الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سُعَار (3)

عبد الله خطوري

2024 / 7 / 7
الادب والفن


لا .. لا .. أنا لستُ ضحية أحد ولا أشكو أحدا .. مصيري بيدي سأعيشه كيفما أردتُ أنا لا كيفما شاءتْ مشيئتهم .. لن يسخروا مني ثانية .. كفى ضحكا من شيبتي .. سأنامُ مُخَدّرا بهذه المُهدئات التي تُعَفِّرُ كُرَيَاتِي وتنهشني .. لمْ يَعُدْ ثَمَّةَ من أمل ... لقد طرقتُ جميع الأبواب الرسمية وغير الرسمية .. كلهم يبتسمون يوعدون بالخير الكثير ولا ينفذون .. أنا كنتُ أنفذُ ما يطلبون عندما كنتُ في الفلواتِ السودِ تحت آمرتهم .. لَمْ أكُنْ أطلب إلا فُتاتاتٍ من حُقوقي لكنهم قالوا كلاما كثيرا لَمْ أفهمْ منه شيئا كتبوا في أوراق مكاتبهم كلاما مبهما لَمْ أقرأه أبداً لأني ببساطة لا أعرفُ شيئا آسمه القراءة ولا الكتابة .. فقط كنتُ أبصمُ هنا عندما يقولون لي ابصم هنا .. واللهُ يشهد كم هي البصمات التي وزعتُها في أوراقهم بسخاء دون أنْ أجدَ بَصْقَةً من سخاء ترطب لواعجي وآلامي .. حتى الأدوية المُهَدِّئَة بعد أن أصِبْتُ بالمرض العضال لم يكنْ راتبي الحسير يكفلُها لي .. وكَمْ تألمتُ وأنا أطرق أبواب التغطية الصحية أجَهِّزُ الأوراقَ تلوَ الأوراقِ وبدني الذاوي غارقٌ في كرسي جامدٍ يساعدني خلقُ الله الطييون يدفعون بي العَجلتيْن قُدُما في الدُّرُجِ والطرقات الصاعدة والهابطة آملا في حَقٍ لي لمْ أستطعْ نيلَه في نهاية المطاف لأمكثَ هنا في قَبْوي الحادر أتأملُ في فُتورٍ كل ماحدث ويحدث لي .. الأولاد .. !!؟؟ .. ههه .. لا أولادَ لا هم يحزنزن .. عشتُ طيلة الوقت بمفردي بعد أنْ تركتُ الوالدةَ والوالدَ في الجبل يحلمون بيوم تضجُّ فيه الحياةُ بكركرات صبية صغار مِنْ حشاي من صُلْبي من عَقبي مِنْ .. آه .. !!.. لا بَدَنَ لي ..!!.. وطفقتُ أقتاتُ الوحدةَ آمِلا في يوم ما يكونَ ذاك اللقاء الجميل الذي يتحدث عنه الجميع .. كنتُ أؤجلُ القضيةَ دائما الى غَدٍ يأتي تزدهي فيه الظروف ويبسط الحال .. لكن أبدا لمْ يأت ذاك الغَدُ .. وحده المُحال الذي أقبل بفواجعه وأودى بآخر ورقة توت كانت تُزين كياني وتُحْيِي مَوَاتي .. ذهب الرُّواءُ وغَدَت الحياة قبض ريح زاحفة بالخراب والبوار في روحي في فراغ يملؤني .. الآن .. أعلمُ ذلك .. سأموووتُ .. أدركُ أنْ لا جدوى من كل هذا الضجيج الصامتِ في كبدي .. لكن رغم ذلك أعيدها أكررها .. هذا ليس عدلا .. ليس عدلا أنْ أُعَامَلَ بهذه الطريقة في أرضي وفي ما خِلْتُهُ دوما وطني .. أُرْمَى هكذا قمامة الى أقصى أقصى أنحاء المدينة القَميئة أقطن قبو قصدير تعمقُ رطوبتُهُ ونتانتُه مَواجعي كل يوم .. أبَعْدَ كل تلك السنين أُلْفَظُ هكذا ؟! تحتويني المواجعُ والقوارعُ .. بعد كل تلك الخدمة والتضحية .. هكذا ؟؟ لا .. ليس عدلا .. لكن مالي والعدل الآن وحالتي فاق تقهقرُها كُلَّ ما يمكن أنْ تحتمله المظالمُ والشكاياتُ وتوقع صدور الأحكام .. لا حكم الآن الا لي .. مصيري بيدي .. لا شكوى بعد اليوم .. لا استجداء لا سعاية للعواطف التي جَمَّدَها أصحابُها صرفوها دراهم كثيرة لا تُعَد ولا تُحصى وأوْدَعُوهَا صناديقَ فخمةً تُقْفَلُ تُفْتَحُ بأرقام مُبْهَمَة لا يعلمُ سِرَّها الا الراسخون في تكْبيل العواطف وتَسْيِيجِ القلوب .. لا قلبَ لي .. لقد قتلوا آدميتي .. فلتكنْ مشيئتهم إذن ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم الممر مميز ليه وعمل طفرة في صناعة السينما؟.. المؤرخ ال


.. بكاء الشاعر جمال بخيت وهو يروي حكاية ملهمة تجمع بين العسكرية




.. شوف الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إيه عن فيلم حكايات الغري


.. الشاعر محمد العسيري: -عدى النهار- كانت أكتر أغنية منتشرة بعد




.. تفاصيل هتعرفها لأول مرة عن أغنية -أنا على الربابة بغني- مع ا