الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه الأخر للحرب في العراق .

أمياي عبد المجيد

2006 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


أجمع الفرقاء السياسيون وحتى العملاء في عراق اليوم على أن تقرير بيكر – هملتون الأخير لا يعكس حقيقة الأوضاع في العراق أو بعبارة أدق لا يتماشى ما سياساتهم المعروفة وان أخفوها .وإذ يرفضون هذا التقرير جملتا وتفصيلا ليس عبثا أو عصينا ، بل لان بعضهم تأكد بان نهايته ستكون ربما على هذا التقرير إن نفذت وصاياه وهو يعبر في اعتقادهم بشكل أو بأخر على نهاية المشروع الأمريكي هناك وسقوطه وسقوط أقنعته أيضا، وهذا أيضا يعكس حالة كالاقتناع مثلا من أن استمرار الولايات المتحدة الأمريكية لإدارتها الحرب في العراق من المستحيلات ولسنا ملزمين بتقديم الأدلة أمام تصاعد المقاومة وكذا وتيرة الإرهاب في البلاد وفي هذا الصدد الأخير نود أن نعكس صورة الاصطدام الطائفي القائم بين الشيعة والسنة والتي وصلت إلى حد قد يستنكرها حتى الفكر الأسطوري ويتنكر لها .
إن هذه المواجهة البينية اليوم بين العراقيين ليست مواجهة كما يحب بعض المنغمسين وراء الشبهات أن يفسرها . إنه من السخرية أن نلبس ثياب الطائفية لأفكار أمريكية أو توجهاتها في العراق بل يجب أن ندرك ونصرح أن الصراع اليوم في العراق هو صراع طائفي بامتياز ويستمد قوته من التاريخ وعندما وفرت له الشروط اللازمة لإحيائه نراه اليوم قد طفا على السطح .وعندما نتحدث عن الصراعات الطائفية خاصة بين دول الجوار التي تتكون من طوائف مختلفة يجب أن ننسج خيطا لحليفين ممكنان أو يجب أن يكونا لان منطق التحالف يوجز أن يتحالف أعضاء طائفة مع نفس طوائفه حتى وان وجدت خارج الدول الأخرى، وهذا ما نستطيع أن نسميه بالتحالف الطائفي عكس التحالفات المتعارف عليها .وفي الحالة العراقية يمكن لنا أن نسلط الضوء على قوّتين أو حلفين أساسيين في دوامة الصراع العراقي .فإذا الزمنا أنفسنا باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التي برأيي انتهت مهمتهم في العراق بعد إصدار هذا التقرير( بيكر – هملتون) وبشائر الانسحاب والهزيمة وخيبت الأمل قد ظهرت على أكثر من مسئول أمريكي فإننا نكاد نجمع على القوة الإيرانية والتي لا تعترف بها دول الجوار لحد الآن، وإنكار فاعليتها والقوة السعودية التي تحاول من دورها حفاظ مصالح دول مجلس التعاون الخليجي.
إن القطب الأول يمثل الشيعة المنتقمين ربما والجادين في تلقين دروس العبرة لدول الجوار، والتي في نظر الإيرانيين لفترة معينة كانت دول تساعد نظاما استباح دمائهم . والقطب السعودي السني الذي يحاول اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن يحافظ على استقراره السياسي والاقتصادي . و إلا فما هو تفسيرنا لتخوفات الملك السعودي التي أعلن عليها في قمة دول مجلس التعاون مؤخرا ؟ وأضيف أن المملكة العربية السعودية مافتئت تتهم إيران بدعم مليشيات شيعية وهددت بمساندة الأطراف السنية .
يبدو لي أن النظام السعودي الذي كان ولوقت قريب يلح في إسقاط النظام العراقي قد أدرك خطأه وعرف قيمة المخاطرة ، ولم يدركوا حقيقة تبعات هذه الخطوة الغير موفقة . وان أسلفنا بان تقرير بيكر- هملتون يحتم بشكل أو بأخر انسحابا وشيكا من العراق لأسباب معروفة وسبق ذكرها وأضيف سببا أخر أن مسالة موارد الطاقة ليست كلها في يد أمريكا كما يعتقد البعض، صحيح أنها سيطرت عليها في بداية غزوها لكن بعد ذلك ظهرت قوى فساد كبيرة في العراق استغلت مليشياتها لنهب النفط والغاز وتهريبه . وكل هذه العوامل تجعلنا نستنتج أن الصراع القادم هو صراع طائفي ربما سيمتد إقليميا بين دول الإقليم وحدها بين قطب يحاول الانتقام بشكل أو بآخر وأخرى تحاول الحفاظ على استقرار بلدانها وضمان علاقة ممتازة مع أمريكا حتى وان كان ذلك على حساب النفط والغاز .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد مصرع رئيسي.. هذه تحديات كبرى تواجه إيران ! | الأخبار


.. سر من أسرار محمود وبيسان.. كيف تطورت علاقتهم؟ ????




.. انتخابات مبكرة وإدارة انتقال مضطرب.. امتحان عسير ينتظر إيران


.. جنوب لبنان.. حزب الله ينعى 4 من عناصره ويهاجم مواقع إسرائيلي




.. إعصار الجنائية الدولية يعصف في إسرائيل | #التاسعة