الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لزوم طي صفحة-الحداثوية الزائفة-/5

عبدالامير الركابي

2024 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ماقد عرف على انه "الحداثة" وتكرس بهذه الصيغة على يد الغرب الاوربي بعد انبجاس الاله هناك، هو بالاحرى وتحديدا، "الحداثوية اليدوية"، وهي مرحله واشتراطات لاعلاقة لها ولاتمت بصلة لما مقصود من "حداثة آلية"، الغرب الاوربي غير مؤهل للتعرف عليها وان يكن قد عرف قبل غيره الالة ومفعولها الابتدائي، ويبقى الافظع لهذه الجهه ليس القصورية الايهاميه الغربية بهذا الخصوص، فالقبول بخطاب الغرب الانف الذكر ناهيك عن التماهي معه، يبقى الافظع الذي عم العالم في حينه، وبالاخص وتحديدا، في الموقع المؤهل والمهيأ من دون غيره لان يعدل بحكم كينونته ومكانه المجتمعي التاريخي، ونمطيته، النظر للحظة التاريخيه الحاصلة، ومنطواها الفعلي.
ومع وصول الغرب لارض مابين النهرين، ولدت حالة اصطراع كوني نمطي بين الارضوية الالية، واللاارضوية التاريخيه، حلت مكان الازدواجية التقليدية الاصطراعية بصيغتها المحلوية كما وجدت متبلورة في الدورتين التاريخيتين في ارض مابين النهرين، الاولى السومرية البابلية الابراهيمه، والثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، فمع بداية العشرينات من القرن الماضي، وجد الانكليز وقد احتلوا العراق عسكريا، ان لاوسيلة امامهم الا الرضوخ لاشتراطات تاريخ وبنية المكان، فاعتمدوا نفس اسس البرانيه التي كانت وقتها ومنذ الانهيار العباسي ودخول هولاكو العاصمة الامبراطورية بغداد، ليبدا زمن امتد من 1253 حتى الاحتلال الانكليزي عام 1917 هو سلسلة من تعاقب السلالات والدول واشباه الامبراطوريات الشرقية اليدوية، تتعاقب على الاستقرارفي بغداد عاصمة الامبراطورية المنهارة كنوع من الاحتلال الرمزي الذي لايتعدى العاصمة، مقابل عراق اللاارضوية في ارض السواد، المستقل بدون اعلان كياني وبالاخص منذ القرن السادس عشر مع تبلور" اتحاد قبائل المنتفك" في ارض سومر التاريخيه، وماتبعه بعد الفترة القبلية من الانتقال الى الطور " الانتظاري" لدولة اللادولة المدينيه النجفية.
وسواء بما خص الفترة الاولى القبلية، او الثانيه الانتظارية فان ماكان حاصلا وقتها هو الاصطراعية الازدواجية اليدوية المقابلة من الاسفل، لنوع ونمطية التتابعية البرانيه، الامر الذي تغير وانقلب مع الطور الحالي الغربي من الحضور الاحتلالي البراني بنوعه الالي التوهمي، مقابل حال اللانطقية والقصورية التاريخيه الادراكية الغالبه على طرفي الاصطراع المستجد. ولان ضرورة عبور القصورية الادراكية كانت مستمرة كحاجة فلقد ظل الوعي بالحقيقة الاصطراعية ومترتباتها، وما يفترض ان ينجم عنها، خارج التداول، الامر الذي ادى الى استمرارغلبة التوهمية الارضوية الغربيه ومدعياتها المتعلقة بالالة و الانقلاب الالي، وهو ماقد تجلى بصورة فاصلة في موقف ورؤية الغرب المجتمعية، فلم تتسن وماتزال، امكانيه ازاحة النقاب عن الحقيقة المجتمعية التاريخيه، ومن ثم ماينجم عنها ويترتب عليها، وتحديدا بما خص الازدواج المجتمعي الارضوي اللاارضوي الذي كلما طال امد عدم التعرف عليه كلما كرس ذلك القصورية العقلية الادراكية ازاء الظاهرة المجتمعية ودينامياتها ككل.
والمسالة الاهم التي تحضر هنا من ضمن الايهاميات الغربية، ظاهرة القول بالقومية / الوطنيه الكيانيه، على اعتبارها التجسد الاعلى للتنظيم المجتمعي مع الاله، الامر المجافي للحقيقة جملة وتفصيلا، فالالة هي لحظة تجاوز القومية والوطنيه، والجزيرة المعزوله وسط البحار بريطانيا ماكانت لتكون ماقد صارت عليه ابان الطور الالي، لو انها كانت قد تجسدت وطنيا لا كامبراطورية لاتغيب عن ممالكها الشمس، واذن فان الاله هي حال مافوق وطني، وخاصيته الرئيسية المشار اليها هي احد اهم مظاهر اضطرابه وعدم استقراره مع مايشيعه لهذه الجهه عالميا امبرياليا وهيمنة، كما تنافسا واصطراعا بين "الامبراطوريات" ومافوق الوطنيات، والممارسة التكميليه "للوهم" القومي المشار اليه، تظهر استعماريا عن طريق السعي لاسقاطها على الكيانات المستعمرة التي لم تعرف الانقلاب الالي، وماتزال محكومه لاشتراطات اليدوية، وهو مايتحول في التطبيق كممارسة في موضع الازدواج المجتمعي والكيانيه الاصطراعية الارضوية اللاارضوية كمثال، الى نهج افنائي فاقد للقاعدة او للخلفية التي تدعم وجوده واستمراره، فتجعله في حالة ضعف في التطبيق وخلال الاصطراعية الناشبه.
والاشكال لهذه الجهه ياتي بالدرجة الاولى من تصديق الايهام البراني وموضوعاته المتناقضه مع حقيقته، وبالذات من قبل ابناء البلاد المحتله، لولا ان الاشتراطات الموضوعيه الحالة على العالم منطوية كينونه على ما هو سائر الى انهاء الارضوية الكيانيه، بمعنى حلول طور اللاكيانيه المجتمعية واللاوطنيه القومية، مع انبثاق الالة، بعكس مايجري الترويج له والسعي لتكريسه.ما يكون وقتها عاملا معززا لقوة حضور وفعالية النمطية الاخرى وان تكن ماتزال "غير ناطقة"، ومقابل مساعي الافناء يتزايد حضور النمطية التاريخيه، وتحضر بصفتها البنيوية "عمليا"، وان يكن من دون نطقية لدرجة اكتساب اللاارضوية القدرة على الحضور الاستبدالي، مستعيرة ان لم تكن مستلبة من الغرب، مايعتبره سلاحه الامضى، وبدل القبلية التشكلية العراقية الحديثة الاولى والانتظارية الثانيه يحل على حركة التشكل الصاعدة بظل البرانيه الالية، طور" الشيوعية اللاارضوية" وتلك ظاهرة استثناء لم يسبق ان لوحظت او جرى الاقتراب منها ومن الياتها ومترتبات ولادتها، وسيرورتها الحديثة.
وفي ارض كوراجينا وحمدان قرمط، ارض المشاعية المساواتيه التاريخية الحية، ولدت بعد تجارب فاشلة في العاصمه المنهارة، وموضع البرانيه التاريخي، في ارض سومر من جديد وفي موضع انبثاق "اتحاد قبائل المنتفك" حزب شيوعي ارضوي مافوق ماركسي لينيني، استمر من الثلاثينات حتى ثورة 14 تموز 1958 بصفته الاطار القيادي للتشكلية العراقية الحديثة تحت طائلة الطور البراني الالي الحديث، الامر الذي لايمت للماركسية او اللينينيه بصلة عمليا، ففي موضع اللاارضوية اليوم وتحت اشتراطات التصارعية مع البرانيه الالية تتجلى التعبيرية اللاارضوية، صيغة استبدال وحيازه لمنتج الالية الاقرب لاداء مهمة قيادة عملية الاصطراع مع البرانيه، بتحولها الى مضاد لوجهها البراني التوهمي استنادا لنتاج المكان وتاريخيه وكينونته التشاركية اللااارضوية، لنجد انفسنا امام ضرورة ذات خاصيات كبرى استثنائية، معها يتوجب تحول الوعي البشري للحظة التاريخيه الانقلابيه الالية، بماهي حالة انتقال من "اليدوية" الى " العقلية"، خلافا لما يسعى الغرب لتسييده قصورا وتوهما عن الانتقال من "اليدوية" الى "الاليه"، الامر المخالف كليا للحقيقة التاريخيه ومساراتها، وللكائن البشري وتصيره الانقلابي من "الانسايوان" الى "الانسان" ومن سكان الكوكب الارضي المؤقت، الى قوة مندغمه بالكون اللامرئي، وهو مايوجب، وما يضعنا امام اكبر الثورات الاعقالية فوق الجسدية في التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس اللحظات الأخيرة.. ماذا دار بين الأسد وقادة إيران قبل


.. بعد 32 عاما.. معتقل لبناني محرر من سجون النظام السوري السابق




.. النجم البرتغالي لويس ناني يعلق حذائه بعد مسيرة كروية حافلة


.. مسيّرات أوكرانية تستهدف مروحيات وطائرات روسية في مضيق كيرتش




.. الدروز في الجولان يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد