الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل تهدد باستخدام السلاح النووي

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2024 / 7 / 6
الارهاب, الحرب والسلام



ظلت سياسة الغموض النووي هي المعتمدة من قبل إسرائيل بشأن حيازتها لأسلحة نووية، ولم يسبق لأي مسؤول إسرائيلي سياسي أو عسكري في موقع مسؤول أن أدلى بأي معلومات وافية بشأن هذا الملف الحساس الذي تصمت عليه الإدارة الأميركية وسائر الدول الكبرى، كما تصمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تترك مترا مربعا في العراق وإلا وفتشته عند الادعاء الاميركي البريطاني بوجود اسلحة غير تقليدية لتبرير الحرب على العراق، وكذلك فعلت في إيران لمناقشة نشاطاتها النووية، لكن هذه الوكالة التي تديرها الدول الغربية الكرى لم تفعل شيئا مع اسرائيل التي تشير التقديرات إلى امتلاكها ما بين 90- 200 رأسا نووية، وبعض المصادر ترفع العدد المتوقع إلى أكثر من 400 رأس، وصواريخ قادرة على حملها وخاصة الصاروخ البالستي (يريحو).
المعلومات التي تتسرب عن اسلحة اسرائيل النووية تتسرب على شكل نتف متفرقة، أبرزها كيفية حصول إسرائيل على التقنيات اللازمة من فرنسا، في فترة الخمسينات التي شهدت مستوى غير مسبوق في العلاقات الفرنسية الاسرائيلية، حيث كانت فرنسا هي المصدر الرئيسي للأسلحة الاسرائيلية قبل ان ينتقل مركز الثقل للولايات المتحدة، وتشير مصادر تاريخية عديدة إلى أن العلاقات الفرنسية الاسرائيلية شهدت تقاربا استثنائيا في الخمسينات تمثل بالمساعدات الاستخبارية الاستثنائية التي قدمتها اسرائيل لفرنسا خلال حروبها ضد حركات التحرر في شمال افريقيا، وتجسدت هذه العلاقات في مشاركة فرنسا واسرائيل لبريطاني في العدوان الثلاثي على مصر بعد تأميم قناة السويس، أما موضوع نقل أسرار السلاح النووي فقد جرى في أواخر عهد الرئيس الفرنسي رينييه كوتي ورئيس الوزراء غي موليه الذي كان من اشد داعمي اسرائيل. ولعب شمعون بيرس الذي شغل موقع رئاسة وزراء اسرائيل اكثر من مرة ثم اصبح رئبيا للدولة، لعب دورا رئيسيا في ترتيب العلاقات السرية الفرنسية الاسرائيلية حيث كان يشغل منصب مدير عام وزارة الدفاع حين كان دافيد بن غوريون رئيسا للوزراء. وكان بن غوريون مهووسا باقتناء اسرائيل للسلاح النووي بذريعة منع حصول محرقة (هولوكوست) ثانية لليهود، وكان يفترض أن أهم ثلاثة شخصيات ساهمت في اختراع السلاح النووي وهي العالم البرت اينشتاين، وروبرت اوبنهايمر (ابو القنبلة الذرية) وادوارد تيلر (ابو القنبلة الهيدروجينية) هم يهود، واشرف بن غوريون هو وبيرس على ايفاد عدد من طلاب الدراسات العليا الاسرائيليين في مجال الفيزياء للدول الغربية المتطورة لكي يحصلوا على المعارف العلمية اللازمة لانتاج السلاح النووي.
تعددت الاشارات لاحقا حول امتلاك اسرائيل للسلاح النووي، وينقل الصحفي يوسي ميلمان عن حارس شخصي لرئيسة الوزراء السابقة غولدا مائيرن أنه في بداية حرب اوكتوبر وحين كانت الأمور تشير إلى احتمال هزيمة اسرائيل، طرح وزير الدفاع آنذاك موشي ديان على غولدا اقتراح استخدام السلاح النووي، فردت عليه بالقول " هذا ما كان ينقصني". وفي العام 1986 انفجرت قضية الخبير النووي الاسرائيلي مردخاي فعنونو الذي كشف جانبا من الأسرار النووية الاسرائيلية فاستدرجته المخابرات الاسرائيلية من بريطانيا الى ايطاليا وهناك قامت بتخديره واختطفته ونقلته سرا الى اسرائيل حيث حوكم وأمضى في السجن 18 عاما في ظروف بالغة القسوة، وحتى بعد الافراج عنه ظل يتعرض لمضايقات واعمال تنكيل واعتقل عدة مرات بسبب خرقه قيود الافراج عنه وحديثه مع اجانب، حتى اضطر مؤخرا للعيش في احدى كنائس القدس الشرقية.
خلال الحرب الحالية على قطاع غزة والتوتر المتصاعد مع حزب الله ومع ايران تعددت الدعوات لتوجيه ضربات قاسية وغير مسبوقة للنان وايران، احيانا بشكل غير مباشر (رد غير مسبوق وغير تقليدي) وأحيانا بشكل صريح كما فعل المؤرخ المشهور بيني موريس الذي ادعى أن الحفاظ على وجود إسرائيل أهم من كل ردود الفعل التي يمكن ان يثيرها الرد النووي. وفي تصريح نادر ومباشر وصريح لأي مسؤول إسرائيلي، قال يائير كاتس رئيس لجنة العاملين في الصناعات الجوية، والتي تنتج صواريخ "يريحو" القادرة على حمل أسلحة نووية "لدينا سلاح قادر على كسر التعادل" والأميركيون والألمان والبريطانيون يقدمون لنا مساعدات استخبارية مهمة.
وقال كاتس في تصريحات نقلها موقع (واللا) العبري أن إذا شنت كل من إيران واليمن وسوريا والعراق وباقي دول الشرق الأوسط هجوما لتصفية الحساب مع إسرائيل، فلدينا القدرة على استخدام "سلاح يوم القيامة". وهذه أول مرة يدلي فيها مصدر إسرائيلي ذو صلة بتصريح يفصح فيه عن امتلاك إسرائيل أسلحة نووية، حيث ظلت السياسة الإسرائيلية تجاه الموضوع تتعمد الغموص المتعمد الذي يمكن أن يردع الخصموم ولكنه لا يثير احتجاجات عالمية، حتى طلب الوزير عميحاي الياهو من حزب "عوتسما يهوديت" بقصف غزة بقنابل نووية لم يؤخذ على محمل الجد، لكونه على الأغلب لا يعلم شيئا. وقال كاتس أن حلفاءنا يمدوننا بالمساعدات والمعلومات المهمة التي تمكنا من متابعة التحركات المعادية وما تحمله من تهديدات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل فرانس24 يرصد لنا حالة الترقب في طهران تحسبا لهجوم إسرا


.. غارات إسرائيلية -عنيفة جدا- تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت




.. هل يؤثر مقتل هاشم صفي الدين على معنويات مقاتلي حزب الله في ج


.. انفجارات متتالية تهز ضاحية بيروت الجنوبية جراء القصف الإسرائ




.. غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات في غزة تسفر عن شهداء وجرحى