الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عشْتَارِ الفُصُولِ: 14164 القَرْنُ الحَالِيُّ هُوَ خَلْطُ الحَضَارَاتِ وَالشُّعُوبِ بِثَقَافَاتِهَا المُخْتَلِفَةِ.
اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)
2024 / 7 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
رَأْيٌ غَيْرُ مُلْزِمٍ لَكِنَّنِي أُدَافِعُ عَنْهُ. (قِرَاءَةٌ وَوَجْهَةُ نَظَرٍ)
الشَّرْقُ الأَوْسَطُ وَأَفْرِيقْيَا الوَرِيثُ الشَّرْعِيُّ بِحُكْمِ الضَّرُورَةِ لِأُورُوبَّا وَالغَرْبِ.
حَافَظَتِ المُجْتَمَعَاتُ العَالَمِيَّةُ عَلَى جُزْءٍ كَبِيرٍ مِنْ خُصُوصِيَّتِهَا خِلَالَ القَرْنِ العِشْرِينَ المَاضِي، رَغْمَ الحُرُوبِ وَالِاسْتِعْمَارِ، إِلَّا أَنَّنَا كُنَّا أَمَامَ وَحْدَةِ الثَّقَافَاتِ عَلَى أَرْضِهَا التَّارِيخِيَّةِ. وَأُورُوبَّا وَالدُّوَلُ الإِسْكَنْدِنَافِيَّةُ وَبِرِيطَانْيَا كَانَتْ مُجْتَمَعَاتٍ لَهَا خُصُوصِيَّتُهَا وَثَقَافَتُهَا وَتَرْبِيَتُهَا وَقَوَانِينُهَا الَّتِي كَانَ الإِنْسَانُ يَحْتَرِمُ تِلْكَ القَوَانِينِ، لَا بَلْ حَتَّى اليَوْمَ تَرَاهُ يَمُوتُ دُونَ قَوَانِينِ بِلَادِهِ ـــ وَلِكُلِّ قَاعِدَةٍ اسْتِثْنَاءٌ ـــ وَفِي هَذِهِ الأَيَّامِ نَرَى تَدَهُورًا غَرِيبًا فِي الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ وَتَفَكُّكَ بِنْيَةِ الخَلِيَّةِ الأُولَى (الأُسْرَةِ)، لَا بَلْ إِنْفِلَاتًا لَيْسَ لَهُ مَثِيلٌ غَيْرُ تِلْكَ الحَالَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعِيشُهَا المُجْتَمَعَاتُ حِينَ كَانَتْ جُيُوشُ جَنْكِيزْخَانْ تَغْزُو العَالَمَ (وَتُقَلِّبُ المَوَازِينَ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ).
وَمِنْ خِلَالِ قِرَاءَةٍ مَوْضُوعِيَّةٍ وَعِلْمِيَّةٍ لِوَاقِعِ القَارَّةِ الأُورُوبِّيَّةِ وَالدُّوَلِ الإِسْكَنْدِنَافِيَّةِ وَبِرِيطَانْيَا وَكَانَدَا وَالوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ، تِلْكَ القِرَاءَةِ الَّتِي تَعْتَمِدُ العَمَلِيَّاتِ الحِسَابِيَّةِ وَالمُتَوَالِيَاتِ الرِّيَاضِيَّةِ، يَظْهَرُ لَنَا أَنَّ التَّدَهُورَ الحَاصِلَ فِي البِنْيَةِ السُّكَّانِيَّةِ (المُورْفُولُوجْيَا) وَالحَاجَةَ إِلَى مَنْ يَأْتِي إِلَى أُورُوبَّا سَوَاءٌ أَكَانَ بِشَكْلٍ شَرْعِيٍّ أَوْ غَيْرِ شَرْعِيٍّ، كُلُّ هَذَا (القَوَانِينِ الخَاصَّةِ بِاللُّجُوءِ) ذَلِكَ بِقَصْدِ سَدِّ النَّقْصِ البَشَرِيِّ الحَاصِلِ فِي مُخْتَلَفِ المَيَادِينِ وَالأَعْمَالِ وَمَفَاصِلِ الحَيَاةِ فِي الغَرْبِ عَامَّةً وَأُورُوبَّا خَاصَّةً.
نَعْتَقِدُ وَنُؤَكِّدُ بِأَنَّ الحَاصِلَ وَالَّذِي سَيَحْصُلُ بَعْدَ عَشْرَةِ أَعْوَامٍ، حَيْثُ سَيَزْدَادُ مَوْضُوعُ عَدَمِ الاِنْدِمَاجِ وَتَأْسِيسِ كِيَانَاتٍ تَقُومُ عَلَى الدِّينِ وَالمَذْهَبِ فِي مُوَاجَهَةِ أَصْحَابِ البِلَادِ الأَصْلِيِّينَ، مِمَّا سَيَزِيدُ الأَوْضَاعَ السَّلْبِيَّةَ تَدَهُورًا وَالنَّتِيجَةُ طَبِيعِيَّةٌ لِمَا اتَّخَذَتْهُ الطَّبَقَاتُ السِّيَاسِيَّةُ الحَاكِمَةُ خِلَالَ رُبْعِ قَرْنٍ مَضَى.
أَضِفْ إِلَى ذَلِكَ التَّعَالِيمَ الدِّينِيَّةَ لِلمَسِيحِيِّينَ الَّذِينَ يَتَمَسَّكُونَ بِهَا دُونَ إِعْمَالِ العَقْلِ فِيهَا. أَجَلْ، تِلْكَ التَّعَالِيمَ الَّتِي أَرَى أَنَّهَا تُصْلِحُ لِلمُجْتَمَعَاتِ المَلَائِكِيَّةِ وَلَيْسَ لِمَنْ يَعِيشُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَقَدْ تَمَسَّكُوا بِالحَرْفِ دُونَ قِرَاءَتِهِ قِرَاءَةً تَتَنَاسَبُ مَعَ التَّطَوُّرِ وَالتَّقَدُّمِ. وَلِسَانُ حَالِهِمْ يَقُولُ: (مُنْذُ البَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى).
وَمَعَ أَنِّي لَا أُرِيدُ أَنْ أَدْخُلَ إِلَى غُرَفِ التَّشْرِيحِ لِلْمُنْطَلَقَاتِ النَّظَرِيَّةِ لِلأَدْيَانِ، إِلَّا أَنَّنِي أَقُولُ لَقَدْ قَتَلُوا وَأَغْفَلُوا وَلَمْ يُفَعِّلُوا قَوْلَ السَّيِّدِ المَسِيحِ الَّذِي أَعْطَانَا مِفْتَاحًا حَقِيقِيًّا وَمَوْضُوعِيًّا وَيَتَمَاشَى مَعَ كُلِّ العُصُورِ بِحَسَبِ ضَرُورَاتِهَا حِينَ قَالَ: (كُلُّ مَا تَحُلُّوهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاءِ).
لَقَدْ تَرَكُوا حَرَكَةَ المُجْتَمَعَاتِ وَالتَّطَوُّرَ وَالنُّمُوَّ وَالأُمُورَ الأُخْرَى عَلَى عِلَاتِهَا وَلَمْ يُعْطُوا لِلْحَيَاةِ الأَرْضِيَّةِ أَهَمِيَّةً، وَكَأَنَّنَا خُلِقْنَا فَقَطْ مِنْ أَجْلِ العَالَمِ الآخَرِ دُونَ الاِكْتِرَاثِ بِضَرُورَاتِ الحَيَاةِ وَجَبْلَتِنَا وَشَخْصِيَّتِنَا وَمُكَوِّنَاتِنَا، وَالحَدِيثُ هُنَا يَطُولُ.
أَجَلْ، إِنَّ التَّعَالِيمَ الدِّينِيَّةَ لِلمَسِيحِيَّةِ بِشَأْنِ تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ، وَالخِتَانِ كَمَا خُتِنَ السَّيِّدُ المَسِيحُ وَفَوَائِدِهِ وَالوِلَادَاتِ كُلُّهَا تَرَاكُمَاتٌ تَارِيخِيَّةٌ تَمَّتْ فِي مَسِيرَةِ هَذِهِ المُجْتَمَعَاتِ. لِهَذَا كَانَ لَابُدَّ أَنْ تَتَحَوَّلَ إِلَى مُجْتَمَعَاتٍ هَشَّةٍ وَمَرِيضَةٍ فِي أَعْمَاقِهَا تُجَاهَ البِنْيَةِ الأَسَاسِيَّةِ لِلْوُجُودِ مَعَ ضَرُورَةِ وَأَهَمِيَّةِ وُجُودِ دِرَاسَةٍ.
لِمُخَلَّفَاتِ الحَرْبَيْنِ العَالَمِيَّتَيْنِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ وَمَا خَلَّفَتْهُ مِنْ تَدْمِيرٍ لِلْبُنَى التَّحْتِيَّةِ وَلِقَتْلِ المَلَايِينِ مِنَ الشَّبَابِ وَالرِّجَالِ وَظُهُورِ مَدَارِسَ أَدَبِيَّةٍ وَفَلْسَفِيَّةٍ وَفَنِّيَّةٍ وَتَرْبَوِيَّةٍ، إِلَّا أَنَّنَا لَمْ نَجِدْ وَلَمْ نَلْحَظْ مِنْ أَحَدٍ وَهُوَ يَطْرَحُ رُؤْيَةً جَدِيدَةً مِنْ أَجْلِ تَسْدِيدِ مُسْتَحَقَّاتِ النَّقْصِ البَشَرِيِّ مِنَ الرِّجَالِ تِجَاهَ نِسْبَةِ الإِنَاثِ الَّتِي كَانَتْ نِسْبَتُهُنَّ عَالِيَةً فِي المُجْتَمَعَاتِ الغَرْبِيَّةِ جَرَّاءَ مَقْتَلِ الشَّبَابِ وَالرِّجَالِ فِي الحَرْبَيْنِ المَذْكُورَتَيْنِ آنِفًا.
هَذَا بَقِيَ دُونَ مُعَالَجَةٍ مَوْضُوعِيَّةٍ وَعِلْمِيَّةٍ، وَسَادَتْ رُوحُ العَبَثِيَّةِ بِشَكْلٍ مُتَزَايِدٍ خَاصَّةً بَعْدَ الحَرْبِ الثَّانِيَةِ وَنُشُوءِ مُجْتَمَعَاتٍ لَا تَعْتَمِدُ عَلَى عُنْصُرِ الأُسْرَةِ الكَبِيرَةِ. هَذَا كُلُّهُ جَرَّاءَ التَّطَوُّرِ الصِّنَاعِيِّ الَّذِي كَانَتْ نَتَائِجُهُ المَادِّيَّةُ أَكْثَرَ رِبْحًا مِنَ المُجْتَمَعَاتِ الزِّرَاعِيَّةِ، وَلِهَذَا خُلِقَتْ مُجْتَمَعَاتُ الحَضَارَةِ الصِّنَاعِيَّةِ وَالثَّوْرَةِ التِّكْنُولُوجِيَّةِ الَّتِي تَعْتَمِدُ عَلَى عَالَمٍ خَاصٍّ بِهَا فِي الجَانِبِ الأُسَرِيِّ وَالإِنْسَانِيِّ بِشَكْلٍ عَامٍّ.
إِنَّ القَارِئَ لِلنُّمُوِّ السُّكَّانِيِّ فِي القَارَّةِ الأُورُوبِّيَّةِ خَاصَّةً مُنْذُ مُنْتَصَفِ سَبْعِينِيَّاتِ القَرْنِ العِشْرِينَ المَاضِي سَيَجِدُ انْخِفَاضًا مَلْحُوظًا فِي الوِلَادَاتِ مَعَ تَشَرْذُمٍ وَتَشَتُّتٍ وَتَفَتُّتٍ لِلأُسْرَةِ، وَلِهَذَا كَانَتْ تِلْكَ مُقَدِّمَاتٍ لِنَتَائِجَ تَحْصُدُهَا القَارَّةُ العَجُوزُ الَّتِي يَبْلُغُ عَدَدُ سُكَّانِ الاِتِّحَادِ الأُورُوبِّيِّ 717 مِلْيُونَ نَسَمَةٍ وَمُعَدَّلُ النُّمُوِّ هُوَ 0.00092% - . هَذَا مَعَ العِلْمِ بِأَنَّ نِسْبَةَ الإِنَاثِ أَكْثَرُ مِنْ نِسْبَةِ الذُّكُورِ، كُلُّ هَذَا يَخْلُقُ حَاجَةً مَاسَّةً لِدِرَاسَةِ المُسْتَقْبَلِ الأَخْلَاقِيِّ وَالصِّحَّةِ النَّفْسِيَّةِ وَالعَقْلِيَّةِ لِلمُجْتَمَعَاتِ الغَرْبِيَّةِ. لِهَذَا نَعْتَقِدُ وَنَجْزِمُ بِمُشَارَكَاتٍ خَفِيَّةٍ وَسِرِّيَّةٍ مِنْ قِبَلِ الدُّوَلِ الغَرْبِيَّةِ لِقِيَامِ حُرُوبٍ فِي مَنَاطِقَ مِنَ العَالَمِ، جُزْءٌ مِنْ غَايَاتِهَا هُوَ هُرُوبُ غَالِبِيَّةِ النَّاجِينَ إِلَى الاِتِّحَادِ الأُورُوبِّيِّ وَالغَرْبِ بِشَكْلٍ عَامٍّ لِسَدِّ النَّقْصِ الحَاصِلِ فِي البِنْيَةِ السُّكَّانِيَّةِ فِي أُورُوبَّا، فَهَؤُلَاءِ يَأْتُونَ رَاكِضِينَ بِأَرْجُلِهِمْ إِلَى أُورُوبَّا وَأُورُوبَّا تُقَدِّمُ لَهُمْ مِلْيَارَاتِ اليُورُواتِ سَنَوِيًّا. لَا بَلْ تَبْلُغُ فِي دِرَاسَةٍ حَقِيقِيَّةٍ فِي أَلْمَانْيَا مَا تُقَدِّمُهُ لِلسُّورِيِّينَ فَقَطْ مَا يَزِيدُ عَنْ 2 مِلْيَارِ يُورُو.
هَذِهِ الجُزْئِيَّةُ أَوْرَدْنَاهَا لِأَنَّ مَجِيءَ النَّاسِ إِلَى أُورُوبَّا يَعْتَمِدُ عَلَى دِعَامَتَيْنِ أَسَاسِيَّتَيْنِ هَكَذَا نَرَى: الأُولَى هِيَ أَنَّ الحَالَةَ المَعِيشِيَّةَ وَالعِنَايَةَ وَالأَمْنَ وَالاِسْتِقْرَارَ وَفُرْصَةَ لاِسْتِغْلَالِ التَّعْلِيمِ وَتَقْدِيمِ الخَدَمَاتِ لِلقَادِمِينَ وَتَأْمِينِهِمْ صِحِّيًّا، كُلُّ هَذَا خَلَقَ حَافِزًا وَدَافِعًا لِقُدُومِ المَلَايِينِ حَتَّى لَمْ تَكُنْ أَسْبَابُ الحُرُوبِ لَدَيْهِمْ هِيَ الدَّافِعَ، بَلْ طَمَعًا فِي تَحْسِينِ أَوْضَاعِهِمْ عَلَى حِسَابِ مَا يُقَدِّمُهُ قَانُونُ اللُّجُوءِ. كَمَا أَنَّ أُورُوبَّا بِشَكْلٍ عَامٍّ تَنْظُرُ لِلمَسْأَلَةِ الإِنْسَانِيَّةِ بِمِنْظَارٍ لَا تَمْلِكُهُ بَقِيَّةُ الدُّوَلِ، وَلَكِنْ بِالنَّتِيجَةِ أَنَّ أُورُوبَّا وَالغَرْبَ وَلِقِلَّةِ المَوَالِيدِ وَانْخِفَاضِهَا الحَادِّ بَيْنَ أَهْلِ البِلَادِ، فَإِنَّ حَقِيقَةَ المُشَارَكَةِ الغَرْبِيَّةِ فِي الحُرُوبِ الَّتِي تَحْدُثُ فِي الشَّرْقِ الأَوْسَطِ وَإِحْدَاثَ تَغَيُّرَاتٍ مُورْفُولُوجِيَّةٍ فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ أَمْرٌ لَمْ يَعُدْ خَافِيًا عَلَى أَحَدٍ، وَالغَايَةُ رُبَّمَا هِيَ مُقَدِّمَاتٌ لِخَلْقِ حَتْمِيَّةِ صِدَامِ الحَضَارَاتِ الَّذِي يُبَشِّرُونَ بِهِ.
وَلِهَذَا فَالقِيَادَاتُ السِّيَاسِيَّةُ، خَاصَّةً ذَاتُ التَّوَجُّهَاتِ اليَسَارِيَّةِ، وَمَعَهَا الصَّحَافَةُ الغَرْبِيَّةُ وَعُلَمَاءُ النَّفْسِ وَالاِجْتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاِقْتِصَادِ، لَهُمْ حِسَابَاتُهُمْ الخَاصَّةُ بِشَأْنِ مَوْتِ المُجْتَمَعَاتِ الغَرْبِيَّةِ، وَيَعْلَمُونَ أَنَّ هُنَاكَ حَالَةَ مَوْتٍ سَرِيرِيٍّ لَدَى مَلَايِينِ مِنَ الكِبَارِ عُمْرِيًّا. فَمَثَلًا فِي أَلْمَانْيَا الَّتِي يَتَجَاوَزُ عَدَدُ سُكَّانِهَا وَمَعَهُمْ مَنْ جَاءَ إِلَيْهَا 85 مِلْيُونَ نَسَمَةٍ، هُنَاكَ أَكْثَرُ مِنْ 18 مِلْيُونَ نَسَمَةٍ هُمْ مَوْتَى وَلَكِنَّهُمْ أَحْيَاءٌ، كِبَارٌ فِي السِّنِّ يَنْتَظِرُونَ مُغَادَرَتَهُمْ هَذَا العَالَمَ. وَهُنَاكَ أَكْثَرُ مِنْ 16 مِلْيُونَ إِنْسَانٍ مَرِيضٍ مِنَ الشَّبَابِ وَالبَنَاتِ بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ، هَذَا عَدَا أَصْحَابِ العَاهَاتِ الَّذِينَ تَبْلُغُ نِسْبَتُهُمْ حَوَالِي 4 مِلْيُونَ نَسَمَةٍ.
وَأَمَّا العَدَدُ البَاقِي مِنَ الأَلْمَانِ، وَالَّذِي لَا يَتَجَاوَزُ عَدَدُهُمُ الـ 30 مِلْيُونَ نَسَمَةٍ...
فَهَؤُلَاءِ نِسْبَةُ الوِلَادَاتِ بَيْنَهُمْ تَكَادُ تَكُونُ بِحُدُودِ الصِّفْرِ. وَذَلِكَ لِأَسْبَابٍ شَتَّى نَذْكُرُ أَهَمَّهَا: القَوَانِينُ الخَاصَّةُ بِالوِلَادَاتِ وَالاِسْتِحْكَامُ بِمَصِيرِ الأَبِ وَرَاتِبِهِ، فِيمَا إِذَا غَلِطَ وَوَافَقَ عَلَى إِنْجَابِ مَوْلُودٍ مَا فَعَلَيْهِ تَقَعُ مَسْؤُولِيَّةُ تَقْدِيمِ مُسْتَلْزَمَاتِ مَعِيشَةِ المَوْلُودِ وَأُمِّهِ حَتَّى لَوْ لَمْ يَسْكُنْ مَعَهُمَا.
وَمِنْ ثُمَّ نَجِدُ الضَّرَائِبَ الفَائِقَةَ الَّتِي يَقْتَطِعُونَهَا مِنَ العُمَّالِ الَّتِي تَبْلُغُ حُدُودَ 19%. هَذَا عَدَا أَنَّ رَوَاتِبَ الشَّغِيلَةِ الأَلْمَانِيَّةِ لَمْ تَرْتَفِعْ رَغْمَ ارْتِفَاعِ الأَسْعَارِ وَالنَّاسِ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَحَدَّثَ بِزِيَادَةٍ. أَجَلْ، فِي الشَّرْقِ نَقُولُ إِنَّ الحُكَّامَ وَالحُكُومَاتِ دِيكْتَاتُورِيَّةٌ، وَأَمَّا فِي الغَرْبِ فَإِنَّهَا أَكْثَرُ دِيكْتَاتُورِيَّةً، لَا بَلْ بِشَكْلٍ مُقْرِفٍ وَالمُبَرِّرُ أَنَّ هَذِهِ الحُكُومَاتِ جَاءَتْ بِانْتِخَابَاتٍ بَرْلَمَانِيَّةٍ حُرَّةٍ.
المُهِمُّ الغَايَةُ الَّتِي نُرِيدُهَا هِيَ أَنَّ المُجْتَمَعَاتِ الغَرْبِيَّةَ لَا بُدَّ أَنْ تُعَالِجَ أَوْضَاعَهَا فِي قَضِيَّةِ النُّمُوِّ السُّكَّانِيِّ، وَلِهَذَا فَقُدُومُ المَلَايِينِ لِلجُوءِ سَنَوِيًّا إِلَى أُورُوبَّا وَالغَرْبِ شَيْءٌ طَبِيعِيٌّ وَمَنْطِقِيٌّ، وَلَكِنَّ الشَّيءَ غَيْرَ الطَّبِيعِيِّ هُوَ أَنَّهُمْ يَثِقُونَ بِأَنْفُسِهِمْ وَبِقَوَانِينِهِمْ وَبِآرَائِهِمْ عَلَى أَنَّهَا سَلِيمَةٌ فِي مَجْرَيَاتِ الأُمُورِ، وَأَنَّ القَادِمِينَ سَيَنْدَمِجُونَ فِي المُجْتَمَعَاتِ وَيَثِقُونَ بِأَنَّ الغَالِبِيَّةَ سَتَتَحَوَّلُ مَعَ الزَّمَنِ إِلَى مَا يُرِيدُونَهُ، مُتَنَاسِينَ دَوْرَ الوِرَاثَةِ وَالتَّرْبِيَةِ بِأَنْوَاعِهَا وَالثَّقَافَاتِ المُخْتَلِفَةِ الَّتِي تَتَعَارَضُ فِي تَقَاطُعَاتِهَا. لَا بَلْ لَا يَهُمُّهُمْ إِلَّا أَنْ تُشْبِعَ الطَّبَقَةُ الحَاكِمَةُ مِنْ إِرْوَاءِ غَلِيلِهَا فِي التَّسَلُّطِ وَالزَّهُوِّ، وَأَمَّا مَا سَيَجْرِي لِلْمُجْتَمَعَاتِ في المستقبل فَهَذَا لَا يَعْنِيهِمْ عَلَى الإِطْلَاقِ.
إِنَّ السَّنَوَاتِ العِشْر القَادِمَةِ وَعَلَى أَبْعَدِ حد سَنَجِدُ ضَرُورَةً لِتَغْيِيرِ قَوَانِينِ الحُرِّيَّةِ وَغَيْرِهَا، وَإِلَّا فَإِنَّ هَذِهِ المُجْتَمَعَاتِ وَبِحُكْمِ اخْتِلَافِ أَنْوَاعِ التَّرْبِيَةِ وَالثَّقَافَاتِ وَأَهْدَافِ جَمَاعَاتٍ بِعَيْنِهَا تُرِيدُ تَأْسِيسَ كِيَانِهَا الدِّينِيِّ وَالسِّيَاسِيِّ، فَإِنَّ وقُوعِ أَحْدَاثٍ دموية لَا يُمْكِنُ لِعَاقِلٍ أَنْ يَنْفِيهَا إِلَّا ذَاكَ الَّذِي يُسَارِعُ فِي تَغْيِيرِ كُلِّ شَيْءٍ فِي الحَضَارَةِ الغَرْبِيَّةِ لِصَالِحِ حَضَارَاتٍ أُخْرَى.
وَفِي الخِتَامِ، إِنَّ مَوْضُوعَ التَّعْمِيمِ يُبَالِغُ فِيهِ أَصْحَابُهُ، لَا بَلْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِعَدَمِ التَّعْمِيمِ وَهُوَ قَائِمٌ فَإِنَّهُمْ أَنْفُسُهُمْ يُعَمِّمُونَ إِرْهَابَهُمْ الفِكْرِيَّ وَيَمْنَعُونَ بَعْضَ النَّاسِ مِنْ أَنْ تُبْدِيَ وَجْهَةَ نَظَرِهَا أَوْ قِرَاءَتَهَا لِلْمَشْهَدِ أَوْ الظَّاهِرَةِ أَوْ الوَاقِعِ.
نَرَى أَنَّ المَسْؤُولِيَّةَ الأَخْلَاقِيَّةَ وَالتَّارِيخِيَّةَ تقوم على أَنْ تُطْرَحَ جَمِيعُ الأَفْكَارِ عَلَى طَاوِلَةِ الحِوَارِ أَوْ النِّقَاشِ أَوْ الدِّرَاسَةِ، وَيُؤْخَذَ بِجَمِيعِ السَّلْبِيَّاتِ وَالإِيجَابِيَّاتِ، وَعِنْدَهَا تُعَمَّمُ القِيَمُ الَّتِي تَتَنَاسَبُ مَعَ الوَاقِعِ وَتُتْرَكَ تِلْكَ الآرَاءُ الَّتِي لَا فَائِدَةَ مِنْهَا. عِنْدَهَا يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ فِعْلًا أَصْحَابَ مَشْرُوعٍ لِلْحُرِّيَّةِ المُنَظَّمَةِ وَلَا نُقِرَّ بِحُرِّيَّةٍ فَوْضَوِيَّةٍ.
المُجْتَمَعَاتُ الغَرْبِيَّةُ إِذَا لَمْ تَسْتَيْقِظْ وَتَدْرُسْ أَوْضَاعَهَا وَحَقِيقَتَهَا وَقَوَانِينَهَا الَّتِي تَرَهَّلَتْ وَأَصْبَحَتْ نِيرًا عَلَيْهَا، فَإِنَّهَا إِلَى تَغَيُّرَاتٍ دِرَامَاتِيكِيَّةٍ، إِنْ شَاءَتْ أَمْ أَبَتْ. وَعَلَى (نَفْسِهَا جَنَتْ بَرَاقِشُ).
وَلِلْحَدِيثِ صِلَةٌ.
إِسْحَاق قَوْمِي، أَلْمَانْيَا فِي 7/7/2024م.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مراسلة العربية: غارة على تحويطة الغدير في ضاحية بيروت الجنوب
.. رسالة من مواطن أردني لخالد مشعل: قاعد بتنظر علينا.. عيب عليك
.. -الله لا يكسبك يا نتنياهو-.. صرخة طفل فقد والده في قصف إسرائ
.. جنود الجيش السوداني يستعرضون غنائم من قوات الدعم السريع في ج
.. الهدوء الحذر يسود منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارات في