الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العالم وطن؟

حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)

2024 / 7 / 6
الادب والفن


وصلت مبكراً على عادتي إلى محطة Bussum لأصعد في قطار متجه إلى مدينة أخرى.
جذبني صوت إذاعة معهود يصعد من مكان ما من المحطة، فوجدت شاشة تعرض تاريخ ١٥٠ عام من محطة القطارات ، مع بعض اللقطات السريعة لهولندا القديمة.
أغلب الصور السينمائية الوثائقية كانت بالأبيض والأسود، والصوت معهود بالنسبة لي ، طالما سمعته في الأفلام الوثائقية القديمة وفي بعض الاذاعات .
أعدت مشاهدة العرض القصير عدة مرات. اجتذبني مغناطيس قوي للعرض التاريخي.
لا أنتمي إلى هذا المكان بالتأكيد ! ولا أنتمي للمحطة القديمة وقطاراتها وأناسها المختلفين ، ولا لعمارتها التقليدية، ولا لمواقف السيارات المحتشدة بالسيارات الصغيرة ، ولا للذي حدث من عاصفة هوجاء في عام 1953 سببت في عموم هولندا كوارث فيضانات عظيمة.
رغم هذا، أحسست بحنين جارف إلى ما مضى. شعرت بسعادة وأنا أراقب بعين معاصرة تاريخاً إنسانياً أعيش في حاضره.
استغربت تقارب هذا الشعور مع شعوري حين أشاهد صور حمص القديمة ، أو أفلاماً عنها. ثمة جاذبية ساحرة في الماضي، سواء كان ماضياً لنا علاقة في صياغته ، أو ماضياً غريباً.
لاحظت ذلك في بلاد أخرى عشت بها سنوات طويلة.
الحنين الجميل والشوق إلى ماضيها.
لا أعرف!
ربما علاقتي بالشعر هي السبب في ذلك. فأنا أبحث عن حالات شعرية في جميع المشاهدات أو القراءات.
ولطالماً كانت حمولات الماضي أسطورية. فهي من زمن لن يعود ، لكن ثمة وشائج روحية تنشأ من هذه العلاقة الملتبسة، الماضي هو جنة الإنسان المفتقدة. لا مفاتيح لها، ولا احتمال بعودتها، غير أن الحلم الشعري يعيدها للحظات خاطفة، وقد يفلح الشاعر في إعادة إنتاجها قصيدة ، ليؤسس فضاء شعرياً آخر لغيره من الشعراء والقرّاء عن الماضي الجميل المفتقد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح


.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة




.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ


.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ




.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال