الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللقاء الذي حدث بين خليل أبو الهوب وجعفر أبو العيس

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2024 / 7 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ولد جعفر صادق جعفر إبراهيم ابو العيس في مدينة (المسيب لعائلة ذات سمة ملتزمة دينيا بشكل عام، ولها أصول (علوية – موسوية)، مما اعطاها مركزاً محترماً في قضاء (المسيب). والفقيد هو الاخ الأصغر بعد ستة أخوة.. اربع اخوات وثلاثة اخوة.
ترعرع جعفر) أبو العيس في وسط عائلة متماسكة، وكان مدللاً بين اخواته من نعومة أظافره، وكان هادئا وحنونا. أكمل الدراسة المتوسطة في المسيب، وعند دخوله للمرحلة الاعدادية تأثر بمعلمه لمادة الرياضة الشيوعي احمد حسون الخطاب، وكان هذا بين عامي ١٩٣٨ _ ١٩٤٠، فبدأ مشواره السياسي بعد هذه الأعوام وكان أول شيوعي في قضاء (المسيب) بعد أحمد حسون خطاب.
أما خليل ابو الهوب، فهو أحد أشقياء منطقة الفضل الذي احبه بسطاء الناس، ولم يكن يواجه الا الاقوياء ولم يعتدي يوما على ضعيف، وكان يساعد الفقراء والمحتاجين .واحيانا كان ياخذ من الاغنياء والتجار ويعطيه لفقراء الناس وقد اغتاله مخابرات البعث سنة 1963 في ساحة النصر في زمن علي صالح السعدي لانه كان شيوعي الميول وناشطاً في نقابة العمال في عهد عبد الكريم قاسم .
يذكر جعفر هجول حول لقائه مع يحيى داود النصار (مسؤول لجنة قضاء المسيب للحزب الشيوعي قبل احداث 8 شباط 1963م) عن جعفر أبو العيس قائلاُ: "كان يدرب شباب المسيب على المصارعة وبناء الأجسام، متطرقاً إلى صورة قوته الخارقة وسألني: هل تعرف خليل أبو الهوب؟ قلت نعم.. أليس حارس جريدة إتحاد الشعب والذي صار شيوعياً بعد أن كان من الشقاوات المعروفين في بغداد.. قال: أحسنت ثم أضاف، وهل تعرف أن جعفر أبو العيس هو الذي كسبه للحزب خلال موقف معين في أحد المعتقلات. لقد جمعت الصدفة جعفراً وخليلاً في موقف مختلط للسياسيين والعاديين. كان أبو الهوب هو سيد الموقف وخصوصاً سطوته على الموقوفين، فهو كالأمير له نظامه الخاص عليهم وله مساحته الجغرافية المريحة، لا يتجاوز أحد عليها مهما ازدحم الموقف، وكان للمعتقلين السياسيين اسلوبهم الخاص في التعامل. وفي يوم كان الموقف مزدحماً كالعادة جاؤوا بأحد الموقوفين البسطاء عند دخوله، لم يجد مكاناً ولعدم معرفته بخليل (أبو الهوب) ونظامه، فرش بطانيته في مساحة (أبو الهوب) المحرمة حتى أتته صفعة مهولة من خليل ابكت المصفوع وأدهشت الجميع. انزعج جعفر أبو العيس إيما انزعاج ولأتزانه ورجاحة عقله وألتزامه بيَّت أمراً مع نفسه، وفي الليل زحف إلى مكان خليل بعد أن خلد الجميع للنوم، أيقظه من نومه وقال له: خليل أنت لا تعرفني اسمع كلامي للآخر وأنا مستعد لكل ما تقرره، وأضاف إن فعلتك اليوم مخزية لا تليق بالرجال، فإذا كان على القوة فمهما بلغت منها فهناك من هو أقوى منك، وهنا أنظر؛ سحب جعفر طاسة خليل التي يشرب بها الماء والمصنوعة من (الفافون) مسكها كمن يمسك رغيفاً من الخبز ومزقها إلى نصفين، وجلب لخليل طاسته هو وقال له جرب. فلم يستطع خليل. وانتبه إلى طريقة جعفر في امتحان القوة. استمر جعفر في تأنيبه لخليل لنيله من مستضعف واهانته بصفعه أمام الجميع، موضحاً له أن قوة الواحد منا يجب أن توضع في خدمة الشعب وفقرائه ومستضعفيه، وأن الأحق بالصفع هم جلاوزة السلطة الحاكمة، وإني لا اقبل أبداً لمثلك بهذه القوة وهذه الرجولة أن يمتهن المنصب والسلوك السيء ضد أبناء شعبه وهم أهله وأخوته. لم يسمع خليل مثل هذا الكلام من قبل وأطرق مفكراً، لاحظ جعفر ذلك فقال له: خليل خذ راحتك الآن وسألتقيك غداً مثل هذه الساعة ثم تسلل إلى فراشه. كرر لقاءاته الليلية مع خليل فأصبحا صديقين وأقنعه بالانحياز للفقراء وحمايتهم والانضمام للحزب الشيوعي العراقي".

للمزيد ينظر: جعفر هجول، الحلة بين العشق والإنتماء، ج1، مصدر سابق، ص206-207.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليوم الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري: ترامب يعلن اختيار نائبه و


.. محاكاة بالموت في مظاهرة نصرة لغزة في بولندا




.. مسيرة في العاصمة اليابانية طوكيو تعبيرا عن التضامن مع الفلسط


.. ليتوانيا: إعصار قوي يقتلع أسطح المنازل ويدمّر السيارات




.. زيلينسكي يدعو روسيا لحضور مؤتمر كييف الدولي للسلام