الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الاحتجاجية بطنجة بين التقاعس و الإحباط

و. السرغيني

2006 / 12 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


بعد المعركة البطولية التي خاضتها ساكنة الأحياء الشعبية بالمدينة طيلة أسبوعين من الشهر الفارط، ضد الغلاء و ضد ارتفاع فواتير الماء و الكهرباء و ضد خوصصة المرافق الحيوية بشكل عام.. عرفت المدينة ركودا ملحوظا وجب الوقوف عن مسبباته حتى يمكن للحركة الاحتجاجية أن تستنهض قواها من جديد خاصة و أن الاستعداد موجود لدى طلائعها و الناشطين في صفوفها من جهة، و من جهة أخرى نجد استمرار نفس سياسة الغلاء بارتفاع فواتير الماء و الكهرباء و الزيادة في ثمن الحليب..
و من المعلوم أن مناضلي الحركة اليسارية قد بادروا بتشكيل هيئات قصدها تنظيم و تأطير حركة الجماهير المناهضة للغلاء و المطالبة بالتراجع عن سلسلة الزيادات في الأسعار، الأخيرة.. و قد سميت هذه الهيئات في الغالب بتنسيقيات مناهضة الغلاء.
و قد قامت فعلا هذه التنسيقيات بالمبادرة لإعلان الاحتجاج في شكل وقفات و اعتصامات و مسيرات بالعديد من المدن و القرى، فاق عددها الستون.. زيادة على تشكيلها لمجلس وطني للتنسيق الذي أفرز بدوره لجنة وطنية للمتابعة.
و في هذا الإطار، أي إطار متابعة هذه الدينامية الاحتجاجية التي انخرطت فيها الجماهير الكادحة بقوة و باستماتة لم تترك لليساريين أدنى فرصة للفرجة أو الانتظار.. فما كان على المناضلين اليساريين سوى الانخراط لممارسة يساريتهم في الفضح و التشهير و التنديد بالزيادات و بالمسؤولين عن الزيادات و بالمتواطئين مع المسؤولين عن الزيادات و عن سياسة الغلاء و خوصصة المرافق الحيوية..الخ
في هذا السياق تشكلت تنسيقية بمدينة طنجة ليس ردا على الأوضاع بل انصياعا لتوجيهات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.. و رغم ما شاب التشكل من ملابسات و صراعات حول العمل و طبيعة التنسيقية من حيث المضمون و من حيث الأهداف.
و بالرغم من توجيهات المجلس الوطني، نداء الرباط و برنامج العمل و البيان الصادر عنه، فقد ظلت بعض الأصوات السياسية بالمدينة متشبثة بتصور الإطار الهلام الفاقد لأي مضمون، إطار لا يختلف في شيء عن "أندية الصداقة" الشيء الذي عارضه بقوة جميع المناضلين اليساريين الذين طالبوا بالالتزام بميثاق الرباط الذي أعلن عن هوية الإطار اليسارية المعارضة و البعيدة عن أي تدخل من طرف الأحزاب الحكومية أو أي صوت يميني يبرر سياسة الدولة في مجال الحرب على القدرة الشرائية لكادحي هذا الوطن..
و قد تبينت نتائج هذه الخلافات مباشرة في ميدان الارتباط باحتجاجات و اعتصامات المواطنين ضد مؤسسة أمانديس المستفيدة من صفقة الخوصصة حيث لوحظ و بجلاء غياب العديد من محترفي النقاشات الصالونية و من عشاق الكراسي و الميكروفونات ـ تجد البعض منهم مسؤول بأربعة أو خمس مكاتب هيئات أو جمعيات و لا تجد سوى طيفه في الساحة ـ إضافة لانعدام المصداقية لدى العديد من المنتسبين إلى التنسيقية خاصة ذوي السوابق في توزيع الوعود خلال الحملات الانتخابية و الذين تلقوا بالمناسبة الدرس الذي لن ينسوه طيلة حياتهم، ألا و هو الطرد بلا رحمة من اعتصامات الجماهير التي كانت صادقة في نعتهم بالسماسرة.
أمام هذه المعطيات و أمام بروز مناضلين جدد من قلب الحركة الجماهيرية الميدانية اتسعت صفوف التنسيقية و بدأت في التبلور وجهة نظر تنحو نحو تحقيق تنسيقية بمحتوى جماهير ميدانية تقدمي و ديمقراطي.. و كان أن أحست أحزاب اليسار الديمقراطي G4 بالتهديد لموقعها الاعتباري في التوجيه و الفرملة، و الحضور و الغياب و التشجيع و الإحباط.. مما دفع بها للانسلال ثم الانسحاب نهائيا من شيء اسمه المناهضة للزيادات في الأسعار.
بنفس العقلية أحبطت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و لنقل التيارات العاملة في مكتبها المحلي، بخفية، وقفتين و في نفس الأسبوع ـ 10 و 14 دجنبر ـ بدون أدنى مبرر واقعي و معقول..
وقفتين كان من الممكن أن تلعبا الدور في تحيين ملف مناهضة الغلاء "دفاعا عن الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية" لولا الحسابات الضيقة و الخوف صراحة من تصورات الملف و آفاق النضال ضد الغلاء التي تحتاج بُعد الرؤيا و الارتباط الميداني الحقيقي و الإجابة الصريحة عن أصل الغلاء و سبل عليه.. الشيء الذي ينتفي صراحة عند أحزاب عند أحزاب G4 بالجملة و المفصل.. فعدا بعض المناضلين من هذه الأحزاب و التي دفعت بهم أصولهم الطبقية و تاريخهم النضالي إلى الانخراط بحماس في هذه الدينامية إَََََضافة لمناضلي الحركات الطلابية و التلاميذية المعطلة.. و سائر نشطاء الحركة الاحتجاجية.. وجدنا دعوات الانبطاح و التقاعس و الفرار من مسؤولية المتابعة و الانخراط جسدتها خطط التحايل على الوقفات التي امتنعت أحزاب يسار G4 التي أبانت بعض الأطراف من داخلها على نزعة تحكمية طالبت و منذ البداية بموقع النيابة عن الجماهير في مطالبها مع الإبداء و بدون تحفظ على نظراتها الاحتقارية في حق الجماهير و في حق مطالب و شعارات الجماهير.
إننا من موقعنا كمنخرطين في التنسيقية و كمساهمين في ملتقيات التنسيقيات الوطنية لنجدد النداء لكافة المناضلين اليساريين التقدميين بالمدينة لمواكبة الحركة الاحتجاجية و للانخراط بقوة إلى خاصة و أن استمرار الزيادات في فواتير و الكهرباء في تصاعد.. ندعو المناضلين و كافة المواطنين المتتبعين و المنخرطين للاستمرار في النقاش و للتأهب لخوض معارك في هذا الاتجاه الذي يهدف إلى إيقاف مسلسل الغلاء و إلى فسخ العقدة مع شركات الخوصصة الإمبريالية.
نحدد النداء كذلك لما تبقى من تنسيقية طنجة بأن تلعب أدوارها المفترضة في التأطير و التنظيم و في اتخاذ المبادرات التنسيقية الوطنية و خاصة الدعوة و التعبئة للمشاركة في مسيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تعلق على مساعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق


.. من بينهم طبيب ومعلم وطالب.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران إسرائيلي




.. مستقبل السياحة في جزر المالديف لن يعتمد على سحر شواطئها فحسب


.. مقتل 7 فلسطينيين وإصابة 9 باقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين




.. بين سليماني ورئيسي .. ما هو سرّ الخاتم؟