الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على مهلك يا عدنان الطائي

هوكر الشيخ محمود

2024 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


وا أسفا على بلدٍ كنا نتأمل بأن يكون بمجرد إزاحة ألطاغية، سيكون البلد آمناً و يعود ألمياه إلى مجاريها و يحل الوئام بين أهلها و تكون العراق دولة مؤسسات و تتاح الفرص للعلماء و ألمثقفين من أهل الحل و العقد ليشغلوا ألمواقع المهمة في مؤسساتها. و تكون المدارس و الجامعات أماكن لتربية أجيال مختلفة عن ألحقب الماضية التي كانت الإنتماء للبعث و الولاء للمسؤلين، هي وحدها ألميزة ألتي تأهل ألمواطن لكي يشغل ألمناصب الحساسة في إدارة ألدولة و قطاعاتها. أي ألعمل عكس ما نراه ألان. بمعنىً آخر الشخص المناسب في المكان المناسب، ولكن و مع كل الاسف ما رأيناه و ما نتـلمسه يومياً في غضون اكثر من العقدين من إزاحة نظام صدام، الوضع لا يبشر بخير. والدليل على ما نقوله هو ان البطالة و الفقر و البغضاء بين ابناء الشعب مذهبياً و قومياً و حتى مناطقياً في إزيادٍ مطرد ، فالشكوك تجاه المستقبل أضحى المشجع و المحرك لميول الهجرة الى الدول الخارجية التي تصون فيها كرامة الانسان و حقوقه في العيش الكريم، في إزدياد يوماً بعد يوم، وبالاخص لدى الشباب.
الدولة و الحكومة أصبحتا دمية بيد الدول الاقليمية و القوى العظمى، و هم بطبيعة الحال لا يرونها إلا كبقرة حلوب. هذا البلد الذي كانت تصدر آلاف الاطنان من خيراتها الى اوروبا و الدول الاخرى، اصبح الان موّرد من تلك الدول كثير من احتياجاتها الغذائية. دينارنا كانت تنطح دينار على رأي المثل الشعبي. و كمثال اذكر و اقارن حالة بلدنا بحال الإمارات العربية، قبل أكثر من ستة عقود، أي في سنة ١٩٦٤ حيث استنجدت اميرهم آنذاك بالعراق لكي ينقذها من ضائقتها المالية. واستجاب له رأيس الوزراء حينذاك المرحوم طاهر يحيى، بمنحهم خمسون مليون دينار و بآلاف الاطنان من التمر و الملابس. أما الان لنرى وضع العراق و شعبه المغلوب على أمره بيد الاحزاب الحاكمة، ونقارنها بالإمارات و نحاول أن نضع ايدينا على تلك الاسباب التي اودت بالعراق الى هذه الحالة التي لا يحسد عليها ، حيث أصبح جواز سفرنا اتعس جواز في العالم. بلد الخيرات وصل فيها الحال بشريحة من أبنائها أن تركض وراء سيارات القمامة، لينبش بها للحصول على قوت اولاده اليومي.!
كل هذه المقدمة التي سردتها ، ليست إلاّ لكي ارد على احد افراد الجيش الإعلامي المفَقّس في فَقاسة أحزاب هذا الزمن العجاف، ألا و هو المدعو عدنان الطائي و منه لكل العدانين! الذين هم بحق يطبق عليهم المثل الشعبي العراقي الذي يقول: "راد يكحلها، عماها " كونه أراد أن يكون شاطراً ! ولكن ما بدر منه، أظهر حقيقة شخصيته و فراغ جعبته من كل النواحي. هذا الشخص و معه ثلة من الذين يفتقرون حتى إلا أبسط الإلمام بالمعرفة و بآداب المحاورة، كونهم مشحونون بالحقد الاسود على الكورد. و مع كل الاسف هنالك قطعان بشرية من الذين يرون البطل في تصرفات الاشخاص الجاحدة للحقوق القومية للآخرين ، وهذا في حد ذاته يشجع كل من على شاكلة المذكور آنفاً، كي يحركون السنتهم السوقية تجاه الكورد، ليشحذوا تصفيق القومجية الهمج دون أي رادع. لذا كلما أقرأ أو أسمع هكذا تفوهات، أقول ألف رحمة على روحك يا ابن خلدون، كونه قبل ٧٤٣ سنة من الان، وصف بعض المجتمعات المحسوبة على البشر، أحسن توصيف. و هنا وعلى اثر هذا، أذكر المثل الشعبي" إلّي يدري، يدري، و إلّي مايدري، كضبة عدس"!
ما رأيت و سمعت من المغالطات و التهجم في ذلك الفيديو المنشورة، و يظهر فيه الطائي هذا مع شخص كوردي، يبدو انه ليس لديه معلومات عن امته و عن العراق قديماً و حديثاً ، او بالاحرى يواجهه الطائي باسلوب تهكمي سوقي بعيد كل البعد عن الآداب و عن أتكيت المحاورة ، بحيث لم يفصح له الفرصة كي يرد عليه قدر معلوماته.
ما تفوه به عدنان هذا ، و بنبرة و اسلوب استعلائي وكأنه هو ابو التاريخ و الجغرافيا ، خاصةً عندما تفوه وافترى بان : " ما كان الكورد قبل مائة عام يشكلون أغلبية في مناطقهم !. و يقول لمحاوره لا تتكلم عن كركوك ! ثم يقول و بالحرف : " سؤالي يهدد اربيل و السليمانية ، فالسليمانية بناها والي عثماني " و يسترسل : " مصدر معلوماتي هو كاتب كوردي " ومن ثم تكمل مغالطاته بسؤال عنجهي و يقول : " تريدون دولة ؟!"
و أنا بدوري أتحسر على الشعب العراقي بكل أطيافه، كون اعلاميي هذا الزمن يفتقرون الى ابسط المعلومات و مع هذا يتجرأون على الكلام عبر الفضائيات دون ادنى مراعات لمشاعر المقابل و لا حتى لمشاعر أمة باكملها، كما فعله هذا الطاريء على الاعلام، ليصول و يجول غير آبه لما يقوله من كلامه النابي المستهتر الجارح . لذا اقول له و لكل من على شاكلته: يا هذا، كن ابن من شئت و اكتسب ادبا ! . انت القافز على مهنة الاعلام، عليك أولاً و باديء ذي بدء أن تتعلم الاسلوب و اتكيت المحاورة و من ثم عن الموضوع الذي تحشر نفسك فيه، لكي لا يقال عنك بان "الإناء ينضح بما يحتويه " و تكشف عن إنائك الصحفي و المعرفي الفاضي. و لو كنت في مؤسسة اعلامية رصينة، لطردوك شرّ طردة، لقاء ما بدر منك كل تلك الاهانات. عليه انصك لوجه الله ان تبتعد عن الصحافة و الاعلام، لانها ليست بمهنة سهلة حتى يسنح الفرصة لكل من هب و دب أن يتقافز عليها. و ان كنت مصرعلىٰ ممارستها، فعليك ان تسلح بسلاح الادب والمعرفة بشكل عام و خاصةً المواضيع التي تحشر نفسك فيها، كي لا تكون أضحوكة امام المشاهدين و القراء من الذين أمضوا سنوات من عمرهم في القراءة و التزود بزاد العلم كلمن حسب اختصاصه. وإن كنت من الذين لا يستسيغون القراءة، فانا اسهل عليك الطريق و ارشدك ان تراجع فيديوهات الدكتور مهدي الكاكائي، و أمير الحديد ، و حسن العلوي و كتب الدكتور شاكر خصباك، و طه باقر…الخ، وان تراجع الكتب المدرسية القديمة منها الجغرافيا البشرية لدولة مصر الثلاثينيات من القرن الماضي، وحتى الاطلس المدرسي العراقي في الحقبة الملكية. كما و اوصيك ان تراجع كتاب محمود الكاشغري، لتكون على بينة من الحدود الجغرافية القديمة للكورد في الشرق الاوسط. و أخيراً أوصيك و كل القراء أن تقرأوا كتاب : (Die Herkunft Der Kurden ) لكاتبه العالم البروفيسور النمساوي :(Ferdinand Hennerbichler ) و ان اردت أن تتقصى الحقائق و تخرج من جوقة من يسوقهم الحقد الاعمى، فالمصادر التي ذكرناهم يكفي لك لكي تعرف من هم السكان الاصليين لبلاد مابين النهرين.
أخيراً اقول بان هذا البلد الذي ارهقه الحروب و ويلاتها، ماكانت يوماً لقمة سهلة للطامعين من كل حدب و صوب مثلما رايناه و نراه في هذين العقدين اللذين تليا سقوط الصنم. و هذا كله بسبب خلط الاوراق و وضع الاشخاص الغير كفوئين في اماكن ليس لهم الحق التقرب منها، لولا هذه الظروف الغير الطبيعية في البلد. و هو بحق العمل على عكس ما يعمل في الدول التي تهمها مصلحة شعبها، اي وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. ومن الطبيعي بان العمل عكس هذه المقولة، ستكون الخطوة الاولى عندما تعمل الايادي الخفية على تدمير أي بلد من بلدان العالم . فالنماذج في ايامنا هذه واضحة وضوح الشمس ولا يحتاج الى من يشير إليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاملات منزليات مهجورات في شوارع بيروت | الأخبار


.. استمرار القتال والقصف بين حزب الله وإسرائيل • فرانس 24




.. -وُلدت خلال الحرب وقُتلت بعد أشهر-.. جدة تنعى حفيدتها بعد غا


.. ضربة قاصمة لحزب الله.. هل تعيد تشكيل مستقبل لبنان؟




.. عادل شديد: استمرار المواجهة سينعكس سلبا على المجتمع الإسرائي