الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حماس وفتح هل ستكمن مأساتنا

علاء نايف الجبارين

2006 / 12 / 17
القضية الفلسطينية


عندما وافقت حركه حماس على الدخول في المعترك السياسي وهي التي كانت ترفضه جمله وتفصيلا قلنا أنها وقعت في الفخ الذي نصب لها ولم نجد تبريرا لها سوى أنها ربما تريد أن تكون مراقبا لأداء الحكومة المنبثقة عن المجلس التشريعي الذي سوف ينتخب فاستبشرنا خيرا بأنه سيكون هناك أناس شرفاء سيسألون أين أموال الشعب ذهبت ومن أين لك هذا ، فالكل توقع حصول حماس على مقاعد تمكنها من ألمحاسبه وهي في موقع ألمعارضه ولا يرتب عليها أي التزمت دوليه قد تحرجها وتعارض برنامجها الانتخابي وتاريخها المشرف ولكن كل توقعاتنا ذهبت أدراج الرياح ووقعت ألمفاجئه والتي حتى قاده حركه حماس لم يتوقعوها وصرحوا بذلك إذ فازت الحركة واغلبيه المجلس التشريعي ما يؤهلها لتشكيل الحكومة ولكن المجتمع الدولي استبق كل الإحداث محذرا من قطع كل المساعدات في حاله تشكيل حماس للحكومة بدون الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والإرهاب كما يسمون مقاومتنا ألشريفه مناقضا بذلك كل حديثه عن الديموقراطية وضرورة سريانها في الشريان العالمي مع أنهم اعترفوا بان الانتخابات التي جرت في الأراضي الفلسطينية تعتبر أنزه عمليه ديموقراطية جرت في ألمنطقه وهناك من تحدث أنها تفوقت على الديموقراطية الامريكيه التي يتبجحون بها
وكان أرقى ما في ديموقراطيتا هو قبول الطرف الأخر بها وان كان على مضض بالنتائج وتسليمه للسلطة بشكل سلمي ، لكن منطقه القوه كان لها اليد الطولى فنفذ العالم المفتقر للعدالة تهديده وقطع المساعدات التي لا تسير الحياة الفلسطينية إلا بواسطتها بحكم طبيعة السلطة ونشأتها ألقائمه على المنح0
الشعب الفلسطيني وبكافه شرائحه احترم خيار الاغلبيه مع وجود قله غير معتادة على العيش بدون كرسي لهذا الانتصار
حتى هذه أللحظه الأمور تسير على جزء من آلما يرام ، الشعب الفلسطيني وقف مع حكومته ورفض الحصار المفروض على الحكومة وسياسة التجويع التي تهدف إلى ارضاخ وقتل التجربة الفلسطينية
واتهمنا كل من يطالب بالرضوخ بأنه متآمر ورفضن ا أي مبرر لإسقاط الحكومة وصبر الفلسطينيين اشهرا عده دون أي يتحدث أحدا بضرورة النظر بوقائع الأمور لأنه سيجابه برفض وسخط شعبي عارم
الأمور بدأت تصعب والموظفين بدئوا بالشكوى فلا يوجد موارد أخرى للعيش والكل معتمد تقريبا على رواتب الموظفين والحكومة الجديدة لا تقدم سوى المواعظ والخطب التي تطلب الصبر والوقوف بوجه الحصار والمستفز بالأمر والذي جعل الموظفين يرفضون ما يجري ما يصل للناس من أن هناك مساعدات تقدم لكوادر ومؤيدين حركه حماس ويستثنون الآخرين ، فبدا الناس يتحدثوا عن ظروره قيام الحكومة بمبادرات عمليه بعيدا عن الخطابات لتخرجهم مما واقعهم المرير ، ولكنهم جوبهوا باتهامات علنية بأنهم متآمرين ، شيئا فشيئا بدا الشعب الفلسطيني يضجر فالجوع والفقر لا دين ولا وطن له والحماسيين يطلبون الصبر ، ولكن يبدو أننا دخلنا نفقا لا نهاية له فهناك تناقضا بيين المطالب الدولية والأماني الحماسية
فتحدث البعض على ضرورة تشكيل حكومة وحده وطنيه تمثل كافه الأطر وتكون مقبولة دوليه واخذ الأمر على محمل الجد وبدئوا بالتفاوض واتفقوا على كل الأمور ولم يبقى سوى الإعلان عن استقالة الحكومة لتشكيل الحكومة التوافقية ولكن تفاجئ الجميع بتنصل إسماعيل هنيه عن الاتفاق وعندما بحثنا بالأمر وجدنا أن الرفض لم يأتي منه وإنما من الخارج أي من قيادات حماس في الخارج وعلى رأسهم خالد مشعل والذين نعتقد بأنهم ينظرون للأمور بعيون السادة في الدول ألمستضيفه لهم والتي ترى أن من مصلحتها إفشال أي حكومة قد تؤدي إلى الانفراج فعدنا لنقطه الصفر والشعب يتساءل ماذا بعد ؟
لم يعد هناك أي أمل في حلول قد تخرجهم مما هم فيه والإضراب الذي بدوا بيه لم يؤثر بالحكومة فهي تعتبر كل المضربين متآمرين وحاولت بكل السبل إفشاله من تشكيل نقابات ولجان مواليه لها تنادي بإنهاء الإضراب ولكن الجوع والفقر له قوته وسحره في هذه القضايا فاستمر الاظراب واشتد واشتدت الاتهامات من منابر الجوامع بالتآمر والخيانة والامركه والتصهين فلم يكن الرد على هذه الاتهامات سوى جدوا لنا حلا وجوعوا مثلنا لا أن تطالبونا بالزيت والزعتر وتوزعون على مناصريكم المساعدات
حتى هذه أللحظه نحن في وسط النفق لا نستطيع ألعوده ولا التقدم فالمفاوضات كلها تنتهي بالفشل فكل الإطراف مصره على ما تريد العالم يريدها حكومة لا يطغي عليها اللون الأخضر وحركه فتح تريد أن تكون مشاركا أصيل في الحكم ولا ننسى أن هناك أطراف في حركه فتح أيضا تريد إفشال الحكومة وحركه حماس ليس من السهل أن تسلم الكرسي بعد كل هذا العناء
ونعتقد بان الخروج من هذا المنعطف الخطير يكون بإعطاء الإطراف مهله محدده للاتفاق والخروج بحكومة تستوفي الشروط وتكون أجواء التفاوض بعيده عن التأثير الخارجي فنحن الذين نعاني لا احد سوانا وإذا لم يتم الاتفاق قبل انتهاء ألمهله فيجب ألعوده للشعب مره أخرى ولا يوجد في هذا المطلب أي التفاف أو انتقاص من شان حماس فالذي انتخبهم وأوصلهم للحكومة هم الشعب الفلسطيني والانتخابات لن يشارك فيها شعبا أخر فمن يكون اسمه في السجل الانتخابي سوف ينتخب فلو كانت الحدود تحت سيطرتنا لوجدنا لهم مبررا للخوف من أن يأتوا بأناس من الخارج لكي ينتخبوا
وفي حاله عدم الوصول إلى أي اتفاق نعتقد بان كلا الطرفين حماس وفتح تريد للأوضاع أن تقترب للهاوية تماشيا مع سياسة حافة الهاوية أي الوصول إلى حافة الخطر لكي يجبر الطرف الأخر على التنازل ولكلا الطرفين أهدافه من حاله الفوضى ، حماس تريد أن تبقيها فوضى حتى يقتنع العالم أن لا استقرار بدون التحاور والقبول بحماس كحركة فلسطينية وصلت للحكومة بانتخابات وبالتالي كلما توسعت الفجوة بين الاستقرار وعدمه كلما ازداد الضغط على العالم للتعامل مع حماس
وأما حركه فتح والتي ترى أنها خسرت كل شي بعد الانتخابات وصدمت من نتائجها ولكن هذا عقاب الشعب لها ولرجالاتها عن ممارساتهم من اختلاسات وعربدة في شوارع الضفة وغزه فهي ترى بأنه كلما ضاق الأمر على الفلسطينيين واقترب شبح الحرب الاهليه فستبقى الحكومة الحالية مشلولة معطله وبالتالي لن تستطيع أن تقوم بواجباتها فسيقوم الشعب بدوره في إسقاطها
ومن هنا تبرز ألحاجه إلى وسيط يمثل حلقه التوازن بين الطرفين بحيث لا يكون لاحدهما غلبه على الأخرى وهذا الوسيط يتمثل بالحركة الديموقراطية اليسارية والتي تعاني أيضا من مشاكل ومصاعب على مستوى المجتمع العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص وبالتالي يجب على هؤلاء أن يقيموا أنفسهم وبعيدو ترتيب أوراقهم لأنهم إذا نجحوا بذلك فسيكونواِ المنقذين 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د