما تطرح اسماء هذه الدول من دون استشارتها أو اخذ موافقتها على الأغلب، ومن المؤسف أن اسرائيل تخطط والولايات المتحدة تخطط والعالم يخطط، وحدهم الفلسطينيون لا يتفقون على رؤية موحدة لمستقبل غزة، مع أن أولويات الطوارئ وإعادة الإعمار ولملمة جراح الناس تفرض نفسها كاجندة ذات أولوية قصوى ولا تحتمل التأجيل، لا تحتمل التأجيل. المنطق الوطني والطبيعي (والاتفاقيات الدولية كذلك) تفترض أن غزة والضفة وحدة سياسية وجغرافية واحدة، وبالتالي فإن مستقبل غزة يحسمه الشعب الفلسطيني ولا أحد غيره من خلال آلية وطنية متفق عليها وهي الانتخابات، لكن مهمات اعادة الاعمار تفرض نفسها وهذا يتطلب مرحلة انتقالية من عامين أو أكثر تتولى فيها حكومة توافق وطني هذه المهمات إلى حين تهيئة الظروف لانتخابات عامة.
ثمة حتى الآن اتفاق فلسطيني على الشعارات العامة، مثل "مستقبل غزة فلسطيني" أز "لن يكون إلا فلسطينيا" ومرتبطا بالضفة والقدس ولطن من دون اي اتفاق على التفاصيل بشأن برنامج طوارئ أو طبيعة المرحلة الانتقالية وتبعاتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يدعو إسرائيل لعدم استهداف منشآت النفط الإيرانية.. هل ي


.. عاجل | غارات إسرائيلية متتالية على مواقع في ضاحية بيروت الجن




.. شاهد| غارات إسرائيلية متتالية تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية


.. شاهد| سلسلة من الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت




.. حزب الله: استهداف تجمّع -الكريوت- المحاذي لساحل خليج مدينة ح