الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام يحول دون استثمار موجات التعاطف الدولي مع الفلسطينيين

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2024 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أن الرؤية السياسية التي تتحدث عنها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ما زالت بالنسبة للفلسطينيين رؤية نظرية ومبهمة، بعيدة المنال، مشروطة بشروط معقدة، بينما الرؤية الأميركي لإسرائيل هي رؤية عملية وتنفيذية وواقعية تترجم نفسها عبر العقود عبر كل اشكال الدعم السياسي والعسكري والمالي والاقتصادي وحماية إسرائيل في المحافل الدولية والغططية على جرائمها بل والمشاركة في عدوانها على الشعب الفلسطيني.
وأوضح ابو غوش في حديث لصحيفة "القدس الفلسطينية" أن الفلسطينيين لم يسمعوا من الأميركيين حتى الآن سوى الكلام، والولايات المتحدة لم تكن في يوم من الأيام وسيطا نزيها بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لا في رعايتها الأحادية والحصرية لاتفاق أوسلو وتطبيقاته، ولا في "وساطتها" خلال مفاوضات التهدئة في الحرب الحالية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. من الناحية الظاهرية تقدم الولايات المتحدة نفسها كوسيط، ولكنها عمليا شريك في الحرب عبر تزويد إسرائيل بعشرات آلاف الأطنات من الأسلحة الفتاكة الموجهة للمدنيين والتي قتلت إسرائيل بواسطتها حتى الآن أكثر من أربعين ألف شهيد فلسطيني، 70% منهم نساء وأطفال، وجرحت أكثر من مئة وثلاثين ألفا، وشردت أكثر من مليوني فلسطيني عن منازلهم واماكن سكناهم.
واضاف حتى ما تصرح به الإدارة الأميركية عن حل الدولتين ما زال كلاما في الهواء، مع أن فكرة الدولة الفلسطينية تطح من الأميركيين باعتبارها ضرورة لمن إسرائيل وليست تجسيدا لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، بل إن حديث الرئيس بايدن عن هذه الدولة اقترن بحديثه عن أشكال مختلفة ومتنوعة من الدول والسيادة، وكأن الأمر يتحدد في نهاية المطاف بناءا على مصالح إسرائيل وشروطها واعتباراتها الأمنية. ولفت إلى أن ما رأيناه عمليا من الإدارة الأميركية هو تصويتها في مجلس المن منفردة ضد إرادة المجتمع الدولي لدعم قيام دولة فلسطينية، حيث صوتت معترضة بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
وأشار إلى أن أبشع المواقف التي اتخذتها الإدارة الأميركية الحالية ضد الشعب الفلسطيني تجسد في الضغط السياسي المتواصل الذي مارسته ضد الفلسطينيين إلى جانب الضغط العسكري والمجازر التي اقترفتها إسرائيل، لدفع الفلسطينيين إلى الموافقة على الاقتراح الاسرائيلي الأميركي عللى علاته، أي كما هو وبكل الثغرات الموجودة فيه بما في ذلك طلب الإقرار الفلسطيني بحق إسرائيل في مواصلة الحرب، وإعادة احتلال أجزاء من قطاع غزة، ومنح إسرائيل حق وضع شروط على طريقة عودة النازحين إلى أماكن سكناهم بالإضافة لمنح اسرائيل حق الفيتو تجاه أي اسير فلسطيني تطلب المقاومة الإفراج عنه. في حين أن الإدارة الأميركية لم تنطق بحرف واحد ضد إسرائيل حين رفضت موافقة الفلسطينيين على الاقتراح الذي كانت كل من أميركا وإسرائيل تصفه بأنه "اقتراح سخي". ولا ننسى أن هذه الإدارة ذاتها هي التي نكثت جميع الوهود التي تعهد بها المرشح جو بايدن أثناء حملته الانتخابية للجاليات الفلسطينية والعربية، ومن ضمنها الوعد بإعادة افتتاح القنصلية الأميركية في القدس، واعادة افتتاح مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن.
وقال أبو غوش أن إسرائيل تواصل تنفيذ خطة اليمين الفاشي والاستيطاني الاسرائيلي لحسم الصراع مع الفلسطينيين بالقوة وليس بالتفاوض، وهذه خطة بدأت قبل الحرب اللأخيرة على غزة، ويرى اليمين الاستيطاني أن الحرب تشكل فرصة مواتية لتنفيذ الأجندات المؤجلة بما فيها مواصلة تهويد القدس وتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتوسيع الاستيطان وسرقة مزيد من الأراضي الفلسطيني، وتكريس فصل الضفة الغربية عن غزة، واجتثاث أي مظهر مقاوم أو سلمي من مظاهر رفض الاحتلال.
ووفق أبو غوش، فإن إسرائيل تجابه تضامناً عالمياً غير مسبوق مع القضية الفلسطينية، إلا أن الانقسام الفلسطيني يظل عقبة كبيرة يحول دون استثمار هذه الأجواء، مؤكدًا أن الأداء السياسي الفلسطيني ما زال متفرقاً، ويجب الاستثمار في هذا الدعم العالمي لتحقيق مكاسب.
كما أشار أبو غوش إلى أن الوضع الاستراتيجي ليس في صالح إسرائيل، وأن القضية الفلسطينية عادت لتفرض نفسها على الأجندة العالمية، بعد سنوات من محاولات إسرائيل الاستفراد بالفلسطينيين والتعامل مع الشأن الفلسطيني وكانه شأن داخلي اسرائيلي، حيث تؤكد دول العالم أن إقامة الدولة الفلسطينية يمكن أن تتحقق عبر الاعترافات المسبقة وليس فقط من خلال المفاوضات، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة للصراع ستكون صعبة، لكن يمكن إدارتها بكفاءة عبر توحيد الأداء الفلسطيني. تشكيل حكومة وفاق وطني وبرنامج طوارئ وأوضح أبو غوش أن المطلوب لكسر الجمود هو إعادة توحيد الموقف الفلسطيني على برنامج سياسي موحد بما يعزز مكانة القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، وتشكيل حكومة وفاق وطني تتبنى برنامج طوارئ وتركز على إعادة إعمار غزة، وقطع الطريق على الخيار الإسرائيلي بفصل غزة عن الضفة الغربية، وتمثيل الجميع في المؤسسات الوطنية الفلسطينية على قاعدة اختيار الشعب الفلسطيني لممثليه، مشدداً على أن هذه المؤسسات يجب أن تكون فاعلة ولها دور حقيقي، وليس كما هو الحال الحالي، رغم الحاجة الماسة لدورها بسبب الحرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توفيق الحلاق: لا تهمني الشاشة بقدر اهتمامي بتوثيق الإرث الذي


.. إيران تحذر من خطر تصاعد التوتر في المنطقة نتيجة مغامرة إسرائ




.. الحوثيون يتحدثون عن -عملية نوعية- في إيلات ويتوعدون إسرائيل


.. غارات إسرائيلية غير مسبوقة على مواقع للحوثيين.. كيف يكون تكا




.. المسافة والمسار والأهداف..خريطة القصف الإسرائيلي لليمن