الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودةُ الابن الضال إلى بغداد...عاد نادماً ام ناقماً؟

محمد حمد

2024 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


غمرتني، لأول مرة منذ سنين، مشاعر فرح وغبطة غير معهودة إلى درجة أنني "شرقتُ بالدمع حتى كاد يشرقُ بي". من شدّة الفرح. وانا اشاهد بالبث المباشر السيد مسعود ىارزاني (وهو غنيّ عن التعريف) في بغداد، تعلو وجهه ابتسامة عريضة لسنا بحاجة إلى "فرويد" لكي يفسّر لنا مغزاها وفحواها. جعلت من ملامح بارزاني رغم كبر سنّه تعبّر عن رضا واطمئنان وراحة نفسية نادرة، كانّه "طفلٌ اعادوه الى ابويهِ" بعد ضياع وتشرّد في عالم الخيال والتمنيات.
طبعا عودة بارزاني إلى بغداد، بعد ست سنوات من الزعل والغضب والتحدّي، تعني عودة اقليم كردستان إلى العراق. وليس لديّ أدنى شكّ في ذلك. كما تعني هذه الزيارة أيضا أن جميع الابواب، بما فيها ابواب واشنطن الصمّاء، أُغلقت في وجه حكّام الإقليم. وربما اغلقت منذ عام ٢٠١٧ عام الاستفتاء المشؤوم. ولم يبق لهم سوى باب الرحمة والتوبة، باب بغداد الواسع وصدرها الرحب. ولا حلول لمشاكلهم، التي جلبوا معظمها لانفسهم، الّاّ في بغداد. ولا خيمة شرعية يمكن أن تحميهم من نوائب الدهر سوى خيمة الدستور العراقي. طبعا بعيدا عن التاويلات والتفسيرات الحزبية والشخصية والجغرافية. وان "التنازل" للعراقي القريب افضل بكثير من الاحتماء بالامريكي الغريب الذي لا تُعرف نواياه. ونامل أن يكون السيد بارزاتي قد أدرك، بعد التجارب المريرة التي عاشها مع أطراف مختلفة، بأن العراق هو وطن للجميع. وما عداه من "اوطان" عالقة في اذهان البعض فهي مجرد أوهام لا يمكن البناء عليها ابدا.
لقد ايقن السيد بارزاني في نهاية المطاف أن العناد والتكبّر والتعصّب لا تقدّم شيئا ملموسا للشعب الكردي في شمال العراق. وان استخدام هذا الشعب كورقة ضغط أو وسيلة ابتزاز واستفزاز في العلاقة مع الحكومة المركزية في بغداد باءت بالفشل الذريع. ومعها ذهبت إدراج الرياح عشرات اللقاءات و الجلسات والتفاهمات لعدد لا يحصى من وفود الإقليم المتعدّدة المستويات مع حكومة المركز، والتي كانت تسعى إلى "حلحلة" الاوضاع بين بغداد واربيل.
واليوم، ونحن نشاهد السيد بارزاني يتجوّل بين مقرات الأحزاب الأخرى في بغداد والإبتسامة العريضة لا تفارق وجهه. وان لحظات العناق التي حظيٓ بها من قبل رفاق "النضال" حتى من نوري المالكي "المكروه" سابقا، تؤكد للجميع أن بارزاني عاد إلى بغداد نادماً وليس ناقماً. كما توهّم في البداية كاتب هذه السطور. واذا لم يحصل شيء طاريء، ربما من الخارج، يعكّر صفاء المودّة والوئام التي عبّرت عنها وجوه وحركات قادة الأحزاب في بغداد، فاننا سنقف بلا أدنى شك على اعتاب "عصر عراقي جديد" من زاخو إلى الفاو. خالٍ من الشوائب والنوائب التي كانت تاتينا، في أغلب الفصول، من حكومة اربيل في شمال العراق.
واخيرا، ربما خطر على بال احدكم (انا خطر على بالي فجأة) ان زبارة السيد مسعود بارزاني الى بغداد ممكن ان تكون "زيارة الوداع" على شاكلة خطبة الوداع للرسول محمد. خصوصا وان السيد مسعود، اطال الله في عمره، مريض ومتعب وفي عمر متقدّم قد لا يسمح لهه مستقبلا بزبارة اخرى الى العاصمة العراقية. وقديما قال كعب بن زهير:
وكلّ ابن انثى وان طالتْ سلامتُه - يوما على آلةٍ حدباء محمولُ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار في -مجمع سيد الشهداء- بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنان


.. انفجارات تهز بيروت مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية




.. عسكريا.. ماذا تحقق إسرائيل من قصف ضاحية بيروت الجنوبية؟


.. الدويري: إسرائيل تحاول فصل البقاع عن الليطاني لإجبار حزب الل




.. نيران وكرات لهب تتصاعد في السماء بعد غارات عنيفة استهدفت الض