الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لزوم طي صفحة -الحداثوية الزائفة-/4

عبدالامير الركابي

2024 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ساعة لم يكن متوقعا او واردا موضوعيا، الانتقال المباشر الاني من اشتراطات اليدوية المجتمعية الى الالية العقلية، وجدت من باب الممكن لحظة عبور بين اللحظتين، اتسمت لاسباب عملية بنوع من الايهامية الكبرى، طبعها ميل مترسخ من الاعتقادية الميكانيكية العائدة لمفاهيم عالم ماقبل الانتقالية الراهنه التي لم تكن قد حضرت بمقتضياتها وعناصر كينونتها ماعداالبكورية، غير المختبرة، ولا المتعارف عليها ادراكا بعد، ماقد اخذ العالم الاوربي حيث انبجست الاله في حينه، نحو القطعية الانتقالية الى الالية فورا ومباشرة بعد اليدوية، مع اعتبار الممهدات المجتمعية التعبيرية السابقة على ظهورها، اي الفترة الوسيطه التمهيديه، من قبيل مايتصل ويهيء الشروط المطلوبة كاملة للنتيجه التي آلت اليها، وفي حين كان العالم وقتها قد بدا ارتقاء سلم "الانتاجية العقلية" ابتداء بالآلية المصنعية اول عتبات الالية، ظل الغرب الاوربي مصرا بسبب استمرار هيمنة كينونته السابقة على الالة، على ان الحاصل هو انتقال تتابعي تعاقبي ناجز وفوري، ما بين اليدوية والاليه.
لم تكن المجتمعية الاوربيه ساعتهاقد غدت "آليه" بعد، فكان مفروضا عليها التعامل مع العنصر المتحقق بحسب كينونتها التي هي عليها، قبل ان تتهيأ الاسباب لها حتى تتحول التحول الكبير تحت وطاة التفاعل الضروري مع العامل المستجد، ماقد فرض على البشرية من وقته حالة خطيرة من التفارقية بين الادراكية والوعي الممكن المتاح، وبين الحقيقة الواقعية المادية الحالة على الكينونة المجتمعية، والمتعدية للطاقة والممكنات الاعقالية الادراكية المتوفرة للكائن البشري في حينه، وهو العنصر الاهم الموروث من الطور الانتاجوي المنتهي، العائد لاختبارية الطور السالف من التاريخ المجتمعي كما تبلور بالاختبار والتجربة، وحدود الادراكية الممكنه كما متوفرة للكائن البشري.
وقد يكون الاغرب في موقف الغرب الحديث من الانقلاب الالي الحاصل، ذهابه بسذاجة مطلقة الى اعتبار ما توفر له من نظر للانقلابيه الحالة على المجتمعية ساعتها، على انه موافق للحدث الحاصل من دون محاولة استعادة نظر الى الماضي، والى كيفية استقرار الوعي البشري بعد طول تفاعل خلال بدئيته الاولى، وماقد استغرقه من زمن وتجارب ومفاهيم واختبارات اقتضت قرونا طويلة، قبل ان يتامن الحد اللازم من امكانيه التفاعليه مع التبلور البيئي البشري، ووسيلة الانتاج الغالبة وقتها وصولا لاشكال البنى والكيانات وانماط الدول والافكار، بينما قرر الاوربيون اليوم الغاء احتمالية او ضرورة خوض غمار البدئية الثانيه، او انطواء المتغير الواقع على ايه احتمالات قد تكون غير منظورة في حينه، هذا في الوقت الذي جرى فيه الغاء حضور الماضي من الزاوية الاهم كاحتمال، فلم يفكر الاوربيون العلمويون اليوم باحتمالية القصورية الاعقالية البشرية السابقة، ووقوفها دون اماطة اللثام عن المكنون او السر القابع بين تضاعيف العملية المجتمعية مسارا ووجهة، فالكائن البشري سعى بما يستطيع وماقد فرض عليه، لان يدرك مايتعلق بحقيقته الوجودية ضمن اشتراطات ادراكية عقلية ادنى من المطلوب لادراك جوهر الحقيقة الوجودية، على اعتبار ذلك مسالة متروكة لمسارات التفاعلية المجتمعية الوجودية ومسارات التشكل ونمو الطاقة العقلية التي لم تكن قد بلغت في حينه من الارتقاء مايجعلها تزيل النقاب عن الحقيقة التحولية الكبرى البشرية.
يعني ماتقدم ان العملية التصيرية التفاعلية المجتمعية مرصودة ومصممه بما يفضي الى انتقال العقل الى العتبة الثانيه، مابعد الاولى التي ظهرت مع انتصاب الكائن البشري على قائمتين، الابتدائية غير المكتمله بانتظار المسار اللاحق مابين حضور العقل الابتدائي، وصولا الى التبلور المجتمعي، وهو وماقد سبقه من ضرورات لازمه حتى يصير العقل "عقلا" مؤهلا ساعتها للتحرربذاته متخلصا من وطاة متبقيات الحيوانيه، واخرها الجسدوية الحاجاتيه الملازمة للطور المجتمعي الارضوي الاول.
شتان بين منظور الجسدوية الارضوي وتوابعه لمختلف قضايا الحياة والوجود، ومنظور العقلية والارتقائية العقلية، والعقل المحور الذي يحكم العملية المجتمعية وتفاعليتها التصيرية، الاول يظل محكوما ادراكا بالجسدية وحدودها وممكناتها، بالاخص وانها الاقرب الى المقاربة العقلية المتاحة حتى حينه، بينما يظل الثاني طي المستقبل بانتظار التحقق ضمن التفاعيلة ومسارها، فاذا حصل الانقلاب "العقلي" الحاسم والفاصل مع "الاله"، وسط اشتراطات المجتمعية الارضوية والادراكية الجسدية الحاجاتيه، فان ما يكون من نصيبها ساعتها الحاق للمفصل العقلي بالجسدية بكل وجوه نقصها، ونوع محركاتها ودوافعها، بغض النظر عن الادعائية والتوهمية الكبرى المقرونه بالمصلحه المناطقية والربحية الجشعه المتعاظمة الحضور، والمستغله لاجل تكثير وزيادة المنافع الذاتيه بالاكراهية والقوة التي صارت متاحة متاخرا مع الحرص على تعظيمها بلا توقف، وبما لا حدود له، على حساب حرية الشعوب الاخرى واستقلاليتها، بلا اي نظر اخر او وقفه، قد تقلل من نسبة مايصرف على التسلح من مليارات القتل، تعزيزا للموقع والمكانه التسلطية الافنائية، يرافقها ادعاء التقدمية والعلم مقابل التوحش والتخلف المفترض دوسه، والتعالم عليه، واستغلاله، وصولا لابادته اذا اقتضى الامر.
على هذه الشاكله يولد ويتطور عالم الجسدية "الالية" منطويا على النقص التكويني التاسيسي الاهم، بما هو بنيه خارجة كينونه عن المنحى التشكلي المجتمعي الفعلي الموازي غير المنظور للمجتمعية الجسدية الارضوية فمع ظهور الاله ومترتباتها وماتوفره من اسباب الغلبة الكوكبية، يقع الاختبار الاهم بين التشكلية العقلية اللاارضوية بصفته "مجتمعية اخرى" غير قابلة للامحاء بغض النظر عن ضخامة فعل مامعتبر "تطورا" ناجزا مفروضا على المجتمعات باسم التحول البرجوازي الالي بما هو وصفة ملازمه للمجتمعية الاليه المفترضه، يسعى الغرب لتعميمها بالقوة بجانب التغلب النموذجي، وهو مايصل عند نقطة من المعمورة الى الافنائية النمطية الامر الذي يعتمده الاحتلال الغربي الانكليزي وسيلة واسلوبا لامعدى عنه، للحصول على الحد الممكن من اسباب الهيمنه شبه المستحيله كما حدث في ارض الرافدين، موضع الازدواج المجتمعي التاريخي، وارض البدئية الاولى، ومنطلق وحضور مجتمع اللاارضوية الاول والباقي موجودا بلا تشخيص، وخارج القدرة العقلية البشرية المتاحة على الادراك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يستدعي ألوية احتياطية لجنوب لبنان.. هل فشل


.. بالخريطة التفاعلية.. جيش الاحتلال يقتحم مخيم جباليا بشمال قط




.. من غزة | مجمع الشفاء يعود إلى الحياة


.. الاحتلال يكثف قصفه المدفعي على المناطق الجنوبية بلبنان




.. مسيرة أوكرانية طراز -إف بي في- تدمر مسيّرة روسية في الجو