الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الامازيغية:أسس المرجعية الفكرية والخطاب 4 مبدأ الديموقراطية

محمد انعيسى

2006 / 12 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ـ مبدأ الديموقراطية في فكر الحركة الأمازيغية
لن ندخل في نقاش عقيم حول تطور مفهوم الديموقراطية،أو اعطاء جل التعاريف التي اعطيت للمفهوم من طرف المدارس الفكرية المختلفة،.بل سنفترض جدلا أن الديموقراطية هي مبدأ أنتج كنتاج موضوعي لتطور فكر الانسان،وقد دفعت الشعوب ثمنا غاليا مقابل بلورة الديموقراطية عمليا،والديموقراطية بمفهومها الواسع شديدة الارتباط بالحرية،اذ أن حرية الاعتقاد ،وحرية التعبير تعتبران من بين الاسس الحقيقية التي تنبني عليهما الديموقراطية الحديثة.والديموقراطية تعني الاحتكام الى رأي الاغلبية في الشؤون السياسية والشؤون العامة التي تهم المجتمع،والديموقراطية بماهي قيمة انسانية واسلوب في تدبير الشأن العام شديدة الارتباط بقيم التعدد والاختلاف ،اذ ان هذه المبادىء مرتبطة فيما بينها ولا يمكن الفصل فيما بينها،وقد عبر المفكر فولتير عن هذا بقوله: انا قد اخالفك الرأي،لكنني مستعد لأن أدفع ثمن حياتي مقابل التعبير عن رأيك.
الديموقراطية ثقافة وممارسة،وليست مجرد شعارات،والتعريف الشائع لدى الناس هي حكم الشعب نفسه بنفسه،والحقيقة أن هذا التعريف هو تعريف حرفي للكلمة اليونانية،أما الديموقراطية بالمفهوم الحديث فقد تجاوزت هذا المفهوم لتشمل جل الميادين،خاصة ما يرتبط بمؤسسات الدولة وأسلوب الحكم.
يذهب الكثيرون الى اعتبار الديموقراطية لم تتبلور عمليا الا مع فلسفة الأنوار ،التي توجت بالثورة الفرنسية واعلان حقوق المواطن عقب ذلك،وما الديموقراطية الا نتيجة لنضالات الشعب الأوروبي ولعل الاعلان العالمي لحقوق الانسان لخير دليل على ذلك.والحقيقة ان الديموقراطية باعتبارها قيمة انسانية قد شاركت في بلورتها جميع الشعوب،وقد ضحت من أجلها بكل ما تملك من قوة،فالتاريخ يزودنا بمعطيات تؤكد ان جميع الشعوب قد ناضلت من أجل اقرار هذه الديموقراطية، اذ أن مرارة الديكتاتورية تجعل من الانسان يميل الى الديموقراطية والمساواة،فمثلا السود قد تعرضوا للاضطهاد من طرف الانسان الأبيض ،وهذا الاضطهاد جعل من العبيد يقومون بثورة كبرى في التاريخ.كما أن الاستعمار الذي تعرضت له بعض الشعوب ،كان له أثر كبير في بلورة الديموقراطية عن طريق المقاومة وثورات التحرير الوطنية.
الديموقراطية تعني سيادة القانون الذي يشارك الشعب في صياغته ،وهكذا يتم الحديث مثلا عن الدستور الديموقراطي الذي يقر على مساواة المواطنين وفق مبدا المواطنة ،فلا تمميز بين المواطنين بسبب الدين،أو الجنس أو اللغة.
الحركة الامازيغية حركة ديموقراطية ،هذا يعني أنها تناضل من أجل اقرار الديموقراطية وذلك عن طريق مبادىء الديموقراطية نفسها،فمسألة ترسيم اللغة الامازيغية بالدستور يعتبر مطلبا ديموقراطيا،
وذلك لأن هذا المطلب لا يتعارض مع ما نصت عليه المواثيق الدولية لحقوق الانسان وهو مطلب مشروع لانسجامه مع حقيقة الواقع المغربي، وهذا شأن جميع المطالب التي ترفعها الحركة الأمازيغية فهي مطالب ديموقراطية لأنها مطالب لها تبرير واقعي،تاريخي،جغرافي،ثقافي..
وعندما رفعت الحركة الامازيغية بالمغرب لا ديموقراطية بدون امازيغية ،فانها كانت واعية تمام الوعي بهذا الشعار،اذ ان الديموقراطية لا يمكن ان تتحقق الا في ظل انصاف الامازيغية ،لغة ،ثقافة،وهوية...
الخلاصة أن الحركة الامازيغية تؤمن بمبادىء الديموقراطية ثقافة وممارسة ،وهذا ما يجعلها تتشبث بالمواثيق الدولية لحقوق الانسان، لاعتبار هذه الاخيرة نتاجا لتراكم نضالات الشعوب من اجل اقرا ر العدل والمساواة في عالم يسوده السلم والتعايش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناشطون في كورك الأيرلندية ينظمون فعاليات دعما لفلسطين


.. كاميرا الجزيرة توثق استهداف الاحتلال سيارات الإسعاف في حي تل




.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلاً على ساكنيه في مخيم البريج


.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا




.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق